موقع النيلين:
2025-05-02@21:19:52 GMT

انشقاق (تقدم) والتمادي في الضلال القديم

تاريخ النشر: 13th, February 2025 GMT

بعد الانشقاق المدوّي الذي ضرب مجموعة ( تقدم ) المعارضة إثر اختلاف المكونات حول تشكيل حكومة موازية وبعد ثلاثة أيام فقط من خطاب البرهان في بورتسودان والذي لوّح لمن تاب من دعم المليشيا المتمردة بالعفو؛ أصدر ما تبقى من (تقدّم) بيانا في الحادي عشر من فبراير 2025م أعلن فيه عن ميلاد جسم جديد باسم التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة (صمود).

قرأت البيان أكثر من مرة محاولا أن أجد فيه جديدا يشير إلى أن هذه المجموعة الخارجة من انشقاق تنظيمي وسياسي قد أنتجت خطابا سياسيا متوازنا وراشدا وتماديت في حسن الظن فتوقعت أن تعتذر هذه المجموعة عن مواقفها الغريبة تجاه الحرب الدائرة في السودان وتهتدي للتوصيف الصحيح أو تعتذر عن تحليلها الأسوأ لمجريات الأمور في السودان ولكن هذه المجموعة _ كعادتها _ خيّبت ظني فلم أعثر في بيانها على شيء مما ساقني الإسراف في حسن الظن أن اتوقعه.. بل مضت في التمادي في ضلالها القديم.

بدلا عن ذلك طفح البيان بذات العبارات المستهلكة من كثرة التكرار الممجوج على شاكلة (تصفية ثورة ديسمبر المجيدة) و(النظام الفاشي الإجرامي) و(نزع الشرعية عن سلطة بورتسودان) و(قوى الظلام) … إلى غيرها من التعبيرات التي تنتمي إلى فترة الحرب الباردة وتشير إلى أن القوم لا زالوا يقرأون من كتاب قديم.

البيان ليس فيه جديد سوى إعلان الانشقاق وتكوين جسم جديد سيواصل بنفس النهج ونفس اللغة.. غير ان هناك أمرين يلفتان النظر في بيان الانشقاق.. الأمر الأول أن البيان كرّر أكثر من مرة الكلام عن حكم مدني ديمقراطي ( مستدام ) وتناسى البيان أنه نفسه بيان انشقاق في جسم لم يستطع هو نفسه الاستدامة لأكثر من عام ونصف ثم يطفق يحدثنا عن الحكم الديمقراطي المستدام.

الأمر الثاني مما يلفت النظر وهو الأهم والأخطر أن البيان لا زال يتحدث عمن يسميهم أطراف الحرب في إصرار على التمادي في التوصيف الخاطئ لماهية الحرب في السودان فقد اتضح مبكرا لأحرار الشعب السوداني وهم الغالبية بأن هذه الحرب تستهدف وجوده وكيانه ودولته.. ومن ثمّ لا مساواة بين الأطراف بهذه الصياغة الممجوجة.. فأي شيطان تلبسّكم بحيث لم تستطيعوا قول الحق بعبارات واضحة بعد جرائم المليشيا المتمردة بحق الشعب السوداني العزيز الذي اتضح له جليا من الذي يحميه ويحرسه ويحرص على كرامته ويتصدى ببسالة للمليشيا المتمردة.. ومن الذي يساند في حقيقة أمره المليشيا المتمردة.. ويأتمر بأمر الكفيل المعتدي.

حسن عبد الحميد

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

الدُّب … الذي بكته السماء !

مناظير الخميس 1 مايو، 2025

زهير السراج

manazzeer@yahoo.com

* في مساء حزين غابت فيه شمس العام الماضي، صعدت روح صديقي العزيز (عزالدين علي عبدالله)، المعروف بين أصدقائه بـ"عزالدين الدب"، إلى بارئها، وعلى وجهه نفس الابتسامة التي رافقته في الحياة، كأنما كانت تعانق الموت وترحب به، فبكته السماء قبل أن يبكيه البشر، وسالت دموعها فوق مقابر عين شمس في القاهرة، حيث وُري جثمانه الثرى بعد رحلة صمود طويلة، لا يملك من يعرفها إلا أن ينحني احتراماً أمام عظمة هذا الإنسان الفريد.

* لم يكن "الدب" مجرد لقب طريف أطلقه عليه الأصدقاء في صباه بسبب امتلاء جسمه، بل صار مع الأيام رمزاً لقلب كبير يسع الدنيا، وروح مرحة، وجَنان صلب لا تهزه العواصف. ورغم إصابته بالفشل الكلوي لأكثر من عشر سنوات واعتماده على الغسيل المنتظم، لم يكن أحد يصدق أنه مريض، فقد كان صحيح البدن، قوي النفس، عالي الضحكة، حاضر النكتة، سيّال الفكرة، متوقد الذهن.

* عرفته كما عرفه غيري إنسانا مثقفا ومحدثا لبقاً، مجلسه لا يُمل، وحديثه لا يُنسى، وتحليله السياسي والاجتماعي لا يشق له غبار. كان موسوعة متحركة، لا تسأله عن شأن في السودان أو في العالم إلا وتنهال عليك منه الدهشة والإفادة. ولم يكن هذا لشغفه بالسياسة فقط، بل كان عاشقاً للفن والشعر والغناء، يحفظ القصائد والأبيات والأغاني ومَن قالها ولحّنها وغنّاها وتاريخها، وكأنما خُلق ليكون ذاكرة حية لكل شيء جميل.

* عشق الفروسية ونادي الفروسية وسبق الخيل، وكان يحفظ عن ظهر قلب اسماء الفرسان والخيل وصفاتهم وحركاتهم وسكناتهم، وظل طيلة الخمسين عاما الاخيرة من حياته التي لم يغب فيها يوما واحدا عن ميدان السبق مع رفيقه وصديقه (ماجد حجوج) من أعمدة النادي والمؤثرين والمستشارين الذين يؤخذ برأيهم، ومحبوبا من الجميع.

* كان بيت أسرته في حي بانت شرق بأم درمان ندوة يومية يقصدها الناس من كل فج، ينهلون من علمه ويضحكون من قلبهم لطرائفه التي لا تنتهي، وحكاياته التي تتفجر دفئاً وإنسانية، كما لو أنه خُلق من طينة خاصة لا تعرف غير البهجة، رغم معاناته الطويلة مع المرض.

* ثم جاء يوم 15 أبريل، يوم الفجيعة الكبرى، وانفجر جحيم الحرب اللعينة في السودان، وسقطت القذائف على المدن والناس، وأظلمت الحياة، وانعدم الأمان وانهارت المستشفيات، وانقطع الدواء، وتوقفت جلسات الغسيل، فصار عزالدين يخاطر بحياته بحثاً عن مركز يعمل، ينتقل على عربات الكارو بين الدانات والقذائق وزخات الرصاص، ورغم كل ذلك لم تغب ابتسامته، ولم يفقد شجاعته.

* نزح إلى كسلا، ثم بورتسودان، الى ان قادته الأقدار إلى القاهرة، حيث احتضنه أصدقاؤه الأوفياء الدكتور مجدي المرضي، وشقيقه ناصر المرضي، والدكتور صالح خلف الله، وفتحوا له قلوبهم وبيوتهم ووقفوا بجانبه حتى آخر لحظة من حياته، جزاهم الله خير الجزاء، وجعل ما فعلوه في ميزان حسناتهم.

* لكن القلب الذي صمد كثيراً، أنهكته أيام السودان، وضربات الحرب، وعدم انتظام الغسيل وصعوبة الحياة تحت نيران المدافع، فلم يحتمل، واختار الرحيل في صمت هادئ، بابتسامته البهية التي كانت عنواناً له في الحياة، كأنه يقول لنا وداعاً دون نحيب.

* نعزي أنفسنا وأسرته المكلومة، وشقيقاته العزيزات د. سامية، د. سلوى، وسميرة، وأصدقاءه الذين كانوا له عوناً وسنداً، ونبكيه بقدر ما أحببناه، ونترحم عليه بقدر ما أدهشنا بعظمة صبره وروعته وبهاء روحه. إنّا لله وإنّا إليه راجعون.

   

مقالات مشابهة

  • دعم القضية الفلسطينية.. جمال عبدالرحيم يعلن البيان الرسمي لعمومية الصحفيين
  • السجن لمتعاون مشترك في عدد من قروبات المليشيا المتمردة منها الإعلام الحربي ويأجوج ومأجوج
  • مليشيا الدعم السريع المتمردة تتوعد بمداوسة (الملائكة)
  • شريط الأشباح رقم 10 الذي خاضت به أميركا الحرب النفسية مع فيتنام
  • الدُّب … الذي بكته السماء !
  • البيان الختاميّ للاجتماع نصف السنوي لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في مصر
  • مليشيا الدعم السريع تكرر هجومها صباح اليوم على مدينة النهود
  • المدارس الصيفية.. تحصين لطلابنا من مخاطر الضلال القادم من الغرب
  • الجيش السوداني لرويترز: السودان كشف تورُّط الإمارات الإجرامي وضلوعها في قتل السودانيين بدعمها ورعاية المليشيا.. والآن تحاول ذر الرماد في العيون وتختلق التهم الباطلة
  • الناطق الرسمي للقوات المسلحة ..الإمارات هي من تمارس السلوك الاجرامي بتزويد مليشيا آل دقلو المتمردة والارهابية بكل أنواع العتاد من الطلقة وحتى المسيرات الاستراتيجية