اقتربت الاشتباكات في العاصمة السودانية الخرطوم بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع من القصر الرئاسي مع سماع انفجارات في قاعة الصداقة القريبة من القصر واحتدام المعارك قرب جسر سوبا شرق الخرطوم، وفي حين يعاني النازحون في المخيمات ظروفا معيشية قاسية، سقط عشرات القتلى والجرحى في هجوم لقوات الدعم السريع على مخيم زمزم بولاية شمال دارفور.

وقال مصدر عسكري للجزيرة إن قاعة الصداقة التي تبعد أقل من كيلومترين غرب القصر الرئاسي وسط الخرطوم شهدت انفجارات ضخمة نتيجة اشتباكات عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وبحسب المصدر فإن الجيش يعمل من أجل السيطرة على القاعة الخاضعة لسيطرة الدعم السريع إلى جانب بعض الأبنية والتقدم نحو القصر الرئاسي وسط الخرطوم، وقد شوهدت أعمدة دخان تتصاعد من القاعة.

كما أفاد مراسل الجزيرة بارتفاع وتيرة المعارك وسط الخرطوم بين الجيش وقوات الدعم السريع، بعد أيام من الهدوء الحذر، وكان الجيش خلالها يعمل على التقدم نحو العاصمة من الجنوب والشرق، عبر محور جياد وصولا إلى الباقير والمدخل الغربي لجسر سوبا ومحور شرق النيل وصولا إلى المدخل الشرقي للجسر.

من جهتها، قالت قوات الدعم السريع إن عناصرها يخوضون معارك ضد ما سمته "جيش الفلول"، في إشارة للجيش السوداني، في منطقة "عد بابكر"، أقصى شرق محلية شرق النيل بولاية الخرطوم.

إعلان استهداف النازحين

على صعيد آخر، قالت المنسقية العامة لمخيمات النازحين واللاجئين بالسودان إن مخيم زمزم للنازحين جنوبي مدينة الفَاشِر عاصمة ولاية شمال دارفور تعرض لهجوم من قبل قوات الدعم السريع بدأ منذ يوم الاثنين، وما زال مستمرا.

وأضافت المنسقية، في بيان، أن الهجوم على المخيم أدى لسقوط العشرات بين قتيل وجريح. ودانت المنسقية بأشد العبارات ما سمتها الجريمة البشعة في مخيم زمزم، والانتهاك الصارخ لكل القوانين والأعراف الدولية.

من جهته قال الناطق الرسمي باسم الحكومة وزير الثقافة والإعلام خالد الإعيسر إن قوات الدعم السريع صعدت من هجماتها ضد معسكرات النازحين في دارفور، بما في ذلك معسكر زمزم للنازحين، وأكد أن الحكومة تدين بشدة "الحوادث المأساوية المتكررة" التي يتعرض لها النازحون في معسكر زمزم وغيره من المواقع "من حرق وتدمير للممتلكات".

وطالب الإعيسر بتصنيف قوات الدعم السريع "كتنظيم إرهابي وفقا للقانون الدولي الإنساني الذي يجرم مثل هذه الأفعال التي تهدد سلامة النازحين وكرامتهم الإنسانية"، وحث المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية "على تحمل مسؤولياتهم في التصدي لهذه الانتهاكات الخطيرة".

I am shocked by the attacks on Zamzam IDP camp and the blockages of escape routes, endangering the lives of civilians amid lack of treatment for the injured. IDPs are reportedly fleeing from Zamzam to other parts of Al Fasher, sheltering in open spaces & abandoned houses.

— Clementine Nkweta-Salami (@CNkwetaSalami) February 13, 2025

وفي الإطار ذاته عبرت المنسقة الأممية للشؤون الإنسانية بالسودان، كليمنتين نكويتا سلامي، في تصريح على منصة إكس اليوم، عن صدمتها من "الهجمات على مخيم زمزم للنازحين وإغلاق طرق الهروب، مما يعرض حياة المدنيين للخطر في ظل عدم توفر العلاج للمصابين".

إعلان

وقالت إن التقارير تشير إلى أن النازحين يفرون من مخيم زمزم إلى أجزاء أخرى من الفاشر، ويلجؤون إلى الأماكن المفتوحة والمنازل المهجورة.

ويواجه أكثر من 100 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، فروا من جحيم الحرب في السودان ظروفا معيشية قاسية في مخيمات النازحين بولاية الدمازين، ويعاني هؤلاء نقصا حادا في المأوى والغذاء رغم مساعدات المنظمات والجهات الحكومية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات قوات الدعم السریع القصر الرئاسی مخیم زمزم

إقرأ أيضاً:

“يونسيف”: مئات آلاف الأطفال يتعرضون للخطر في مخيم زمزم بالسودان

الأناضول/ حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونسيف"، الأربعاء، من أن مئات آلاف الأطفال يتعرضون للخطر جراء تصاعد القتال في مخيم زمزم للنازحين بمدينة الفاشر غربي السودان، وقالت يونسيف في بيان مقتضب عبر منصة "إكس": "يتعرض مئات آلاف الأطفال للخطر مع تصاعد القتال في الفاشر ومخيم زمزم وما حولهما في ولاية شمال دارفور".

وفي وقت سابق الأربعاء، أعلن الجيش السوداني تصديه لهجوم من قوات الدعم السريع على مخيم زمزم، بينما أفاد حاكم الولاية مني أركو مناوي، أن قوات الدعم السريع "هاجمت مخيم زمزم للمرة الثانية خلال يومين".

ودعا مناوي "المجتمع الدولي والإقليمي، لتسليط الضوء على هذه الأحداث الكارثية والإبادة الجماعية التي ترتكبها المليشيا (الدعم السريع) ضد سكان المخيم".

وحتى الساعة 18:00 (ت.غ)، لم يصدر تعقيب من قوات الدعم السريع بشأن الهجوم على المخيم الذي يضم نحو 2 مليون نازح، وفق تقديرات غير رسمية.

والثلاثاء، قالت منظمة أطباء بلا حدود في بيان: "مع تصاعد هجمات قوات الدعم السريع حول الفاشر وفرض الحصار على المدينة ومخيم زمزم، تعرب أطباء بلا حدود عن قلقها البالغ بشأن سلامة موظفيها ومئات آلاف الأشخاص الذين يعيشون بالفعل تحت القصف والجوع في أكبر مخيم للنازحين في السودان".

ومنذ 10 مايو/ أيار 2024، تشهد الفاشر اشتباكات بين الجيش و"الدعم السريع"، رغم تحذيرات دولية من المعارك في المدينة التي تعد مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس.

ويخوض الجيش و"الدعم السريع" منذ منتصف أبريل/ نيسان 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.  

مقالات مشابهة

  • الجيش .. وصول القوات لمناطق مهمة وسط الخرطوم باتجاه مقر القصر الجمهوري
  • “يونسيف”: مئات آلاف الأطفال يتعرضون للخطر في مخيم زمزم بالسودان
  • ارتفاع وتيرة المعارك وسط العاصمة الخرطوم بين الجيش وقوات الدعم السريع
  • بالخريطة التفاعلية.. ما تفاصيل المعارك في الخرطوم؟
  • معارك عنيفة جنوب الخرطوم بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع
  • الجيش السوداني يهاجم مواقع الدعم السريع في الخرطوم
  • «القاهرة الإخبارية» اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني والدعم السريع في الفاشر
  • معارك عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شرقي الخرطوم
  • اتهامات أممية للدعم السريع بمنع المساعدات.. الجيش السوداني يواصل تقدمه