العراق يعزز حضوره السياحي: فوز بمنصب دولي وخطط لتطوير المواقع الأثرية
تاريخ النشر: 13th, February 2025 GMT
حقق العراق إنجازًا جديدًا في قطاع السياحة بعد فوزه بمنصب نائب رئيس لجنة الشرق الأوسط في منظمة الأمم المتحدة للسياحة (UN Tourism)، وهو ما يعكس تطور المشهد السياحي في البلاد ويؤكد استحقاق العراق لهذا الدور الدولي.
وفي حديثه عن هذا الإنجاز، أكد مستشار رئيس الوزراء لشؤون السياحة، عمر العلوي، أن هذا الفوز يأتي ضمن سلسلة استحقاقات تأخرت بسبب الأوضاع الصعبة التي مر بها العراق في السنوات السابقة.
وأشار العلوي إلى أن اختيار بغداد كعاصمة السياحة العربية يعد خطوة مهمة نحو تطوير القطاع السياحي في العراق، لكنه شدد على أن اللقب وحده ليس كافيًا، بل يتطلب إثبات الجدارة من خلال خطط وبرامج عملية تشمل الاستثمار السياحي، تنظيم مؤتمرات دولية، واستضافة فعاليات كبرى، مثل مؤتمر UN Tourism في بغداد، إضافة إلى اجتماعات مجلس وزراء السياحة العرب. كما أشار إلى وجود اتفاقيات مع المنظمة العربية للسياحة لتنفيذ مشاريع تنموية تساهم في تعزيز السياحة الداخلية والخارجية.
إعادة إحياء المواقع الأثرية والتاريخية
من ضمن المشاريع المهمة التي يجري العمل عليها حاليًا، يأتي مشروع تطوير مدينة عقرقوف الأثرية، الذي وصفه العلوي بأنه "قفزة نوعية" في تطوير المواقع الأثرية العراقية. وأكد أن العمل على تأهيل هذا الموقع بدأ قبل اختيار بغداد كعاصمة للسياحة العربية، بناءً على توجيهات مباشرة من رئيس الوزراء، حيث يجري العمل على تحسين البنية التحتية وتوفير مرافق خدمية لاستقبال الزوار.
وأشار إلى أن هذه الجهود تهدف إلى تحويل التصاميم الجديدة لموقع عقرقوف إلى واقع ملموس، ليكون هذا المشروع نموذجًا يتم تطبيقه لاحقًا على باقي المواقع الأثرية في العراق. كما أشاد بالجهود التي بذلتها المهندسة استبرق، التي صممت المشروع بمزيج متقن بين التراث والحداثة، مستلهمة خطوط البناء من الزقورة الأصلية في الموقع.
إحياء الرحلات المدرسية لتعزيز السياحة الداخلية
في خطوة تهدف إلى تعزيز الوعي الأثري بين الأجيال الجديدة، أصدر رئيس الوزراء توجيهاته إلى وزارة التربية لإعادة إحياء الرحلات المدرسية إلى المواقع الأثرية. وأوضح العلوي أن هناك أكثر من 3000 مدرسة في جانب الكرخ فقط، ما يعني أن الآلاف من الطلاب يمكنهم زيارة هذه المواقع سنويًا، مما يسهم في ترسيخ الهوية التاريخية وتعزيز السياحة الداخلية.
لكي يكون هذا المشروع ناجحًا، شدد العلوي على ضرورة توفير البنية التحتية المناسبة لاستقبال هذا العدد الكبير من الزوار، من خلال تجهيز مرافق خدمية، مساحات للراحة، وممرات مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة. وأشار إلى أن المشروع تمت إحالته إلى محافظة بغداد، حيث تم تخصيص ميزانية لتنفيذه، مؤكدًا أن العمل جارٍ لضمان تحويل هذه الخطط إلى واقع يخدم التنمية السياحية.
السياحة كركيزة أساسية للاقتصاد
واختتم العلوي حديثه بالتأكيد على أن السياحة في العراق لم تعد مجرد ملف جانبي، بل أصبحت جزءًا أساسيًا من المنهاج الحكومي، مع خطط طويلة الأمد تستهدف رفع أعداد السياح وتعزيز الاستثمار في القطاع السياحي. وأعرب عن تفاؤله بأن يشهد العراق نهضة سياحية حقيقية خلال السنوات المقبلة، مدعومة بجهود حكومية متواصلة وتعاون دولي يفتح آفاقًا جديدة لتطوير القطاع.
بهذه الإنجازات، يخطو العراق خطوات واسعة نحو إعادة إحياء تراثه الغني، وتحويله إلى مصدر اقتصادي حيوي يدعم التنمية المستدامة في البلاد.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار المواقع الأثریة
إقرأ أيضاً:
بغداد تُعيد أكثر من 150 أسرة من مخيم الهول في سوريا
بغداد - أفاد مصدر أمني عراقي وكالة فرانس برس الخميس13مارس2025، بأن بغداد أعادت في اليوم السابق أكثر من 150 أسرة عراقية من مخيّم الهول في شمال شرق سوريا الذي يأوي أفراد عائلات عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال المسؤول الأمني "وصلت أمس الأربعاء 153 عائلة من مخيّم الهول وأصبحوا في مخيم الجدعة" في ريف مدينة الموصل بشمال العراق.
وكانت مديرة مخيم الهول جيهان حنان أفادت فرانس برس أن هذه المجموعة المكونة من 505 أشخاص هي السادسة التي تغادر منذ مطلع العام الجاري المخيم الذي تديره القوات الكردية في شمال شرق سوريا.
أثارت عودة أقارب الجهاديين من سوريا جدلا في بداية الأمر في العراق الذي خاض حربا ضد تنظيم الدولة الإسلامية لثلاثة أعوام انتهت أواخر 2017 بدحر التنظيم بعد سيطرته على حوالى ثلث مساحة البلاد.
ورغم التحديات، أعرب العراق عن اعتزامه إعادة جميع مواطنيه من مخيم الهول، وهو التزام رحبت به كل من الأمم المتحدة والولايات المتحدة في حين يظهر العديد من الدول الغربية ترددا في القيام بالمثل.
وتخضع جميع أفراد العائلات العائدة إلى العراق الى تأهيل نفسي داخل مخيم الجدعة، يهدف إلى ضمان أنهم لا يشكلون أي خطر، بالإضافة إلى فحوص أمنية بحسب ما يقول مسؤولون.
وقالت جيهان حنان إن مخيم الهول لا يزال يستضيف 37 ألف شخص، بينهم 14500 عراقي.
وأضافت أن "أكثر من أربعة آلاف شخص عادوا إلى العراق منذ بداية العام".
واوضحت حنان "بموجب الاتفاق بيننا وبين الحكومة العراقية ستكون هناك رحلتان إلى العراق شهريا".
لكن مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي استنكر في مقابلة أجرتها معه وكالة فرانس برس مؤخرا التخفيضات الكبيرة في تمويل المساعدات الأميركية التي قررها دونالد ترامب واعتبر أنها تعيق جهود بغداد لإعادة رعاياها من مخيم الهول من سوريا.
Your browser does not support the video tag.