ملايين بلا تدفئة.. حكومة بريطانيا متهمة بخيانة الضعفاء
تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT
سلط تقرير نشرته صحيفة الجارديان البريطانية الضوء حول قرار قاسٍ اتخدته ملايين الأسر في بريطانيا بسبب نقص الغاز وأزمة تكلفة المعيشة في الشتاء الماضي.
وكشف تقرير الجارديان أنه "لم يقوم ملايين البريطانيين بتشغيل التدفئة خلال فترات البرد في الشتاء الماضي في محاولة لتوفير فواتير الطاقة مع ارتفاع تكلفة الغاز والكهرباء.
وحاول ما يقرب من تسعة من كل 10 أسر تقليص استخدامهم للطاقة في الشتاء الماضي، في حين قال ما يقرب من نصف الأسر البريطانية، أو 13 مليون منزل، إنهم لم يقوموا بتشغيل التدفئة عندما أصبح الجو باردا، وفقا لاستطلاع شمل 4000 شخص أجرته مؤسسة ستانفورد للأبحاث.
وكشفت النتائج أن الأسر ذات الدخل المنخفض والأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و64 عاما كانوا أكثر عرضة للاستغناء عن التدفئة في فصل الشتاء، مما أثار دعوات للحكومة في بريطانيا لتقديم "تعريفة الطاقة الاجتماعية" مخفضة للأسر الضعيفة.
وأجبرت الزيادة في أسعار الغاز حكومة المملكة المتحدة على التدخل لدعم تكلفة فواتير الطاقة المنزلية، والتي ظلت أعلى بكثير من مستويات ما قبل أزمة الطاقة، وإطلاق حملة إعلانية متأخرة لتشجيع المستهلكين على الحد من استخدامهم.
ووفقا لتقرير الجارديان، فإن حوالي نصف الأسر التي يقل دخلها السنوي عن 20 ألف جنيه إسترليني لم تقم بتشغيل التدفئة عندما يكون الجو باردا، مقارنة بثلث الأسر التي يزيد دخلها عن 80 ألف جنيه إسترليني.
ووجد الاستطلاع أيضًا أن أفراد أكثر من نصف الأسر يرتدون طبقات إضافية في المنزل، بينما قال أربعة من كل 10 إنهم قللوا من عدد المرات التي يستخدمون فيها الفرن. وخفض الثلث عدد الحمامات أو مدة الاستحمام التي أخذوها.
اتُهمت الحكومة بخيانة الفئات الأكثر ضعفًا في بريطانيا من خلال الفشل في فرض تعريفة اجتماعية على الرغم من التعهدات المتكررة في العام الماضي بالتشاور بشأن مقترحات لوضع تعريفة بحلول أبريل 2024.
ووعد وزير المالية جيريمي هانت بالنظر في تعريفة اجتماعية لفواتير الطاقة في بيان الخريف من العام الماضي كجزء من تعهده بمساعدة الأشخاص الضعفاء.
وفي بيان الربيع في وقت سابق من هذا العام، أكدت وزارة الخزانة أن الحكومة "تعمل على تطوير نهج جديد" لحماية الأسر، بما في ذلك النظر في فرض تعريفة اجتماعية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: بريطانيا تدفئة الجارديان البريطانية تكلفة المعيشة الغاز
إقرأ أيضاً:
العجز الطاقي بتونس يتفاقم وخبراء يقترحون هذه الحلول
ارتفع عجز الميزان التجاري الطاقي في تونس مع نهاية شهر سبتمبر الماضي وعلى أساس سنوي بنحو 29 بالمائة ليصل إلى ما يناهز 2.9 مليار دولار خلال التسعة أشهر الأولى من هذا العام مقابل 2.2 مليار دولار في نفس الفترة من العام الماضي.
وسجل البلد انخفاضا في قيمة الصادرات، خلال هذا العام بنسبة 7 بالمائة في حين سجلت الواردات ارتفاعا بنسبة 18 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من 2023 وخاصة على مستوى واردات النفط الخام، وفق آخر نشرية للمرصد الوطني للطاقة (حكومي).
يأتي ذلك في وقت تعتمد تونس على الاستيراد من الخارج لتلبية أكثر من نصف احتياجاتها الطاقية، فيما تشهد أسعار النفط والغاز ارتفاعا وسط مخاوف من اضطراب الإمدادات في ظل التوترات الجيوسياسية في العالم.
في المقابل، يثير تفاقم العجز التجاري الطاقي في تونس الجدل في الأوساط الاقتصادية والإعلامية خاصة بشأن أسباب ذلك العجز وتداعيات تصاعد التوتر الجيوسياسي المرتبط بالحرب الروسية الأوكرانية على هذا القطاع.
تراجع الإنتاج المحلي
يرجع الخبير الدولي في مجال الطاقة عزالدين خلف الله أسباب ارتفاع عجز الميزان التجاري الطاقي في تونس إلى انخفاض الإنتاج المحلي جراء تراجع الحقول النفطية في البلاد، وتقلص رخص الاستكشاف من 50 رخصة سنة 2010 إلى 16 رخصة حالية وهي التي تمثل نشاط الاستكشاف.
ويقول خلف الله لـ"الحرة": إن عدد الآبار التي يتم حفرها تراجعت، ولم يتم سنة 2022 حفر أي بئر، وفي 2024 تم حفر بئر وحيدة ما أدى إلى اكتشاف جديد وهو في طور التقييم، لذلك فإن عدم وجود اكتشافات جديدة يعني غياب المخزون لتعويض الآبار القديمة.
وأشار المتحدث في هذا السياق إلى أن بعض الشركات أتمت رخصها وغادرت تونس نتيجة انتهاء تعهداتها وذلك في ظل غياب اكتشافات جديدة، لافتا إلى وجود "تباطؤ إداري أدى ببعض الشركات الكبرى إلى المغادرة رغم أنها في حيز الاستغلال".
وفي ما يتعلق بالغاز الطبيعي، يشدد الخبير الدولي في الطاقة على أن حجم الطلب عليه تزايد في ظل التوترات والصراعات التي يشهدها العالم خاصة الحرب الروسية الأوكرانية لافتا إلى ارتفاع واردات تونس من الكهرباء من الجزائر وليبيا.
ويؤكد أن الغاز المحلي تراجع بالنظر إلى نقص الموارد وأصبح يمثل 28 من المائة أواخر سبتمبر 2024 بعد أن كان يمثل 35 بالمائة، مبينا أن الغاز المتأتي من الجزائر ينقسم إلى أتاوة بنسبة 22 بالمائة بالنظر إلى مرور الغاز من الجزائر نحو إيطاليا وشراءات بنسبة 51 بالمائة.
ويوضح في هذا الصدد أن تونس تعاني تدهورا في إنتاج الغاز فرغم اكتشاف حقل نوارة ودخوله حيز الاستغلال منذ 2020، ولكن توقفه في 2024 أدى إلى انخفاض في الموارد ما أدى إلى ارتفاع العجز الطاقي.
وتشير البيانات الصادرة عن المرصد الوطني للطاقة أن واردات تونس من الكهرباء المتأتية من الجزائر وليبيا سجلت ارتفاعا نسبيا وساهمت في تغطية 14من المائة من حاجيات البلاد من الطاقة الكهربائية.
مخاوف من اضطراب الإمدادات
يرى أستاذ الاقتصاد بالجامعة التونسية رضا الشكندالي أن تونس باتت في حاجة إلى توريد جزء كبير من احتياجاتها من الغاز والنفط من الجزائر بسعر أعلى من السعر العالمي نتيجة التوترات والتغيرات الجيواستراتيجية في بعض بلدان الشرق الأوسط والتي ساهمت في ارتفاع تكاليف نقل النفط ومعاليم تأمينه في المسالك البحرية.
ويوضح الشكندالي في حديثه لـ"الحرة" أن تزايد الطلب العالمي على الغاز الجزائري جعل هذا البلد المغاربي يرفع في أسعار مبيعاته مما اضطر تونس إلى اقتنائه بسعر أرفع من السعر العالمي وهو ما أثقل كاهل ميزانها التجاري الطاقي من حيث الإنفاق.
وبخصوص المخاوف من تسجيل اضطراب في الإمدادات في النفط والغاز، يشدد الخبير الاقتصادي على أن الصراعات والحروب التي تشهدها عدة بلدان في العالم، جعل خطوط الإمداد محفوفة بالمخاطر مما يزيد في حجم الصعوبات التي تواجهها الدول المستوردة للنفط والغاز ومن ضمنها تونس في تأمين احتياجاتها الطاقية.
من جانب آخر، يلفت المتحدث إلى أن ميزانية الدولة التونسية بنيت على فرضية 81 دولارا للبرميل لهذا العام في حين أن أسعار التداول اليوم تناهز 74 دولارا للبرميل، مما جنبها تكبد خسارة بنحو 4.5 مليون دولار عن كل زيادة بدولار واحد بعد السعر المحدد في الميزانية.
ولمواجهة العجز الطاقي في البلاد، يدعو الخبير الاقتصادي السلطات التونسية إلى التعويل على الطاقات المتجددة والاستثمار فيها من خلال دعم المشاريع المتعلقة بإرساء نظام "فوتوفولتاييك" المعتمد أساسا على الطاقة الشمسية.
تواصل دعم الطاقة
وفي نفس المنحى، تعتزم السلطات التونسية مواصلة دعم هذا القطاع بما قيمته 2.3 مليار دولار، وفق ما يكشفه قانون المالية لسنة 2025 والذي ينظر فيه البرلمان منذ أكتوبر 2024.
وبحسب هذا القانون، فإن تونس ستعمل على مزيد ترشيد نفقات الطاقة عبر الحد من الانتفاع غير المشروع من الكهرباء والغاز وتحسين استخلاص الفواتير فضلا عن مراقبة مسالك التوزيع قوارير الغاز المعدة للاستهلاك المنزلي.
كما تؤكد الحكومة عدم توجهها إلى إقرار أي زيادة في أسعار المحروقات الكهرباء وقوارير الغاز المنزلي الموجه للاستهلاك الأسري والتي تصل نسب دعهما إلى 76 بالمائة.
يشار إلى أن تونس تخطط في إطار الاستراتيجية الوطنية الطاقية في أفق سنة 2030 إلى إنتاج 35 بالمائة من الكهرباء من الطاقات المتجددة والتخفيض في حدود 46 بالمائة من انبعاث الكربون وقد وقعت في مايو 2024 على اتفاقيتين لإنجاز محطتين لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية الفولطاضوئية بكل من محافظتي قفصة (وسط غرب) وتطاوين (جنوب) بقدرة 300 ميغاواط.
المصدر: الحرة