حزب الله إلى الداخل: نهاية القوّة الإقليمية
تاريخ النشر: 13th, February 2025 GMT
كتب ابراهيم حيدر في" النهار": لا شك في أن "حزب الله" دخل في مسار جديد، انتهت معه مرحلة القوة الإقليمية وهو بات اليوم محاصراً حتى في الجنوب، حيث تفرض المتغيرات في المنطقة نفسها على وضعه العسكري والسياسي، مع تكريس معادلة داخلية مغايرة إن كان في السلطة أو في تشكيل الحكومة التي لم يستطع "الثنائي الشيعي" تطويع عملية التأليف لمصلحته، فجاءت بلا ثلث معطل ولا هيمنة ولا إرشادات وتوجيهات على قاعدة الغلبة.
ينبغي الاعتراف بصراحة أن مرحلة "حزب الله" في الجنوب، وفي سوريا، قد أفلت، بما يعني انهاء لحقبة استمرت لعقدين أو أكثر كان فيها الحزب هو المقرر في الداخل بفائض القوة، وتحول معها إلى قوة إقليمية أو ذات تأثير في المنطقة، لكن بفعل التطورات يعود "حزب الله" إلى حدوده اللبنانية بعد أن كان تمدّد عبر أجندة إيرانية استقوى بدعمها، وإن كان لا يعترف بما أصاب بنيته ولا حتى بالتغييرات حيث يبالغ بالحديث عن النصر والقدرة مجدداً على تغيير المعادلات.
التطورات في لبنان والإقليم تشير أيضاً إلى أن المحور الإيراني بات في حالة ضعف شديد، بسبب رهانات حرب الإسناد وأوهام "توازن الردع. ورغم ذلك لا يعترف الحزب بانتهاء تأثيره الإقليمي، فهو يسعى إلى إعادة التعبئة وقول كلام مختلف خلال تشييع أمينه العام السابق السيد حسن نصرالله في 23 الجاري، لكنه لن يكون قادراً على التصرف في الجنوب كما كان قبل 8 تشرين الأول 2023 بعد اتفاق وقف النار حيث الأولوية هي لتسليم الجيش اللبناني السيطرة لفرض الانسحاب الإسرائيلي.
بعد الجنوب وسوريا ارتد "حزب الله" إلى الداخل، فلم يعد له أي تأثير إقليمي بعدما انسدت في وجهه كل الطرق والمعابر، ولذا من الصعب اليوم إعادة بناء قوته العسكرية والتسلح طالما أقفل خط طهران بيروت. فهل يعود "حزب الله" إلى الداخل كطرف أهلي منفتحاً على العمل السياسي أولاً؟. المدخل لذلك الالتزام باتفاق وقف النار وتطبيق القرار الدولي في الجنوب ثم ضبط الوضع على الحدود اللبنانية السورية وفتح الحوار بين البلدين لترسيم الحدود، وهذا ما يعيد الحزب الى التموضع سياسياً في لبنان، وانهاء رهاناته على المشاريع الإقليمية التي ورطت البلاد واستنزفتها على مدى عقود.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی الجنوب حزب الله
إقرأ أيضاً:
الجيش سيحسم قريبا
قال مصدر امني "ان ما يحصل على الحدود اللبنانية السورية غير مقلق لأن الجيش يستطيع السيطرة على الوضع، وان العشائر والمجموعات المسلحة اللبنانية في جرد الهرمل وفي عدد من القرى في الداخل السوري اصبحت اليوم على قناعة ان الجيش هو الضمانة الوحيدة والقادرة على ضبط الحدود اللبنانية السورية من التفلت.
وشدد المصدر على ان نهاية هذه الإشتباكات قريبة وسيحسم الجيش الملف برمته، وسينعكس الأمر إيجابيا على الوضع الأمني في الداخل اللبناني لناحية امرين أساسيين، الاول تدني ظاهرة سرقة السيارات وادخالها عبر هذه المعابر غير الشرعية التي كانت تسيطر عليها الميليشيات ومسلحو العشائر، والثاني وقف تهريب المخدرات من سوريا الى لبنان لتصديرها الى الدول العربية، لكون القرى اللبنانية في الداخل السوري كانت المركز الأساسي للإنتاج والتهريب الى لبنان .
المصدر: لبنان 24