الجزيرة:
2025-04-15@08:29:21 GMT

كيف تفاعلت أوروبا مع تهديدات ترامب بشأن غزة؟

تاريخ النشر: 13th, February 2025 GMT

كيف تفاعلت أوروبا مع تهديدات ترامب بشأن غزة؟

باريس- أثارت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول قطاع غزة جدلا عالميا، في حين لم يقدم الزعماء الأوروبيون، غداة التصريح، ردود أفعال بشأن اقتراحه "المشكوك فيه" لحل الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي.

وكان ترامب قد قال إن الولايات المتحدة "ستسيطر على قطاع غزة"، وإنه يرغب في تحويل المنطقة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، خلال مؤتمر صحفي عقده الأسبوع الماضي إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي وصف الفكرة بـ"الإبداعية" و"الثورية".

وبعد تهديدات الرئيس الأميركي بغزو غرينلاند التابعة للدانمارك والاستيلاء على قناة بنما، يبدو أن احتمالات نجاح ترامب في تنفيذ خطته ضئيلة، لكنها تترك تساؤلات بشأن مدى صلابة الموقف الأوروبي أمام سياسته في الشرق الأوسط وما إذا كان لفكرته أي مكانة قانونية دولية.

انتهاك لاتفاقيات جنيف.. خبراء في القانون الدولي وصفوا خطة ترامب للاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين منه بأنها "جريمة حرب"، وقد يلاحق بسببها المسؤولون الإسرائيليون والأميركيون
للمزيد: https://t.co/7MVlZ2eqxd pic.twitter.com/BJXZWjpr11

— Aljazeera.net • الجزيرة نت (@AJArabicnet) February 12, 2025

إعلان صمت أوروبي

وفي إسبانيا، لم يلق تصريح دونالد ترامب استحسانا؛ إذ أكد وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس أن حكومته تشدد على ضرورة إبقاء غزة للفلسطينيين وجزء من الدولة الفلسطينية المستقبلية التي اعترفت بها بلاده.

وإلى جانب النرويج وأيرلندا، انضمت إسبانيا العام الماضي إلى 146 دولة عضو في الأمم المتحدة التي تعترف بالدولة الفلسطينية وتعهدت بمواصلة إرسال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.

وعلى ضوء ذلك، أشارت العضو في البرلمان الأوروبي عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي الإسباني هناء جلول إلى موقف الرئيس الإسباني بيدرو سانشيز الثابت بشأن الاعتراف بدولة فلسطين، بالقول: "لم يكن ذلك سهلا إذ لم يشاركه في ذلك سوى دولتين في أوروبا، وهو ما أعتبره خطوة جيدة تحافظ من خلالها مدريد على روابطها مع الجنوب العالمي".

ووصفت جلول -في حديثها للجزيرة نت- الموقف الأوروبي بـ"الصامت والضعيف"، موضحة: "نتساءل بقوة داخل البرلمان الأوروبي عن الإستراتيجية المتبعة في التعامل مع الشرق الأوسط ولماذا لا تقدم الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي كايا كالاس تفسيرا بشأن الديمقراطية في سوريا أو الحكومة الجديدة في لبنان أو وقف إطلاق النار في غزة الذي نأمل أن يستمر".

كما أكدت نائبة رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي أنه مع تغير الأوضاع في الشرق الأوسط، هناك حاجة إلى قيادة الاتحاد وتوضيح إستراتيجيته في المنطقة.

وفي سياق متصل، أكد البروفيسور في المعهد العالي للدراسات الدولية والتنموية في جنيف ريكاردو بوكو عدم وجود أي جبهة مشتركة للاتحاد الأوروبي "هناك جبهة مشتركة داخل التحالف العالمي حيث لا يتفاعل الأوروبيون كثيرا، وتتمثل الجهات التي تتفاعل في وكالات الأمم المتحدة أو منظمات المجتمع المدني المهتمة بإيصال المساعدات الإنسانية".

إعلان

وفي حديثه للجزيرة نت، يعتبر بوكو أن الاتحاد يستمر في إلقاء الكلمات الفارغة ولا يريد أعضاؤه اتخاذ أي إجراء محدد ضد إسرائيل، بينما يقفون في صفوف الانتظار والترقب ويغلب عليهم الضعف والتواطؤ عندما يتعلق الأمر بتصريحات ترامب.

انتهاك للقانون

ويأتي هذا الغياب الأوروبي عن الجدل الحالي بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة في وقت تستضيف فيه القارة أهم المحاكم الدولية المعنية بحقوق الإنسان، وعلى رأسها الجنائية الدولية والعدل الدولية.

وفي هذا الإطار، يعتبر داغ هيربورنسرود، الكاتب الصحفي ومؤسس مركز تاريخ الأفكار العالمي في أوسلو، أن التهجير لا يزال مستمرا منذ أن هُجر أكثر من 800 ألف فلسطيني خلال النكبة عام 1948. وبالتالي، لا يستبعد قيام ترامب/نتنياهو بتهجير الفلسطينيين من غزة في المستقبل القريب، "أو قد يحاولون تحقيق ذلك على الأقل، اعتمادا على تطور الوضع على الأرض".

وفي ظل الانقسام الأوروبي الواضح، يرى هيربورنسرود -في حديث للجزيرة نت- أن هذا الوضع قد يعتمد على الانتخابات الفدرالية الألمانية، المقررة في 23 فبراير/شباط الحالي، وعلى ما يحدث مع الحرب في أوكرانيا وأنظمة المساعدات في العالم أثناء وبعد عمليات التدقيق الجارية في الولايات المتحدة.

ويصنف نظام روما الأساسي -الذي أنشأته المحكمة الجنائية الدولية- عمليات التهجير القسري للسكان كجريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، وهو أمر محظور بموجب عدد من أحكام اتفاقيات جنيف، والتي صادقت عليها الولايات المتحدة الأميركية.

ويربط المتخصص في شؤون الشرق الأوسط ريكاردو بوكو بين أهداف ترامب وانتهاك القانون الدولي، قائلا: "من الأمور المثيرة للاهتمام أن الحق ضد التهجير في القانون الدولي -الذي تم إنشاؤه عام 1945 نظرا لما عاناه السكان اليهود في أوروبا حيث أجبروا على ترك ممتلكاتهم وأراضيهم- هو نفسه ينتهكه الإسرائيليون ضد الفلسطينيين".

إعلان

ويعتبر المتحدث أن الأوروبيين يستمرون أيضا في عدم احترام القانون الدولي لأنهم غير قادرين على مواجهة واشنطن أو الضغط على إسرائيل، بسبب الانقسامات فيما بينهم. ويضيف أن النظام الدولي كان قائما على القانون الدولي منذ 60 عاما، لكن أميركا وأميركا الشمالية وأوروبا يسمحون لهذا النظام الدولي بالانهيار، و"قد بدأ ينهار فعليا".

وهو ما يتوافق مع تصريحات هناء جلول التي أكدت على عدم أحقية ترامب في اتخاذ القرار بشأن مصير الفلسطينيين: "سيشكل ذلك تهجيرا قسريا، وهو بمثابة جريمة حرب بموجب القانون الإنساني الدولي، وفقا لاتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، المادة 49، ونحن من الموقعين على نظام روما للجنائية الدولية".

#ماكرون لسي إن إن عن مقترح #ترمب بشأن #غزة: لا يمكنك أن تقول لمليوني شخص ستنتقلون الآن، وأي مقاربة لإعادة إعمار غزة لا تعني عدم احترام الناس أو البلدان#حرب_غزة pic.twitter.com/9pesPc3aOT

— قناة الجزيرة (@AJArabic) February 12, 2025

ترامب والفوضى

وقد جددت فرنسا معارضتها لمقترحات الرئيس الأميركي حيث وصفت وزارة خارجيتها في بيان صحفي أي تهجير قسري بأنه "انتهاك خطير للقانون الدولي"، محذرة من أن مثل هذه الإجراءات قد تقوض الحل القائم على التعايش بين الدولتين وتزعزع الاستقرار بالنسبة للحلفاء الإقليميين المقربين، مثل مصر والأردن.

وفي الوقت الذي أبدى فيه ترامب تأييده لضم إسرائيل الضفة الغربية، دعا ملك الأردن عبد الله الثاني إلى انتظار خطة عربية من الجانب المصري بشأن قطاع غزة، خلال لقائهما بالبيت الأبيض مساء الثلاثاء.

وتعليقا على ذلك، يرى البروفيسور بوكو أن الرئيس الأميركي يسمح للإسرائيليين بمواصلة الإبادة وفرض قاعدة تهجير الفلسطينيين في أعقاب إعلانه ضرورة إخلاء غزة من الفلسطينيين ومحاولته إجبار الأردن ومصر على استقبال اللاجئين الذين لن يكون لهم الحق في العودة.

إعلان

وبخصوص التحليلات التي تربط الترحيل القسري مع غاز قطاع غزة، أوضح المتحدث أن حقوق الغاز يتم استغلالها فعليا من قبل شركة بريطانية أميركية. وفي الوقت الراهن، لا يعتقد بوكو أن ترامب سيطرح أي خطة بشأن الغاز، وغير مستبعد تفكيره في ذلك لاحقا.

بدورها، قالت النائبة الأوروبية هناء جلول "قدمنا ​​ بيانا إلى إسبانيا وأبدت عدة دول عربية، بمن فيها المملكة العربية السعودية ومصر والأردن، رأيها حول فكرة حل الدولتين وتطبيق حدود عام 1967، ونأمل أن نتمكن من مواجهة ترامب كما يجب لأن من شأن ذلك إثارة موجة من السخط والإحباط وإطالة أمد الحرب في المستقبل".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الرئیس الأمیرکی القانون الدولی الشرق الأوسط قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

ترامب يترنّح

مقالات:

بقلم/ ناصر قنديل

– بالرغم من التعابير المبتذلة التي وصف بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ما قال إنه توسّل زعماء 75 دولة إليه لتعليق الرسوم الجمركية، واعتماد اتفاقات ثنائية بديلة تلبي الشروط الأمريكية، يبقى تعليق العمل بالرسوم لمدة 90 يوماً تراجعاً خطيراً في هيبة ترامب التي تشكل رأس المال الأول الذي يستثمر عليه، في الداخل والخارج، خصوصاً أن هذا التعليق جاء إثر انهيارات كارثيّة في سوق الأسهم، التي عبرت عن ارتياحها لقرار التعليق بتسجيل نتائج إيجابية بين 7 و8% بعدما خسرت بنسبة مماثلة خلال يومين تفاعلاً مع فرض الرسوم، بحيث يصعب تصديق أن التراجع لم يكن في جزء أساسيّ منه خشية خروج الأوضاع المالية في أسواق الأسهم والبورصة والمصارف عن السيطرة، والدخول في نفق مجهول مظلم يتداعى معه كل شيء وينهار بسبب ذلك البناء على رؤوس ساكنيه.

– التركيز على الصين كجهة تجب معاقبتها وتأديبها، في الوقت الذي يتمّ فيه تعليق الرسوم على مَن وصفهم ترامب بالحلفاء، لن ينجح بحشد جبهة عالميّة لحرب تجارية ضد الصين. فالمعنيّ الوازن بهذه الدعوة هي أوروبا التي ذاقت الأمرّين مع ترامب، سواء بتهديداته وقف تمويل حلف الناتو، والتنمّر على أوروبا كطرف ضعيف يطلب الحماية ولا يتحمّل النفقات، ومروراً بالانفتاح الأحاديّ على روسيا في ملف حرب أوكرانيا ومخاطبة أوروبا بلغة التخلّي لتواجه مصيرها بوجه روسيا دون غطاء أمريكيّ، وانتهاء بالرسوم الجمركية والحديث عن خلل يزيد عن 350 مليار دولار لمصلحة أوروبا، قال ترامب إنّه يريد تصحيحها عبر الرسوم وبيع الغاز المسال والنفط بأسعار مرتفعة، ليحل مكان الغاز والنفط الذي كان يصل بسلاسة وأسعار منخفضة من روسيا، بسبب الحرب التي قرّرت واشنطن خوضها ودعت أوروبا للانضمام إليها، ثم ها هي تتركها وحيدة في مواجهتها، فهل تستطيع أوروبا الثقة مجدداً بترامب وتخوض حرباً تجارية مع الصين، وهل تستطيع، وهي تعتمد بصورة شبه مطلقة على السلع الصينيّة في أسواقها الاستهلاكيّة.

– فشل ترامب في تحييد روسيا من بوابة مسعاه لوقف الحرب الأوكرانيّة، ولم يستطع المضي قدماً مع موسكو في خطة يعلم أنّها تغيّر وجه أوروبا بفرض انتصار روسيا بالاعتراف بالتغييرات التي تطلبها على الجغرافيا الأوكرانية، ولم يكن بينه وبين الصين حرب تجاريّة بعد، فهل يتوقع أن تنضمّ إليه روسيا ولو بالصمت، وتتخلّى عن حليفها الاستراتيجي الصيني، وعندما صعد خطاب الحرب بوجه إيران وجد حراكاً روسياً صينياً إيرانياً موحّداً يقول إن الحلفاء لن يتركوا بعضهم ولن ينخدعوا بمحاولة الاستفراد بهم واحداً واحداً، وترامب الذاهب إلى مفاوضات مع إيران، وقد فتح الحرب التجارية مع الصين، هل يتوقع مرونة إيرانيّة كي يتفرّغ للصين، أم يتوقع تراجعاً صينياً كي يتفرّغ لإيران.

– مشكلة ترامب أنه اعتقد بأن فائض التصويت الذي ناله، يمكن أن يعوّض التراجع الأمريكي العالمي سياسياً وعسكرياً واقتصادياً، وأن شخصيّته الفظّة ولغته المبتذلة تصنعان قوة لا تملكها أمريكا، وكأن العالم لا ينتبه أن جيوشه منذ قرابة شهر تقاتل في البحر الأحمر بكل قدرتها بوجه جماعة أنصار الله في اليمن، وتفشل في ضمان مرور سفينة واحدة متّجهة نحو موانئ كيان الاحتلال، رغم 300 غارة تشنّها طائراته يومياً في مناطق متفرّقة من اليمن. أم أنّه يعتقد أن العالم لا يعلم أن أمريكا عالقة مع “إسرائيل” في حرب الضغوط القصوى والنتائج الأدنى، وما دامت ترفض أن تساعد نفسها باتخاذ موقف عقلانيّ من الحرب، فلن يهبّ أحدٌ ويضحّي بما لديه لمساعدتها.

– حلم أمريكا العظيمة وأمريكا العظمى وأمريكا الكبرى، على محك واحد، لا علاقة له بعلّة في فائض القوة الماليّ والعسكريّ الذي تملكه أمريكا، بل بخيانة أمريكا للقيم المضافة التي طالما تغنّت بها من حماية حقوق الإنسان إلى حق الشعوب بتقرير مصيرها، ومكافحة الإرهاب، وآخرها حرية التجارة العالميّة، فكيف يثق بها الحلفاء قبل الخصوم.

* رئيس تحرير صحيفة البناء اللبنانية

 

 

مقالات مشابهة

  • سياسي بلجيكي ينتقد ازدواجية معايير الاتحاد الأوروبي بين أوكرانيا وفلسطين
  • لافروف: أوروبا تقوم بإسكات من يقول الحقيقة بشأن أوكرانيا والأغلبية تعارض نشر قوات حفظ السلام
  • عضو البرلمان الأوروبي السابق مايـك والاس : اليمن يطبق القانون الدولي في عمليـاته الـمـساندة للفلسطينيين
  • البيت الأبيض: أميركا تحرز تقدماً مع الاتحاد الأوروبي بشأن الرسوم
  • الاتحاد الأوروبي وكندا يبرمان اتفاقية بشأن بيانات سجل أسماء المسافرين
  • «اقتصادية قناة السويس» تطلق رسميًا خدمات الشباك الواحد الرقمية بالتعاون مع البنك الأوروبي ووزارة التعاون الدولي
  • إعفاءات ترامب الجمركية تقود أسهم أوروبا للارتفاع
  • كيف تفاعلت المنصات مع مباحثات واشنطن وطهران في عمان؟
  • ترامب يترنّح
  • الـعـضـو الإيـرلـنـدي الـسـابـق فـي البرلـماـن الأوروبـي مايـك والاس لـــ “الثورة “: اليمن يطبق القانون الدولي في عــملـيـاتـه الـمـســـانـــــدة للفلسطينيين