سودانايل:
2025-04-15@09:31:10 GMT

لماذا لم تصمد “تقدم”؟

تاريخ النشر: 13th, February 2025 GMT

"تقدم"، المتحوّرة من "قحت"، بمثابة الجسم المدني الحاضن لإرث ثورة ديسمبر المجيدة، وهي تحالف حزبي مهني سياسي ثوري، جمع لون طيف لا بأس به من فسيفساء المجتمع السوداني، وتوج شرعيته بدخول الدكتور عبد الله حمدوك رئيساً لحكومة الانتقال، الرجل الذي حظي بشبه اجماع من روّاد التغيير وغالب الشعب، الذي وجد فيه مصداقية الطرح وشفافية الممارسة، فظل كاريزما مؤثرة ومقبولة الى حد ما، من عموم قوى الحراك المدني، حتى انقلب الشق العسكري على حكومته، وبعدها تم فرض واقع مأساوي أدى لنشوب الحرب، التي غيّرت الموازين وقسّمت الناس لمصطفين مع فلول النظام البائد من منطلقات جهوية وأيدلوجية، وبالمقابل انبرت المجتمعات المهمشة لمناصرة قوات الدعم السريع، التي رأت فيها وجهاً منصفاً لاسترداد حقوقها، وهذا الانقسام لم يكن بعيداً عن تحالف "تقدم"، فلقد هتف بعض مناصروها (الجنجويد ينحل)، داخل قاعات المؤتمر التأسيسي، فانبرى احد التقدميين الدائن بالولاء للدعم السريع بصد الهتاف، وحدثت جلبة بالمكان تدخل على إثرها الحكماء، وذات المؤشر الدال على الانقسام سمعناه بلندن، حينما ذهب الدكتور حمدوك لاجتماع "شتم هاوس"، فارتفعت الأصوات المطالبة بحل قوات الدعم السريع، التي يراها المهمشون اليد التي لا بديل عنها في كسر بندقية الظالمين، لم يصمد تحالف "تقدم" لأنه حمل بذور فنائه منذ انطلاقته الأولى، فقد صمت بعض الراكزين فيه عن البوح بمناصرتهم لجيش الإخوان، وكذلك فعل بعض من يوالون قوات الدعم السريع، فالحرب وان طالت ايامها لابد وأن تكشف عن السبب العميق لاندلاعها، وجاء ذلك بعد دخول الجيش الاخواني مدينة ود مدني بعد انسحاب غريمه، ففرح وجدي صالح رائد التفكيك، وابتهج خالد سلك أمين سر حزب المؤتمر السوداني.


لقد تأخّر السياسيون كثيراً عن إعلان موقفهم من الحرب، وهذا بدوره كبل الحراك المدني، فتلبس قادة "تقدم" الحالة الرمادية المختبئة خلف شعار "لا للحرب"، ما مكّن طرفيها من الاستحواذ على المشهدين السياسي والعسكري، إذ أنه لم يكن الشعار الرافض للحرب بذلك القدر من المبدئية، فجل الذين رفعوه تواروا خجلاً عن كشف مواقفهم الحقيقية، تجاه المؤسستين العسكريتين المتصارعتين، وهذا المسلك هو تكرار لما سبق من تماطل للقوى المدنية، ممثلة في الأحزاب الثلاثة الكبيرة، في خمسينيات وستينيات القرن المنصرم، فالمماطلة السياسية ارهقت جسد الدولة لما يقارب السبعين عاما، وما آلت إليه البلاد من حرب شاملة جاء بسبب إدمان هذه النخبة الثلاثية القديمة المتجددة للترف الفكري، والتراكم الكمي والنوعي المستمر للخيبات الوطنية أفرز الصدام المسلح، كحتمية تاريخية لا فكاك عنها، وسحباً على ذلك انقسمت "تقدم" بين مجموعتين، إحداها كفرت بالدولة القديمة وأعلنت سعيها للتأسيس الجديد، والأخرى رفضت هدم القديم وإعادة التأسيس والترميم، فتحججت بالهيكلة والإصلاح والحفاظ على الرمزية القديمة لمؤسسة الدولة، الأمر الذي كفرت به المجموعة الأولى كفراً بواحاً لا توبة ولا أوبة فيه، وأمسى ضرورياً اعلان المفاصلة والتسريح بالإحسان، مهما كان الثمن، حتى ولو أدى ذلك إلى المجازفة بوحدة التراب، هكذا يقول لسان حال الكافرين بعبادة الصنم القديم، فلم يعد في العمر بقية وللصبر حدود، خاصة وأن وجه الحرب الجهوي الصارخ أخذ في المثول رغم تفاؤل الرومانسيين، فمن قبل، حينما تخاصم الاخوان جهوياً في مفاصلتهم الشهيرة، كانوا يلوحون بأيديهم أن لا أمل في مواصلة المسير مع من لا يتمتع بالنية الصادقة في الإمساك بالمعروف.
اذا كانت سلطة بورتسودان الاخوانية غير الشرعية قد استمالت اليسار الجهوي لصفها، وغازلت بني عمومتها وانفرجت اساريرها، فإنّ الأوان قد آن لكي يكاشف الساسة الصفويون شعوبهم بالحقيقة الراسخة، وهي استحالة المضي معاً على ذات الدرب القديم، ووجوب الإقرار والاعتراف بما حاق بالأجيال من عنت ومشقة وضياع، وراء الركض من أجل تحقيق المشروع الرومانسي الجميل المتخيل، فحقن الدماء أولى من الإصرار على عبادة البقرة المقدسة غير الحلوب، وليس صحيحاً ما يروج له الماسحون على قشور الجروح الوارمة، من أن الانقسام ظاهرة صحية وخصيصة ديمقراطية، ليس الأمر كذلك، إنّ الانقسام المتوالي حول المبادئ الأساسية، لهو مهدد وطني ماثل وملحوظ يجب الانتباه له، فلا يمكن بأي حال أن يكون الانقسام المفضي للانفصال بالأمر المستسهل وطنياً، بل هو انعكاس لأزمة مستحكمة ومرض قديم متجذر، لن يشفى منه الجميع الا بمواجهة انفسهم، فالرؤية المركزية المتحوصلة حول نفسها فصلت جنوب السودان، وها هي تجير كسب الثوار لتصب عصيره المعتق في ماعون القتلة والمجرمين، من بقايا النظام البائد في بورتسودان، فالانحياز العرقي والانعطاف الجهوي اليوم هو الموجّه لبوصلة السياسة والدائر لشئون الحكم، لكن الناس يغالبون هذه الحقيقة بالنكران، رغم أنها تطل بوجهها الصارخ بين الفينة والأخرى، فهل كتب على السودانيين أن يصارعوا طواحين هواء وهم الوحدة الكاذبة البائن في التطورات الأخيرة؟.

إسماعيل عبد الله
ismeel1@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

“الأحوال المدنية المتنقلة” تقدم خدماتها في 53 موقعًا بالمملكة

ضمن مبادرة “نأتي إليك” التي تنفذها وكالة وزارة الداخلية للأحوال المدنية للجهات الحكومية والخاصة، ومبادرة “موجودين” الموجهة لخدمة المحافظات والمراكز والقرى البعيدة عن مكاتب الأحوال المدنية، تقدم الوحدات المتنقلة للأحوال المدنية خدماتها للرجال والنساء في “53” موقعًا بالمملكة.
وبدأت الوحدات المتنقلة للأحوال المدنية في منطقة القصيم بتقديم خدماتها اليوم للنساء في محافظة أبانات، ويوم الاثنين للرجال في متوسطة جابر بن عبدالله بمركز الفوارة لمدة ثلاثة أيام لكل منهما، وفي متوسطة مجمع الشيخ محمد بن إبراهيم الخضير بمحافظة رياض الخبراء، وللنساء في الابتدائية السابعة والتسعين بمدينة بريدة، والثانوية الأولى للبنات بمحافظة البدائع لمدة يوم لكل منهما، فيما تُقدم الخدمة يوم الثلاثاء للرجال في متوسطة وثانوية النبهانية لمدة ثلاثة أيام، وفي الشركة السعودية للكهرباء ببريدة، وللنساء في الثانوية الثالثة والثلاثين والابتدائية السادسة والخمسين ببريدة، والثانوية الرابعة بمحافظة البدائع، والمتوسطة والثانوية الثانية بمحافظة رياض الخبراء، ويوم الأربعاء في المتوسطة الأولى بمحافظة البدائع لمدة يوم لكل موقع.
وتقدم الوحدات المتنقلة في منطقة عسير خدماتها اليوم للرجال والنساء في محافظة الفرشة لمدة أسبوع، وفي محافظة الأمواه لمدة أربعة أيام، وفي مركز صمخ بمحافظة بيشة لمدة يومين، وللرجال في مدرسة الملك عبدالعزيز الابتدائية بمحايل عسير لمدة يومين، وللنساء في متوسطة وثانوية شواص بمحافظة بلقرن، ومتوسطة وثانوية آل الشيخ بمحافظة النماص، ويوم الاثنين في متوسطة وثانوية عفراء بمحافظة بلقرن، ويوم الثلاثاء للرجال في متوسطة وثانوية البظاظة بمحافظة بلقرن، فيما تقدم الخدمة يوم الأربعاء في متوسطة سعد بن أبي وقاص بمحافظة بلقرن، ويوم الخميس في ثانوية أبو بكر الرازي بمحافظة خميس مشيط، وفي مركز بني عمرو بمحافظة النماص لمدة يوم لكل موقع.
وفي منطقة مكة المكرمة تقدم الوحدات المتنقلة خدماتها اليوم للرجال في مركز قيا وثانوية القيروان بالطائف، ويوم الاثنين في مركز أبو راكة، ومتوسطة الأندلس الأهلية بالطائف، ويوم الثلاثاء في ثانوية الحرمين بالطائف، فيما تقدم الخدمة يوم الأربعاء في ثانوية الملك عبدالله بالطائف، وللنساء في مقر مبنى الخطوط السعودية بجدة، ويوم الخميس للرجال لمدة يوم لكل موقع.
وتقدم الوحدات المتنقلة بمنطقة الجوف خدماتها للرجال يوم الاثنين في ابتدائية أبي جعفر الطيار بطبرجل، وللنساء في الابتدائية الثامنة بطبرجل، والمتوسطة الثالثة عشرة بالقريات، ويوم الثلاثاء في طبرجل للرجال في الثانوية السابعة، وللنساء في ابتدائية المعتصم بالله، وابتدائية التحفيظ الثانية لمدة يومين لكل موقع.
وتقدم الوحدات المتنقلة في المنطقة الشرقية خدماتها للنساء يوم الثلاثاء في المتوسطة الأولى للبنات، والابتدائية العاشرة للبنات بالدمام، ومدراس تلال الظهران الأهلية، والمتوسطة الأولى للبنات بالخفجي، ويوم الأربعاء في الابتدائية السادسة للبنات بالخفجي لمدة يوم لكل موقع.
وفي منطقة الباحة تقدم الوحدات المتنقلة خدماتها اليوم للرجال في مركز وادي رما بمحافظة الحجرة، وللنساء في مدرسة أم عمارة بمحافظة المندق، ويوم الثلاثاء للرجال في مركز بني عطا بمحافظة الحجرة، وللنساء في متوسطة أسماء بنت النعمان بالجوفاء بمحافظة المندق، ويوم الأربعاء للرجال في متوسطة الأمير مشاري بمحافظة المندق لمدة يومين لكل موقع.
وتقدم الوحدات المتنقلة بمنطقة حائل خدماتها يوم الأربعاء للنساء في المتوسطة الأولى للبنات بمحافظة بقعاء، والمتوسطة الثالثة للبنات بحائل، ويوم الخميس في ابتدائية الثقافة للبنين بمحافظة بقعاء لمدة يوم لكل موقع.
وفي منطقة نجران تقدم الوحدات المتنقلة خدماتها اليوم للنساء في مدرسة يدمه بمحافظة يدمه لمدة يومين، وفي مستشفى القوات المسلحة بمحافظة شرورة لمدة يوم، وللرجال في محافظة ثار لمدة أسبوع وللنساء يوم الأربعاء لمدة يومين.
وتقدم الوحدات المتنقلة بمنطقة الحدود الشمالية خدماتها يوم الاثنين للنساء في محافظة العويقيلة، ويوم الاثنين للرجال في مركز لينة لمدة ثلاثة أيام لكل منهما.
وتوفر الوحدات المتنقلة للمستفيدين والمستفيدات، خدمات السجل المدني كإصدار بطاقة الهوية الوطنية وتجديدها وبدل تالف عنها.
وتعد الخدمات المتنقلة من أبرز وسائل تقديم الخدمة الميدانية في الأحوال المدنية؛ لما تقدمه من تسهيلات لعموم المستفيدين من الرجال والنساء، وإسهامها في اختصار الوقت وتقليل الجهد على المستفيدين.

مقالات مشابهة

  • السودان: نزوح عشرات الآلاف من مخيم “زمزم” بعد اقتحامه من قوات الدعم السريع
  • “الدعم السريع” تؤكد سيطرتها على معسكر زمزم في الفاشر
  • “صمود” يدين الجرائم والانتهاكات الجسيمة التي نتجت عن هجوم قوات الدعم السريع على معسكر زمزم للنازحين بشمال دارفور
  • الحدث الذي دفع “أبو عبيدة” للتذكير بـ”الاسناد اليمني”
  • قيادي إسلامي: الدعم السريع يخوض حربه بشعار “التاءات الثلاثة
  • “الأحوال المتنقلة” تقدم خدماتها في (53) موقعًا حول المملكة
  • أميركا تندد بهجمات “الدعم السريع” على مخيمات للنازحين في دارفور
  • “الأحوال المدنية المتنقلة” تقدم خدماتها في 53 موقعًا بالمملكة
  •  “الدعم السريع” يستمر في هجماته على مخيمات النازحين بــ”الفاشر” 
  • شاهد عيان يروي لـ “تاق برس” حقيقة الأوضاع في الخرطوم بعد خروج الدعم السريع  “فيديو”