سودانايل:
2024-08-11@01:39:11 GMT

أبوظبي وأديس أبابا والشأن السوداني

تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT

أن الزيارة التي قام بها محمد بن زايد رئيس دولة الأمارات يوم الجمعة 18/ 8/ 2023م إلي إثيوبيا، هي زيارة ليست بريئة فيما يخص الشأن السوداني، خاصة أن الأمارات تعتبر الدولة الداعمة لرئيس ميليشيا الدعم السريع، و هي تبحث الآن بشتى الطرق أن يكون هناك تفاوضا بين الجيش و الميليشيا في محاولة إلي إعادة الميليشيا مرة أخرى للساحة السياسية عبر تسوية، و لذلك هي تبحث عن طرق أمنة لإمداد الميليشيا بدعم لوجستي، بهدف تطويل الحرب و الضغط من أجل التدخل الدولي.

خاصة أن مطار أم جرس في تشاد أصبح مراقبا بعد نزول طائرة فيه كانت تحمل أسلحة، رغم أن الأمارات قالت أن الغرض من المطار توصيل المساعدات الإنسانية إلي النازحين و اللاجئين السودانين في تشاد. و أتضح إنها تبحث عن طريق أمداد لوجستي للميليشيا، أيضا كانت تستخدم بنغازي التي يسيطر عليها حفتر طريق للإمداد و تم اكتشافه و مراقبة و قد تم ضرب كل القوات التي كانت تعد في جبل عوينات للدعم.
أن الأمارات كانت قد استدعت حميدتي في أخر شهر فبراير 2023م حيث مكث هناك أكثر من أسبوع ثم لحق به شقيقه عبد الرحيم، و رجع إلي الخرطوم في 4 مارس 2023م و استدعت قيادات قوى الحرية و التغيير ( المركزي) في 8 مارس 2023م، و في 12 إبريل 2023م زار محمد بن زايد القاهرة قال المستشار أحمد فهمي المتحدث بأسم رئاسة الجمهورية المصرية عن زيارة أبن زايد " أن اللقاء تناول تبادل وجهات النظر بشأن أبرز الملفات المطروحة على الساحتين الإقليمية و الدولية" معنى ذلك أن أبن زايد إما أنه أراد من الزيارة أن يتلمس إذا كانت مصر لها علم أن هناك حركة عسكرية سوف تتم في السودان أم لا، أو أنه يكون بالفعل قد أخبرها أنهم يريدون تغيير النظام في الخرطوم. و الأخيرة غير واردة لآن مصر كانت لا تثق في الميليشيا و ليس لها علاقة وطيدة برئيسها. و أعاد أبن زايد مرة أخرى لمصر و التقي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في منطقة العلمين. و رغم أن الزيارة ما أعلن يرتبط بقضايا اقتصادية واستثمارات و لكن لا أظن أنها تكون قد أغفلت القضية السودانية.
في 16 يونيو 2023م قام الرئيس التشادي المؤقت بزيارة لدولة الأمارات التقي برئيسها محمد بن زايد حيث اثمر اللقاء استثمارات أماراتية و منح لتشاد 1،5 مليار دولار، و أتضح أن بن زايد كان يبحث عن طريق يقدم من خلاله دعما لوجستيا للميليشيا، و أن الرئيس التشادي قد وافق أن يمنحه أرض لتكون مطارا يستخدم لتوصيل السلاح. و الآن محمد بن زايد يذهب بنفسه إلي أديس بابا لمقابلة رئيس الوزراء الأثيوبي أبي أحمد، و رغم أعلان الزيارة بإنها تتعلق بقضايا الاستثمارات، لكن هذه الزيارة ليست بعيدة عن الحرب الدائرة في السودان، و أن الأمارات تبحث لها عن طريق لإمداد الميليشيا بالأسلحة عبر الحدود الأثيوبية، أو عبر دولة جنوب السودان بعد إعلان عبد العزيز الحلو دعمه لميليشيا الدعم السريع، و معروف أن عبد العزيز الحلو يجد دعما من قبل دولة جنوب السودان، و أن الهجوم الي قامت به الحركة الشعبة لتحرير السودان شمال إذا كان من منطقة جبال النوبة، أو من منطقة النيل الأزرق تؤكد أن الهدف البحث عن ممرات أمنة لتمرير السلاح للميليشا و الحركة الشعبية، و لا يخفى أن عبد العزيز الحلو كان قد زار الأمارات عدة مرات بدعوة من حكومة أبوظبي. كما أن بنجامين وليم مستشار الرئيس سلفاكير كان حاضرا في أديس أبابا عندما زارها بن زايد، إلي جانب زيارة سلفاكير إلي كينيا في ذات التوقيت، خاصة أن قضية السودان كانت حاضرة في محادثات الجانبين.
أن دولة الأمارات كانت قد أعلنت على لسان المتحدثة بلسان الخارجية الأماراتية أن دولتها تقف جانب الحياد بين الجانبين إلا أنها هي الدولة التي صرفت مليارات الدولارات لنجاح انقلاب ميليشيا الدعم السريع و قد اجتهدت كثيرا من أجل أن تجعل هناك مفاوضات بين الجانبين ليس بهدف وقف الحرب و الشعب السوداني لكنها تهدف لإنقاذ الميليشيا حتى لا تخسرها في مخطط قادم. هناك رأى عام يتشكل من قبل السودانيين أن دولة الأمارات لها اليد الطولى في الذي يجري في السودان. و كان ذلك واضحا عندما فتحت لها عدة مكاتب استخباراتية في الخرطوم و تجري اتصالات عديدة مع سياسيين و رجال اعمال و غيرهم، و لكن أصبحت الآن المؤامرة واضحت كاشمس في رابعة النهار ليس الأمارات وحدها و لكن العديد من دول المنطقة و أيضا عدد من دول المجتمع الدولي. و ما تزال المؤامرة تحاول أن تحبك خيوطها من جديد من خلال الزيارات التي يقوم بها محمد بن زايدفي المنطقة. نسأل الله حسن البصيرة.

zainsalih@hotmail.com
/////////////////////  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: دولة الأمارات محمد بن زاید أن الأمارات

إقرأ أيضاً:

الخارجية السودانية رداً على البيان الاماراتي: التوقف عن تسليح المليشات كفيلة بتحقيق السلام

نفت وزارة الخارجية وجود اية قيود مفروضة من القوات المسلحة السودانية تعيق ايصال العمليات الانسانية مؤكدة فى بيانها الصحفي اليوم ان ما يؤكد حرص دولة الامارات على دماء وسلامة الشعب السودانى وسلامة وصول المساعدات الانسانية للمحتاجين هو توقفها عن تزويد المليشيا بالأسلحة التي يقتل بها الشعب السوداني، ويحرم من انتاج غذائه، ووصول المساعدات إليه وعندها سيتحقق السلام وتنتفي المعاناة الإنسانية.وفيما يلى تنشر (سونا) نص البيان:اصدرت وزارة الخارجية الإماراتية بيانا أمس عن الأوضاع الإنسانية في السودان، تضمن الدعوة لإنتهاك سيادة السودان، باسم إدخال المساعدات الإنسانية وتحدث عن قيود تفرضها القوات المسلحة على وصول المساعدات الإنسانية.لا يعدو البيان أن يكون محاولة بائسة للتنصل من مسؤولية أبو ظبي عن الحرب التي تشنها المليشيا الإرهابية، صنيعة الإمارات، على الشعب السوداني بتخطيط وتسليح وتمويل كامل منها.ولذا أطلقت كبريات الصحف والإصدارات العالمية المحكمة على ما يجري حاليا ” حرب الإمارات في السودان”. وما استراتيجية التجويع المتعمد التي تنتهجها المليشيا سوى جزء من هذه الحرب.وإن كانت الإمارات حريصة على دماء وسلامة السودانيين، فلتتوقف عن تزويد المليشيا بالأسلحة التي يقتل بها الشعب السوداني، ويحرم من انتاج غذائه، ووصول المساعدات إليه وعندها سيتحقق السلام وتنتفي المعاناة الإنسانية.السؤال هو هل يعني ترحيب الإمارات بدور مجلس الأمن الموافقة على بحث شكوى السودان الموثقة ضدها لدورها في الحرب وجرائم التطهير العرقي والتجويع في السودان؟ ومثلما أعلنت الأمارات عن المبلغ الذي قدمته لوكالات الأمم المتحدة كمساعدات إنسانية للسودان، هل ستكشف عن مليارات الدولارات من أموال الشعب الإمارتي الشقيق التي انفقتها في الحرب علي الشعب السوداني.سوناإنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • «زايد العليا» لـ «الاتحاد»: تحديث «الخريطة الجغرافية الذكية» لدعم أصحاب الهمم
  • بدء مشاورات الحوار السوداني في العاصمة الإثيوبية
  • وفد إندونيسي يزور «محمد بن زايد للعلوم الإنسانية»
  • جامع الشيخ زايد الكبير يسجِّل رقما قياسيا جديدا في عدد المرتادين
  • تحرير السودان «المجلس الانتقالي» تشارك في «العملية السياسية» بأديس أبابا
  • تحالف القوى المدنية لشرق السودان يرحب بالاجتماع مع الاتحاد الأفريقي
  • كيف يحاول الاتحاد الأفريقي استعادة السيطرة على الملف السوداني؟
  • اجتماعات سودانية في أديس أبابا لبحث ترتيبات ما بعد الحرب
  • نحن وهُم : أزمة الضمير في السودان (4)
  • الخارجية السودانية رداً على البيان الاماراتي: التوقف عن تسليح المليشات كفيلة بتحقيق السلام