انشقاق (تقدم) والتمادي في الضلال القديم
تاريخ النشر: 13th, February 2025 GMT
بعد الانشقاق المدوّي الذي ضرب مجموعة ( تقدم ) المعارضة إثر اختلاف المكونات حول تشكيل حكومة موازية وبعد ثلاثة أيام فقط من خطاب البرهان في بورتسودان والذي لوّح لمن تاب من دعم المليشيا المتمردة بالعفو؛ أصدر ما تبقى من (تقدّم) بيانا في الحادي عشر من فبراير 2025م أعلن فيه عن ميلاد جسم جديد باسم التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة (صمود).
قرأت البيان أكثر من مرة محاولا أن أجد فيه جديدا يشير إلى أن هذه المجموعة الخارجة من انشقاق تنظيمي وسياسي قد أنتجت خطابا سياسيا متوازنا وراشدا وتماديت في حسن الظن فتوقعت أن تعتذر هذه المجموعة عن مواقفها الغريبة تجاه الحرب الدائرة في السودان وتهتدي للتوصيف الصحيح أو تعتذر عن تحليلها الأسوأ لمجريات الأمور في السودان ولكن هذه المجموعة _ كعادتها _ خيّبت ظني فلم أعثر في بيانها على شيء مما ساقني الإسراف في حسن الظن أن اتوقعه.. بل مضت في التمادي في ضلالها القديم.
بدلا عن ذلك طفح البيان بذات العبارات المستهلكة من كثرة التكرار الممجوج على شاكلة (تصفية ثورة ديسمبر المجيدة) و(النظام الفاشي الإجرامي) و(نزع الشرعية عن سلطة بورتسودان) و(قوى الظلام) … إلى غيرها من التعبيرات التي تنتمي إلى فترة الحرب الباردة وتشير إلى أن القوم لا زالوا يقرأون من كتاب قديم.
البيان ليس فيه جديد سوى إعلان الانشقاق وتكوين جسم جديد سيواصل بنفس النهج ونفس اللغة.. غير ان هناك أمرين يلفتان النظر في بيان الانشقاق.. الأمر الأول أن البيان كرّر أكثر من مرة الكلام عن حكم مدني ديمقراطي ( مستدام ) وتناسى البيان أنه نفسه بيان انشقاق في جسم لم يستطع هو نفسه الاستدامة لأكثر من عام ونصف ثم يطفق يحدثنا عن الحكم الديمقراطي المستدام.
الأمر الثاني مما يلفت النظر وهو الأهم والأخطر أن البيان لا زال يتحدث عمن يسميهم أطراف الحرب في إصرار على التمادي في التوصيف الخاطئ لماهية الحرب في السودان فقد اتضح مبكرا لأحرار الشعب السوداني وهم الغالبية بأن هذه الحرب تستهدف وجوده وكيانه ودولته.. ومن ثمّ لا مساواة بين الأطراف بهذه الصياغة الممجوجة.. فأي شيطان تلبسّكم بحيث لم تستطيعوا قول الحق بعبارات واضحة بعد جرائم المليشيا المتمردة بحق الشعب السوداني العزيز الذي اتضح له جليا من الذي يحميه ويحرسه ويحرص على كرامته ويتصدى ببسالة للمليشيا المتمردة.. ومن الذي يساند في حقيقة أمره المليشيا المتمردة.. ويأتمر بأمر الكفيل المعتدي.
حسن عبد الحميد
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني يحقق تقدمًا ملحوظًا في الخرطوم
عرضت قناة القاهرة الإخبارية خبرا عاجلا يفيد بأن الجيش السوداني يحقق تقدمًا ملحوظًا في العاصمة الخرطوم.
وفي وقت سابق دعت وزارة الخارجية السودانية، المجتمع الدولي، بما في ذلك الاتحاد الإفريقي، والأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية، إلى دعم خارطة الطريق التي طرحتها القيادة السودانية بعد مشاورات واسعة مع القوى الوطنية والمجتمعية، معتبرة أنها تمثل توافقًا وطنيًا يهدف إلى إرساء السلام والاستقرار واستكمال مهام الفترة الانتقالية.
جاء في بيان الخارجية السودانية أن هذه المبادرة تأتي في ظل تطورات الحرب الدائرة في البلاد، مشيرة إلى النجاحات التي حققتها القوات المسلحة والقوات المشتركة في تضييق الخناق على المتمردين. وأوضحت الوزارة أن خارطة الطريق تمثل إطارًا للإعداد لمرحلة ما بعد الحرب، وتتضمن خطوات تهدف إلى استئناف العملية السياسية الشاملة التي ستُتوج بـ إجراء انتخابات عامة حرة ونزيهة.
وتشمل خارطة الطريق التي طرحتها القيادة السودانية النقاط التالية، إطلاق حوار وطني شامل يضم كافة القوى السياسية والمجتمعية، مع الترحيب بكل من يرفض العنف وينحاز للوطن.
فضلا عن تشكيل حكومة من الكفاءات الوطنية المستقلة، تتولى مهام الفترة الانتقالية وتساعد الدولة على تجاوز تداعيات الحرب، وإجراء تعديلات على الوثيقة الدستورية، وإجازتها من القوى الوطنية والمجتمعية، يليها اختيار رئيس وزراء مدني لإدارة الجهاز التنفيذي دون تدخل.
ومن تلك البنود ايضا ضمان حرية الرأي والعمل السياسي، شريطة الحفاظ على الثوابت الوطنية، مع التأكيد على عدم حرمان أي مواطن من حقه في الحصول على جواز سفر، ووضع شروط لأي محادثات مع التمرد، تشمل وضع السلاح وإخلاء الأعيان المدنية، ورفض أي دعوة لوقف إطلاق النار ما لم يتم رفع الحصار عن مدينة الفاشر، يلي ذلك انسحاب المتمردين من الخرطوم، وغرب كردفان، وولايات دارفور.
وفي ختام بيانها، أكدت وزارة الخارجية السودانية أن نجاح هذه الخارطة يعتمد على دعم المجتمع الدولي والإقليمي، مشددة على أهمية تكاتف الجهود لضمان إنهاء النزاع واستعادة الاستقرار، بما يمهد الطريق نحو مرحلة انتقالية ناجحة تؤدي إلى حكم ديمقراطي مستقر في السودان.