سودانايل:
2025-01-30@16:40:00 GMT

السودان بين تأرجح الماضي ومالات المستقبل

تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT

كلام الناس
نظم نشطاء من الجالية السودانية بسدني مساء السبت 19 أغسطس2023م بصالة لاكمبا ندوة حول معضلات السودان بين تأرجح الماضي ومالات المستقبل تحدث فيها الإعلامي والكاتب الصحفي الأستاذ زين العابدين صالح عبدالرحمن والأستاذ محمد داؤود شريف الشهير بأوباما.
ركز الأستاذ زين العابدين حديثه حول إخفاق الحراك السياسي منذ تجربة التجمع الوطني الديمقراطي وحتى تجربة تحالف قوى الحرية والتغيير وقال إن الأحزاب السياسية فشلت في تقديم مشروع سوداني نهضوي قومي.


استعرض الخلافات والانقسامات وسط الأحزاب السياسية وأثرها في إضعاف الحراك السياسي الجماهيري وفشل الأحزاب في عقد مؤتمراتها العامة واللقاءات الجماهيرية المفتوحة وعدم تصعيدها للشباب والكنداكات لمستوياتها القيادية.
قال إن الأحزاب فشلت في الحفاظ على تماسك قوى الحرية التغيير وعجزت عن مواكبة المد الجماهيري الثوري الذي أنجزته الجماهير الثائرة ولم تقدم مشروعاً لمستقبل السودان حتى بعد التوقيع على الاتفاق الإطاري واستمرت الخلافات بين الأحزاب على ان حدث انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر2021م.
أكد الأستاذ زين العابدين أن شعار لا للحرب وحده لايكفي ولابد من تعزيز الحراك السياسي لتحقيق الانتقال للحكم المدني الديمقراطي.
تحدث بعد ذلك الأستاذ محمد داؤود شريف الشهير بأوباما عن الأخطاء التي صاحبت الأزمة السياسية في السودان وقال أن ضعف التنظيمات السياسبة وعدم تقديم مشروع قومي فتح الطريق للمتسللين تحت مظلة مشروع التجمع العربي الذي بدأ تجريبه في دارفور من قبل
قال أوباما إن الحرب الحالية صراع على السلطة وفي نفس الوقت محاولة لبعث مشروع التجمع العربي في كل ربوع السودان.
دعا أوباما لحل كل التنظيمات التي تتبني مشروع التجمع العربي والجلوس سوياً للاتفاق على تأسيس السودان الحديث وفق رؤية قومية جامعة.
أضاف الحضور بمداخلاتهم إفادات مهمة حول كيفية دفع الحراك السياسي لاسترداد الديمقراطية ونقل السلطة لحكومة مدنية تواصل تحقيق أهداف ثورة ديسمبر الشعبية في السلام الشامل والعدالة والكرامة الإنسانية.
في ختام الندوة قدم النشطاء الذين نظموا الندوة هدايا تذكارية وشهادات تقديرية للأستاذ زين العابدين وعبروا عن أملهم في استمرار مثل هذه الندوات لتعزيز الوعي بالتحديات التي تواجه الشعب السوداني لتجاوز سلبيات الماضي والبناء على ما تم من إنجازات لبناء سودان الديمقراطية والسلام والعدالة.  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الحراک السیاسی

إقرأ أيضاً:

معتصم أقرع: ثورة ديسمبر عائدة؟

ثورة ديسمبر عائدة شعار أرتفع هذه الأيام. هذه مقولة مقبولة لا خلاف عليها. ولكن ماذا تعلمنا من درسها؟ ماذا تعلمنا من الأخطاء التي أعقبت ثورة ديسمبر وانتجت كل هذا الخراب غير المسبوق في تاريخ السودان؟

منذ عام ٢٠١٨ قلت أن أكبر مشاكل الثورة إنها علي عظمتها عجزت عن إفراز قيادتها القوية القادرة علي فرض إرادة الشعب. ولاحقا ولهذا السبب سطت علي المنجز الثوري نفس الجماعة التي أوشكت أن تدخل مع البشير في إنتخابات ٢٠٢٠. وادخلت قيادة الأمر الواقع البلد جحيم بدا بسوء إدارة الإقتصاد وملف السلام والعلاقات الخارجية وانتهي بحرب ضروس شارك فيها كولمبيون إذ يبدو أن أرباحها تضاهي أرباح تجارة الكوكايين.

الجدير بالذكر أنه حينها لم يتم ترويج لمصطلح “الثورة المختطفة” بنفس الحماس الذي يصاحب مصطلح “الجيش المختطف” الذي لم يفسد اختطافه قضية للإندماج معه في وثيقة دستورية وإعلان سياسي وترتيبات أخري.

وقلت أيضا في بداية ٢٠١٩ أن التجمع المهني كان مجرد وهم الواهمين. لم تكن هناك نقابات حقيقية تنتخب قيادة ثم تجتمع قيادات النقابات المختلفة وتختار مكتب موحد يشكل قيادة التجمع المهني. كل ما في الأمر كان عدد بسيط من شباب بعضهم أبطال وبعضهم مستهبلين سياسة يجتمعون ويدبجون بيانا منفلوطي البلاغة لتضج الاسافير. وما بني علي وهم أخرو مجابدة.

أما الأحزاب فهي مجرد لافتات لمزارع أسرية أو شلل بإستثناءأت بسيطة ولن أستطيع الدفاع عن وجود إستثناءات لو ضغطني محاور. حتي حزب المؤتمر السوداني الذي أتاح له الميلاد المتاخر – كجنا نديهة البرجوازية المتعلمة – أتاح له تجاوز مشاكل البيوت الطائفية وحمولات الأحزاب العقائدية، أين هو الآن؟ هل يوجد حزب به مؤسسة عدا ما يقرر السيد خالد سلك، أخطا أم أصاب، ليعيد ما قاله الباشمهندس الدقير بلغة أكثر شاعرية؟

حتي لجان المقاومة ولجان الأحياء لم تخل من لمسات صنمية حين تم ويتم تصويرها وكأنها كيان متجانس أيديلوجيا يمتلك رؤية واضحة متفق عليها حول الوسائل والغايات.
يصح القول أن هذه اللجان أجسام قاعدية في غاية الأهمية وحبلي بالأمل الذي يجب الإستثمار فيه. ولكن الصحيح أيضا أنها تتفق علي الغايات ولا تتفق علي الوسائل. إذ بالتعريف وبحكم إنها لجان أحياء أو ما شابه لا تنطوي علي وحدة أيديلوجية ففي عضويتها اليساري والسلفي والنيولبرالي وعاشق السوق الحر والماركسي علي مذهب كمال كرار وعاشق البدوي والداعي للدعم والداعي لرفعه.

إذن هي لجان تتفق علي بديهيات ولكنها لا تتفق علي وسائل تحقيقها والشيطان في الوسائل. إذن تصنيم هذه اللجان يحمل مخاطر إعادة ماساة وهم التجمع المهني بقيادة اكليريوس جدد.

أدعم بكامل التأييد هذه اللجان وكل الأجسام القاعدية واري ضرورة ثورية حاسمة الأهمية في الإستثمار فيها ولكن بواقعية واعتراف بالحقائق الأساسية تفاديا لتصنيم سوف يعضنا في جمباتنا مرة أخري ويتيح ظهور كهنة جدد من خلف حجاب أو أمامه يشبهون كهنة التجمع المهني الوهمي الذي موسر البلد.

كانت ديسمبر ثورة عظيمة أسقطت نظام البشير ولكن عدم قدرتها علي إفراز قيادة تليق بها خلق فراغ قوة ملأته بعاعيت الداخل والخارج واللصوص والجهلاء والمغامرون والساقطون والقوادون في أزقة السياسة.

ماذا فعلنا لتدارك مشكلة القيادة قبل أن نرفع شعار الثورة عائدة في توقيت ينازع الجماعات التي قاتلت بالسلاح والقلم واللسان بريستيج طرد الجنجا من مواقع مهمة بينما كان الكثيرون في حياد مجيد وعلي مسافة واحدة من “طرفي نزاع” بنفس درجة السوء؟

إن إضاءاتنا لمشاكل التنظيم النقابي أو القاعدي جوهرها الدعوة لتحسينه وتلافي أوجه قصوره وليس نسفه. وان لم نفعل، سنعيد الكرة ونسطل مرة أخري بخمر تجمع مهني وهمي أو لجان أو ما شابه، ونتيح الفرصة مرة أخري لكهنة جدد يتسلقون اللجان والنقابات واشكال التنظيم الأخري ما يدخل البلد في جحيم آخر يضاعف جحيم فراغ القوة الذي أعقب سقوط نظام البشير.

أما الصدح بان ثورة ديسمبر عائدة في هذا التوقيت والشعب في مجاعة وضنك، فاتمنى أن لا يكون ورقة توت تتناغم مع يحدث في الميدان العسكري لإخفاء حرج ذلك الحياد الداوي في أشد مراحل الحرب بعد أن أتضح أن غالبية الشعب ليست علي حياد.

نعم لعودة الثورة. ولكن لا كالخطة جيم بعد أن فشل التعويل علي الشراكة المثالية ثم التعويل علي المجمتع الدولي ثم التعويل علي الجنجا.

فلتعد ولكن هذه المرة بواقعية وذكاء وحزم لا يستسهل المشاكل ولا يدعي أمجادا وانتصارات لم تحدث ولا يلفق أجساما ونقابات ولجانا مستوهمة في وجودها أو في تجانسها حول الغاية والوسيلة.
فلتعد لبناء البلاد، لا كزانة للقفز من مركب الحياد الغارق في آخر لحظة.

معتصم أقرع

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • نصيّة: قدمت لكتلة الحراك الوطني مبادرة الاستقرار وبناء الدولة
  • الحريري يُطلق مرحلة العودة للعمل السياسي والتحضير لهيئة رئاسة جديدة لـالمستقبل
  • الحراك الثوري الجنوبي يرفض سياسة الإذلال والتعذيب المفروضة في عدن
  • العقوبات الأمريكية على الإمارات: لعبة الشطرنج السياسي والدبلوماسي في السودان
  • حزب الأمة القومي يجيز “مشروع الخلاص الوطني” لإنهاء الحرب
  • السودان: ارتفاع عدد ضحايا الكوليرا إلى 1407 حالات وفاة منذ أغسطس الماضي، وفق بيان لوزارة الصحة السودانية
  • السلمية: قوة المستقبل.. ثورة ديسمبر السودانية نموذجاً
  • قرن من الزمان وغياب القرار والإختيار فيما يتعلق بالنظام السياسي في السودان
  • معتصم أقرع: ثورة ديسمبر عائدة؟
  • «صوفيا» تؤجل «سكة سلامة» لظافر العابدين