دول الاتحاد الأوروبي تناقش العودة إلى التجنيد الإجباري.. ما السبب؟
تاريخ النشر: 13th, February 2025 GMT
كشف تقرير نشرته مجلة "فورين بوليسي" أن دول الاتحاد الأوروبي بدأت في مناقشة العودة إلى التجنيد الإجباري في الوقت الذي تتزايد فيه الضغوط لتقوية الدفاعات العسكرية في القارة، في ضوء التهديدات الأمنية المتزايدة من روسيا، واحتدام الأزمات في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى تراجع الثقة في التزام الولايات المتحدة بحماية أوروبا.
وأوضح التقرير أن هذه المناقشات تأتي في وقت تشهد فيه أوروبا تحديات كبيرة في مجالات الأمن والدفاع، فقد اختفت مسألة التجنيد الإجباري لفترة طويلة من أجندات العديد من الدول الأوروبية منذ الحرب الباردة لصالح الجيوش المهنية الأصغر حجما.
مع ذلك، أصبحت هذه القضية حاضرة اليوم بسبب الظروف الجيوسياسية المستجدة. ونقلت المجلة عن أحد كبار الدبلوماسيين في حلف شمال الأطلسي "ناتو"، قوله "للمرة الأولى منذ أن عملت هنا، يتحدث الحلفاء عن كيفية عمل هذا، وكيف نخفض الحواجز أمام الوظائف وأفضل الممارسات للتجنيد، بما في ذلك التجنيد الإجباري".
وأشار التقرير إلى أن التجنيد الإجباري كان شائعا في جميع الدول الأوروبية تقريبا في الماضي، لكن تدريجيا بدأت هذه الدول تتخلى عن هذه السياسات. على سبيل المثال، كانت المملكة المتحدة أول من تخلت عن الخدمة الوطنية في عام 1960، وتبعتها دول مثل فرنسا وهولندا في التسعينيات. ومن بين الدول الأوروبية التي حافظت على التجنيد الإجباري، توجد فنلندا وسويسرا فقط.
وفي ظل الوضع الأمني الحالي الذي يحيط بأوروبا، مع استمرار التهديدات من روسيا، خاصة في ضوء الحرب في أوكرانيا، إضافة إلى الفوضى في الشرق الأوسط، لفت التقرير إلى أن العديد من الدول الأوروبية بدأت تتطلع إلى إعادة التفكير في خياراتها الدفاعية، بما في ذلك العودة للتجنيد الإجباري.
ونقل التقرير عن والتر لاندجراف، الزميل البارز في برنامج أوراسيا التابع لمعهد أبحاث السياسة الخارجية، قوله "كانت هناك دائمًا مشاحنات حول هذه المسألة، ولكن قبل ترامب لم يكن هناك احتمال حقيقي بأن تتخلى أمريكا عن أوروبا أو حلف شمال الأطلسي. أخشى بصدق أن هذا لم يعد هو الحال، ما لم يثبت الأوروبيون بوضوح أنهم ينفقون أكثر ويفعلون المزيد. إن التجنيد الإجباري هو وسيلة مرئية للقيام بذلك والتي يمكن لترامب أن يفهمها بوضوح".
وفي السياق ذاته، أضاف التقرير أن الدول الأوروبية باتت تدرك أنه في الوقت الراهن، لا يمكن الاعتماد على القوات العسكرية الحالية في الدفاع عن القارة دون دعم الولايات المتحدة. ويعكس ذلك مدى انخراط أوروبا في الشؤون العسكرية وحاجة بعض الدول إلى تعزيز قدرتها العسكرية المستقلة.
ونقلت المجلة عن مسؤول أمني أوروبي قوله "إذا كنا نشتري المزيد من أنظمة الأسلحة، ونأخذ الحرب السيبرانية وغيرها من أشكال الحرب الهجينة على محمل الجد، فإننا نحتاج إلى أشخاص للقيام بهذه الوظائف - وأشخاص لتدريبهم".
من جهة أخرى، أشار التقرير إلى أن بعض القادة العسكريين في حلف شمال الأطلسي يعارضون فكرة العودة إلى التجنيد الإجباري، نظرا لأنهم يرون أن الجنود المجندين قد لا يكونون مدربين بشكل جيد أو مجهزين على النحو المطلوب.
وأضاف التقرير أنه لا يمكن لحلف شمال الأطلسي إملاء سياسة التجنيد الإجباري على الدول الأعضاء، لكن المحادثات بدأت تدور حول أفضل الممارسات فيما يتعلق بتطبيق هذه السياسة، وكيفية جعلها جذابة للدول المختلفة.
وقال أستاذ في كلية الدفاع النرويجية هاكون لوند ساكسي "رأيي هو أن المزيد من الدول الأوروبية سوف تضطر إلى النظر في التجنيد إذا كانت لديها أي أمل في تحقيق أهدافها".
وأضاف ساكسي، بحسب التقرير، أنه "من الواضح أن هذا من الأسهل بيعه في المناطق التي لديها بالفعل مثل شمال وشرق أوروبا. والسؤال هو كيف تقنع دول مثل ألمانيا، التي تكافح بالفعل لتلبية أهداف الإنفاق لديها".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية روسيا أوروبا ترامب روسيا أوروبا ترامب صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة التجنید الإجباری الدول الأوروبیة شمال الأطلسی
إقرأ أيضاً:
المفوضية الأوروبية: الرسوم الأمريكية "لن تمر دون رد"
تعهدت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، اليوم الثلاثاء، بأن الرسوم الجمركية الأمريكية على الصلب والألومنيوم "لن تمر دون رد"، وسوف تؤدي إلى اتخاذ تدابير مضادة صارمة من قبل التكتل الذي يضم 27 دولة.
وقالت فون دير لاين، في بيان، رداً على إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية على الصلب والألومنيوم، أمس الإثنين، إن "الاتحاد الأوروبي سيتخذ إجراءات لحماية مصالحه الاقتصادية. سنحمي عمالنا وشركاتنا ومستهلكينا".
I deeply regret the U.S. decision to impose tariffs on European steel and aluminum exports.
The EU will act to safeguard its economic interests.
We will protect our workers, businesses and consumers ↓
وأضافت أن "الرسوم الجمركية هي ضرائب سيئة للأعمال التجارية، وأسوأ للمستهلكين". وأكدت رئيسة المفوضية "لن تمر الرسوم الجمركية غير المبررة على الاتحاد الأوروبي دون رد، وسوف تؤدي إلى اتخاذ تدابير مضادة حازمة ومتناسبة".
وفي ألمانيا، صاحبة أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي، قال المستشار أولاف شولتس أمام البرلمان: "إذا لم تترك لنا الولايات المتحدة خياراً آخر، سوف يرد الاتحاد الأوروبي على ذلك بصورة موحدة"، مضيفاً أن "الحروب التجارية دائماً ما تنتهي بخسارة الطرفين للرخاء".
خبير: الرسوم الأمريكية على أوروبا غير سارة لكنها ليست مدمرة - موقع 24قال خبير اقتصادي نمساوي، إن الرسوم الجمركية الأمريكية على واردات الصلب والألومنيوم، قد تكون لها عواقب محدودة على أوروبا.وقال نائب رئيسة المفوضية الأوروبية، ماروش شيفتشوفيتش، اليوم الثلاثاء، إن "الرسوم الجمركية تأتي بنتائج سلبية على المستوى الاقتصادي، خاصة بالنظر إلى سلاسل الإنتاج المتكاملة بعمق والتي تم تأسيسها من خلال علاقاتنا التجارية والاستثمارية الواسعة عبر المحيط الأطلسي".
وأضاف "سنحمي عمالنا وشركاتنا ومستهلكينا"، لكنه أشار إلى أن "هذا ليس السيناريو المفضل لدينا. ما زلنا ملتزمين بالحوار البناء. ونحن مستعدون للمفاوضات وإيجاد حلول مفيدة للطرفين حيثما أمكن". وأوضح أمام المفوضية الأوروبية "هناك الكثير على المحك يخص الجانبين".