3 سلع أميركية مهددة بعد رسوم ترامب على الصلب والألمنيوم
تاريخ النشر: 13th, February 2025 GMT
أعلنت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض تعريفات جمركية بنسبة 25% على واردات الصلب والألمنيوم، تشمل جميع الدول المصدرة بما في ذلك كندا، المكسيك، البرازيل، ودول الاتحاد الأوروبي.
وبحسب هيئة البث البريطانية "بي بي سي"، فإن هذا القرار -الذي يتوقع دخوله حيز التنفيذ الشهر المقبل- يأتي بعد سلسلة من الإجراءات التجارية المثيرة للجدل في محاولة لدعم الإنتاج المحلي الأميركي.
ومع ذلك، فإن هذه السياسة تحمل تداعيات اقتصادية كبيرة قد تنعكس على المستهلكين الأميركيين من خلال زيادات في الأسعار تشمل مجموعة من المنتجات اليومية.
الصناعات المتضررة وتأثير التعريفات صناعة الأغذية المعلبة والمشروبات الغازيةوتعتمد صناعة العلب في الولايات المتحدة بشكل كبير على الصلب المستورد، حيث يتم استيراد 70% من الصلب المستخدم في هذه الصناعة من دول مثل ألمانيا وهولندا وكندا، وفقا لمعهد مصنعي العلب "سي إم آي" (CMI).
وأشار رئيس المعهد، روبرت بودواي، إلى أن التعريفات الجديدة قد تؤدي إلى زيادة ملحوظة في أسعار المواد الغذائية المعلبة، وهو ما قد يضع ضغطا إضافيا على ميزانيات المستهلكين.
وأوضح بودواي أن "هذه التعريفات قد تبدو كإجراء لحماية صناعة الصلب المحلية، لكنها في الواقع تقوض الأمن الغذائي في الولايات المتحدة وتؤثر على مرونة الإمدادات".
إعلانأما بالنسبة لصناعة المشروبات الغازية، فقد حذر منتجو الألمنيوم ومصنعو المشروبات -مثل شركة كوكاكولا- من أن زيادة تكلفة الألمنيوم المستورد قد ترفع أسعار المنتجات.
وأكد المدير التنفيذي لشركة كوكاكولا، جيمس كوينسي، أن الشركة تعمل على تخفيف تأثير التكاليف على العملاء، لكنه أشار إلى صعوبة تجاوز هذا العبء دون تأثير واضح على الأسعار.
صناعة السياراتتعد صناعة السيارات من أكثر القطاعات تأثرا بارتفاع أسعار الصلب والألمنيوم. فخلال ولايته الأولى، فرض ترامب تعريفات مماثلة، مما أدى إلى زيادة تكاليف الإنتاج لشركات مثل فورد وجنرال موتورز بنحو مليار دولار لكل شركة.
وحذر محللون في شركة "مورنينغ ستار" من أن تأثير التعريفات الجديدة قد يرفع أسعار السيارات بنسبة 1%، أي ما يعادل 300 دولار لكل سيارة.
ومع ذلك، أشار مايكل وول، المحلل في شركة "ستاندرد آند بورز غلوبال موبيليتي"، إلى أن الشركات قد تواجه صعوبة في تمرير جميع التكاليف إلى المستهلكين نظرا لضعف الطلب الحالي في سوق السيارات، الذي لم يعد بعد إلى مستويات ما قبل جائحة كورونا.
وعلق جيم فارلي المدير التنفيذي لشركة "فورد" على تأثير التعريفات قائلا "الإجراءات الأخيرة للرئيس تسببت في تكاليف وفوضى كبيرة لصناعة السيارات".
قطاع البناء والإسكانوبحسب "بي بي سي"، فإن قطاع البناء يُعتبر أحد أكبر مستهلكي الصلب في الولايات المتحدة، حيث يتم استخدامه في إطارات المباني والأجهزة المنزلية ومكونات أخرى.
وأكد رئيس الجمعية الوطنية لبناة المنازل، كارل هاريس، أن التعريفات الجديدة تقف في تعارض مباشر مع هدف ترامب بتوفير مساكن بأسعار معقولة.
وأشار هاريس إلى أن "فرض التعريفات سيؤدي إلى زيادة تكاليف البناء، ويثني المطورين عن الاستثمار في مشروعات جديدة، مما يجعل المنازل أقل توفرا وأكثر تكلفة بالنسبة للمستهلكين".
إعلانوفي وقت سابق، أبلغت شركة "ويرلبول" عن ارتفاع غير متوقع في تكاليفها بقيمة 350 مليون دولار، بسبب زيادات أسعار الصلب، مما يشير إلى أن الشركات التي لا تستطيع تحمل هذه التكاليف ستضطر إلى تمريرها إلى العملاء من خلال زيادة الأسعار.
تداعيات أوسعومن المتوقع أن تؤدي التعريفات الجديدة إلى تأثيرات واسعة على الاقتصاد الأميركي، حيث ستؤثر على مجموعة من الصناعات التي تعتمد على المعادن المستوردة.
وقدّر تقرير صادر عن "تي دي إيكونوميكس" أن أسعار السيارات قد ترتفع بمقدار 3 آلاف دولار إذا تم فرض تعريفات شاملة على الواردات من المكسيك وكندا.
وعلاوة على ذلك، يثير هذا القرار مخاوف بشأن تأثيره على التضخم. ومع ارتفاع أسعار المواد الخام والمنتجات النهائية، قد يجد المستهلكون الأميركيون أنفسهم أمام ارتفاع في تكاليف المعيشة.
من جهة أخرى، تشير التوقعات إلى أن الشركات الأميركية التي تعتمد على الألمنيوم والصلب المستورد قد تلجأ إلى خفض الإنتاج أو تقليل العمالة، مما قد يؤثر على الاقتصاد المحلي.
ودعا رؤساء الجمعيات الصناعية، مثل الجمعية الوطنية لبناة المنازل، إلى إعفاء المواد الخام المستخدمة في البناء من التعريفات، وأوضحوا أن استمرار هذه السياسات قد يؤدي إلى تباطؤ في قطاع البناء، الذي يُعتبر ركيزة أساسية للاقتصاد الأميركي.
وفي السياق نفسه، أعربت العديد من الشركات عن أملها في أن تتراجع الإدارة الأميركية عن فرض هذه التعريفات، أو على الأقل تقديم استثناءات لبعض الصناعات الحيوية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات التعریفات الجدیدة إلى أن
إقرأ أيضاً:
رسوم ترامب تثير اضطرابات جديدة في سوق الألمنيوم المتقلبة
تشهد سوق الألمنيوم العالمية مرحلة جديدة من الاضطرابات، إذ يسارع المتعاملون لتقييم التأثير المحتمل للسياسات الحمائية التجارية التي أعاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرضها.
أصدر ترامب قراراً بفرض رسوم جمركية 25% على جميع واردات الألمنيوم والصلب أمس، ما يعد تشديداً صارماً للنظام التجاري الذي دشنه خلال فترة رئاسته الأولى. ويتوقع أن يسفر هذا الإجراء عن تفاقم التكاليف على المشترين في الولايات المتحدة، إلى جانب إعادة توجيه بعض تدفقات التجارة العالمية.
ارتفاع أسعار الألمنيوم
كتب محللون في شركة "إيه إن زد غروب هولدنغز" ( ANZ Group Holdings)، من بينهم دانيال هاينز، في مذكرة للعملاء أن أي رسوم جمركية ستؤدي على الأرجح إلى ارتفاع الأسعار على المُصنعين الأميركيين من خلال زيادة الفروق السعرية الإقليمية. أضافوا أنه من المرجح أن تتجه كميات أكبر من الألمنيوم الكندي إلى الأسواق الأوروبية، بينما ستعزز الولايات المتحدة وارداتها من الشرق الأوسط.
تمثل هذه الرسوم بداية مرحلة جديدة لسوق الألمنيوم العالمي، التي شهدت اضطرابات كبيرة في السنوات الأخيرة نتيجة العقوبات الدولية والتقلبات في أسواق الطاقة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا. ارتفع سعر المعدن 7% العام الماضي في بورصة لندن للمعادن.
وسع ترامب فعلياً نطاق رسوم جمركية فرضها خلال 2018، والتي أبقى عليها الرئيس السابق جو بايدن إلى حد كبير. تشمل التعديلات إلغاء الإعفاءات التي كانت ممنوحة لموردين رئيسيين مثل كندا والمكسيك والبرازيل والاتحاد الأوروبي، ورفع الرسوم المفروضة على واردات الألمنيوم من 10% إلى 25%.
توجد تكهنات بأن بعض الدول قد تحصل مجدداً على إعفاءات، إذ يسعى ترمب لاستخدام هذه الإجراءات كوسيلة ضغط في إطار جهوده الأوسع لإعادة تشكيل العلاقات التجارية الأميركية. فرض الرئيس الأميركي بالفعل رسوماً 10% على جميع الواردات من الصين، بينما أُعلن عن رسوم 25% على البضائع المكسيكية والكندية، لكنها ما تزال معلقة حالياً.
تمرير زيادة أسعار الألمنيوم
كتب محللو "غولدمان ساكس"، ومن بينهم إيون دينسمور، في مذكرة للعملاء عبر البريد الإلكتروني أن "افتراض عدم وجود إعفاءات كبيرة يعني أننا نتوقع انتقال زيادة رسوم الألمنيوم والصلب إلى الأسعار في البلاد. هذه السياسة تؤثر على تكلفة استيراد الألمنيوم إلى السوق الأميركية، لكنها لا تؤثر بشكل مباشر على سعر المعدن في بورصة لندن للمعادن".
رغم تحذير ترمب أمس من إمكانية زيادة الرسوم الجمركية على المعادن، إلا أن رد فعل السوق في بورصة لندن للمعادن كان محدوداً نسبياً. لم تشهد أسعار الألمنيوم تغيراً يُذكر حتى الساعة 3:16 مساء بتوقيت سنغافورة، بينما تراجعت العقود المستقبلية لخام الحديد في سنغافورة 1.4% من أعلى مستوى إغلاق لها منذ أكتوبر الماضي.
يرجح أن يكون تأثير الرسوم التي فرضها ترمب أكبر على الألمنيوم مقارنة بالصلب، نظراً لاعتماد واشنطن بشكل أكبر على المعدن الأساسي، بالإضافة إلى الزيادة الكبيرة في مستويات الرسوم المفروضة عليه.
قال تشانغ مينغ، محلل في "إيه زد تشاينا" (AZ China)، إن "المشترين الأميركيين للألمنيوم سيتحملون جزءاً أكبر من الزيادة في التكاليف، لأن الطلب على المعدن قوي ولا يمكن استبداله بسهولة". اختتم بأن أميركا لديها عدد محدود للغاية من المشاريع الجديدة لإنتاج الألمنيوم.