في إنجاز علمي جديد، استطاع فريق من الباحثين في مختبر لوس ألاموس الوطني في الولايات المتحدة إعادة توظيف الذكاء الاصطناعي المستخدم في التعرف على الكلام لتحليل النشاط الزلزالي.

 

 

 

 

ذكاء اصطناعي للإنقاذ


استخدم الفريق نموذج Wav2Vec-2.0 المطور من قبل ميتا، والذي صُمم في الأصل لفهم الصوت البشري، لفك رموز الإشارات الزلزالية الناتجة عن انهيار بركان كيلاويا في هاواي عام 2018.

 


تشير نتائج الدراسة، التي نُشرت في مجلة Nature Communications، إلى أن الفوالق الأرضية تصدر أنماطًا مميزة من الإشارات أثناء تحركها، وهي أنماط يمكن للذكاء الاصطناعي تتبعها في الوقت الفعلي. ورغم أن هذا لا يعني قدرة الذكاء الاصطناعي على التنبؤ بالزلازل حاليًا، إلا أن البحث يمثل خطوة مهمة نحو فهم سلوك الفوالق قبل حدوث الانزلاقات الزلزالية.  


 



تجربة كيلاويا 2018

 


وفقًا لكريستوفر جونسون، أحد الباحثين الرئيسيين في الدراسة، فإن الموجات الزلزالية تشبه إلى حد كبير الموجات الصوتية، وكلاهما يعتمد على تقنيات متشابهة في تحليل الإشارات.


 

 

استند البحث إلى بيانات انهيار كالديرا كيلاويا عام 2018، وهو الحدث الذي تسبب في سلسلة من الزلازل استمرت ثلاثة أشهر وأدى إلى تغييرات جذرية في التضاريس البركانية بالمنطقة.  

 

لا تتسبب الزلازل الكبرى في اهتزاز الأرض فحسب، بل تمتد آثارها إلى الاقتصاد والمجتمعات.

 

خلال السنوات الخمس الماضية، تسببت الزلازل في اليابان وتركيا وكاليفورنيا في خسائر بمليارات الدولارات وتشريد ملايين الأشخاص.


وهنا يأتي دور الذكاء الاصطناعي، إذ حاول الباحثون بقيادة جونسون، وبالتعاون مع كون وانغ وبول جونسون، معرفة ما إذا كان بإمكان نماذج التعرف على الصوت فك شفرة اهتزازات الأرض تمامًا كما تفك شفرة الكلمات البشرية.

 

 


  نتائج مبشرة


أظهرت نتائج الدراسة أن الذكاء الاصطناعي قادر على ربط الإشارات الزلزالية بحركة الأرض في الوقت الفعلي، وكأن الفوالق "تتحدث" عبر أنماط مميزة يمكن تتبعها.

 

أخبار ذات صلة هل يجعلنا الذكاء الاصطناعي أقل ذكاءً؟ إيلون ماسك: نموذج الذكاء الاصطناعي "جروك 3" سيتم إطلاقه قريباً

وتفوقت خوارزميات التعلم العميق، مثل Wav2Vec-2.0، على الأساليب التقليدية مثل Gradient-Boosted Trees، التي تعتمد على بناء أشجار قرارات متعددة وتحسين التوقعات تدريجيًا، لكنها تجد صعوبة في التعامل مع البيانات المتغيرة والمعقدة مثل الموجات الزلزالية المستمرة.


في المقابل، أظهر الذكاء الاصطناعي القائم على التعلم العميق قدرة فائقة على التقاط الأنماط المخفية في هذه الإشارات.

 

لتدريب النموذج، استخدم الباحثون أسلوب التعلم الذاتي، حيث تم تدريب Wav2Vec-2.0 على موجات زلزالية مستمرة دون الحاجة إلى بيانات مصنفة يدويًا، ثم تم تحسين أدائه باستخدام بيانات حقيقية من انهيار كيلاويا.


لعبت الحوسبة المتسارعة من NVIDIA دورًا أساسيًا في تحليل كميات هائلة من البيانات الزلزالية، مما مكّن الذكاء الاصطناعي من استخراج الأنماط ذات المغزى بكفاءة عالية.  

 

 

 

اقرأ أيضاً.. العين نافذة الذكاء الاصطناعي للكشف المبكر عن الخرف

 

عقبات وتحديات



ورغم أن الذكاء الاصطناعي أظهر أداءً قويًا في تتبع تحركات الفوالق، إلا أنه لم يحقق نجاحًا مماثلًا في التنبؤ بحركة الأرض المستقبلية.

عندما حاول الباحثون تدريب النموذج على توقع الانزلاقات الزلزالية قبل حدوثها، لم تكن النتائج حاسمة.

يعتقد العلماء أن تحسين قدرات الذكاء الاصطناعي في هذا المجال يتطلب توسيع قاعدة البيانات المستخدمة في التدريب لتشمل بيانات زلزالية أكثر تنوعًا، سواء من مصادر طبيعية أو من أنشطة بشرية.  


ورغم أن هذه الأبحاث لا تعني أن الذكاء الاصطناعي قادر على التنبؤ بالزلازل بعد، فإنها تمثل تقدمًا مهمًا في تطوير أنظمة مراقبة زلزالية أكثر ذكاءً.

لا يزال تطبيق هذه التقنيات على نطاق واسع في الفوالق الكبرى التي تمتد دوراتها الزمنية لسنوات عديدة يتطلب مزيدًا من التطوير وإضافة قيود فيزيائية إلى النماذج المستخدمة.

 

 

مستقبل آمن 



 

لكن مع استمرار التقدم، قد يتمكن العلماء يومًا ما من تعليم الذكاء الاصطناعي "الإنصات" إلى الأرض بشكل أكثر دقة، وربما حتى توقع اهتزازاتها قبل وقوعها.




إسلام العبادي(الاتحاد)

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الزلازل الأرض الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

الجديد وصل .. جوجل تتحدى آبل في مجال الذكاء الاصطناعي الشخصي

أعلنت جوجل عن إطلاق ميزة جديدة تُعرف باسم "Gemini مع التخصيص"، وهي تجربة تجريبية تتيح للمستخدمين ربط Gemini بسجل البحث الخاص بهم لتعزيز استجابات المساعد الذكي، مع خطط مستقبلية لربطه بـ Google Photos وYouTube.

كيف تعمل الميزة؟

تعتمد Gemini مع التخصيص على نموذج Gemini 2.0 Flash Thinking التجريبي، حيث يتعين على المستخدمين تفعيلها يدويًا من خلال الذهاب إلى تطبيقات Gemini واختيار "التخصيص (تجريبي)" من القائمة المنسدلة.

بعد التفعيل، يقوم Gemini بتحليل سجل البحث قبل توليد الردود، لمعرفة ما إذا كان بإمكانه إضافة سياق أكثر دقة للإجابات، فيما  يتم استخدام سجل البحث فقط إذا قررت النماذج المتقدمة في جوجل أن ذلك سيساعد في تحسين الاستجابة.

جوجل تضيف مزايا التخصيص إلى Gemini استنادا إلى سجل البحثجوجل تتيح تشغيل كافة ألعاب أندرويد في الحواسيبالكشف عن مولد الفيديو الجديد بالذكاء الاصطناعي في Gemini من جوجلجوجل تطلق نماذج ذكاء اصطناعي متطورة لتعزيز قدرات الروبوتاتجوجل تجري تغييرات كبيرة على ميزة Timeline .. إليك ما يجب فعله قبل 9 يونيوAI Mode .. مستقبل بحث جوجل الجديد أم تهديد لمواقع الويب؟مخاوف الخصوصية

مع السماح لـ Gemini بالوصول إلى سجل البحث، قد تظهر مخاوف متعلقة بالخصوصية. لمواجهة هذه المخاوف، أكدت جوجل أن المستخدمين يملكون التحكم الكامل ويمكنهم فصل Gemini عن سجل البحث في أي وقت بسهولة.

عند استخدام هذه الميزة، سيظهر شريط واضح يحتوي على رابط لفصل سجل البحث إذا رغبت في ذلك. كما يمكن للمستخدمين تعديل سجل البحث الخاص بهم في أي وقت، مما يوفر طبقة إضافية من التحكم. علاوة على ذلك، تقدم جوجل إشعارًا واضحًا قبل ربط Gemini بسجل البحث أو التطبيقات الأخرى، مع عرض كامل للمصادر التي استندت إليها الإجابات.

من يمكنه الوصول؟

تتوفر ميزة "Gemini مع التخصيص" كتجربة تجريبية لمشتركي Gemini وGemini Advanced على الويب بدءًا من اليوم، مع طرح تدريجي للهواتف المحمولة. 

ومع ذلك، فهي غير متاحة للمستخدمين الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا، أو لمستخدمي Google Workspace والتعليم.

مقارنة مع آبل إنتليجنس

تعد هذه الخطوة مهمة في سعي جوجل لجعل Gemini مساعدًا شخصيًا متكاملًا يتصل بسلاسة بمهام المستخدم اليومية، وهو ما تسعى آبل لتحقيقه من خلال "Apple Intelligence". 

ومع ذلك، فإن ميزات Apple Intelligence الحالية تقتصر على أدوات مثل Genmoji وImage Playground وملخصات الإشعارات وأدوات الكتابة وتفريغ البريد الصوتي والذكاء البصري، إلى جانب تكامل ChatGPT. 

وأكدت الشركة مؤخرًا أن تحسينات Siri المنتظرة ستستغرق وقتًا أطول للوصول إلى المستخدمين.

وإلى جانب ميزة التخصيص، أعلنت جوجل  عن توسيع الوصول إلى ميزات أخرى ضمن Gemini، مثل "البحث العميق" و"الأحجار الكريمة" (Gems).

مقالات مشابهة

  • جوائز بمليون درهم.. دبي تفتح باب التسجيل في التحدي الدولي للذكاء الاصطناعي
  • فتح باب التسجيل في التحدي الدولي للذكاء الاصطناعي في دبي
  • التحدي الدولي للذكاء الاصطناعي ينطلق في دبي 22 إبريل بجوائز مليون درهم
  • الذكاء الاصطناعي والدخول إلى خصوصيات البشر
  • إيران تكشف عن منصتها الوطنية للذكاء الاصطناعي
  • الجديد وصل .. جوجل تتحدى آبل في مجال الذكاء الاصطناعي الشخصي
  • هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يستبدل محرك بحث جوجل؟
  • القمر يتعرض لظاهرة فلكية نادرة
  • اتفاقية تعاون بين مدارس الإمارات الوطنية وجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي
  • اتفاقية بين مدارس الإمارات الوطنية وجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي