أبوظبي وأديس أبابا والشأن السوداني
تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT
أن الزيارة التي قام بها محمد بن زايد رئيس دولة الأمارات يوم الجمعة 18/ 8/ 2023م إلي إثيوبيا، هي زيارة ليست بريئة فيما يخص الشأن السوداني، خاصة أن الأمارات تعتبر الدولة الداعمة لرئيس ميليشيا الدعم السريع، و هي تبحث الآن بشتى الطرق أن يكون هناك تفاوضا بين الجيش و الميليشيا في محاولة إلي إعادة الميليشيا مرة أخرى للساحة السياسية عبر تسوية، و لذلك هي تبحث عن طرق أمنة لإمداد الميليشيا بدعم لوجستي، بهدف تطويل الحرب و الضغط من أجل التدخل الدولي.
أن الأمارات كانت قد استدعت حميدتي في أخر شهر فبراير 2023م حيث مكث هناك أكثر من أسبوع ثم لحق به شقيقه عبد الرحيم، و رجع إلي الخرطوم في 4 مارس 2023م و استدعت قيادات قوى الحرية و التغيير ( المركزي) في 8 مارس 2023م، و في 12 إبريل 2023م زار محمد بن زايد القاهرة قال المستشار أحمد فهمي المتحدث بأسم رئاسة الجمهورية المصرية عن زيارة أبن زايد " أن اللقاء تناول تبادل وجهات النظر بشأن أبرز الملفات المطروحة على الساحتين الإقليمية و الدولية" معنى ذلك أن أبن زايد إما أنه أراد من الزيارة أن يتلمس إذا كانت مصر لها علم أن هناك حركة عسكرية سوف تتم في السودان أم لا، أو أنه يكون بالفعل قد أخبرها أنهم يريدون تغيير النظام في الخرطوم. و الأخيرة غير واردة لآن مصر كانت لا تثق في الميليشيا و ليس لها علاقة وطيدة برئيسها. و أعاد أبن زايد مرة أخرى لمصر و التقي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في منطقة العلمين. و رغم أن الزيارة ما أعلن يرتبط بقضايا اقتصادية واستثمارات و لكن لا أظن أنها تكون قد أغفلت القضية السودانية.
في 16 يونيو 2023م قام الرئيس التشادي المؤقت بزيارة لدولة الأمارات التقي برئيسها محمد بن زايد حيث اثمر اللقاء استثمارات أماراتية و منح لتشاد 1،5 مليار دولار، و أتضح أن بن زايد كان يبحث عن طريق يقدم من خلاله دعما لوجستيا للميليشيا، و أن الرئيس التشادي قد وافق أن يمنحه أرض لتكون مطارا يستخدم لتوصيل السلاح. و الآن محمد بن زايد يذهب بنفسه إلي أديس بابا لمقابلة رئيس الوزراء الأثيوبي أبي أحمد، و رغم أعلان الزيارة بإنها تتعلق بقضايا الاستثمارات، لكن هذه الزيارة ليست بعيدة عن الحرب الدائرة في السودان، و أن الأمارات تبحث لها عن طريق لإمداد الميليشيا بالأسلحة عبر الحدود الأثيوبية، أو عبر دولة جنوب السودان بعد إعلان عبد العزيز الحلو دعمه لميليشيا الدعم السريع، و معروف أن عبد العزيز الحلو يجد دعما من قبل دولة جنوب السودان، و أن الهجوم الي قامت به الحركة الشعبة لتحرير السودان شمال إذا كان من منطقة جبال النوبة، أو من منطقة النيل الأزرق تؤكد أن الهدف البحث عن ممرات أمنة لتمرير السلاح للميليشا و الحركة الشعبية، و لا يخفى أن عبد العزيز الحلو كان قد زار الأمارات عدة مرات بدعوة من حكومة أبوظبي. كما أن بنجامين وليم مستشار الرئيس سلفاكير كان حاضرا في أديس أبابا عندما زارها بن زايد، إلي جانب زيارة سلفاكير إلي كينيا في ذات التوقيت، خاصة أن قضية السودان كانت حاضرة في محادثات الجانبين.
أن دولة الأمارات كانت قد أعلنت على لسان المتحدثة بلسان الخارجية الأماراتية أن دولتها تقف جانب الحياد بين الجانبين إلا أنها هي الدولة التي صرفت مليارات الدولارات لنجاح انقلاب ميليشيا الدعم السريع و قد اجتهدت كثيرا من أجل أن تجعل هناك مفاوضات بين الجانبين ليس بهدف وقف الحرب و الشعب السوداني لكنها تهدف لإنقاذ الميليشيا حتى لا تخسرها في مخطط قادم. هناك رأى عام يتشكل من قبل السودانيين أن دولة الأمارات لها اليد الطولى في الذي يجري في السودان. و كان ذلك واضحا عندما فتحت لها عدة مكاتب استخباراتية في الخرطوم و تجري اتصالات عديدة مع سياسيين و رجال اعمال و غيرهم، و لكن أصبحت الآن المؤامرة واضحت كاشمس في رابعة النهار ليس الأمارات وحدها و لكن العديد من دول المنطقة و أيضا عدد من دول المجتمع الدولي. و ما تزال المؤامرة تحاول أن تحبك خيوطها من جديد من خلال الزيارات التي يقوم بها محمد بن زايدفي المنطقة. نسأل الله حسن البصيرة.
zainsalih@hotmail.com
/////////////////////
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: دولة الأمارات محمد بن زاید أن الأمارات
إقرأ أيضاً:
البرهان والعمامرة يردان على نداء حمدوك
المقابلة الصحفية التي أجراها إعلام الأمم المتحدة مع رمطان لعمامرة المبعوث الخاص للأمم المتحدة للسودانو التي قال فيها (أن الشعب السوداني هو صاحب القرار في تحديد مستقبله، وأي حل سياسي لابد أن يراعي سيادة البلاد ووحدتها) وأضاف قائلا (أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش رحب بخارطة الطريق التي صدرت من السلطة في بورسودان، وطلب من جميع السودانيين المهتمين أن يشاركوا فيها بأفكارهم لإثراء الوثيقة، والتي قال إن من شأنها أن تسهل النقاشات المطلوبة لإعادة بناء دولة سودانية واحدة متماسكة) ومعلوم أن السلطة في بورسودان قدمت خارطة الطريق لكي تجعلها مدخلا للحوار بين السودانيين.. وأيضا أن تغلق بها بأب المبادرات التي تقدمها الدول الداعمة للميليشيا و تبحث من خلالها مداخل لكي تظل متواجدة في القضية السودانية وتدرج في الأجندة ما يتوافق مع مالحها..
أن حديث العمامرة الذي سبق به نداء عبد الله حمدوك للسلام هو بمثابة رد على ما جاء في نداء حمدوك الذي طالب فيه بعقد اجتماع مشترك عاجل بين مجلس السلم و الأمن الأفريقي و مجلس الأمن الدولي، بحضور قائدي القوات المسلحة و القيادات المتمردة للميليشيا و الحركة الشعبية و حركة تحرير السودان و القوى المدنية الديمقراطية و ذلك للاتفاق على توصل إلي هدنة إنسانية و وقف فوري و غير مشروط لإطلاق النار.. و أصبحت خارطة الطريق هي التي تشكل القاعدة للحوار.. و جاء في أحدى فقرات نداء حمدوك (السعي لتحقيق توافق واسع حول أسس ومبادئ إنهاء الحرب، عبر مائدة مستديرة/حوار سوداني-سوداني يشمل أوسع قطاع ممكن من القوى الراغبة في إنهاء الحرب، تنظم هذه العملية عبر لجنة تحضيرية من الأطراف السودانية الرئيسية، تضمن مشاركة كافة الأطراف ما عدا المؤتمر الوطني وواجهاته( جاء الرد على نداء لحمدوك من قبل رئيس مجلس السيادة في الخطاب الذي القاه في مؤتمر القمة العربية بمصر، عندما قال (أننا مستعدين لوقف النار عندما توافق الميليشيا أن تنسحب من كل المناطق، و تتجمع في معسكرات و يجمع منها السلاح و تحاكم عسكريا) فهل حمدوك قادر أن يقنع الميليشيا أن توافق على طلب الانسحاب و جمع السلاح و المحاكمات العسكرية، و إذا لم يستطيع عليه الانتظار حتى القضاء على الميليشيا و التي خسرت الكثير من الارض التي كانت تسيطر عليها..
قال حمدوك في النداء ( ندعو للتواصل مع الأطراف السودانية العسكرية والمدنية لمناقشة هذا النداء وما طرح فيه من أفكار( أن رد البرهان على حمدوك عندما دعا في خطابه بالقول ( أننا ندعو إلي حوار سوداني \ سوداني شامل لا يستثنى أحدا و سوف يتم تشكيل حكومة من كفاءات "تكونقراط" تدير دولاب الدولة و تحضر إلي انتخابات عامة) مع العلم أن حمدوك و مجموعته و الذين يشاركونهم في شعار " لا للحرب" هؤلاء يبحثون عن فترة انتقالية تمنحهم حقائب دستورية دون انتخابات عامة.. أما قول حمدوك في النداء (التواصل مع القوى الإقليمية والدولية لحشد الدعم لتنفيذ هذه الخطوات( حمدوك يعلم أن هذه المنظمات لا تقبل خطابات من اشخاص أو مجموعات أنها تتعامل مع الحكومات.. أما كل المجهودات السابقة مع الاتحاد الأفريقي و الإيغاد كانت تقوم بها الأمارات لكي تسهل لحمدوك و مجموعته الطريق لكي يقابلوا عددا من موظفي المؤسسات التابعة للاتحاد الأفريقي، مثل التشادي الذي انتهت مسؤوليته موسى فكي و الموريتاني أبن لباد هؤلاء عرفت الأمارات كيف تتعامل معهم، إضافة لعدد من رؤساء دول جوار السودان الذين سمحوا بفتح أراضيهم لمرور الدعم العسكري للميليشيا و أيضا المرتزقة، و هناك رؤساء أفارقة مثل روتو و ابي أحمد و موسفيني الذين ينفذون ما تطلبه الأمارات.. و حمدوك يعرف تماما أنه لا يستطيع أنجاز شيء أذا لم تكن وراءه دولة الأمارات.. و استطاعت الأمارات أن تستخدم رئاسة مفوضية الاتحاد الأفريقي و الإيغاد و حتى بريطانيا في الأمم المتحدة و كل مجهوداتها و الذين توظفهم بائت بالفشل...
يقول حمدوك في بداية النداء (استشعاراً للمخاطر المحدقة التي يمر بها السودان ولتحقيق هذه الرؤية والمقترحات التي طرحناها أعلاه، سوف نبدأ منذ اليوم عملاً دؤوباً وجاداً) و متى توقفت الامارات حتى يتوقف حمدوك عن العمل دعم الميليشيا.. منذ اليوم الأول في الحرب خرج حمدوك في مؤتمر صحفي يتحدث عن الحرب، و هو يعلم تماما كل الخطوات التي قادت للحرب.. و الأمارات لا تسمح إلي أي عمل سياسي ينطلق من أراضيها إلا إذا كان يخدم مصالحها.. و حمدوك بدأت علاقته بالامارات منذ اجتماع أديس أبابا قبل إسقاط نظام الإنقاذ الذي جمعه مع صلاح قوش و صديقا الأمارات صلاح مناع و محمد إبراهيم مو.. لذلك بعد استقالته ذهب للأمارات التي كانت تعلم أنها سوف تحتاجه إذا فشل انقلاب الميليشيا و حاضنتها السياسية..
يقول حمدوك (مناشدة كافة الأطراف الإقليمية والدولية للامتناع عن أي فعل يطيل أمد النزاع، بما في ذلك فرض حظر شامل على توريد السلاح لكافة أطراف النزاع، وضمان تجفيف موارد تمويل الحرب(أنت ذهبت من قبل إلي بريطانيا و أطلقت صرختك من " تشاتام هاوس" بحظر طيران الجيش الهدف الذي تريد تحقيقه الميليشيا.. و الآن تهدد بالذهاب للأطراف الإقليمية و الدولية لحظر السلاح.. لأفضل أن تبدأ بالامارات التي تقيم فيها و حاولت عدة مرات أن تنفي عنها تهمة توريد السلاح للميليشيا.. و أنت زعلان من الإسلاميين ليه...!؟ و أنتم الآن تريدون الاستفادة من تكتيكاتهم " أذهب للقصر رئيسا و أذهب أنا للسجن حبيسا" عندما قلتم أن " تقدم" انقسمت فريق يريد تشكيل حكومة لكي يمارس بها ضغط على الجيش و الشعب، و الفريق الأخر السياسي يبشر بشعارات انقسام البلاد و الحرب الأهلية بهدف الضغط حتى تتم الاستجابة " للتفاوض" مع الميليشيا لكي تعودوا مرة أخرى للسلطة، أنتم حتى في التكتيك فاشلين .. نسأل الله حسن البصيرة..
zainsalih@hotmail.com