تسببت الحرب التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، في تداعيات نفسية خطيرة، على جنوده المشاركين في العمليات العسكرية.

ووفقًا للمؤسسات الصحية الإسرائيلية، تصاعدت حالات الاكتئاب والانتحار في جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى مستويات غير مسبوقة، وسط تقارير تؤكد انتشار القلق والتوتر النفسي بين المواطنين الإسرائيليين على نطاق واسع.

جندي إسرائيلي يحاول الانتحار بطريقة صادمة

كشفت مصادر عسكرية إسرائيلية، يوم الأربعاء، عن حادثة غير عادية لمحاولة انتحار أحد الجنود الإسرائيليين، الذي يعاني من صدمة نفسية شديدة نتيجة خدمته في غزة، وفقًا لما نقلته صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية.

وقرر الجندي اختيار طريقة غريبة لإنهاء حياته، إذ توجه إلى الحدود مع قطاع غزة وتظاهر بأنه فلسطيني مسلح يحاول تنفيذ هجوم، مرددًا هتافات باللغة العربية وملوحًا بقنبلة وهمية.

هذا الفعل جعل الجنود يعتقدون أنه أحد أفراد المقاومة الفلسطينية، فقام أحد زملائه بإطلاق النار عليه، ما أدى إلى إصابته بجروح طفيفة، وعند اقتراب الجنود منه، تبين أنه جندي إسرائيلي سابق خدم في غزة، وكان يعاني من اكتئاب حاد واضطراب نفسي.

وأظهرت التحقيقات أنه كان يريد أن يُقتل على يد زملائه، لكن الجندي الذي أطلق النار قرر إصابته فقط، بعد أن لاحظ تصرفاته الغريبة، ولهجته العربية غير سليمة.

وجرى نقل الجندي المصاب إلى المستشفى، حيث خضع للعلاج الجسدي ثم أُحيل إلى رعاية نفسية متخصصة.

وقعت الحادثة الأسبوع الماضي، لكن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تأخرت في الكشف عنها حتى يوم الأربعاء، وأظهرت التحقيقات أن الجندي كان يعاني من أزمة نفسية حادة، وأراد أن يُقتل برصاص رفاقه في الجيش، لذلك لجأ إلى خداعهم والتظاهر بأنه مهاجم فلسطيني.

الحادثة وقعت قرب الحدود التي تخضع لحراسة فرقة «نيتساح يهودا»، وهي وحدة عسكرية مكونة من جنود متدينين، تلقوا أوامر بإطلاق النار القاتلة على أي شخص يقترب من الحدود. 

الأمراض النفسية تجتاح جنود الاحتلال

وأفادت تقارير إسرائيلية بأنّ تكشف هذه الحادثة عن حالة اليأس والاضطراب النفسي العميقة التي يعاني منها الجنود الإسرائيليون، خاصة أولئك الذين شاركوا في المعارك في غزة، حيث يفضل بعضهم الموت على الاستمرار في معاناتهم النفسية.

وتشير التقارير الرسمية إلى أن معدلات الانتحار بين الجنود الإسرائيليين وصلت إلى مستويات تاريخية بسبب الحرب، إذ سُجّلت 38 حالة انتحار منذ بدء الحرب على غزة، من بينهم 16 جنديًا من قوات الاحتياط، وهي أعلى حصيلة منذ عقود.

وقالت وزارة الصحة الإسرائيلية، أنه بعد إطلاق خط ساخن للدعم النفسي يعمل على مدار الساعة، تلقت أكثر من 3900 مكالمة منذ أكتوبر 2023، وتم استدعاء أكثر من 800 ضابط احتياط للصحة العقلية لتقديم الدعم النفسي للجنود.

ومع ذلك، يرى خبراء أن هذه الجهود غير كافية، نظرًا لتزايد أعداد الجنود الذين يعانون من اكتئاب حاد واضطرابات ما بعد الصدمة (PTSD).

الآثار النفسية للحرب على المجتمع الإسرائيلي

ولا تقتصر التداعيات النفسية للحرب على الجنود فقط، بل امتدت إلى المجتمع الإسرائيلي بأكمله، إذ كشف معهد روفين، المتخصص في دراسة آثار الحرب، عن نتائج بحث تشير إلى انتشار القلق والاكتئاب بين الإسرائيليين.

وتوصلت الدراسة إلى أن 82% من الإسرائيليين قلقون بشدة على مستقبل دولتهم، بينما 50% يعانون من اضطرابات النوم، ويجدون صعوبة في النوم بشكل منتظم، و27% يعانون من فقدان الأمل والتفكير السلبي المستمر.

وأضافت أن 29% من الإسرائيليين يعانون من الاكتئاب بدرجات متفاوتة، و23% يعانون من نوبات قلق وخوف شديد، و60% يجدون صعوبة في التركيز في أعمالهم اليومية، و60% يشعرون بتراجع مستوى الأمان الشخصي، و35% يعانون من مشاكل في التنفس بسبب التوتر، و15% يعانون من الدوار، و55% يشتكون من زيادة حالات الصداع، و59% فقدوا الإحساس بالهدوء النفسي.

ويقول البروفسور يوسي ليفي بيلز، رئيس معهد روفين إنه على الرغم من أن معدلات القلق والاكتئاب انخفضت مقارنة بالأيام الأولى للحرب، إلا أنها لا تزال عند مستويات خطيرة ومقلقة للغاية.

وأضاف إن إسرائيل بحاجة إلى تعزيز برامج الدعم النفسي بشكل أكبر، لأن الأزمة النفسية قد تؤدي إلى تأثيرات كارثية على المدى الطويل.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: جيش الاحتلال الحرب على غزة الامراض النفسية الصحة النفسية الانتحار یعانون من یعانی من جندی ا

إقرأ أيضاً:

بسبب بعدها.. تحقيق للجيش الإسرائيلي يكشف عن فشل كبير في حماية مستوطنة نير عوز في 7 أكتوبر

#سواليف

كشف تحقيق أجراه #الجيش_الإسرائيلي في هجمات 7 أكتوبر أن عناصر الجيش الإسرائيلي لم يصلوا إلى #مستوطنة_نير_عوز إلا بعد أن غادرها عناصر ” #حماس ” لأنها كانت بعيدة.

وخلص تحقيق الجيش الإسرائيلي إلى أن الأسباب التي جعلت قرية نير أوز دون حماية تشمل بعدها الجغرافي عن مركز إسرائيل واعتبارها أصغر من بعض القرى الأخرى على حدود غزة. بالإضافة إلى ذلك، لم يدرك أي من كبار المسؤولين العسكريين أن “المذبحة في نير أوز كانت أسوأ مما حدث في العديد من الأماكن الأخرى التي تلقت دعما أكبر من الجيش”.

حسب التحقيق وصلت قوات أكبر بكثير من الجيش إلى #كيبوتس_بئيري (التي تقع في الشمال مقابل وسط غزة) في وقت مبكر، بينما تقع نير أوز في الجنوب مقابل خان يونس في غزة. كما أن بئيري كان عدد سكانها قبل #الحرب حوالي 1300 نسمة، بينما كان عدد سكان نير أوز 400 فقط.

مقالات ذات صلة جامعة كولومبيا الأمريكية تعاقب طلبة شاركوا في احتجاجات داعمة لفلسطين 2025/03/14

ومن بين الحقائق التقرير أن “قوات التعزيز من الكتيبة 450 وصلت إلى المنطقة على بعد كيلومترين فقط من نير أوز حوالي الساعة 9:45 صباحا. وأنه لو تم توجيههم إلى نير أوز، لكان بإمكانهم إنقاذ عدد كبير من السكان من #الموت والخطف. بدلاً من ذلك، تم إرسال نصف القوات إلى كيسوفيم والنصف الآخر إلى كيرم شالوم، وكلاهما كان تحت الهجوم، ولكن لم تحدث فيهما خسائر كبيرة في الأرواح كما حدث في نير أوز”.

وأشار التحقيق إلى أن الأخطاء الكبرى الأخرى تضمنت أن “الدبابتين القريبتين من نير أوز لم تدخلا القرية للمساعدة. في إحدى الحوادث، مرت إحدى الدبابات بمدخل القرية، وعندما رأت العدد الكبير من المهاجمين، تركت المنطقة”.

وأضاف: “كانت هناك تردد شديد من قبل المروحيات الإسرائيلية في إطلاق النار على أي شخص داخل الأراضي الإسرائيلية، حيث إنهم حتى هذه الحرب كانوا يهاجمون أهدافا في غزة أو خارج الأراضي الإسرائيلية. كما أن إحدى المروحيات، التي لم تدرك مدى خطورة المهاجمين، تعرضت لإصابة بقذيفة صاروخية واضطرت إلى الفرار من المنطقة، وتمكنت فقط من الهبوط الاضطراري في قاعدة حتسريم الجوية”.

وأكد أن “الجزء الكبير من فشل الدفاع عن نير أوز هو أن قائد اللواء العقيد آساف حمامي قتل قبل الساعة 7:00 صباحا. كما قُتل نائبه وعدد من قادة الفصائل والفرق بعد وقت قصير من بدء الغزو، مما أدى إلى انهيار كامل في القيادة والسيطرة والتنسيق بين قوات الجيش الإسرائيلي في المنطقة، مضيفا: “حوصر حوالي 34 جنديا من لواء جولاني داخل مبنى الكافتيريا في الكيبوتس، مما جعلهم هدفا سهلا”.

وأفاد التحقيق بأن “قوات التعزيز الأولى، شرطة ياماس القتالية، دخلت إلى نير أوز حوالي الساعة 1:10 ظهرا، ولكنها كانت متأخرة جدًا لإنقاذ أي شخص. ووصلت قوات إيجوز الخاصة في الساعة 2:00 ظهرا، وصلت قوات شايطيت 13 البحرية في الساعة 2:50 ظهرا، ولكنها كانت أيضا متأخرة”.

مقالات مشابهة

  • دراسة تكشف عن تأثير صيام رمضان الإيجابي على الصحة النفسية
  • فاجعة ملوى.. طالب جامعى ينهي حياته قفزًا من الطابق العاشر
  • لتعويض النقص بـ«جنود الاحتياط».. الجيش الإسرائيلي ينفّذ استراتيجيات «غير مسبوقة»
  • بسبب بعدها.. تحقيق للجيش الإسرائيلي يكشف عن فشل كبير في حماية مستوطنة نير عوز في 7 أكتوبر
  • رحلات بشكل سري.. صحيفة إسرائيلية تكشف وظيفة طائرة عرفات الخاصة
  • في خطوة غير تقليدية لمواجهة أزمة تجنيد غير مسبوقة: الجيش الإسرائيلي يلجأ للإعلانات على فيسبوك لاستدعاء قوات الاحتياط
  • استطلاع رأي يظهر أن غالبية الإسرائيليين يؤيدون إنهاء الحرب والانسحاب من قطاع غزة
  • جرحى غزة يعانون آلام بتر الأطراف وسط الحرب
  • عبدالله بن زايد: السويد تبدي رغبة صادقة في تعزيز علاقاتنا الثنائية
  • دراسة تكشف: قلة النوم قد تحدث تغييرات غريبة في الشخصية