فريدمان: خطة ترامب بشأن غزة الأكثر غباء وخطورة في تاريخ الرؤساء الأمريكيين
تاريخ النشر: 13th, February 2025 GMT
شدد الكاتب الأمريكي توماس فريدمان، على أن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسيطرة على غزة، وترحيل مليوني فلسطيني منها، وتحويلها إلى منتجع سياحي، لا تثبت سوى "كم هي المسافة قصيرة بين التفكير الخارق والتفكير المجنون".
وقال فريدمان في مقال نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، إن اقتراح ترامب هو "الأكثر غباء وخطورة من أي مبادرة سلام في الشرق الأوسط قدمها رئيس أمريكي"، مضيفا أنه "غير متأكد مما هو أكثر رعبا: اقتراح ترامب الذي يتغير يوما بعد يوم، أم سرعة موافقة مساعديه وأعضاء حكومته عليه دون أن يكون أي منهم مطلعا على تفاصيله مسبقا، وكأنهم مجرد دمى ذات رؤوس متمايلة".
وأشار الكاتب إلى أن هذه القضية لا تقتصر فقط على الشرق الأوسط، بل تعكس مشكلة أوسع في النظام السياسي الأمريكي، موضحا أنه "في ولايته الأولى، كان ترامب محاطا بمسؤولين ومستشارين لعبوا دورًا في كبح أسوأ نزعاته، أما الآن، فقد أصبح محاطا بأشخاص يخشون الاعتراض عليه، لأنهم يخافون من غضبه أو من التعرض لهجوم عبر الإنترنت يطلقه إيلون ماسك".
وفيما يتعلق بتأثير الخطة على الشرق الأوسط، أضاف فريدمان أن أي محاولة لفرض هذا المشروع على دول مثل الأردن ومصر "ستؤدي إلى زعزعة التوازن الديموغرافي في الأردن بين سكان الضفة الشرقية والفلسطينيين، وستزعزع استقرار مصر وإسرائيل".
ولفت إلى أنه "رغم كراهية الإسرائيليين لحركة حماس، إلا أن العديد من الجنود، باستثناء أولئك المنتمين إلى اليمين المتطرف، سيرفضون المشاركة في أي عملية يمكن مقارنتها بجمع اليهود من منازلهم خلال الحرب العالمية الثانية". كما أشار إلى تقرير نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، قالت فيه إن "جرأة تقديم حلول مثل هذه، التي تذكر بمصطلحات الترحيل والتطهير العرقي وجرائم الحرب، هي إهانة للفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء".
واعتبر فريدمان أن خطة ترامب ستؤدي إلى موجة احتجاجات واسعة في العالم الإسلامي، مضيفا أن "المسلمين في أوروبا والشرق الأوسط وآسيا سيتظاهرون رفضًا لتهجير الفلسطينيين من أرضهم"، كما ستؤدي إلى "تصعيد ضد السفارات الأمريكية والمصالح الأمريكية في المنطقة".
وأضاف أن الشركات الأمريكية الكبرى، مثل ماكدونالدز وستاربكس، التي تواجه بالفعل حملات مقاطعة بسبب الدعم الأمريكي لإسرائيل في حرب غزة، ستتعرض لضغوط أكبر إذا مضت هذه الخطة قدما.
وفي تقييمه لموقف ترامب، أوضح فريدمان أن "الرئيس الأمريكي محق في أن حماس منظمة مريضة ومشوهة، وأن هجومها في 7 أكتوبر 2023، هو ما تسبب في الهجوم الإسرائيلي الوحشي على غزة". لكنه اعتبر أن "حماس استخدمت المدنيين الفلسطينيين كدروع بشرية بهدف تقويض شرعية إسرائيل عالميًا، واستطاعت التأثير على الشباب الذين يحصلون على معلوماتهم عبر تيك توك".
كما أشار إلى أن "ترامب محق أيضًا في أن غزة أصبحت الآن جحيمًا، وأن قضية اللاجئين الفلسطينيين طالت أكثر مما ينبغي بسبب تعنت بعض الأطراف العربية والإسرائيلية، بالإضافة إلى قادة فلسطينيين غير أكفاء".
ورغم ذلك، شدد فريدمان على أن "الاعتقاد بأن التطهير العرقي هو الحل الوحيد المتبقي هو أمر خاطئ"، مضيفا أن هذا ما يريده "اليمين الإسرائيلي المتطرف وحماس على حد سواء".
وفي انتقاد لفريق ترامب، أوضح فريدمان أن رؤيتهم للشرق الأوسط "مشوهة" بسبب تأثير اليمين الإسرائيلي المتطرف والمسيحيين الإنجيليين، مشيرا إلى أن "ترامب لا يعرف العالم العربي إلا من خلال مجتمع الاستثمار في الخليج، مما يجعله ساذجًا أمام ألاعيب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو".
كما لفت إلى أن "وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو يكرر أن حماس لا يمكنها حكم غزة مجددًا، لكنه غافل عن أن نتنياهو هو من رتب لقطر أن تقدم مئات الملايين من الدولارات لحماس، مما مكنها من بناء الأنفاق وتصنيع الأسلحة، وبالتالي البقاء في السلطة".
وأضاف فريدمان أن "بيبي أراد أن تحكم حماس غزة، وليس السلطة الفلسطينية، حتى يظل الفلسطينيون منقسمين دائمًا ولا يصبحون شركاء في حل الدولتين، وهو الهدف الذي سعى إليه كل رئيس أمريكي منذ جورج بوش الأب".
وأوضح أن "نتنياهو يرفض تحديد قيادة بديلة لغزة لأنه يعلم أن الخيار الوحيد الموثوق هو سلطة فلسطينية مُصلحة، لكن ذلك سيؤدي إلى الإطاحة به من قبل اليمين الإسرائيلي المتطرف".
كما أشار الكاتب إلى أن نتنياهو قال مؤخرا إن "السعوديين يمكنهم إنشاء دولة فلسطينية في السعودية، لأن لديهم الكثير من الأراضي"، وهو ما قوبل برد فعل سعودي غاضب.
وأكد فريدمان أن "بيبي يستخدم ترامب فقط لشراء الوقت في طريق مسدود"، محذرا من أن استمرار هذا النهج قد يؤدي إلى أن يصبح "كل شاب يهودي اليوم يكبر في عالم تُعامل فيه إسرائيل كدولة منبوذة".
واختتم فريدمان مقاله بالتأكيد على أن "هناك حاجة إلى تفكير جديد لحل هذه الأزمة"، لكنه شدد على أن "خطة ترامب ليست تفكيرًا جديدًا، بل مجرد نسخة جديدة من خطط سلام سابقة لم تخضع للدراسة أو التدقيق".
وأضاف أن "الخطة تتغير يوميا، ما يجبر مساعدي ترامب على تأييدها دون أي اعتبار للمصالح الأمريكية طويلة المدى أو حتى لمصداقيتهم الشخصية"، لافتا إلى أن "هذه الخطة ستحب إسرائيل حتى الموت، وستنعش إيران، وستزعزع استقرار كل صديق أمريكي في المنطقة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية ترامب غزة فلسطيني فلسطين غزة الاحتلال ترامب صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فریدمان أن على أن إلى أن
إقرأ أيضاً:
تقرير للجيش الأمريكي: صعود أنصار الله يُعيد تشكيل خريطة القوى في الشرق الأوسط
مقالات مشابهة ليست إيران.. البنتاغون الامريكي يعلن العثور على أخطر مصادر تمويل الحوثيين بالترسانة العسكرية
5 أيام مضت
02/07/2024
09/03/2024
08/03/2024
07/03/2024
05/03/2024
كشف مركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا للدراسات الاستراتيجية، التابع لقيادة الجيش الأمريكي، في دراسة حديثة عن تحول حركة أنصار الله إلى قوة إقليمية مؤثرة، معتبرًا صعودها المفاجئ “تحوّلًا استراتيجيًا” يُعيد رسم خريطة القوى في الشرق الأوسط، ويتجاوز حدود الصراع اليمني إلى تأثيرات دولية واسعة.
من فاعل محلي إلى لاعب إقليمي مؤثر
وبحسب الدراسة، التي حملت عنوان “الميليشيا التي أصبحت لاعبًا قويًا: الصعود المذهل للحوثيين”, فإن الحركة كانت تُعتبر قبل طوفان الأقصى مجرد فاعل محلي في اليمن، لكنها بعد أحداث أكتوبر 2023 عززت تحالفاتها مع محور المقاومة (إيران، حزب الله، فصائل فلسطينية)، وأصبحت لاعبًا رئيسيًا في معادلة الصراع الإقليمي.
وأشارت الدراسة إلى أن العمليات العسكرية التي نفذتها الحركة، مثل استهداف السفن في البحر الأحمر، لم تقتصر على التأثير الإقليمي، بل تسببت في زعزعة الاستقرار العالمي، مما دفع القوى الكبرى إلى إعادة تقييم حساباتها في المنطقة.
تنزيل التقرير الكامل pdf لمركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا للدراسات الاستراتيجية
الصعود المذهل للحوثيينتنزيلالمقالة من المصدر الأصلي للتقرير على مركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا للدراسات الاستراتيجية التابع لقيادة الجيش الأمريكي
تهديد اقتصادي واستراتيجي عالمي
أكد التقرير أن استهداف أنصار الله للممرات البحرية الحيوية، مثل باب المندب، أدى إلى تعطيل سلاسل التوريد العالمية، ورفع أسعار النفط، وأجبر الشركات الدولية على إعادة حساب المخاطر التجارية في المنطقة. كما أسفر عن انخفاض حركة الملاحة في قناة السويس بنسبة 60%، مما أثر على التجارة الدولية بشكل مباشر.
سياسيًا، فرضت الحركة نفسها كطرف لا يمكن تجاوزه في أي مفاوضات إقليمية أو دولية، كما كشفت عن ضعف الآليات الدولية في احتواء الصراعات الناشئة، مما جعلها “مغيّرًا لقواعد اللعبة”, وفقًا للتقرير.
استراتيجية المواجهة الأمريكية: أربعة مستويات للتصدي لأنصار الله
في ضوء هذا الصعود المتسارع، اقترحت الدراسة الأمريكية استراتيجية للتعامل مع “الخطر الحوثي” عبر أربعة محاور رئيسية:
عسكريًا: استهداف قيادات الحركة عبر عمليات اغتيال تهدف إلى تقويض بنيتها التنظيمية.دبلوماسيًا: العمل على عزلها دوليًا من خلال تشكيل تحالفات إقليمية مضادة.إعلاميًا: مواجهة حملاتها الدعائية التي تعزز شرعيتها محليًا وإقليميًا.اقتصاديًا: فرض عقوبات على الدول والجهات الداعمة لها.قدرات عسكرية غير مسبوقة وتأثير إقليمي متزايد
وبحسب الأرقام الواردة في التقرير، نفذت أنصار الله أكثر من 100 هجوم بحري، مما أدى إلى تعطيل التجارة العالمية بشكل غير مسبوق. كما شنت أكثر من 220 هجومًا على إسرائيل، بينها ضربات ناجحة على تل أبيب، ما أظهر قدرتها على تنفيذ عمليات بعيدة المدى.
وتشير الدراسة إلى أن تحالفات الحركة مع جهات إقليمية فاعلة ساهمت في توسيع نفوذها على مستوى الشرق الأوسط، في وقت لم تثبت التدابير العسكرية الدولية فعاليتها في احتواء عملياتها، بسبب الطبيعة غير المتكافئة للصراع.
توصيات لمواجهة التغيرات الاستراتيجية
خلص التقرير إلى أن مواجهة هذا الواقع الجديد تتطلب استجابة شاملة تتجاوز الحلول العسكرية، مشيرًا إلى أن التأثيرات المحتملة لهذا التحول قد تمتد إلى الاستقرار الإقليمي والأمن العالمي، مما يستدعي إعادة تقييم السياسات الدولية تجاه الشرق الأوسط.
ذات صلةالوسومالحوثيين انصار الله تقرير الجيش الامريكي قيادة الجيش الأمريكي مركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا للدراسات الاستراتيجية
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.
آخر الأخبار