جيش واحد شعب واحد
عز العرب حمدالنيل
واقعيا: شعار أُفرِغ من معناه
مثل الكثيرين من أبناء شعبنا أندهش و يندهشون لحرب تنماز بملامح تجعلها فريدة في البؤس و إعمال كل ما من شأنه إذلال الشعب و قتله و سرقة شقاء عمره بدوافع لا بد من أن تجعل المتأمل من علماء النفس الاجتماعي الوقوف مليا عندها ( و عندها تداخل الظلام و البوار و الفجيعة).
لن يمتد حبل الكذب أكثر من ذلك لقوم تقوم دعوتهم أصلا على الكذب، و دعني يا صديقي من شعار الله أكبر الذي لا يجاوز التراقي إذ لا يستقيم أن يترافق الشعار مع بغر البطون و تقطيع الأحشاء و جزّ الرؤوس.
أشعل الإسلاميون الحرب ظنا منهم أنهم سيعودون للسلطة انتصارا على الفترة الانتقالية التي أتت عبورا على طريق ثورة ديسمبر المجيدة التي (جاء أشراطها) و ذروة سنامها أن يذهب حكم الإسلامويين إلى مذبلة التاريخ اعتمادا على إزالة تمكينهم في مؤسسات الدولة لكل الفاسدين و المفسدين ( الذين جعلوا المجتمع عضين) تقوم قوائمه على المال و الفوارق الطبقية التي برزت ملامحها في بلادنا إثر حكمهم البغيض.
لا يتورع الإسلامويون من حملهم لزق الكذب بأنهم يديرون حربا للكرامة ضد صنائعهم الذين أشرفوا على تدريبهم و تخريج دفعاتهم على رؤوس الأشهاد بل و ألهاهم تكاثر أعدادهم على حساب الجيش المختطف، و ( هل أتاك حديث الجنود) ؟ إنهم يدفعون الرشاوى للالتحاق بالدعم السريع أو الارتزاق على مائدة عاصفة الحزم في الخليج الذي يهاجمونه في العلن و ينادمونه سرا في طاولة من ذهب هبط بها الوحي ليلا من نواحي بورتسودان. أسفر هؤلاء القوم بوجههم القبيح و ملأوا الأسافير يسبون ثورة ديسمبر المجيدة و يسخرون منها ليؤكدوا للناس أجمعين أن حربهم ضد الشعب فكلا طرفي الصراع يُعمل مهارته في ذلك فالقائد كيكل المخلوق السيامي صنيعة الاستخبارات مثل أصحاب الرس من جلباب ترك و شيبة و شورى الجعليين و تمبور ثم الخاصة من نواعم البراء و المقاومة الشعبية و أخر متشابهات تمضي في شعاب القبائل.
دخل كيكل المدينة فاتحا مرتين دون إراقة دماء إلا دماء المواطنين العزل لابسا عباءة الفريقين ليصبح بطلا قوميا بدلا عن متمرد ( و إن جنحوا للسلم فاجنح لها) ، إنها عبقرية نون النسوة عند هؤلاء الضلاليين و الضلاليات يكرهون الشعب و ثورته قياما و قعودا و على جنوبهم يسرقون موارده بلا حياء و لا يتفكرون... لماذا ؟ لأنهم يكرهون الوطن و يصفون الوطنيين بالعمالة و هم العملاء: ألم يحدثونكم عن الجنرال البرهان الذي خطب ود إسرائيل دون أن يطرف له جفن مناصرا للتطبيع من وراء ظهر حكومة الانتقال و ذاك ما رفضه حمدوك تجاوزا من أجل شراكة تقوم على الحقوق و الواجبات.
دعك من هذا ، ألم يخاطب البشير زعيم روسيا بوتين خاطبا وده حاميا من بطش أمريكا ! بل من أين أتت المنحة التي شيد بموجبها مبنى المؤتمر الوطني في شارع أفريقيا!
نعم يا سادتي لقد عربد الدعم السريع في حرب تجاوزت زعم أنها ضد الفلول و الفلول معه يقاتلون و يحرقون الزرع و الضرع و يهدمون البيوت و يقتلعون أسقف المنازل و غير ذلك من أفعال تجعل المرء يحار من سمة هذه الحرب و بات الشعور في حنايا البعض بأنها حرب فلول ضد فلول على أسس عرقية يدفع قرابينها الشعب كافة.
دخل الجيش مدينة ود مدني مع كيكل في نسخته الثانية و التبس على العامة أن اللصوص و النهابين و زوار الليل لبيوت المواطنين يروعونهم و يسرقون ما خف وزنه و غلا ثمنه هم أنفسهم الفاتحون يستبدلون زيا بزيّ...
ما مورس في قرى و حلال الجزيرة على أيادي قوات الدعم السريع رفع وتيرة التنادي للمقاومة الشعبية على أساس قبلي(الحديث يدور في الأسافير ) ، و جغرافي ( درع البطانة ) و هذه فخاخ منبتها عدم قدرة القوات المسلحة على حماية المواطنين ، إذن لماذا تركت الباب مقفولا أمام الاستيعاب في الجيش؟ إنها خبائث الإسلامويين إلا أن الرياح أتت بما هو أكبر ( إنها الحرب قد تثقل القلب )، و كان الجنرال البرهان قد استعصم و الحرب في بدايتها على أن تكون الشرطة بمنأى عن حمل السلاح دفاعا و شرع قبول حمله للمدنيين كفاحا.
مارس الدعم السريع على عقيدة الجنجويد الراسخة القتل على الهوية حسب الراسخ عنده ( شبهة الانتماء للفلول بلا معايير سوى أنك من دار صباح اشتباها، الحصول على ما خفّ وزنه و غلا ثمنه بالتي هي أحسن و بالتي هي أسوأ و تلك ثقافة التغنيم عندهم).
و بعد دخول الجيش مدني لاحقته الاتهامات بانفتاح الباب واسعا للتصفيات بناء على الهوية و شبهة التعاون مع الدعم السريع دون أسانيد و هذا فصل من فصول الغبائن و الثارات لمن ينتظرون السوانح لبث روح الانتقام مما جعل دائرة التسامح تضيق شيئا فشيئا و روع المواطنون لهول ما تعج به الأسافير من وجه قبيح أسفرت عنه هذه الحرب المدمرة لشعب طالما اقترن فعله بالفضائل.
تعددت القوى التي تحمل السلاح من رحم الجيش الخصبة أو تلك التي ولدت تنشد العدالة في توزيع السلطة و الثروة ، و حفيت الأقدام في نظام الإنقاذ البائد جيئة و ذهابا لأبوجا و الدوحة للجلوس في موائد التفاوض من أجل التوصل لاتفاق سلام عميم على طريقتهم عبر التجزئة و زرع الألغام في ( عراميس) المكونات القبلية و الاجتماعية و الأهلية. و ما انفكت هذه الرحم تتناسل بالدرب الأعوج فأصبحت القوات المسلحة جيوشا متعددة و السلاح في أيدي العامة من قوى قبلية و جهوية تقودها كتائب الإخوان المسلمين و بذلك انفتح الباب واسعا إلى الدخول من باب ( الجيش الما واحد ) إلى فضاء ( الشعب الما واحد ) فهل إلى مرَدٍ من سبيل ؟
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
«القاهرة الإخبارية» اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني والدعم السريع في الفاشر
اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في شمال شرق مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، غربي السودان.
وأكد مراسل قناة «القاهرة الإخبارية»، محمد إبراهيم من بورتسودان، أن الجيش السوداني أقام هجوماً جوياً على تجمعات ميلشيا قوات الدعم السريع أودى القصف الجوي بحياة الكثير منهم وسقوط خمسة من عناصرهم وفرار عناصر أخرى.
وأضاف مراسل «القاهرة الإخبارية» أن الاشتباكات امتدت إلى جنوب وشمال الفاشر، مؤكدًا أن قوات الدعم السريع تحاول السيطرة على المدينة بأكملها، بينما يحاول الجيش السوداني الوقوف أمام تلك الهجمات.
القتال في الفاشر أصبح يوميًاوأشار مراسل «القاهرة الإخبارية» إلى أن القتال في المدينة أصبح يوميًا، مضيفًا أن هناك 4 ولايات تحت سيطرة قوات الدعم السريع، وتوجد محاولات من هذه القوات للتسلل إلى العاصمة الخرطوم.
كما تابع بأنّ الجيش السوداني حقق تقدماً في عدة جبهات، وأن هناك توقعات باستمرار الاشتباكات، خلال الأيام المقبلة، مؤكدًا توتر الأوضاع ولكنها في صالح الجيش السوداني لأنه متصدي للهجمات.