جدد رئيس بوروندي إيفاريست ندايشيمييه تحذيراته الحادة لرواندا في ظل تصاعد التوترات الإقليمية المرتبطة بالنزاع الدائر في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.

وخلال زيارته منطقة بوجابيرا الحدودية مع رواندا أمس الأربعاء، وصف ندايشيمييه الجارة الشمالية بأنها "جار سيئ"، مشددًا على أن بلاده لن تتردد في الرد على أي عدوان محتمل.

وفي حديثه أمام السكان المحليين، قال الرئيس البوروندي "لا نريد الحرب، لكن إذا فُرضت علينا، سنحارب بلا خوف. من يهاجمنا، سنرد عليه بقوة"، داعيًا المواطنين إلى التأهب لأي طارئ وعدم التهاون في حماية السيادة الوطنية.

كما استذكر ندايشيمييه الصراعات التاريخية بين مملكتي بوروندي ورواندا في القرن الثامن عشر، في إشارة إلى الجذور العميقة للتوتر بين البلدين.

امتداد النزاع إلى بوروندي

يتزامن هذا التصعيد مع احتدام القتال في شرق الكونغو الديمقراطية، حيث تواصل القوات البوروندية دعم الجيش الكونغولي في مواجهة حركة "إم 23″، وهي جماعة متمردة تتهمها كينشاسا بتلقي دعم مباشر من رواندا.

استعراض عسكري لقوات إم 23 بأحد شوارع مدينة غوما شرقي الكونغو بعد سيطرة المتمردين عليها (الفرنسية)

وفي خطوة تصعيدية، أرسلت بوروندي تعزيزات عسكرية إلى الكونغو أواخر يناير/كانون الثاني الماضي، تضمنت كتيبة إضافية لمساندة القوات الحكومية الكونغولية في حملتها ضد المتمردين.

إعلان

لكن النزاع لم يقتصر على المواجهات العسكرية، بل اكتسب أبعادًا سياسية وأمنية أوسع، حيث تتهم السلطات البوروندية رواندا بإيواء جماعات متمردة بوروندية، أبرزها حركة "رد تابرا" التي نفذت عدة هجمات داخل بوروندي في السنوات الأخيرة.

ورغم نفي كيغالي أي تورط مباشر في دعم هذه الحركات، فإن العلاقات بين البلدين لا تزال متوترة منذ سنوات، مما يعزز المخاوف من امتداد النزاع إلى مواجهة مفتوحة.

خلفية الصراع بين بوروندي ورواندا

شهدت العلاقات بين البلدين محطات من التوتر العميق، تفاقمت بشكل خاص بعد محاولة الانقلاب الفاشلة ضد الرئيس البوروندي السابق بيير نكورونزيزا عام 2015، حيث اتهمت بوروندي جارتها الشمالية بدعم المعارضين المسلحين.

وعلى الرغم من محاولات التهدئة، استمرت الاتهامات المتبادلة بشأن رعاية وتمويل الجماعات المتمردة، مما ساهم في تأجيج الصراع.

الرئيس الرواندي بول كاغامي متهم من قبل بوروندي بتدبير شيء ضدها (رويترز)

وكان الرئيس البوروندي قد حذر من تفاقم الصراع في شرق الكونغو، متهما رواندا بالتحضير لخطط تستهدف بلاده.

وخلال خطابه أمام السلك الدبلوماسي في بوروندي يوم 31 يناير/كانون الثاني الماضي، أشار إلى أن رواندا "تدبر شيئًا ضد بوروندي"، مؤكدا أن حكومته لن تتهاون في التصدي لأي تهديد محتمل.

مخاوف من تصعيد إقليمي

مع استمرار حركة إم 23 في تحقيق تقدم عسكري في شرقي الكونغو، تتزايد المخاوف من امتداد النزاع إلى دول أخرى في المنطقة، مما قد يؤدي إلى تدخلات أجنبية إضافية ويزيد من تعقيد المشهد الأمني في منطقة البحيرات العظمى الأفريقية.

ويحذر محللون من أن التصعيد الحالي قد يدفع قوى إقليمية أخرى إلى اتخاذ مواقف أكثر حدة، مما يزيد احتمال نشوب مواجهة مباشرة بين رواندا وبوروندي، ما لم يتم احتواء الأزمة عبر تحركات دبلوماسية فعالة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات فی شرق

إقرأ أيضاً:

رئيس الجمهورية يستقبل الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي

استقبل رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، اليوم الأربعاء، إبراهيم غالي رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية

وخلال اللقاء، تباحث الرئيسان العلاقات الثنائية التي تجمع البلدين.

مقالات مشابهة

  • محاكمة قيادات حركة النهضة في تونس.. جلسة حاسمة بقضية «التسفير لبؤر التوتر»
  • سفير لبنان: زيارة الرئيس عون تعكس عمق علاقات البلدين الأخوية
  • دفاع رئيس الحكومة التونسية السابق يحذر من حملة تحريض قٌبيل البت بملف التسفير
  • سفير لبنان: زيارة الرئيس عون إلى الإمارات تعكس عمق العلاقات الأخوية بين البلدين
  • الكونغو الديمقراطية.. مطالب برفع الحصانة عن الرئيس السابق جوزيف كابيلا لمحاكمته
  • حكومة الكونغو الديمقراطية تطالب برفع الحصانة عن الرئيس السابق وتتهمه بالخيانة
  • إيران تتوعد وواشنطن تهدد: عقوبات جديدة تشعل فتيل التوتر بين البلدين
  • رئيس الجمهورية يستقبل الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي
  • حركة البناء تعتبر المعاملة بالمثل أحسن ردّ على الاستفزاز الفرنسي الجديد
  • حركة البناء تعتبر المعاملة بالمثل أحسن رد للاستفزاز الفرنسي الجديد