احتضن منتدى تصفير البيروقراطية الحكومية، أحد منتديات القمة العالمية للحكومات 2025، التي تختتم أعمالها اليوم الخميس في دبي، مجموعة من الجلسات شارك فيها خبراء ومسؤولون حكوميون، تحدثوا فيها عن أهمية الارتقاء بمستوى فعالية الإجراءات الحكومية، وتعزيز ريادة العمل الإداري والاحتفاء بأفضل الممارسات والنماذج التي تقدم الخدمات، معتبرين تصفير البيروقراطية درباً لا محاد عنه للحكومات الجادة.

وافتتح المنتدى بكلمة رئيسية تحدثت فيها هدى الهاشمي، مساعد وزير شؤون مجلس الوزراء لشؤون الاستراتيجية، استعرضت خلالها تجربة الإمارات وتخصيص حكومتها برنامجاً متكاملاً لتصفير البيروقراطية في الوزارات والإدارات، يستهدف تحقيق الكفاءة والريادة ومواكبة التنافسية العالمية،
وأضافت أنه قبل أيام تم إعلان الفائزين بجائزة "تصفير البيروقراطية الحكومية" في دورتها الأولى ، ضمن أعمال القمة العالمية للحكومات 2025، لتطوير نموذج عمل حكومي مركزه المجتمع ومحوره الإنسان ، بما يكرس الشفافية والعمل الجاد، وهو أمر يستند في الإمارات إلى جذور راسخة من العمل الحكومي المرن، معربة عن تطلعها إلى شمولية أكبر ونقل التجارب والمعارف لتعزيز مثل هذه الممارسات الإدارية النموذجية.

تجارب وطنية

وتبعت الكلمة الافتتاحية، جلسة بعنوان "تجارب وطنية ناجحة في التخلص من البيروقراطية"، استعرض فيها إنكوسي مزامو بوتيليزي وزير إدارة الخدمة العامة بحكومة جمهورية جنوب أفريقيا ، تجربة حكومة بلاده في توحيد الإجراءات الحكومية، والأنشطة الكبرى ضمن إطار رقمي موحد، ما عزز من الفاعلية الحكومية وانسيابية المعاملات وتسهيل الإجراءات وتعزيز كفاءة القطاع الحكومي واختصار الوقت، والقدرة على قياس الأداء والتطور.
من جانبه قال ليفان زورزولياني، رئيس التنظيم الإداري بالحكومة الجورجية، إن الممارسات الإدارية النموذجية تتغير بسرعة، وقد سلطت العولمة الضوء على التباينات في هذه الممارسات، موضحاً أن جورجيا قادت خلال السنوات الأخيرة تحولات اقتصادية كبيرة، ووجدت تكاملاً بين مختلف القطاعات، واستفادت من ثروة البيانات والذكاء الاصطناعي، لإحداث نهضة في الزراعة والسياحة والسفر والضرائب، وتقديم نماذج جديدة للعمل الحكومي.
من جهتها أضافت ألسا بيليشووسكي، مدير إدارة الحوكمة العامة في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، أن تصفير البيروقراطية يعزز حوكمة القطاع العام والأداء الحكومي، وتعمل منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية على تبادل وجهات النظر مع مختلف المنظمات العالمية والحكومات لتسهيل إجراءات حركة التمويلات وأمان الاستثمار، لأن البيروقراطية طاردة للأعمال التجارية، مؤكدة أن قليل من البيروقراطية وقليل من الأوراق هذا ما تحتاجه الحكومات لتطور سريع وفعال.

كفاءة الخدمات

وناقشت جلسة "التبسيط الحكومي.. النهج الجديد في كفاءة الخدمات" ، سبل دمج مفاهيم تبسيط العمليات الحكومية كخطوة حيوية للحد من البيروقراطية في الحكومات حول العالم، وشارك في الجلسة المهندس شريف العلماء، وكيل الوزارة لشؤون الطاقة والبترول في وزارة الطاقة والبنية التحتية، الذي تحدث عن تلبية توقعات العملاء وتقليص الوقت والجهد والتركيز على إدارة العمليات ومرونة التشغيل، مثل العمل عن بعد، كأحد أهم آليات تصفير البيروقراطية، وكذلك تقوية كفاءة الخدمات الرقمية لتقليص الوقت والإجراءات.
من جهته أوضح المهندس محمد بن طليعة رئيس الخدمات الحكومية في حكومة دولة الإمارات ، أن التحول المعرفي والرقمي المبكر جعل الإجراءات الحكومية تتغير، وتم هذا التحول من خلال فرق عمل قوية تحمل قيماً موحدة لتلبية احتياجات المجتمع عبر سلاسل مرنة، وكان هناك تكامل بين القطاعين الخاص والحكومي، ودعم كل هذا بمواكبة تكنولوجية فاعلة تبسط العمل الحكومي وقريبة من المجتمع.
بدوره، دعا مارك بوريس أندريجانيك، وهو خبير دولي في التحول الرقمي ووزير سابق في حكومة جمهورية سلوفينيا، إلى إلغاء الكثير من التعقيدات الهيكلية في التعامل الإداري، وتحويل العديد من الفرص إلى إنجازات وتطويرها والصعود بالخدمات الحكومية إلى مستويات جديدة.

انطلاق أعمال اليوم الختامي لـ #القمة_العالمية_للحكومات 2025#WGS25 https://t.co/kJccSkWllV pic.twitter.com/3i3GG9va4o

— 24.ae | الإمارات (@24emirates24) February 13, 2025 تطور وتجدد

وتناولت جلسة "الحكومات المبتكرة.. الحلول الفعالة لتبسيط العمل الحكومي" المتغيرات والاتجاهات العالمية، وعمل الحكومات على التطور والتجدد المستمر لمواكبة احتياجات المواطنين والمجتمع والشركات، مع ضمان الكفاءة والمساءلة والشفافية ، أشار فيها ديميتريوس باباستيرجيو، وزير الحوكمة الرقمية في حكومة اليونان إلى التحولات الرقمية بعد جائحة "كوفيد" وتغيير الإجراءات واستخدام حكومة بلاده العديد من التطبيقات لتسهيل العمل وتقريب الخدمات، كما قامت العديد من الدول باعتماد حلول رقمية ومبتكرة رائدة بهدف إعادة تصميم العمليات الحكومية وإلغاء الإجراءات البيروقراطية وتقديم خدمات حكومية متميزة.
من جانبه أشار إركي كيلدو، وزير الاقتصاد والصناعة في حكومة جمهورية إستونيا، إلى أن مفاتيح التنمية الحقيقية تكمن في تقريب الخدمات ومشاركة المجتمع في هذا الحراك التنموي، وتابع: "في أستونيا نتمتع بمجتمع شاب مليء بالشغف والتعلم، ومهتم بالتكنولوجيا، وهذه رافعات تنموية تعزز توجهاتنا لتحسين نمو بلادنا".
بدوره قال إندي جوهر، الشريك المؤسس والمدير التنفيذي في مجموعة مختبرات عالمية، إن التحولات الاقتصادية لها أثر على التعاملات بين المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص، لذلك كل الأطراف معنية بتقليص البيروقراطية، ما يتطلب شراكة بينها في تعزيز النظم والتشريعات والخطط التي تصنع فروقاً جوهرية في تغيير العمل الحكومي.
وفي جلسة "الحراك العالمي نحو تصميم الحكومة الفعالة"، أشار مارتن ليندستروم، المؤسس ورئيس مجلس الإدارة لشركة ليندستروم، إلى العوائق التي تتسبب فيها البيروقراطية للمجتمعات والاقتصادات، وأثرها التنموي البعيد، وطالب بإعادة النظر والتفكير في الهياكل التي تتسم بالبيروقراطية، ورفع مشاركة أفراد المجتمع، وترسيخ ثقافة الابتكار، والتخلص من التعقيدات وتغيير العقليات، والتغلب على التحديات العميقة للممارسات البيروقراطية التي تكلف الاقتصادات والمجتمعات المحلية أثماناً باهظة، مؤكداً على المضي قدماً نحو النهوض والتطور، وعدم الاستهانة بالخطوات البسيطة.
كما شرحت جلسة "الإبداع في الإدارة الحكومية.. الاحتفاء بالممارسات الناجحة" مفهوم الإبداع في الإدارة الحكومية، مع التركيز على كيفية تصميم الهياكل الحكومية لتعزيز الإبداع وزيادة الكفاءة، وتحدث خلالها، تشارلز لاندري، وهو خبير في علم الاجتماع الحضري، وركز على الروابط المشتركة بين الابتكار والإدارة العامة، وطالب فيها بالابتكار في العمل الحكومي وتمكين الجهات الحكومية من تعزيز ثقافة الإبداع، وبناء أنظمة أكثر استجابة وقابلية للتكيف، وتعزيز ثقافة الكفاءة التي تُركز على توفير الوقت والجهد والموارد.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل القمة العالمية للحكومات غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات القمة العالمية للحكومات تصفیر البیروقراطیة العمل الحکومی فی حکومة

إقرأ أيضاً:

هيئة الخدمات العامة تختتم ملتقى سلامة المياه مع منظمة الصحة العالمية

اختتمت هيئة الخدمات العامة اليوم أعمال الملتقى سلامة المياه بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، بمشاركة أكثر من 40 شركة مرخصة عاملة في قطاع المياه، وذلك بعد خمسة أيام تدريبية مكثفة هدفت إلى تطوير قدرات الكوادر الوطنية العاملة في هذا القطاع، ورفع مستوى التأهيل الفني بما يواكب التحولات العالمية في مجال إدارة سلامة المياه.

وتضمّن الملتقى طرح عدد من أوراق العمل المتخصصة التي تناولت الجوانب الفنية والتنظيمية في مجال سلامة وجودة المياه، إلى جانب تنظيم جلسات تفاعلية ثرية ناقشت أبرز التحديات التي تواجه القطاع على المستوى الوطني والدولي، وأسهمت في تعزيز التفاهم المشترك وتبادل أفضل الممارسات بين المشاركين.

تنمية مستدامة

وأشادت منظمة الصحة العالمية بالسياسات والممارسات المتبعة في سلطنة عُمان في مجال سلامة المياه، مؤكدة على أن سلطنة عمان تُعد أنموذجًا إقليميًا يحتذى به في إدارة هذا القطاع الحيوي، كما أثنت على الجهود الريادية التي تبذلها هيئة تنظيم الخدمات العامة في تعزيز معايير الجودة، وتبنّي منهجيات التدريب المستمر، وتأهيل الكوادر الوطنية وفقًا لأحدث المعايير العالمية، وأشارت المنظمة إلى أن التكامل بين الأطر التشريعية والتقنية في سلطنة عُمان يمثل ركيزة أساسية في ضمان سلامة المياه وجودتها على المدى البعيد، بما يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة ذات الصلة بالصحة العامة والبيئة.

وأكد المشاركون أن الملتقى شكّل منصة متقدمة لبناء قدراتهم الفنية وتعزيز معارفهم المتخصصة في إدارة سلامة المياه، وأوضحوا أن المحتوى التدريبي المتكامل، والنقاشات الثرية، وحلقات العمل التفاعلية قد أسهمت في تمكينهم من تطبيق أفضل الممارسات العالمية، وتطوير خطط واضحة وشاملة للتعامل مع المخاطر المائية والتحديات التشغيلية. وأضافوا أن مشاركة خبراء من منظمة الصحة العالمية أضفت على البرنامج قيمة علمية ومعرفية متميزة، ما يعكس أهمية استمرار مثل هذه المبادرات الوطنية الطموحة. كما أشادوا بجهود هيئة تنظيم الخدمات العامة في الارتقاء بمستوى الكفاءات العاملة في قطاع المياه، مؤكدين على أن هذه التجربة أسهمت في رفع وعيهم بمفاهيم السلامة المائية، ومكّنتهم من تبادل الخبرات والتجارب الناجحة بين مختلف الجهات، بما يدعم كفاءة الأداء المؤسسي ويعزز من مستويات الأمن المائي في سلطنة عُمان.

وفي ختام أعمال الملتقى، أكدت الدكتورة رولا الإمام، الضابط الفني بمنظمة الصحة العالمية: أن هذا الحدث يمثل محطة محورية في مسيرة تعزيز منظومة سلامة المياه في سلطنة عمان، مشيرة إلى أهمية النهج الاستباقي الذي طورته المنظمة منذ عام 2009، والذي يقوم على تقييم وإدارة المخاطر لضمان الحصول على مياه شرب آمنة ومستدامة.

وأوضحت أن الملتقى لا يقتصر على بناء القدرات وتدريب الكوادر، بل يشكّل منصة لتبادل الخبرات وتعزيز الشراكة بين الجهات المعنية بقطاع المياه، إلى جانب تطوير جاهزية الاستجابة لحالات الطوارئ، مما يسهم في دعم جهود حماية الصحة العامة ورفع كفاءة المؤسسات العاملة في هذا القطاع الحيوي.

وحول واقع سلامة المياه في سلطنة عمان، أشارت الدكتورة رولا إلى الدور الريادي لسلطنة عمان مستوى الإقليم في تطبيق خطة سلامة المياه، حيث بدأت في تبني هذا النهج منذ ما قبل عام 2010، وحققت نتائج ملموسة، إذ تفيد بيانات البرنامج المشترك بين منظمة الصحة العالمية واليونيسف بأن أكثر من 90% من سكان السلطنة يحصلون على مياه شرب مُدارة بأمان، وهي من أعلى النسب على مستوى المنطقة.

تطوير خطط السلامة المائية

وأكدت أن المنظمة توصي في المرحلة القادمة بتعزيز هذا النهج من خلال تشكيل لجنة فنية وطنية تتولى الإشراف على تنفيذ وتطوير خطط سلامة المياه، وتوفير الموارد البشرية والتقنية اللازمة، إلى جانب إطلاق مشروع تجريبي نموذجي يُحتذى به من قِبل شركات تزويد المياه في سلطنة عمان، وذلك ضمن إطار تنظيمي وتشريعي داعم.

واختتمت حديثها بالتأكيد على استعداد منظمة الصحة العالمية لمواصلة تقديم الدعم الفني والتقني، ومرافقة السلطنة في جهودها لضمان استدامة إمدادات المياه وتعزيز الصحة العامة على المدى البعيد. وشمل البرنامج التدريبي للملتقى الذي استمر على مدى خمس أيام مناقشة محاور متعددة من بينها تطوير وتنفيذ خطط السلامة المائية، وتشكيل فرق متعددة التخصصات، وتطوير أنظمة إمداد المياه، وتحديد وإدارة المخاطر، وتقييم التدابير المتبعة، ووضع خطط للتحسين التدريجي، إلى جانب تصنيف وحدات المراقبة التشغيلية، والتحقق من فاعلية الخطط لإدارة الأزمات، وتعزيز البرامج الداعمة، ومراجعة الخطط وتحديثها بشكل دوري بما يواكب المستجدات.

وفي إطار ربط الجانب النظري بالتطبيق العملي، نُظّمت زيارة ميدانية لإحدى منشآت نماء لخدمات المياه في منطقة الخوض بولاية السيب، حيث اطلع المشاركون على العمليات التشغيلية المرتبطة بتخزين وتوزيع المياه، وآليات تطبيق معايير السلامة المائية، مما أتاح لهم فرصة للتعرّف على الممارسات الميدانية الناجحة والاستفادة منها.

ويأتي تنظيم هذا الملتقى في إطار التزام هيئة تنظيم الخدمات العامة برفع جودة الخدمات المائية، وتحقيق الاستدامة البيئية والصحية، من خلال بناء قدرات وطنية متخصصة، وتعزيز الشراكات الاستراتيجية مع المنظمات الدولية ذات العلاقة، بما يرسّخ مكانة سلطنة عُمان في تطبيق أفضل الممارسات العالمية في هذا المجال الحيوي.

مقالات مشابهة

  • هيئة الخدمات العامة تختتم ملتقى سلامة المياه مع منظمة الصحة العالمية
  • توقيع 4 آلاف اتفاقية في "منتدى العمرة والزيارة".. وعدد الزوار يتجاوز 24 ألفًا
  • وزارة الحج السعودية: 24 ألف زائر لـ منتدى العمرة في نسخته الثانية
  • معاون وزير الاتصالات يبحث واقع العمل وتطويره في مديرية بريد طرطوس
  • مشاريع مكة المتكاملة حاضرة في منتدى العمرة والزيارة 2025 بالمدينة
  • مشاريع مكة المتكاملة حاضرى في منتدى العمرة والزيارة 2025 بالمدينة
  • الزراعة تُطلق خدمات الإنتاج عبر بوابة الخدمات الإلكترونية “تبسيط”
  • إطلاق الدليل الاسترشادي للنفاذ الرقمي ضمن جهود تحسين الخدمات الحكومية
  • «تنفيذي الشارقة» يبحث السياسات العامة للدوائر والهيئات الحكومية
  • وزير التنمية الإدارية ‏يناقش مع مديري الإدارات تعزيز الأداء المؤسسي وفق ‏التوجهات الحكومية ‏