سودانايل:
2025-01-03@15:55:30 GMT

المصداقية المفقودة

تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT

عصب الشارع -
رغم ما تصوره المقاطع التي تطوف منصات التواصل الإجتماعي من بشاعة وفظائع للمعارك العبثية التي مازالت تدور حتي الآن في العديد من مناطق العاصمة وأهمها بكل تاكيد مايدور داخل مدرعات الشجرة والمهندسين أم درمان إلا أن الغموض مازال يكتنف الوضع الحقيقي مع خروج تصريحات من الجانبين بتأكيد تحقيقهم نصر حاسم حتي فقد الجميع الثقة بمصداقية الطرفين.

.
المواطن المغلوب على أمره والذي يقف على الحياد وكل مايهمه أن يخرج سالما من القنابل والرصاص الطائش وضرب الطيران العشوائي تنتظره (معركة) جديدة وهو يترقب النهاية ليعرف من هو (المتسلط) الجديد عليه ويفكر في كيفية الخلاص منه وقد انقسم الي قسمين: فالبعض يرى أن الخلاص من الجنجويد أسهل مستقبلا من الخلاص من الكيزان بينما يرى البعض الآخر أن التعامل مع الكيزان أسهل من التعامل مع الجنجويد وبالتالي هو يستعد للمصادمة مع (المستعمر) الجديد..!!
وما يجري يجعل القناعة تزداد بضرورة خروج الطرفين (الجنجويد والفلول) معاً من المعادلة السياسية بصورة نهائية ويجعل من متابعة تلك المقاطع رغم بشاعتها نوعاً من (حب الاستطلاع) حيث يتابع الجميع دون أي اكتراث حتى دون أن يترحم احد على هؤلاء الضحايا المساكين المخدوعين من الطرفين حيث يستغرب البعض كيف وصل هؤلاء إلى هذه المرحلة من إستلاب الإرادة حتى تحولوا إلى وقود لهذه المعارك بلا فائدة ترجى..
المصيبة أن المعارك الوطنية التي تنتظر لجان المقاومة حال إنتصار احد الطرفين ربما تكون أعنف من المعارك الدائرة اليوم لذلك هم يتابعون ويسألون الله ألاّ يحقق طرف من الطرفين إنتصاراً حاسما وأن يصلا لمرحلة الجلوس على مائدة التفاوض بعد أن تنهار قواهما تماماً، فنشوة (الإنتصار) قد تجعل الطرف المنتصر (متعنتاً) في مطالبه وما يعلنه الطرفان بعدم الرغبة في الحكم سيتغير تماماً اذا انتصر..
عموما فان الشعب السوداني كما ظللنا نكرر لايهمه كثيراً من المنتصر أو من المهزوم بل يهمه في نهاية المطاف أن ينعم بحكومة مدنية ديمقراطية بعيداً عن العسكر والفلول والجنجويد، تعمل على إعادة إعمار ما دمره هذا الثالوث ..
ولن يتوقف هذا الأمل طالما أن روح الثورة مازالت مشتعلة في النفوس، وأن هذا الشباب الذي قدم الكثير من التضحيات مازال يحمل حرية .. سلام .. وعادلة .. وان المدنية هي خياره الأوحد
ونظل نردد القصاص أمر حتمي
والرحمة والخلود للشهداء الابرار
والثورة مستمرة...
الجريدة  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

تهنئة رئيس تشاد للبرهان: بداية نهاية الجنجويد الذين أتي بهم الكيزان لقلب نظام تشاد.

كلام أحد منسوبي حركة العدل والمساواة بخصوص تهنئة رئيس تشاد للبرهان يفتقد الحكمة حين وصفها ،أي وصف التهنئة، بالنفاق.
أظن من الحكمة عدم شد شعرة معاوية بين الحكومتين اللدودتين منذ قدوم حكومة الكيزان الي السلطة عام 1989بانقلاب البشير و قدوم حكومة الانقاذ التشادية بثورة كفاح مسلح عام 1990 برئاسة المرحوم إدريس دبي . وبعد وصول هاتين الحكومتين إلي السلطة في الجارتين الشقيقتين انقلبت العلاقات الأخوية والودية التي كانت سائدة بينهما منذ استقلال كليهما إلي عداوة شرسة بسبب محاولات حكومة الكيزان في السودان اقتلاع حكم إدريس دبي لأنه في رأيهم يمثل الزغاوة الذين صنفتهم حكومة الكيزان بأنهم المهدد الرئيس لحكمهم في السودان ، فكانت الهجمات الشرسة المتكررة علي تشاد بغية إسقاطها وإحلال عرب الشتات الجنجويد محلها لان الكيزان يعتقدون أنه لابد من إنشاء حزام عربي في دارفور يكون سدا منيعا ضد تكرار محاولة الشهيد بولاد للولوج الي السودان وانتزاع الحكم من الذين استأثروا به سنين عجافا منذ الاستغلال (وليس الاستقلال!), علي أن يؤمن هذا الحزام الأمني حكومة عربية في انجمينا تضمن استمرارية الحزام العربي والذي مهد له حكومة الصادق المهدي بتبني مشروع التجمع العربي .
وقد ساهم الزغاوة بقدر كبير في إيصال دبي لحكم تشاد وتمكينه وتأمين حكومته إلي الآن.
وما تفعله حكومة تشاد مما يبدو أنه دعم للجنحويد هو في جوهر الحقيقة إضعاف الجيش السوداني الذي حاول إسقاط حكم أبيه مرات عديدة وتأليب المعارضة التشادية بدعم لا متناهي من كل النواحي وفشلهم في ذلك ، ففي إضعاف الجيش السوداني سد الطريق لمحاولات لاحقة عملا بأن التاريخ سيعيد نفسه وستعيد أي حكومة قادمة في السودان الكرة لإسقاط حكومة تشاد طالما بقيت قيادة الجيش السوداني علي النمط المعروف عليه منذ الاستقلال وطالما بقيت فكرة تصنيف الزغاوة بأنهم المهدد الرئيس لحكم الكيزان ومن هم علي شاكلتهم بمن فيهم قحت خاصة إذا نجح الكيزان للعودة إلي السلطة والعياذ بالله.
وليعلم الجميع بأنه إذا ظلت الحكومة السودانية حكرا لنفس النخبة المعروفة عسكرا كانوا أو مدنيين فإن نظرتهم إلي الزغاوة هي هي لن تتغير ولن تتبدل، وإذا سقطت حكومة تشاد فإن الوضع سيكون كما كان من ذي قبل ويتم طحن الزغاوة بين حجري رحي حكومة سودانية نمطية كارهة لهم وبين حكومة تشادية موالية للحكومة السودانية.
إذا ، فمن الحكمة ترك الخوض في الجانب التشادي والتركيز علي تنظيف الجنجويد من البلاد والعمل علي أخذ النصيب المستحق والعادل من كعكة السلطة في السودان بعد كل هذه التضحيات من الزغاوة في الحيلولة دون وقوع البلاد في أيدي الجنجويد بصمود الفاشر والشرق والشمال بفعل قوات المشتركة والمستنفرين جنبا الي جنب مع الجيش.
أخيرا ، ليست تشاد هي من بحثت عن حميدتي في الفيافي والصحاري والخلا وأتت به وسلحته وصنعت له الدعم السريع وجعلت منه جيشا موازيا للجيش الوطني ،بل واكبر منه و جعلت حميدتي أغني من الدولة السودانية. معروف من أتي بالجنجويد وليتحملوا المسؤولية كاملة دنيا وآخرة عن كل ما حدث للعباد والبلاد في السودان.

د محمد علي سيد الكوستاوي
القاهرة. ٦إكتوبر

 

kostawi100@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • بفضل صورة قديمة.. الشرطة البريطانية تكشف مصير شيلا فوكس المفقودة منذ أكثر من 50 عامًا
  • رصد أكثر من ألف سيارة مفقودة خلال الحرب بمحلية بحري
  • دفن أكثر من (٤٦٢) جثة من منسوبي مليشيا الجنجويد بشمال دارفور
  • المصداقية والنزاهة.. 15 ممارسة لا أخلاقية في البحث العلمي
  • عاجل | المصداقية والنزاهة.. 15 ممارسة لا أخلاقية في البحث العلمي
  • في ظل تصاعد المعارك.. قرار ولائي بإزالة العشوائيات في مدينة بحري
  • تهنئة رئيس تشاد للبرهان: بداية نهاية الجنجويد الذين أتي بهم الكيزان لقلب نظام تشاد.
  • ???? عثمان عمليات المهندس الميداني لانقلاب الجنجويد، الرجل الذي استعجل الصعود
  • شيخ الجنجويد عيسى سليمان : قصص لا تصدق وثائقي
  • الجنجويد يشعرون بأن الجميع سيتخلى عنهم.. لو كنت مكان البرهان سأفتح خط تفاوض معهم