بروكسل-سانا

أظهر تقرير جديد نشرته المفوضية الأوروبية ارتفاع عدد الشركات التي تعلن إفلاسها في أوروبا، مع ركود الاقتصاد وارتفاع أسعار الفائدة وتزايد العوامل الاقتصادية السلبية.

وأوضح التقرير أن إنشاء الأعمال الجديدة في أوروبا يتباطأ، إذ إن الدعم المستمر من الإدارة الأمريكية للتكنولوجيا الخضراء يعمل على جذب الاستثمارات وخروجها من القارة العجوز.

ووفقاً لمكتب إحصاءات الاتحاد الأوروبي (يوروستات)، ارتفع عدد شركات الاتحاد الأوروبي التي قدمت طلبات إفلاسها في الربع الثاني من العام الحالي المنتهي في حزيران الماضي بنسبة 8.4 بالمئة عن الربع الأول من العام نفسه لتصل إلى أعلى مستوى منذ عام 2015، كما انخفضت تسجيلات الشركات الجديدة بنسبة 0.6 بالمئة.

إلى ذلك، ارتفعت إيداعات الإفلاس في جميع قطاعات الاقتصاد الأوروبي مع تضرر الفنادق والمطاعم وشركات النقل بشدة في الربع الثاني من العام الحالي وفقاً لـ (يوروستات)، كما تعرضت أوروبا الشرقية ودول البلطيق لاضطرابات اقتصادية بسبب ما يجري في أوكرانيا، ما أدى إلى تصدر قائمة إيداعات الإفلاس في الربع الثاني من العام الحالي، إذ سجلت هنغاريا أكبر زيادة في أوروبا بحالات إفلاس الشركات بنسبة 41 بالمئة تقريباً.

ووسط هذه التداعيات، حذر بعض الاقتصاديين من أن مزيج الظروف الاقتصادية المضطربة والتضخم وارتفاع أسعار الفائدة الذي يرفع تكلفة الاقتراض يقترن بانتهاء المساعدة الحكومية على مدى السنوات القليلة الماضية، ما يجعل الشركات التي كانت تكافح قبل وباء كورونا تعاني تدهور الظروف الاقتصادية.

ومن بين الشركات الأوروبية المعروفة التي اضطرت الى إعادة الهيكلة بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية، سلسلة متاجر (غاليريا كارستتادت كوفهوف) في ألمانيا، التي شملت خطة إعادة الهيكلة فيها إغلاق عدد كبير من أكثر من 100 متجر متعدد الأقسام تديرها في ألمانيا.

كما أعلنت (جيري ويبر ريتيل) الوحدة الألمانية التابعة لمتاجر الأزياء بالتجزئة (جيري ويبر إنترناشيونال) خطة إعادة هيكلة لإغلاق 122 من أصل 171 متجراً في ألمانيا، في الوقت الذي تراجع فيه مؤشر ثقة الأعمال بحسب بيانات معهد (آي إف أو) في ميونيخ.

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: من العام

إقرأ أيضاً:

أوروبا ترسم مساراً جديداً لتعزيز مكانتها الاقتصادية..هل تستطيع المنافسة؟

يسعى الاتحاد الأوروبي إلى استعادة تفوقه الاقتصادي على الساحة العالمية من خلال استراتيجية جديدة تهدف إلى تحفيز الابتكار، والحد من الروتين، وتعزيز الصناعة النظيفة.

وفي الوقت الذي تسعى فيه بروكسل إلى تحقيق النمو، يحذر نشطاء المناخ من تراجع التزامات أوروبا الخضراء. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، في معرض تقديمها خارطة طريق تهدف إلى تعزيز تنافسية الدول السبع والعشرين الأعضاء في الاتحاد الأوروبي: "يمتلك الاتحاد الأوروبي كل ما يحتاجه للمضي قدماً في السباق نحو القمة. ولكن في الوقت نفسه، يتعين علينا إصلاح نقاط ضعفنا لاستعادة القدرة التنافسية".

Like security, preparedness must lie at the heart of everything we do.

We are facing growing hybrid threats.

From sabotage in the Baltic Sea to migrants pushed over the Polish borders by the Lukashenko regime.

We stand in solidarity with Poland ↓ https://t.co/mjOmxoHiRS

— Ursula von der Leyen (@vonderleyen) February 7, 2025 خارطة طريق

وما يطلق عليها "بوصلة التنافسية" هي عبارة عن استراتيجية اقتصادية تتضمن تحفيز الابتكار، وتعزيز الصناعة النظيفة وتقليص التبعية الخارجية كي يتمكن التكتل من منافسة القوى العالمية مثل الولايات المتحدة والصين.

وقالت فون دير لاين الأسبوع الماضي: "على مدى السنوات العشرين، إلى الخمس والعشرين، الماضية، اعتمد نموذج أعمالنا بشكل أساسي على العمالة الرخيصة من الصين، والطاقة التي يفترض أنها رخيصة من روسيا، وجزئياً على الأمن والاستثمارات الأمنية عبر التعهيد (الاستعانة بمصادر خارجية). هذه الأيام قد ولت." ومن أجل تخفيف الضغوط على الشركات، وجذب استثمارات جديدة، تعهدت المفوضية بتخفيض "غير مسبوق" للإجراءات الروتينة لتقليص الأعباء الإدارية وتبسيط التزامات الإبلاغ أمام الشركات والمؤسسات الكبيرة بنسبة 35% و 25% للشركات الصغيرة.

وبحسب ما ذكرته فون دير لاين، من شأن تقليص الإجراءات الروتينية توفير أكثر من 37 مليار يورو ما يعادل 38.5 مليار دولار للشركات الأووربية سنوياً.

وتستند خارطة الطريق التي أعلنتها المفوضية الأوروبية إلى تقارير صاغها العام الماضي اثنان من رؤساء وزراء إيطاليا السابقين، هما ماريو دراجي (2022-2021)، وإنريكو ليتا (2014-2013). ودراجي خبير اقتصادي مخضرم، شغل منصب رئيس البنك المركزي الأوروبي خلال الفترة بين عامي 2011 و2019.

ووفق تقرير دراجي، سوف يحتاج الاتحاد الأوروبي إلى استثمار ما يتراوح بين 750 مليار يورو و 800 مليار يورو سنوياً لسد الفجوة مع منافسيه وتحقيق نمو اقتصادي جديد.

بين #ستارغيت و #ديب_سيك..#ترامب يعيد تشكيل سباق الذكاء الاصطناعي https://t.co/ruZqadscXy

— 24.ae (@20fourMedia) February 8, 2025 التنافس..العقيد الاقتصادية

وعرف نائب الرئيس التنفيذي للمفوضية الأوروبية لشؤون الازدهار والاستراتيجية الصناعية ستيفان سيغورني "بوصلة التنافسية" بأنها "العقيدة الاقتصادية" للسنوات الخمس المقبلة، وأوضح أنها ستترجم إلى "تبسيط أولوياتنا الاقتصادية والاستثمار فيها، وتسريع وتيرتها"، وهي "في قلب كل يورو نستثمره".

تحفيز الابتكار والنمو "الأخضر" والأمن الاقتصادي وتتضمن "بوصلة التنافسية" سلسلة من المبادرات، لم يتم بعد تحويلها إلى مقترحات تشريعية ملموسة. وتتمثل الضرورة الأولى بالنسبة لبروكسل في سد فجوة الابتكار مع قوى مثل الولايات المتحدة والصين، وخلق بيئة تشجع نمو الشركات الأوروبية الناشئة، خاصة في القطاعات الاستراتيجية، والتي تشهد تباطؤاً في الوقت الحالي بسبب صعوبة الحصول على رأس المال، واللوائح التنظيمية المعقدة.

وبحسب رئيس اتحاد الصناعات في جمهورية التشيك يان رافاغ، ركزت المفوضية في الأونة الأخيرة على التنظيم بقدر أكبر من تركيزها على دعم النمو الحقيقي لعمالقة التكنولوجيا الأوروبية. وقال رافاغ: "لا توجد شركة أوروبية واحدة ضمن أكبر 10 شركات عملاقة في العالم".

وقالت النائب البلغارية في الاتحاد الأوروبي إيفا مايدل للموقع الإخباري البلغاري "كلوب زي"، إن شركات الطيران والنقل في بلادها يمكن أن تستفيد من ذلك، وضربت أمثلة بشركتي "إندوروسات" و"دروناميكس". يشار إلى أن "إندوروسات" هي واحدة من أسرع الشركات البلغارية نمواً في مجال صناعة الأقمار الاصطناعية النانوية، وهي أيضاً رائدة في قطاع الفضاء بالبلاد.

أما شركة "دروناميكس"، فهي أول شركة طيران للشحن بدون طيار تحصل على رخصة للعمل في أوروبا. والهدف الرئيسي الثاني هو إزالة الكربون من الصناعة.

وتتمثل القوة الموجهة الرئيسية لهذا الهدف في خطة لصناعة نظيفة، ينتظر أن تكشف بروكسل النقاب عنها أواخر شهر فبراير(شباط) الجاري.

ومن المقرر كذلك وضع خطة عمل من أجل "طاقة ميسورة التكلفة"، وتحديث قانون المناخ الأوروبي. وتتضمن التدابير المدرجة في هذا الفصل: مراجعة الضريبة المناخية على واردات ثاني أكسيد الكربون، والترويج لقانون يتعلق بالاقتصاد الدائري، ونشر استراتيجية الموانئ، ومواصلة الحوار الذي بدأ مع قطاع صناعة السيارات.

هل يستطيع ترامب كسب الحروب التجارية قبل "الرصاصة الأولى"؟ - موقع 24يرى الكاتب السياسي دانيال مكارثي أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعرف بالضبط ما الذي يفعله بالتعريفات الجمركية. الآخرون في حيرة: لماذا أعلن فرض ضرائب باهظة على الواردات من كندا وكذلك المكسيك والصين؟، من الواضح أن لأمريكا مصلحة في الانفصال الاقتصادي عن الصين، بصفتها قوة عظيمة منافسة.

وقال ممثلون عن السياسة في سلوفينيا، وبنك الاستثمار الأوروبي، وأيضاً خبراء اقتصاد، وعلماء في حلقة نقاشية نظمها مؤخراً "مكتب اتصال البرلمان الأوروبي في سلوفينيا"، إن الابتكار في هذا القطاع تأخر بشكل رئيسي بسبب القرارات السياسية على مستوى الاتحاد الأوروبي. وأشاروا إلى ضرورة تكييف (مواءمة وتعديل) مثل هذه التدابير. ويتمثل الهدف الثالث، بحسب المفوضية، في علاج التبعية الاستراتيجية للاتحاد الأوروبي، وسط "نظام اقتصادي عالمي ممزق بسبب المنافسة الجيوسياسية والتوترات التجارية"، حيث يواجه الاتحاد الأوروبي منافسة غير عادلة من القوى التي تقيد الوصول إلى أسواقها في حين أنها تغرق السوق الأوروبية بالسلع التي يتم إنتاجها استناداً لدعم حكومي هائل.

ومن أجل تمويل سبل تعزيز القدرة التنافسية للاتحاد الأوروبي، أوصى دراجي بأن يقوم التكتل بتمويل الاستثمارات جزئياً عبر الاقتراض المشترك، على غرار أداة "الجيل القادم" التاريخية التي جرى تصميمها من أجل التعافي من تداعيات جائحة كوفيد19 ولطالما دعا رئيس وزراء البرتغال لويس مونتينيغرو، على سبيل المثال، إلى زيادة موازنة الاتحاد الأوروبي بمزيد من مساهمات الدول الأعضاء، وبإصدار دين مشترك جديد، ومن خلال المزيد من الأموال الخاصة حتى يتمكن الاتحاد الأوروبي من الاستثمار في المجالات ذات الأولوية.

????At #EBS2024, @florikafink General Director at @EU_ENV of the @EU_Commission tackled Europe’s pressing water challenges head-on. As the fastest-warming continent, the #EU faces droughts, floods, and increasing water scarcity.

Fink-Hooijer highlighted the need for:

???? A… pic.twitter.com/TcbQHyQ7jj

— European Business Summits (@ebsummiteurope) February 7, 2025 ديون أوروبية مشتركة

وطلب مونتينيغرو في رسالة بعث بها إلى فون دير لاين الخريف الماضي، تعزيز الإطار المالي متعدد السنوات للاتحاد الأوروبي (موازنة الاتحاد الأوروبية طويلة الأجل)، اعتباراً من عام 2028. ورغم ذلك، لطالما ساورت الشكوك دولاً مثل ألمانيا وهولندا بشأن تحمل المزيد من الديون المشتركة.

دعاة المناخ في موقف الدفاع وفي الوقت الذي يحول فيه الاتحاد الأوروبي تركيزه إلى تعزيز القدرة التنافسية لدوله الأعضاء الـ27 في مواجهة التحديات العالمية، يحافظ نشطاء المناخ والبيئة على يقظتهم فيما يتعلق بتوافق التدابير الجديدة مع الطموحات الخضراء طويلة الأمد للتكتل.

ووفقاً لوزير البيئة البولندي السابق مارسين كوروليتش، فإن بوصلة التنافسية "لا تعالج بوضوح الحاجة إلى الاستثمار الواسع في التكنولوجيا النظيفة، وحلول الطاقة الرخيصة".

وأضاف كوروليتش، الذي يرأس الآن مركز أبحاث للاقتصاد الأخضر: "لا يمكن لنا أن نغفل الدور المحوري للاستثمارات المستهدفة في تحقيق القدرة على تحمل تكاليف الطاقة والقدرة التنافسية طويلة الأجل ضد الصين والولايات المتحدة".

وترى آنا ستيلينغر، مديرة الشؤون الدولية وشؤون الاتحاد الأوروبي في اتحاد الشركات السويدية،أن الخفض "الكبير" للروتين من شأنه أيضاً أن يفيد الطموحات الخضراء. وقالت ستيلنغر: "من المهم للغاية الحفاظ على طموحاتنا وعلى أهدافنا... استثمرت شركاتنا الكثير (في ذلك)، ولكن يجب أن تكون القواعد أسهل". ووفقاً لاتحاد الصناعات في جمهورية التشيك، يتعين أن تأخذ الأهداف المناخية الأوروبية في الحسبان الظروف المختلفة في كل دولة من الدول الأعضاء، على نحو منفصل، والتوفر الواقعي لتقنيات إزالة الكربون.

ويرى رئيس الاتحاد، يان رافاغ، أنه لا يمكن إزالة الكربون من جميع القطاعات بالسرعة التي تتطلبها التشريعات الأوروبية الحالية. وشددت رئيسة المفوضية الأوروبية فون دير لاين على أن الاتحاد الأوروبي لن يغير مساره، بل أنه سوف يلتزم بهدفه المتمثل في أن تحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2025.

وقالت فون دير لاين: "أود أن أكون واضحة جداً... دون شك، سوف يتمسك الاتحاد الأوروبي بمسار أهداف الاتفاق الخضراء". ومن أجل تعزيز تنافسية الاتحاد الأوروبي في مجال تقنيات الحياد الكربوني، المعروف باسم "صافي صفر انبعاثات"، من المتوقع أن تكشف المفوضية الأوروبية عن "اتفاق الصناعة النظيفة" والذي يركز في المقام الأول على الانتقال إلى التكنولوجيات النظيفة مثل مصادر الطاقة المتجددة، بالإضافة إلى خطة لخفض أسعار الطاقة بشكل واسع. وينتظر أن تكشف المفوضية الأوروبية عن اتفاق الصناعة النظيفة يوم 26 فبراير(شباط) الجاري.

مقالات مشابهة

  • انخفاض مستوى مخزونات الغاز في الاتحاد الأوروبي إلى ما دون النصف
  • هل تستطيع أوروبا المنافسة؟ الاتحاد الأوروبي يرسم مسارًا جديدًا لتعزيز مكانته الاقتصادية
  • تحويلات المهاجرين المغاربة قوة اقتصادية وقيود أوروبية
  • أوروبا ترسم مساراً جديداً لتعزيز مكانتها الاقتصادية..هل تستطيع المنافسة؟
  • التخطيط والتنمية الاقتصادية في أسبوع.. مذكرة تفاهم مع البنك الأوروبي  و1.6 مليار دولار من ITFC و ICD
  • تراجع توريد الغاز المسال من الولايات المتحدة إلى الاتحاد الأوروبي بمقدار الربع في 2024
  • "أمازون" تتوقع ارباحاً دون التقديرات بسبب الذكاء الاصطناعي
  • تراجع أرباح فولفو 28% في الربع الأخير من 2024
  • 4 مليارات دولار أرباح توتال انرجيز في 3 أشهر.. هبوط بـ22%
  • 4.65 مليار دولار صافي أرباح "أبوظبي الأول" خلال 2024