دوغين يتحدث عن الصحوة الروسية وإحياء الإمبراطورية
تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT
تحدث المفكر الروسي ألكسندر دوغين عن الجرائم التي ارتكبها غورباتشوف ويلتسين ضد روسيا، ورسم صورة الصحوة الروسية المعاصرة، داعيا لإحياء الإمبراطورية الروسية لا الاتحاد السوفيتي.
وكتب دوغين في منشوره على "تيليغرام":
هجمات الطائرات المسيرة على موسكو وبريانسك، وتعرض شبه جزيرة القرم وغيرها من الأراضي والمدن والبلدات والقرى الروسية للهجمات الأوكرانية مظهر من مظاهر الحرب.
من وقت لآخر، يجدر بنا أن نعود لجذور هذه الحرب، التي تدخل بشكل متزايد في مفردات حياة شعبنا، بما في ذلك في العاصمة.
تتلاقى جميع الأسباب مع بيريسترويكا الثمانينات التي أطلقها الرئيس السوفيتي ميخائيل غورباتشوف، والإصلاحات الليبرالية التي أقرها الرئيس الروسي بوريس يلتسين في التسعينات، وهو ما يمكن اعتباره أفظع جريمة تاريخية ارتكبت بحق روسيا.
إقرأ المزيد وبدأت مرحلة الانكسار المعنوي في أوكرانياالنخبة التي نشأت على أنقاض الاتحاد السوفيتي، ليست النخبة الأفضل، وإنما كان الأمر استيلاء ناجحا على السلطة من فلول حزب منحط ووحشي في تحالف مع مثقفين يعانون من "الروسوفوبيا" (رهاب الروس)، وعملاء المخابرات الغربية وعناصر الجريمة المنظمة.
لقد دمر هؤلاء الإمبراطورية وشكلوا مجموعة كاملة من الدول الفاشلة Failed States المعادية لروسيا.
ولم يكتف هؤلاء بذلك، بل حولوا روسيا نفسها إلى مستعمرة للغرب، وتبنّوا بالكامل أيديولوجية العدو الجيوسياسي، وخضعوا لاستسلام حضاري.
فهم الناس حينها ويفهمون الآن، إلا أن تلك النخب بشكل عام لا تزال على حالها، على الرغم من العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
ثمة معيار واضح هنا: عندما تدين الدولة بوضوح، وعلى نحو لا لبس فيه وبشكل علني خطوات غورباتشوف ويلتسين، وشركائهما المباشرين، سيبدأ التحول الحقيقي، لا عودة إلى الاتحاد السوفيتي، بل نحو إحياء الإمبراطورية.
وبدون أفق استعادة الإمبراطورية، وإقامة حضارة روسية ذات سيادة بالتركيز على العملية العسكرية الخاصة وأهدافها، سيظل منطق هذه العملية غير مقبول وغير مفهوم وغير قابل للتحقيق، كما ستظل أسباب مقتل أبنائنا على الجبهات، وهجوم العدو على موسكو غير واضحة.
عندما انهارت روسيا أواخر التسعينات بسبب هذه النخب، وعندما هاجم العدو موسكو في شخص المتطرفين الإسلاميين، كان الرد هو بوتين.
قمع بشدة مسار تفكك روسيا، وانتصر في حرب الشيشان الثانية، وحافظ على روسيا ووحدتها.
كان هذا ولا يزال عملا بطوليا حقا، وبفضله أصبح بإمكاننا اليوم أن نفخر بالعلم الروسي، الذي كان الوطنيون على الأرجح يخجلونه في التسعينات.
إقرأ المزيد ما مدى خطورة سقوط الروبل؟لقد تم توجيه الضربة الأولى للنخب الليبرالية في التسعينات، وحينها تحولت إلى معارضة شرسة، ثم هربت جزئيا من البلاد، إلا أن أغلبية هذه النخب تكيفت مع بوتين وتحصنت، بينما استمرت في الترويج لقيم العدو الجيوسياسي المتمثل في الغرب، وعرقلت التحول الوطني بشدة.
وبعد أن عزز بوتين روسيا ومنع انهيارها، وواجه عواقب انهيار الاتحاد السوفيتي، حلّ عام 2008 بعملية إرغام جورجيا على السلام، ثم عام 2014 الذي شهد عودة القرم إلى روسيا، وأخيرا العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
ومرة أخرى، وفي كل مرحلة من هذه المراحل، كانت شظايا النخب الليبرالية وجميعها من نفس القناعات التي دمرت الاتحاد السوفيتي تهرب إلى الغرب، ثم هربت المجموعة الأكبر من هؤلاء بعد بداية العملية الروسية في أوكرانيا.
الحرب في أوكرانيا أول عمل حاسم لبعث الإمبراطورية الروسية، بمعنى القضاء على العواقب الكارثية لعام 1991، وحقيقة أن جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق ودول المعسكر الاشتراكي السابق بشكل خاص تشارك بنشاط في التحالف الغربي دليل مباشر على جرائم غورباتشوف ويلتسين.
نحارب اليوم هذه الجرائم، وتحاربنا هذه الجرائم بدورها ولذا، فالخطوة التالية من العملية العسكرية في أوكرانيا إدانة جذرية صريحة وصادقة لأحداث الثمانينات والتسعينات والتغيير النهائي الحاسم للنخب في روسيا.
نحن في الصفحة التالية من التاريخ حيث تواصل إمبراطوريتنا الهجوم، إلا أن العدو ما زال يقاوم بوحشية، ويسعى إلى الضرب بقوة أكبر. في الوقت نفسه، يتخلف وعي النخب بمرضية عما يحدث، ويحاولون بكل ما أوتيوا من قوة تأخير الصحوة وتعتيم الخطوط الواضحة للصورة التاريخية الجديدة.
مع ذلك، فإن كل يوم من أيام الحرب، وكل ضربة أو مجرد قضمة من العدو، وكل إنجاز نحققه، وكل تضحية تقربنا بلا هوادة من لحظة الصحوة، ومن ثم لحظة الحكم، ولحظة الإمبراطورية.
سنعيد كل شيء إلى أصله... روسيا إلى الأمام!
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا موسكو شبه جزيرة القرم العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا أسلحة ومعدات عسكرية الأزمة الأوكرانية الاتحاد الأوروبي الجيش الروسي العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا حلف الناتو وزارة الدفاع الروسية الاتحاد السوفیتی العملیة العسکریة فی أوکرانیا
إقرأ أيضاً:
“راست” يعرض عالمياً وسط جدل وإحياء لذكرى هالينا هاتشينز
متابعة بتجــرد: يشهد مهرجان سينمائي في بولندا الأربعاء عرضاً عالمياً هو الأوّل لفيلم الويسترن “راست”، الذي يتولى بطولته أليك بالدوين وشهد موقع تصويره مأساة بمقتل مديرة التصوير الأوكرانية هالينا هاتشينز.
وخلال تصوير الفيلم في نيو مكسيكو في تشرين الأول/أكتوبر 2021، شغّل بالدوين سلاحا كان يُفترض أنه يحوي رصاصاً خلبياً، غير أن ذخيرة حية انطلقت منه، مما أدّى إلى مقتل هاتشينز وإصابة المخرج جويل سوزا.
– بالدوين غائب –
وقال منظمو المهرجان السينمائي لوكالة فرانس برس إنّ أليك بالدوين “لن يكون حاضرا” في المهرجان، من دون ذكر سبب تغيّبه.
وقرّرت عائلة هالينا، أي والدتها ووالدها وشقيقتها، مقاطعة العرض الأول للفيلم، متهمين الممثل بأنه لم يعتذر لهم و”رفض تحمل مسؤولية مقتل” هيلينا.
وكتبت أولغا سولوفي، والدة الضحية، في بيان تلقته وكالة فرانس برس “بدلاً من الاعتذار وتحمّل مسؤولية أفعاله، يسعى إلى الاستفادة بغير حق من مقتل ابنتي. ولهذا السبب رفضتُ حضور المهرجان للترويج لفيلم راست”.
وسيواكب جويل سوزا عرض الفيلم في مهرجان “كاميريماج” Camerimage المقام في تورون شمال بولندا والمخصص للتصوير السينمائي ومديري التصوير.
وقال المنظمون قبل العرض الأول للفيلم “بعد نحو ثلاث سنوات من الحادثة المأساوية التي قضت بها هالينا هاتشينز يعتزم مهرجان كاميريماج إحياء ذكرى مقتلها وتذكير العالم بإرثها”.
وأضافوا أنّ الهدف يتمثل في تحقيق “حلم هالينا، التي أقنعت سوزا منذ المراحل الأولى لإنتاج راست… بضرورة أن يكون العمل حاضراً” في هذا المهرجان.
– بين الخيال والواقع –
نشأت فكرة “راست” من بحث كان يجريه سوزا على أصغر شخص شنق في الغرب الأميركي.
وطوّر سوزا وبالدوين الفكرة الأصلية إلى سيناريو يتناول قصة رجل خارج عن القانون يمتطي حصاناً لإنقاذ حفيده البالغ 13 عاماً والمُدان بحادث تم التعامل معه على أنه جريمة قتل.
وفي أعقاب المأساة التي شهدها تصوير الفيلم، حُكم على المشرفة على استخدام الأسلحة في الفيلم هانا غوتيريز ريد بالسجن 18 شهراً بتهمة تحميل المسدس برصاصة حقيقية من طريق الخطأ.
وألغيت محاكمة بالدوين بتهمة القتل غير العمد بسبب خلل إجرائي، لأن النيابة العامة لم تسلّم فريق الدفاع الرصاصات المرتبطة بالملف.
واستؤنف تصوير الفيلم في مونتانا خلال العام الماضي.
– “نجمة صاعدة” –
نشأت هالينا هاتشينز المتحدرة من أوكرانيا في قاعدة عسكرية سوفياتية في الدائرة القطبية الشمالية، “محاطة بحيوانات الرنة والغواصات النووية”، على ما يذكر موقعها الالكتروني.
وبعدما درست وعملت صحافية في أوكرانيا وفي مختلف أنحاء أوروبا، انضمت إلى معهد الفيلم الأميركي المرموق (AFI) في لوس أنجليس سنة 2015. وتقدّمت بشكل سريع في صفوف المصورين السينمائيين في هوليوود.
في العام 2019، اختارتها مجلة “أميركان سينماتوغرافر” كإحدى النجمات الصاعدات في القطاع.
وفي حين أثارت مأساة مقتلها دعوات لفرض حظر تام على استخدام الأسلحة النارية في مواقع التصوير، فضلت هوليوود اختيار تدابير أقل تشدداً.
وفي الشتاء الفائت، عُدلت للمرة الأولى منذ عشرين عاماً التوجيهات التي تحكم استخدام الأسلحة في مواقع التصوير.
ومن أبرز التعديلات أن يكون المشرف على الأسلحة وحده المؤهل لتسليم سلاح إلى ممثل. وفي حالة “راست”، قال المدعون العامون إن بالدوين تلقى السلاح من المساعد الأول لمخرج الفيلم، الذي اعترف لاحقا بأنه مذنب بالإهمال.
– “تعليقات مسيئة” –
يُختتم مهرجان “كاميريماج” الذي ترأسه كايت بلانشيت الحائزة جائزة الأوسكار عام 2023، بتاريخ 23 تشرين الثاني/نوفمبر.
وانطلق المهرجان بجدل محتدم بعدما سحبت المخرجة الفرنسية كورالي فارجا فيلمها “ذي سابستانس” The Substance الحائز جائزة في مهرجان كان عن أفضل سيناريو.
وقالت إنها اتخذت هذا القرار “بعد تصاريح مسيئة جدا وتنطوي على كراهية تجاه النساء” أدلى بها مؤسس المهرجان ماريك زيدوفيتش.
وفي مقالة أوردتها خلال هذا الشهر مجلة “سينماتوغرافي وورلد”، اعتبر زيدوفيتش أنّ الاعتراف المتزايد بالمصورات والمخرجات السينمائيات “أمر مهم جدا”. لكنه تساءل “هل سيؤدي ذلك إلى التضحية بالأعمال والفنانين ذوي الإنجازات الفنية الاستثنائية من أجل إفساح المجال أمام إنتاج سينمائي متواضع؟”.
هذا التصريح الذي اعتذر عنها زيدوفيتش لاحقاً، دفع المخرج البريطاني ستيف ماكوين لاتخاذ قرار بالتغيّب عن المهرجان، كخطوة تنديدية.
main 2024-11-22Bitajarod