الجزيرة:
2025-03-15@21:28:53 GMT

كيف تفاعلت أوروبا مع تهديدات ترامب بشأن غزة؟

تاريخ النشر: 13th, February 2025 GMT

كيف تفاعلت أوروبا مع تهديدات ترامب بشأن غزة؟

باريس- أثارت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول قطاع غزة جدلا عالميا، في حين لم يقدم الزعماء الأوروبيون، غداة التصريح، ردود أفعال بشأن اقتراحه "المشكوك فيه" لحل الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي.

وكان ترامب قد قال إن الولايات المتحدة "ستسيطر على قطاع غزة"، وإنه يرغب في تحويل المنطقة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، خلال مؤتمر صحفي عقده الأسبوع الماضي إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي وصف الفكرة بـ"الإبداعية" و"الثورية".

وبعد تهديدات الرئيس الأميركي بغزو غرينلاند التابعة للدانمارك والاستيلاء على قناة بنما، يبدو أن احتمالات نجاح ترامب في تنفيذ خطته ضئيلة، لكنها تترك تساؤلات بشأن مدى صلابة الموقف الأوروبي أمام سياسته في الشرق الأوسط وما إذا كان لفكرته أي مكانة قانونية دولية.

انتهاك لاتفاقيات جنيف.. خبراء في القانون الدولي وصفوا خطة ترامب للاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين منه بأنها "جريمة حرب"، وقد يلاحق بسببها المسؤولون الإسرائيليون والأميركيون
للمزيد: https://t.co/7MVlZ2eqxd pic.twitter.com/BJXZWjpr11

— Aljazeera.net • الجزيرة نت (@AJArabicnet) February 12, 2025

إعلان صمت أوروبي

وفي إسبانيا، لم يلق تصريح دونالد ترامب استحسانا؛ إذ أكد وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس أن حكومته تشدد على ضرورة إبقاء غزة للفلسطينيين وجزء من الدولة الفلسطينية المستقبلية التي اعترفت بها بلاده.

وإلى جانب النرويج وأيرلندا، انضمت إسبانيا العام الماضي إلى 146 دولة عضو في الأمم المتحدة التي تعترف بالدولة الفلسطينية وتعهدت بمواصلة إرسال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.

وعلى ضوء ذلك، أشارت العضو في البرلمان الأوروبي عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي الإسباني هناء جلول إلى موقف الرئيس الإسباني بيدرو سانشيز الثابت بشأن الاعتراف بدولة فلسطين، بالقول: "لم يكن ذلك سهلا إذ لم يشاركه في ذلك سوى دولتين في أوروبا، وهو ما أعتبره خطوة جيدة تحافظ من خلالها مدريد على روابطها مع الجنوب العالمي".

ووصفت جلول -في حديثها للجزيرة نت- الموقف الأوروبي بـ"الصامت والضعيف"، موضحة: "نتساءل بقوة داخل البرلمان الأوروبي عن الإستراتيجية المتبعة في التعامل مع الشرق الأوسط ولماذا لا تقدم الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي كايا كالاس تفسيرا بشأن الديمقراطية في سوريا أو الحكومة الجديدة في لبنان أو وقف إطلاق النار في غزة الذي نأمل أن يستمر".

كما أكدت نائبة رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي أنه مع تغير الأوضاع في الشرق الأوسط، هناك حاجة إلى قيادة الاتحاد وتوضيح إستراتيجيته في المنطقة.

وفي سياق متصل، أكد البروفيسور في المعهد العالي للدراسات الدولية والتنموية في جنيف ريكاردو بوكو عدم وجود أي جبهة مشتركة للاتحاد الأوروبي "هناك جبهة مشتركة داخل التحالف العالمي حيث لا يتفاعل الأوروبيون كثيرا، وتتمثل الجهات التي تتفاعل في وكالات الأمم المتحدة أو منظمات المجتمع المدني المهتمة بإيصال المساعدات الإنسانية".

إعلان

وفي حديثه للجزيرة نت، يعتبر بوكو أن الاتحاد يستمر في إلقاء الكلمات الفارغة ولا يريد أعضاؤه اتخاذ أي إجراء محدد ضد إسرائيل، بينما يقفون في صفوف الانتظار والترقب ويغلب عليهم الضعف والتواطؤ عندما يتعلق الأمر بتصريحات ترامب.

انتهاك للقانون

ويأتي هذا الغياب الأوروبي عن الجدل الحالي بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة في وقت تستضيف فيه القارة أهم المحاكم الدولية المعنية بحقوق الإنسان، وعلى رأسها الجنائية الدولية والعدل الدولية.

وفي هذا الإطار، يعتبر داغ هيربورنسرود، الكاتب الصحفي ومؤسس مركز تاريخ الأفكار العالمي في أوسلو، أن التهجير لا يزال مستمرا منذ أن هُجر أكثر من 800 ألف فلسطيني خلال النكبة عام 1948. وبالتالي، لا يستبعد قيام ترامب/نتنياهو بتهجير الفلسطينيين من غزة في المستقبل القريب، "أو قد يحاولون تحقيق ذلك على الأقل، اعتمادا على تطور الوضع على الأرض".

وفي ظل الانقسام الأوروبي الواضح، يرى هيربورنسرود -في حديث للجزيرة نت- أن هذا الوضع قد يعتمد على الانتخابات الفدرالية الألمانية، المقررة في 23 فبراير/شباط الحالي، وعلى ما يحدث مع الحرب في أوكرانيا وأنظمة المساعدات في العالم أثناء وبعد عمليات التدقيق الجارية في الولايات المتحدة.

ويصنف نظام روما الأساسي -الذي أنشأته المحكمة الجنائية الدولية- عمليات التهجير القسري للسكان كجريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، وهو أمر محظور بموجب عدد من أحكام اتفاقيات جنيف، والتي صادقت عليها الولايات المتحدة الأميركية.

ويربط المتخصص في شؤون الشرق الأوسط ريكاردو بوكو بين أهداف ترامب وانتهاك القانون الدولي، قائلا: "من الأمور المثيرة للاهتمام أن الحق ضد التهجير في القانون الدولي -الذي تم إنشاؤه عام 1945 نظرا لما عاناه السكان اليهود في أوروبا حيث أجبروا على ترك ممتلكاتهم وأراضيهم- هو نفسه ينتهكه الإسرائيليون ضد الفلسطينيين".

إعلان

ويعتبر المتحدث أن الأوروبيين يستمرون أيضا في عدم احترام القانون الدولي لأنهم غير قادرين على مواجهة واشنطن أو الضغط على إسرائيل، بسبب الانقسامات فيما بينهم. ويضيف أن النظام الدولي كان قائما على القانون الدولي منذ 60 عاما، لكن أميركا وأميركا الشمالية وأوروبا يسمحون لهذا النظام الدولي بالانهيار، و"قد بدأ ينهار فعليا".

وهو ما يتوافق مع تصريحات هناء جلول التي أكدت على عدم أحقية ترامب في اتخاذ القرار بشأن مصير الفلسطينيين: "سيشكل ذلك تهجيرا قسريا، وهو بمثابة جريمة حرب بموجب القانون الإنساني الدولي، وفقا لاتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، المادة 49، ونحن من الموقعين على نظام روما للجنائية الدولية".

#ماكرون لسي إن إن عن مقترح #ترمب بشأن #غزة: لا يمكنك أن تقول لمليوني شخص ستنتقلون الآن، وأي مقاربة لإعادة إعمار غزة لا تعني عدم احترام الناس أو البلدان#حرب_غزة pic.twitter.com/9pesPc3aOT

— قناة الجزيرة (@AJArabic) February 12, 2025

ترامب والفوضى

وقد جددت فرنسا معارضتها لمقترحات الرئيس الأميركي حيث وصفت وزارة خارجيتها في بيان صحفي أي تهجير قسري بأنه "انتهاك خطير للقانون الدولي"، محذرة من أن مثل هذه الإجراءات قد تقوض الحل القائم على التعايش بين الدولتين وتزعزع الاستقرار بالنسبة للحلفاء الإقليميين المقربين، مثل مصر والأردن.

وفي الوقت الذي أبدى فيه ترامب تأييده لضم إسرائيل الضفة الغربية، دعا ملك الأردن عبد الله الثاني إلى انتظار خطة عربية من الجانب المصري بشأن قطاع غزة، خلال لقائهما بالبيت الأبيض مساء الثلاثاء.

وتعليقا على ذلك، يرى البروفيسور بوكو أن الرئيس الأميركي يسمح للإسرائيليين بمواصلة الإبادة وفرض قاعدة تهجير الفلسطينيين في أعقاب إعلانه ضرورة إخلاء غزة من الفلسطينيين ومحاولته إجبار الأردن ومصر على استقبال اللاجئين الذين لن يكون لهم الحق في العودة.

إعلان

وبخصوص التحليلات التي تربط الترحيل القسري مع غاز قطاع غزة، أوضح المتحدث أن حقوق الغاز يتم استغلالها فعليا من قبل شركة بريطانية أميركية. وفي الوقت الراهن، لا يعتقد بوكو أن ترامب سيطرح أي خطة بشأن الغاز، وغير مستبعد تفكيره في ذلك لاحقا.

بدورها، قالت النائبة الأوروبية هناء جلول "قدمنا ​​ بيانا إلى إسبانيا وأبدت عدة دول عربية، بمن فيها المملكة العربية السعودية ومصر والأردن، رأيها حول فكرة حل الدولتين وتطبيق حدود عام 1967، ونأمل أن نتمكن من مواجهة ترامب كما يجب لأن من شأن ذلك إثارة موجة من السخط والإحباط وإطالة أمد الحرب في المستقبل".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الرئیس الأمیرکی القانون الدولی الشرق الأوسط قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

محمود خليل أول ضحايا تهديدات ترامب بترحيل الطلاب الأجانب

محمود خليل أحد أبرز الناشطين الذين قادوا الحراك الطلابي في الولايات المتحدة، كان له دور بارز في تحريك الرأي العام الجامعي والعالمي بشأن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. وُلد في سوريا لعائلة فلسطينية هاجرت إثر نكبة 1948، وانتقل إلى أميركا عام 2022 لاستكمال دراسته.

في 9 مارس/آذار 2025 اعتقلته سلطات الهجرة بعد اقتحام منزله، بسبب مشاركته في المظاهرات المؤيدة لفلسطين داخل الحرم الجامعي.

المولد والنشأة

ولد محمود خليل عام 1995 في سوريا لعائلة فلسطينية هاجرت من مدينة طبريا عام 1948 إثر حرب النكبة، انتقل إلى الولايات المتحدة عام 2022 بهدف استكمال دراسته.

تزوج من زميلة أميركية وحصل على بطاقة الإقامة الدائمة (الغرين كارد).

الدراسة والتكوين العلمي

نال خليل درجة البكالوريوس في علوم الحاسوب من الجامعة اللبنانية الأميركية.

وأكمل درجة الماجستير في ديسمبر/كانون الأول 2024 من كلية الشؤون الدولية والعامة في جامعة كولومبيا.

التجربة العملية

عمل خليل في السفارة البريطانية بالعاصمة اللبنانية بيروت بين عامي 2018 و2022.

وشغل منصب المدير المحلي لمنحة "شيفنينغ" السورية، أحد البرامج التي تمولها حكومة المملكة المتحدة.

النشاط الطلابي

كان خليل أحد قادة الحراك الطلابي الذي شهدته الجامعات الأميركية عام 2024 احتجاجا على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والدعم الأميركي غير المحدود له.

وقد تضمن الحراك في جامعة كولومبيا اعتصامات واحتجاجات على مدار أسابيع عدة دفعت بقوات شرطة المدينة لاقتحام الحرم الجامعي، بهدف فك اعتصام الطلاب بإحدى قاعاتها بناء على طلب نعمت شفيق، رئيسة الجامعة التي استقالت لاحقا.

إعلان

وكان خليل أحد الطلاب المؤيدين للقضية الفلسطينية الذين تفاوضوا نيابة عن المتظاهرين في الحرم الجامعي وضغطوا على جامعة كولومبيا لسحب استثماراتها من إسرائيل بسبب عدوانها على قطاع غزة.

كما ألقى عددا من الخطابات أمام الحشود الطلابية، وتحدث كثيرا مع وسائل الإعلام الأميركية.

جدل الاعتقال

في 9 مارس/آذار 2025، ألقت سلطات الهجرة القبض على الطالب محمود خليل بسبب مشاركته في المظاهرات المؤيدة لفلسطين داخل الحرم الجامعي. وأعلنت وزارة الأمن الداخلي في بيان لها، أن اعتقاله جاء تنفيذا "للأوامر التنفيذية للرئيس الأميركي دونالد ترامب التي تحظر معاداة السامية"، وبالتنسيق مع وزارة الخارجية.

أحدث احتجاز خليل صدى واسعا في الأوساط الأميركية، وتصدّر عناوين وسائل الإعلام وشبكات الأخبار، وأشعل جدلا كبيرا على منصات التواصل الاجتماعي، وفي سياق التضامن معه نظم مؤيدون للقضية الفلسطينية مظاهرة في مدينة نيويورك احتجاجا على اعتقاله.

ورغم عدم توجيه أي تهم رسمية ضده إلا أن السلطات ألغت إقامته الدائمة، فيما صرح ترامب بأن هذه العملية لن تكون الأخيرة.

من جانبها زعمت المتحدثة باسم وزارة الأمن الداخلي تريشيا ماكلولين، أن خليل "متحالف مع حماس، وهي منظمة إرهابية".

لكن في 10 مارس/آذار من العام نفسه أصدر القاضي الفدرالي جيسي فورمان من محكمة مانهاتن قرارا يمنع ترحيل خليل "إلا بأمر قضائي"، نظرا لكونه حاملا للغرين كارد، ما يمنحه حماية قانونية تمنع ترحيله الفوري.

بدوره أكد المحامي رمزي قاسم أن موكله خليل حُرم من الاستشارة القانونية، مشيرا إلى أن تواصله الوحيد مع المحامين تم عبر خط هاتف خاضع للمراقبة، ما حال دون إجراء أي مناقشات قانونية مطوّلة حول قضيته.

مقالات مشابهة

  • روبيو : الولايات المتحدة تعارض فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة على روسيا
  • التحقيق مع مساعديْ نائبين في البرلمان الأوروبي في قضية فساد تتعلق بشركة هواوي
  • أسعار الذهب تصل الى مستويات قياسية جديدة في ظلّ تهديدات ترامب؟
  • هل تدفع تهديدات ترامب والقلق الأوروبي ألمانيا للتسلح النووي؟
  • القاهرة ترحب بتصريحات ترامب بشأن "عدم تهجير" الفلسطينيين من غزة  
  • محمود خليل أول ضحايا تهديدات ترامب بترحيل الطلاب الأجانب
  • كيف يتفاعل الكنديون مع تهديدات ترامب لبلادهم؟
  • محللون: تركيا قد تكون شريكاً رئيسياً في هيكلة الأمن الأوروبي
  • مصر تثمّن تراجع ترامب عن موقفه بشأن تهجير الفلسطينيين من غزة
  • صحف عالمية: على ترامب إجبار نتنياهو لفك الحصار عن غزة وتحذر من تهديدات اليمن