على الرغم من الاشتباكات العنيفة التي تشهدها الحدود اللبنانية - السورية، خصوصًا في منطقة حاويك والقريبة من الهرمل، لا تزال عمليات التهريب نشطة بين البلدين، ما يعكس تعقيد المشهد الأمني واستمرار ظاهرة التهريب رغم المحاولات المتكررة للسيطرة عليها. فقد اندلعت المواجهات في الأيام الأخيرة بين العشائر اللبنانية المنتشرة في المنطقة من جهة، وقوات الأمن السورية من جهة ثانية.

ورغم التصعيد الأمني، لم تنجح هذه الاشتباكات في وقف تدفّق البضائع عبر المسالك غير الشرعية، حيث يواصل المهربون استغلال التضاريس الجغرافية الوعرة والمناطق النائية للتهرب من المراقبة. ومع تزايد حدّة التوتر، تدخّل الجيش لاحقًا لاستلام زمام الأمور، في محاولة لاحتواء الأوضاع الأمنية ومنع انزلاق المنطقة إلى مزيد من الفوضى، مع تعزيز المراقبة على المعابر الحدودية غير الرسمية بهدف الحدّ من استمرار عمليات التهريب التي باتت تؤثر بشكل مباشر على الوضعين الأمني والاقتصادي في لبنان.

في هذا السياق، تشير مصادر أمنية لـ"لبنان24" إلى أن عمليات التهريب تشمل بشكل رئيسي المحروقات والغاز التي تُنقل من لبنان إلى سوريا، بينما تأتي الخضار والخردة في الاتجاه المعاكس من سوريا إلى لبنان. وتُنفّذ هذه العمليات بشكل أساسي عبر معبر الواويات في منطقة وادي خالد الحدودية بعكار، وهو واحد من المعابر غير الشرعية العديدة التي يستغلها المهربون.

ورغم تشديد المراقبة الأمنية، إلا أن المهربين يستغلون الطبيعة الجغرافية الوعرة والمناطق النائية التي يصعب على القوى الأمنية ضبطها بالكامل، ما يساهم في استمرار عمليات التهريب. ويستخدم المهربون طرقًا فرعية غير معبّدة، وغالبًا ما تتم عمليات التهريب ليلًا لتفادي نقاط التفتيش، حسب المصدر.

وكانت السلطات السورية الجديدة قد اتهمت "حزب الله" بشنّ هجمات على قوات أمن سورية ورعاية عصابات تهريب عبر الحدود، وفق ما أوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا). ونقلت الوكالة عن قائد المنطقة الغربية في إدارة أمن الحدود، مؤيد السلامة، قوله إن اشتباكات اندلعت خلال الأسبوع الفائت مع عصابات التهريب المسلحة في قرى حاويك وجرماش ووادي الحوراني وأكوم السورية، وذلك أثناء حملة تمشيط أطلقتها القوات السورية لضبط الحدود الغربية ومنع استمرار عمليات التهريب. كما أكد السلامة أن السلطات السورية وضعت خطة متكاملة لضبط الحدود بالكامل، تأخذ في الاعتبار التحديات الجغرافية والأمنية التي تواجهها المنطقة، مع التشديد على حماية السكان من أي مخاطر أمنية قد تنجم عن استمرار عمليات التهريب.

من جهته، أشار المصدر الأمني لـ"لبنان24" إلى أن القوات السورية التابعة لإدارة أمن الحدود ما زالت في حالة استنفار في المنطقة، خوفًا من عودة المجموعات المسلحة التي دخلت لبنان، مؤكّدًا استمرار عمليات التأمين والمراقبة لمنع أي تسلل أو استغلال للحدود في عمليات غير مشروعة.

كما أوضح أن الجيش السوري يعمل بالتنسيق مع الجيش اللبناني، لضمان عدم تصاعد التوتر على الحدود المشتركة.

بالتوازي مع التصعيد الأمني والاشتباكات على الحدود اللبنانية - السورية، تم الكشف مؤخرًا عن شبكة تزوير ضخمة كانت تسعى إلى طباعة الدولار الأميركي وضخّه في الأسواق اللبنانية والسورية، حيث نفّذ الجيش السوري عملية واسعة النطاق في منطقة القصير بريف حمص، استهدفت مكافحة الأنشطة غير القانونية وضبط عمليات التهريب المستمرة عبر الحدود مع لبنان. وأسفرت هذه العملية عن تفكيك شبكة متخصصة في تزوير العملات، كانت تلعب دورًا أساسيًا في تمويل شبكات التهريب وتجارة المخدرات. وكشفت التحقيقات أن أفراد هذه الشبكة استخدموا آلات متطورة لطباعة عملات أجنبية مزيفة داخل ورش سرية على الحدود.

وبعد ضبط المنشأة، قامت السلطات بإتلاف كميات كبيرة من العملات المزورة التي كانت معدّة للتداول، في محاولة للحدّ من تأثير هذه الأنشطة على الأسواق المحلية. وفي سياق متصل، تمكّنت قوات حرس الحدود السورية من فرض سيطرتها على المنطقة بعد أيام من الاشتباكات، أعقبها إطلاق عمليات بحث وتمشيط واسعة لتعقّب أي أنشطة غير قانونية أخرى. كما أعلنت السلطات السورية، يوم الاثنين الماضي، عن ضبط معامل لإنتاج المخدرات وكميات من الأسلحة، في إطار حملة أمنية شاملة تهدف إلى الحدّ من التهريب وتعزيز الاستقرار على الحدود مع لبنان.
  المصدر: خاص لبنان24

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: على الحدود

إقرأ أيضاً:

وزير السياحة والآثار يلتقي بوزيرة السياحة اللبنانية لبحث التعاون

عقد شريف فتحي وزير السياحة والآثار لقاءً مع لورا لحود وزيرة السياحة بدولة لبنان، وذلك لبحث سبل فتح آفاق أرحب للتعاون الثنائي بين مصر ولبنان خلال الفترة القادمة.

يأتي هذا اللقاء خلال الزيارة الرسمية الحالية التي يقوم بها الوزير لإمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة للمشاركة في معرض السفر العربي (2025 ATM) في دورته الثانية والثلاثين الذي ينعقد خلال الفترة من 28 أبريل الجاري إلى 1 مايو المقبل.

وخلال اللقاء، بحث الوزيران آليات التعاون لزيادة حركة السياحة البينية بين البلدين وإمكانية زيادة أعداد رحلات الطيران فيما بينهما، كما تبادلا الرؤى والمقترحات للترويج للمقاصد السياحية بالبلدين وفقاً للاستراتيجيات السياحية لهما.
 

طباعة شارك وزير السياحة والآثار وزيرة السياحة بدولة لبنان السياحة لبنان مصر الإمارات

مقالات مشابهة

  • الأنباء السورية: الأمن العام بدأ الانتشار على الحدود الإدارية بين درعا والسويداء
  • عاجل. وزارة الصحة اللبنانية: مقتل ثلاثة أشخاص في غارة إسرائيلية على جنوب لبنان
  • بيان مشترك بمناسبة زيارة رئيس الجمهورية اللبنانية إلى الإمارات
  • 22 قتيلا في تجدد الاشتباكات قرب دمشق .. والسلطات السورية تنتشر في صحنايا لضمان الأمن والاستقرار
  • وزير السياحة والآثار يلتقي بوزيرة السياحة اللبنانية لبحث التعاون
  • سياسة الفاتيكان اللبنانية: ثبات مع كل البابوات
  • لا ضمانات أمنية لانتخابات الجنوب
  • من هدوء المدينة إلى نار الاشتباكات والطائفية... ما الذي حدث في جرمانا السورية؟
  • الأوضاع بعد الاشتباكات بمدينة جرمانا السورية
  • حوادث وأعمال تزفيت.. زحمة تلف الطرقات اللبنانية