سودانايل:
2024-09-18@17:44:13 GMT

تلاشي الأمل

تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT

كيف اندثرت أحلامنا البسيطة وتلاشت مع مرور الزمن. كان لدينا طموحات صغيرة، آمال ترتسم في أفق أفكارنا، ولكن الواقع للأسف لم يكن كما توقعنا. حُلمنا بوطن حر ومزدهر، حيث يعم العدالة والازدهار على الجميع، ولكن التحديات والصعوبات طغت على تلك الأماني.
قد نشعر بخيبة أمل حين ننظر إلى الوراء، ولكن لا يمكننا أن نفقد الأمل تمامًا.

فالأحلام لا تموت، بل تتحول وتتغير شكلها. فلنتعلم من تجاربنا ولنستمر في السعي نحو بناء وطن يحقق تطلعاتنا، حيث يكون الحرية والعدالة هما الأساس. على الرغم من التحديات، يبقى الأمل مشعًا في قلوبنا، فقد يأتي يومًا تتحقق فيه أحلامنا وترتسم آفاق جديدة لوطننا المنشود.
تعد الحروب من أكثر الأحداث المدمرة والمفجعة في تأثيرها على الشعوب والمجتمعات. واحدة من هذه الحروب هي الصراع الذي اجتاح السودان منذ الخامس عشر من أبريل 2023 مما أسفر عن تدهور الحياة وانهيار الأحلام للكثير من السكان. يتسبب استمرار الحرب لمدة تقترب من خمسة أشهر دون أي أفق للحل في تضعيف آمال السودانيين وترك بصمات عميقة على نفوسهم ومستقبلهم.
إذ تتراكم تداعيات الحرب الطويلة على النفوس السودانية، حيث يعيش الناس في حالة من الخوف المستمر وعدم اليقين. يصاحب ذلك انعدام الأمان والقلق على الأحباء والممتلكات، مما يؤدي إلى تدهور الصحة النفسية وزيادة حالات الاكتئاب والقلق. وعلى الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي، تتأثر الحياة اليومية للسكان بشكل سلبي. حيث تعطلت الأعمال وتوقفت الفرص الاقتصادية، مما أثر على قدرتهم على تلبية احتياجاتهم الأساسية وتحقيق أحلامهم. تزايدت حالات الفقر وانعدام الوسائل المعيشية، مما أثر بشكل كبير على جودة الحياة وآمال المستقبل. تعدُّ التعليم والثقافة ركائز أساسية لبناء المجتمعات وتطورها. كما أن الحرب واستمرارها تسببا في تدهور الوضع التعليمي والثقافي في السودان. تعرضت المدارس والجامعات للتدمير والإغلاق، مما أدى إلى انقطاع مسارات تعليم الشباب وحرمانهم من فرص التعلم والتطوير الشخصي.
إن الحرب الطويلة وعدم وجود أمل قريب في نهايتها يؤثر بشكل كبير على أحلام وطموحات السودانيين. يصبح من الصعب بناء مستقبل مشرق عندما يكون هناك تهديد مستمر للأمن وعدم استقرار في البلاد. تتلاشى الطموحات المهنية والشخصية تدريجياً، ويتحول الاهتمام إلى البقاء على قيد الحياة وتأمين الاحتياجات الأساسية فقط. يواجه السودان تحديات جسيمة نتيجة للاستمرارية الطويلة للحرب وعدم وجود حلاً قريبًا.
د. سامر عوض حسين
22 أغسطس 2023

samir.alawad@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

حوار حول الجهود الدولية لوقف حرب السودان

في منتصف الأسبوع الثاني من الشهر الجاري، وضمن مجموعة من القيادات السياسية وقيادات المجتمع المدني والشخصيات المستقلة، شاركت في جلسة حوار حول جهود الوساطة الدولية والإقليمية لوقف الحرب في السودان. ناقشت الجلسة أوجه التقدم والقصور في هذه الجهود، والعوامل المتسببة في ذلك، كما ركزت على الاستراتيجيات التي تمنح الأولوية للملكية السودانية لعملية السلام ولمعالجة الأسباب الجذرية للحرب. توافق المشاركون على عدة نقاط تمت مشاركتها مع الوسطاء الدوليين عبر لقاء إسفيري تلى الجلسة مباشرة. ولقد رأيت من الواجب ومن المفيد أن أشارك القارئ في مقال اليوم أهم ما جاء في هذه النقاط.
أكد المشاركون أن الدور الأساسي لايقاف الحرب يقع على عاتق القوى السياسية والمدنية السودانية. لذلك، لا يمكن الوصول لوقف إطلاق النار بدون توافق هذه القوى على رؤية، أو إعلان مبادئ لأسس إنهاء الحرب، تخاطب جذور الأزمة السودانية، وتجيب على الأسئلة المرتبطة بمستقبل قوات الدعم السريع وبقيادة القوات المسلحة الحالية، والمحاسبة على جريمة إشعال الحرب وما تبعها من انتهاكات، وتتضمن تصميم العملية السياسية والفترة الانتقالية بعد توقف الحرب على أساس العودة إلى مسار ثورة ديسمبر/كانون الأول، والمحافظة على وحدة البلاد ضمن نظام فيدرالي ديمقراطي يعبر عن التعدد والتنوع، وبناء جيش واحد مهني وقومي ينأى عن السياسة والنشاط الاقتصادي، وتفكيك البنية الشمولية لنظام الإنقاذ، وأن تتسم العملية السياسية بالشمول ولا تستثني سوى حزب المؤتمر الوطني المحلول وواجهاته.
أكد المشاركون على أهمية أن تسبق جهود الوساطة الدولية والإقليمية مشاورات واسعة مع الأطراف السودانية، وأن تتلافى ما شاب الجهود السابقة من قصور بتنسيق وتكامل الجهود المختلفة وتوحيدها في منبر واحد وتفعيل وإحكام آليات العمل المشترك، توسيع المنبر الموحد بضم دول ذات علاقة مباشرة بالنزاع في السودان، بما في ذلك دول الجوار، البناء على ما تم التوافق عليه في المنابر السابقة حول وقف العدائيات وحماية المدنيين، مراجعة منهج التعاطي مع الطرفين بتكثيف الضغوط عليهما وعدم شرعنة أي منهما، وكذلك عدم التساهل مع الطرف الذي يعرقل الوصول لاتفاق لوقف إطلاق النار، اتخاذ تدابير قوية وحازمة لمنع تمويل الطرفين وإمدادهما بالسلاح من خارج البلاد وتجميد أرصدتهما المالية في الخارج، وذلك بما يستدعي تطوير وتنفيذ قرارات لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة وفقا للقرار 1591، تبنى آليات فعالة لتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه وكذلك آليات للرقابة على الأرض، وهي الآليات التي أفتقرتها اتفاقيات جدة وجنيف، وأن تعمل هذه الآليات لفرض حقوق أسرى الحرب وفقا للقوانين الدولية، ووقف الأحكام الجزافية ضد المدنيين.

ضرورة معالجة الأزمة المتفاقمة للاجئين والفارين من الحرب إلى دول الجوار وتقنين أوضاعهم القانونية في هذه الدول، وتوفير الحماية والخدمات الضرورية من سكن وعلاج وتعليم وعمل

وبالنسبة للقضايا الإنسانية، حث المشاركون الأمم المتحدة على القيام بالدور الرئيسي في تنسيق عمليات إمداد العون الإنساني، وأن تنشئ آلية إقليمية لهذا الغرض، والعمل على إنشاء مناطق آمنة داخل البلاد كمراكز لاستىلام وتأمين وتوزيع المساعدات الإنسانية، وأن تكون نواة لاستعادة الأنشطة الممكنة والتي تساهم في تخفيف معاناة المواطنين، كالزراعة ومراكز خدمات الاتصالات والإنترنت. كذلك العمل على فتح مسارات آمنة لوصول وتأمين ومراقبة توزيع المساعدات الإنسانية، كأولوية قصوى، بالاستفادة من تجارب السودان السابقة في توصيلها عبر الحدود وعبر خطوط النار، وعدم ربط ذلك بوقف إطلاق النار، وأن تشمل المسارات الآمنة لضحايا الحرب في مناطق المدنيين كافة التي تقع تحت سيطرة الجيش أو الدعم السريع أو الحركة الشعبية لتحرير السودان/الحلو وحركة تحرير السودان/عبد الواحد محمد نور والحركات المسلحة الأخرى. كذلك أوصى المشاركون بضرورة البناء على ما ورد من توصيات في تقرير اللجنة الدولية لتقصي الحقائق في السودان، وأن يتم كذلك الدفع بخيارات تفعيل الإطار القانوني الدولي الخاص بمسؤولية الحماية، وذلك في مجالات حماية المدنيين والممرات الآمنة في ظل الحرب، بما في ذلك حماية الأطفال والنساء وكبار السن والعاملين في المجال الإنساني، وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بحماية النساء، وعلى رأسها القرار رقم 1325. كذلك نادى المشاركون بضرورة تشجيع المبادرات المحلية والمجتمعية ودعمها من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية، وذلك للمشاركة في عمليات توصيل وتوزيع المساعدات الإنسانية، وتفعيل المراقبة لدرء الفساد في توزيع المساعدات ومنع استخدامها لأغراض سياسية. كما نادى المشاركون بضرورة معالجة الأزمة المتفاقمة للاجئين والفارين من الحرب إلى دول الجوار وتقنين أوضاعهم القانونية في هذه الدول، وتوفير الحماية والخدمات الضرورية من سكن وعلاج وتعليم وعمل.
أشاد المشاركون بتأسيس التحالف الدولي لمتابعة تحقيق السلام وإنقاذ الشعب السودان، عقب محادثات جنيف الأخيرة، ودعوا إلى تعزيزها وإحكام التنسيق بين مكوناتها وتوسيعها بإضافة أطراف دولية وإقليمية إليها كالترويكا والإيقاد والاتحاد الأوروبي. كما دعا المشاركون إلى إحكام التنسيق مع دول الجوار في قضية وقف الحرب والدعم الإنساني، وناشدوا الاتحاد الأفريقي باستمرار تعليق عضوية السودان في الاتحاد، كما نادوا بإعطاء الآلية الخماسية الرئاسية الأفريقية دورا قياديا في ملف السودان بالتنسيق مع الآلية الإفريقية رفيعة المستوى. أيضا رأى المشاركون أهمية وجود بعثة في السودان لحماية المدنيين برعاية الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي. وأشاد المشاركون بمنهج التشاور الواسع مع الأطراف السودانية الذي اتبعته القيادة المصرية للتحضير لمؤتمر القاهرة للقوى المدنية والسياسية السودانية المنعقد في يوليو/تموز الماضي، مما لعب دورا رئيسيا في نجاح المؤتمر، وشددوا على متابعة ما تحقق فيه. أيضا طالب المشاركون المجتمع الدولي باتخاذ تدابير صارمة ضد دعاة خطابات الكراهية والعنصرية، ودعاة استمرار الحرب وتأجيجها. كما نادوا بتطوير منهج متكامل لتحقيق العدالة وإنصاف الضحايا، بما يشمل تسليم المطلوبين لدى المحكمة الجنائية الدولية.
أخيرا، فإن توافق المشاركين من مختلف المشارب السياسية والثقافية والجيلية في جلسة العصف الذهني هذه، يؤكد قدرة المدنيين السودانيين على تطوير مواقفهم وصولا إلى الرؤية المشتركة وخلق جبهة مدنية واسعة وموحدة ضد الحرب.

نقلا عن القدس العربي  

مقالات مشابهة

  • قلق وتخوف!!
  • من تجليات “اللطف الخفي” في حرب السودان
  • هاريس تدعو لإنهاء حرب غزة وعدم إعادة احتلال القطاع
  • هاريس تدعو لإنهاء الحرب بغزة وعدم معاودة احتلال إسرائيل للقطاع
  • الطيران الجديد في السودان -الذراع الطويلة!!
  • لماذا يجب علينا قراءة الكتب الطويلة؟!
  • تحدثوا عن واقع السودان
  • الحرب الحالية قد تطمس “ذاكرة” السودان التاريخية والحضارية
  • أبرز جهود إنهاء الحرب في السودان
  • حوار حول الجهود الدولية لوقف حرب السودان