عربي21:
2025-02-13@08:05:18 GMT

العلاقات العربية الأميركية علــى مـفـترق طــرق

تاريخ النشر: 13th, February 2025 GMT

صعد لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع ملك الأردن عبد الله الثاني في البيت الأبيض قبل يومين التوتر بين الدول العربية والولايات المتحدة، عندما أشار ترامب خلال هذا اللقاء إلى ضرورة استقبال الأردن للغزيين. وقد بدأ ذلك التوتر نهاية الأسبوع الماضي، عندما التقى ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث دعا مصر والأردن لاستقبال أكثر من ٢ مليون فلسطيني، بعد خروجهم من وطنهم دون رجعة.



في ظل تصاعد تلك التوترات، أجل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي زيارة مشابهة للولايات المتحدة. وقد أكدت مصر والأردن في وقت سابق موقفهما الثابت برفض دعوات ترامب الخاصة بتهجير السكان الغزيين، وعدم وجود أي فرصة لاستقبالهم في البلدين. وأشار الملك عبد الله الثاني خلال لقائه سابق الذكر بترامب لوجود موقف عربي موحد سيتم الإعلان عنه خلال الأيام القادمة. وستعقد قمة عربية نهاية الشهر الجاري لتقدم رؤية عربية واضحة لترامب، حيث تتفق الدول العربية على رفضها مخطط التهجير لسكان غزة، وأي سيطرة خارجية على القطاع سواء من قبل الاحتلال أو الولايات المتحدة. كما بدأ الكشف عن ملامح لمبادرات عربية حول إعادة إعمار قطاع غزة بسواعد الغزيين وأموال العرب، بعيدا عن أي تدخلات أجنبية. ويبدو أن الأيام القادمة ستكون حبلى بتطورات ومواقف صعبة.  

شهدت الأيام القليلة الماضية توتراً متصاعداً للأحداث المتعلقة بالحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة وسكانه. وعلى الرغم من الوصول لاتفاق وقف لإطلاق النار وتبادل الأسرى، دخل حيز التنفيذ قبل وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب لسدة الحكم، والذي بدا وكأنه جاء نتيجة لضغط الرئيس الجديد على رئيس الوزراء الإسرائيلي للانخراط فيه، في ظل مماطلته لأشهر عديدة لإعاقة إتمام تلك الصفقة، إلا أن الأيام الماضية أثبتت أن ترامب ونتنياهو روجا وانخرطا في الصفقة لتحقيق أهداف تتعلق بإطلاق سراح المحتجزين المدنيين بشكل أساس، وعدم وجود نية لإتمامها بوقف دائم لإطلاق النار.

وهناك العديد من الشواهد التي تشير إلى ذلك الاستنتاج. وقد تعد دعوات ترامب بترحيل سكان قطاع غزة، خلال المرحلة الأولى من صفقة التبادل، مؤشراً مهماً على تلك الخطة، ما جعل حركة حماس تشك في نوايا إسرائيل بإتمام الصفقة ووصولها لمرحلتها الثالثة. ويرتبط ذلك مباشرة بالتصعيد الذي تبناه ترامب خلال لقائه نتنياهو في البيت الأبيض بدعوته مصر والأردن لاستقبال الغزيين، بعد خروجهم دون رجعة إلى وطنهم، وفق توجهات ترامب. ويتعلق المؤشر الثاني بتطورات في الساحة الإسرائيلية الداخلية، والتي توعد فيها وزير المالية الإسرائيلي المتطرف سموتريتش بالانسحاب من الحكومة في حال تم الإعلان عن وقف إطلاق النار، ما يعني سقوط حكومة نتنياهو.

إن هذا يفسر التحليلات الإسرائيلية حول عدم نية نتنياهو الدخول في المرحلة الثانية من الصفقة، والتي من المفترض أن يتم فيها الإعلان عن وقف كامل لإطلاق النار، كما توقعت تحليلات إسرائيلية أخرى تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق. يصب كل ذلك في ذات الهدف وللسبب نفسه. ومن بين تلك المؤشرات أيضاً، تعمد حكومة الاحتلال عدم الالتزام باستحقاقات الصفقة في مرحلتها الأولى، خصوصا عدم إدخال الكرفانات والخيام المتفق عليها، وهو ما دفع حركة حماس للإعلان، يوم الاثنين الماضي، عن نيتها تأخير الدفعة السادسة من تسليم المحتجزين ضمن المرحلة الأولى، حتى تفي إسرائيل بالتزاماتها في الصفقة.

كما أن عدم رضا ترامب ونتنياهو المعلن ببقاء حركة حماس في السلطة ومحافظتها على شكل من أشكال القوة في غزة، والتي تعمدت الحركة إظهارها بعد إعلان الهدنة في إدارة شؤون القطاع، وخلال عمليات تسليم المحتجزين، يعد مؤشراً إضافياً مهماً على النوايا الإسرائيلية والأميركية المبيتة لعدم إتمام الصفقة. ولا يعد تهديد ترامب، يوم الاثنين الماضي، للحركة الإفراج عن جميع المحتجزين، وليس فقط المحددين ضمن الدفعة السادسة، منتصف يوم السبت القادم، رداً على دعوة حركة حماس تأجيل تسليم تلك الدفعة، وهو التهديد الذي تبنته إسرائيل بعد ذلك، إلا مقدمة لمحاولات لتعطيل الصفقة ستأتي تباعا، إذا تم تجاوز الأزمة الحالية.  

يواجه العرب، اليوم، وضعاً معقداً، فقد اكتفت الدول العربية بالتنديد والشجب لحرب إبادة دموية شنتها إسرائيل بالتعاون مع الولايات المتحدة، الحليفة لمعظم تلك الدول العربية، عانى خلالها أكثر من مليوني فلسطيني معاناة لم يشهد التاريخ الحديث مثلها من قبل. لقد أدى الموقف العربي العاجز أمام كارثة غزة المتواصلة لمزيد من التمادي الإسرائيلي الأميركي، والذي وصل، اليوم، حد وضع إملاءات على بلدين عربيين تربطهما اتفاقيات سلام مع إسرائيل. إن الموقف العربي الرافض لمخططات ترامب ونتنياهو الذي تقوده كل من مصر والمملكة العربية السعودية والأردن هو الرد الأمثل للغطرسة الأميركية الإسرائيلية ويمكن أن يشكل مقدمة جادة لموقف عربي قوي وموحد، يضع حدا للعربدة الأميركية الإسرائيلية في المنطقة.

إن العرب يمتلكون العديد من أوراق القوة والتي يمكن استخدامها للحفاظ على حقوق ومصالح العرب والفلسطينيين. ومن أهم تلك الأوراق والتي يمكن أن تستخدم إعادة النظر في اتفاقيات السلام مع الاحتلال بكل تبعاتها السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية، وكذلك في أي علاقات مستقبلية لا تستند إلى قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

الأيام الفلسطينية

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه ترامب العربية مصر التهجير غزة الاحتلال مصر الاردن غزة العرب الاحتلال مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة رياضة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الدول العربیة حرکة حماس

إقرأ أيضاً:

قطر تعرب عن قلقها من تعامل إسرائيل مع مفاوضات صفقة الرهائن

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أعربت دولة قطر عن قلقها من أن تؤثر الطريقة التي تتعامل بها الحكومة الإسرائيلية مع استعدادات المرحلة الثانية من صفقة الرهائن على سير الصفقة بشكل عام، مشيرة إلى أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد تعرض الصفقة للخطر.

وفي تقرير نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أفادت الصحيفة بأن وفدًا إسرائيليًا وصل يوم الأحد إلى العاصمة القطرية الدوحة لإجراء المفاوضات الخاصة بالمرحلة الثانية من الصفقة. 

وترأس الوفد نائب رئيس جهاز الشاباك الإسرائيلي المنتهية ولايته، وهو شخص يفضله نتنياهو لهذا الدور. ورغم أنه من المفترض أن يبدأ الوفد المحادثات بعد أسبوع من التأخير، إلا أن الوفد ليس لديه تفويض رسمي للبدء في هذه المرحلة، بل يقتصر دوره على الترتيبات الفنية للمرحلة الأولى.

وأكدت الصحيفة أن قطر عبرت عن استيائها من سلوك نتنياهو بعد زيارته الأخيرة إلى واشنطن، لاسيما تصريحاته التي دعا فيها إلى تهجير الفلسطينيين، فضلًا عن عدم إرسال وفد رسمي إلى الدوحة لبدء المفاوضات في الموعد المحدد.

وأوضح مصدر إسرائيلي مطلع على تفاصيل المفاوضات للصحيفة أن القطريين نقلوا رسائل غاضبة إلى إسرائيل، مذكرين إياها بأنهم جزء من الاتفاق وهم ضامنون لتنفيذه، وأن الصفقة ليست مجرد اتفاق بين إسرائيل وحركة حماس، بل تشمل أيضًا الدور القطري.

ووفقًا للمصدر، حذر القطريون من أن استمرار التأخير في مفاوضات المرحلة الثانية يهدد بإعاقة عملية إطلاق سراح الرهائن في المرحلة الأولى، خاصة بعد التأخير الذي شهدته "حماس" في الكشف عن أسماء الرهائن الأسبوع الماضي.

 

 وأضاف المصدر أنه إذا استمر التأخير في تسريع المفاوضات حول المرحلة الثانية، فقد يتكرر ما حدث في الجمعة الماضية، حيث تأخرت عملية نقل أسماء الأسرى الإسرائيليين الذين كان من المفترض الإفراج عنهم، مما قد يؤدي إلى توقف عملية الإفراج عنهم.

من جانبها، نقلت الصحيفة أن هذه الرسائل الغاضبة تم إرسالها أيضًا إلى الولايات المتحدة، رغم أنه لا يزال غير واضح كيف سترد إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على هذا الأمر.

وفي هذا السياق، من المتوقع أن يصل المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إلى المنطقة الأسبوع المقبل، حيث سيتوجه إلى إسرائيل والدوحة للاستماع مباشرة إلى وجهة نظر المسؤولين القطريين بشأن تعامل الحكومة الإسرائيلية مع الوضع الحالي.

 

 

مقالات مشابهة

  • أستاذ في العلاقات الدولية: المواقف العربية الحاسمة ضد تهجير الفلسطينيين أربكت ترامب
  • إنقاذ اتفاق غزة.. بين الانتهاكات الإسرائيلية والتهديدات الأمريكية.. الوسطاء يكثفون الجهود للحفاظ على الصفقة
  • توصيات داخل إسرائيل بمنع انهيار اتفاق غزة
  • أبو الغيط: ترامب يخلق "دورة جديدة من الصراع" بين إسرائيل والدول العربية
  • وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني يشارك في القمة العالمية للحكومات والتي تقام في دبي بالإمارات العربية المتحدة
  • جيروزاليم بوست: هل فقدت إسرائيل نفوذها في صفقة أسرى غزة؟
  • وزير فلسطيني سابق يكشف سبب إعلان حماس تأجيل الإفراج عن أسرى إسرائيل
  • قطر تعرب عن قلقها من تعامل إسرائيل مع مفاوضات صفقة الرهائن
  • تفاصيل مطالب إسرائيل في المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار مع حماس