مغفرة الذنوب في ليلة النصف من شعبان لغير الراغب في الخصام
تاريخ النشر: 13th, February 2025 GMT
أجابت دار الإفتاء المصرية، عن سؤال ورد اليها مضمونه: "هل يعد غير الراغب في القطيعة من المشاحنين والمخاصمين الذين لا يغفر لهم في ليلة النصف من شعبان؟ حيث إنه قد حصل بين أحد الأشخاص وأخيه بعض الخلافات، حتى أدى ذلك إلى القطيعة التامة بينهما، ومرَّ على ذلك شهر أو أكثر، وبعد أن راجع نفسه قرر الصلح وعزم على وصله، لكنه يمتنع عن ذلك كلما يراد الكلام معه، ونحن الآن في أيام مباركة وليلة عظيمة؛ هي ليلة النصف من شعبان، وقد علمنا أن الله يغفر لكلِّ الناس فيها إلا المشاحن، وقد بيَّن هذا الشخص رغبته في وصل أخيه وامتناع الأخ عن ذلك، فهل يكون ممن لا يغفر الله له في هذه الليلة المباركة بسبب المشاحنة والمقاطعة الحاصلة بينه وبين أخيه؟".
لترد دار الإفتاء المصرية، موضحة: انه يجب عليك شرعًا وَصْلُ أخيك ما استطعت، والسعيُ في الصلح لتعود المودة بينكما، فإن أَبَى وقطعك مِن جانبه؛ فيكفيك إلقاءُ السلام عليه أو وَصْلُهُ بوسائل التواصل المتاحة؛ لتخرج من الهجر والشحناء، وتكون محلًّا لنوال المغفرة والرحمة والفضل العظيم في ليلة النصف من شعبان المبارك.
ولما كان الإنسان مجبولًا على الغضب والرضا، ومعرَّضًا لسوء الخلق والتباغض والتخاصم بينه وبين أخيه، وصدور أشياء تزعزع رابطة الأخوة أو تقطعها لأمر دنيوي -كما في مسألتنا-؛ نَبَّهَ الشرع الشريف على هذا، وراعى الفطرة البشرية عند احتدام التخاصم والخلاف، وأوصى بألَّا يزيد الهجر والتخاصم على ثلاثة أيام، وهي مدة كافية لتهدأ فيه النفوس من غضبها، ويراجع كلٌّ مِن المتخاصمين نفسه، ويصل من قطعه، فإن زاد على الأيام الثلاثة حَرُمَ عليهما، وأثما ما داما مشتركين في الخصام والقطيعة ولم يبادر أحدهما بالصلح والوصل؛ فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا، وَلَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ» أخرجه الشيخان.
قال الإمام ابن عبد البر في "التمهيد" (6/ 127، ط. أوقاف المغرب): [أجمع العلماء على أنه لا يجوز للمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث] اهـ.
فإن تمادى كلٌّ منهما واستمرَّا على خصامهما حُرِمَا الخير والفضل، وعوقبا بعدم المغفرة خاصة في الأيام المشرّفة والليالي المباركة؛ كليلة النصف من شعبان، والتي فيها تنزل الرحمات والبركات، وينال الناس فيها النفحات والفيوضات وإجابة الدعوات، والفضل العظيم والثواب الجزيل والمغفرة العامة، فإن ظَلَّا متخاصمَين حُرِمَا ذلك الفضل كله؛ فعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى ليلة النصف من شعبان، فَيَغْفِرُ لِكُلِّ نَفْسٍ إِلَّا مُشْرِكٍ بِاللهِ وَمُشَاحِنٍ» أخرجه الأئمة: الدارمي في "الرد على الجهمية" واللفظ له، والبزار -وحسنه- والمروزي في "المسند"، وابن خزيمة في "التوحيد"، والدارقطني في "النزول"، ووثَّق رجالَه الحافظُ الهيثمي في "مجمع الزوائد".
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «يَطَّلعُ اللهُ عَلَى خَلْقِهِ فِي ليلة النصف من شعبان، فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ، إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ» أخرجه الأئمة: ابن أبي عاصم في "السنة"، وابن حبان في "الصحيح"، والطبراني في "المعجم الكبير" و"الأوسط" واللفظ له، والبيهقي في "شعب الإيمان".
عدم المغفرة للمخاصم والمشاحن في ليلة النصف من شعبانالزجر بعدم المغفرة في هذه الليلة المباركة إنما يكون لمن أصرَّ على الخصام والشحناء والهجر والقطيعة بلا عذر، أما إذا بادر أحدهما بالصلح وأخرج ما في قلبه من الشحناء تجاه أخيه، ونوى وصله وسعى في ذلك بما استطاع مِن وسائلَ وطُرُقٍ تؤدِّي إلى الصلح وما مِن شأنه أن يجمع شملهما مرة أخرى، وأَبَى الآخرُ الصلحَ والوصلَ وظلَّ على مقاطعته؛ فحينئذ لا يدخل الأول الذي بادر إلى الصلح في هذا الزجر وعدم نيل المغفرة والفضل من هذه الليلة، بل له الثواب على نيته الصلحَ وسعيه فيه؛ لأن الأصل في الأعمال النية؛ لعموم قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى» أخرجه الشيخان من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
ومن ثَمَّ فإن نوى أحدُ المتخاصمَين الصُّلْحَ وسَعَى فيه جُوزِي على نِيَّتِهِ وسَعْيِهِ في الصلح، وأَثِمَ الآخرُ بإعراضه وتَمَنُّعِهِ؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «لَا تَحِلُّ الْهِجْرَةُ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، فَإِنِ الْتَقَيَا فَسَلَّمَ أَحَدُهُمَا عَلَى الْآخَرِ، فَرَدَّ عَلَيْهِ الْآخَرُ السَّلَامَ؛ اشْتَرَكَا فِي الْأَجْرِ، وَإِنْ أَبَى الْآخَرُ أَنْ يَرُدَّ السَّلَامَ؛ بَرِئَ هَذَا مِنَ الْإِثْمِ، وَبَاءَ بِهِ الْآخَرُ» أخرجه الإمامان: الطبراني في "الأوسط"، والحاكم في "المستدرك" وصححه.
وفي حديث هشام بن عامر رضي الله عنه مرفوعًا: «فَإِنْ سَلَّمَ عَلَيْهِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ وَرَدَّ عَلَيْهِ سَلَامَهُ؛ رَدَّتْ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ، وَرَدَّ عَلَى الْآخَرِ الشَّيْطَانُ» أخرجه الأئمة: عبد الله بن المبارك والطيالسي وابن الجعد وأحمد -واللفظ له- وأبو يعلى في "مسانيدهم"، والبخاري في "الأدب المفرد"، وغيرهم.
وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا: «فَإِنْ رَدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ؛ فَقَدِ اشْتَرَكَا فِي الْأَجْرِ، وَإِنْ لَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ؛ فَقَدْ بَاءَ بِالْإِثْمِ»، زَادَ أَحْمَدُ: «وَخَرَجَ الْمُسَلِّمُ مِنَ الْهِجْرَةِ» أخرجه الأئمة: البخاري في "الأدب المفرد"، وأبو دود -واللفظ له- والبيهقي في "السنن".
قال الإمام البيضاوي في "تحفة الأبرار شرح مصابيح السنة" (3/ 264، ط. أوقاف الكويت): [«فَقَدْ بَاءَ بِإِثْمِهِ» يحتمل أن يكون الضمير المجرور فيه للبايِئِ، فيكون المعنى: أنَّ المُسلِّم خرج من الهجرة، ونُفِيَ مِن الوِزر، وبَقِيَ الإثمُ على الذي لم يردَّ السلامَ، ويحتمل أن يكون للمسلَّم، والمعنى: أنه ضَمَّ إثمَ هِجران المسلِّم إلى إثم هِجرانه، وَبَاءَ بهما؛ لأن التهاجُرَ يُعَدُّ منه وبسببه] اهـ.
وجملة هذه الروايات وغيرها يدُلُّ على أنَّ أقلَّ ما يحصل به الخروج مِن الهِجران هو السلامُ وإن اجتنب مخالطته والكلام معه، وبه تبرأ ذمة المسلِّم من الشحناء والقطيعة والإثم؛ كما هو قول جماهير العلماء، واشترط الإمام أحمد والإمام ابن القاسم من المالكية إضافةً إلى السلام: عدم تأذِّي المسَلَّم عليه من اجتناب الكلام معه؛ لأن السلام يهدف إلى نَفْيِ الأذى، ويُزيل الضغائن، وَيُورث التحابُب، ويَنشر الأُلفة، وهو أدفعُ للضغينة بغير مؤنةٍ، واكتسابُ أخُوَّةٍ بأهوَنِ عطية، وبقاءُ التأذي يعكِّر صفو هذه المعاني؛ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ» أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه" من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
قال بدر الدين العيني الحنفي في "عمدة القاري" (22/ 137، ط. دار إحياء التراث): [واختلفوا: هل يخرج بالسلام وَحْدَهُ مِن الهِجران؟ فقالت البغادِدَةُ: نعم، وكذا قول جمهور العلماء: إن الهِجرة تزول بمجرد السلام وَرَدِّهِ، وبه قال مالكٌ في رواية، وقال أحمد: لا يبرأ من الهِجرة إلا بِعَوْدِهِ إلى الحال التي كان عليها أولًا، وقال أيضًا: إن كان تركُ الكلام يؤذيه لم تنقطع الهِجرة بالسلام، وكذا قال ابن القاسم] اهـ.
وقال الإمام أبو الوليد الباجي المالكي في "المنتقى شرح الموطأ" (7/ 215، ط. مطبعة السعادة): [أما إذا سَلَّمَ: فقد رَوَى ابنُ وهبٍ عن مالكٍ: إذا سَلَّمَ عليه ولا يكلمه بهذا المقدار الذي نُهِيَ عنه من المهاجرة فقد قطع الهجرة. وقد قال ابن القاسم في "المزنية" في الذي يُسَلِّمُ على أخيه، ولا يكلمه بغير ذلك بل يجتنب كلامَه: إن كان غير مؤذٍ له؛ فقد برئ من الشحناء] اهـ.
وقال الإمام النووي الشافعي في "شرحه على صحيح مسلم" (16/ 117، ط. دار إحياء التراث العربي): [مذهب الشافعي ومالك ومَن وافقهما: أن السلام يقطع الهجرة ويرفع الإثم فيها ويزيله، وقال أحمد وابن القاسم المالكي: إن كان يؤذيه لم يقطع السلامُ هجرته] اهـ.
وقال الحافظ ابن رجب الحنبلي في "جامع العلوم والحكم" (3/ 981، ط. دار السلام): [واختلفوا: هل ينقطع الهِجران بالسلام؟ فقالت طائفة: ينقطع بذلك، وروي عن الحسن ومالك في رواية ابن وهب، وقاله طائفةٌ مِن أصحابنا] اهـ.
هذا في مجرد الخلاف الذي ليس له مسوِّغٌ شرعي، وكان متعمدًا منهما أو مِن أحدهما، فإن ترتَّب على السلام أذًى مِن أحدهما أو كان تركه بسببٍ شرعيٍّ: فيجوز هجره عند ذلك ويخرج عن الإثم كما سبق بيانه، خاصة إذا كان يرجو بذلك صلاحَه؛ قال الإمام المناوي في "التنوير شرح الجامع الصغير" (7/ 554، ط. دار السلام): [«مُشَاحِنٍ» أي: مخاصِم مُعادٍ لا لوجهٍ شرعي] اهـ.
والأولى عدم هجر الأخ أخاه، بل يأخذ بيده ويَصِلُهُ؛ كما حث على ذلك سيدُنا رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم، ورغَّب فيه، ووَجَّه إليه الرجلَ الذي يَصِلُ أهلَهُ وهُم يقاطعونه ويؤذونه؛ إذ قال له صلى الله عليه وآله وسلم: «لَئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ؛ فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمُ الْمَلَّ، وَلَا يَزَالُ مَعَكَ مِنَ اللهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ» رواه الإمام مسلم في "صحيحه" من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ليلة النصف من شعبان النصف من شعبان المزيد النبی صلى الله علیه وآله وسلم له صلى الله علیه وآله وسلم فی لیلة النصف من شعبان ی لیلة النصف من شعبان رضی الله عنه قال الإمام ه جران
إقرأ أيضاً:
ليلة النصف من رمضان 2025 الآن.. اغتنم فضلها كاملا بـ15 كلمة
تنبع أهمية معرفة فضل ليلة النصف من رمضان 2025، أنها تزيد الحرص والانتباه ومن ثم الاغتنام، خاصة وأن ليلة النصف من رمضان تنذرنا بانفراط الشهر الفضيل ، حتي يمكننا اللحاق بركب الناجين فيه والفائزين بالعفو والمغفرة والعتق، وليس هذا فقط فضل ليلة النصف من رمضان 2025 وإنما هناك أمور أخرى وأسباب كثيرة تجعلنا نسارع باغتنامها سواء قصرنا فيما قبلها أو لا.
قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، عن فضل ليلة النصف من رمضان ، إنه فيما أخرج الإمام أحمد وأصحاب السنن عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ».
وأوضح «مركز الأزهر» في شرحه للحديث الشريف عن فضل ليلة النصف من رمضان ، أن الصيام ومغفرة الذنوب ورد في المعنى الإجمالي للحديث، حيث شرع الله سبحانه على المسلمين المكلفين فرضية صيام شهر رمضان فقال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ».
وأضاف: "ورغبة في الحث على الصيام قد أودع الله سبحانه في شهر رمضان عديدًا من المنافع الدينية والدنيوية، ونلاحظ هنا في تعبير الحديث الشريف عن صيام رمضان وقيده بالإيمان، ليشكل صورة أدبية بليغة في كلمة واحدة، للدلالة على أن الصيام لا يقبل من الكافر مطلقًا، ولا يثاب عليه الفاسق، وإن سقط عنه الفرض، ذلك أن الأساس في قبول الأعمال هو الإيمان بالله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم مع الطاعة المطلقة لهما".
واستشهد بقوله تعالى: «مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ»، وهذا سر تخصيص الخطاب بأهل الإيمان في قوله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ»، ومعنى قوله إيمانًا: أي: مؤمنا بالله ومصدقا بأنه تقرب إليه (واحتسابا)، أي: محتسبا بما فعله عند الله أجرا لم يقصد به غيره.
وتابع: "قال القاري: أَيْ طَلَبًا لِلثَّوَابِ مِنْهُ - تَعَالَى - أَوْ إِخْلَاصًا أَيْ بَاعِثُهُ عَلَى الصَّوْمِ مَا ذُكِرَ، لَا الْخَوْفُ مِنَ النَّاسِ، وَلَا الِاسْتِحْيَاءُ مِنْهُمْ، وَلَا قَصْدُ السُّمْعَةِ وَالرِّيَاءِ عَنْهُمْ، وَقِيلَ: مَعْنَى احْتِسَابًا اعْتِدَادُهُ بِالصَّبْرِ عَلَى الْمَأْمُورِيَّةِ مِنَ الصَّوْمِ وَغَيْرِهِ، وَعَنِ النَّهْيِ عَنْهُ مِنَ الْكَذِبِ وَالْغِيبَةِ وَنَحْوِهِ، طَيِّبَةً نَفْسُهُ بِهِ، غَيْرَ كَارِهَةٍ لَهُ، وَلَا مُسْتَثْقِلَةٍ لِصِيَامِهِ، وَلَا مُسْتَطِيلَةٍ لِأَيَّامِهِ. وأسلوب الشرط هنا قد جاء ليثير انتباه القارئ، ويحرك عواطفه ومشاعره، فتستقر معاني الحديث وقيمه الخلقية، في أعماق النفس إيمانًا وتصديقًا وإخلاصًا، ابتغاء مرضاة الله عز وجل".
وأشار إلى أنه مما يستفاد من الحديث: أولا فرضية صيام شهر رمضان على العاقل البالغ المكلف، وثانيًا فضل الإيمان واشتراطه لقبول الأعمال الصالحة، وثالثًا احتساب الأجر عند الله تعالى من علامات القبول، ورابعًا بلاغة الأسلوب النبوي في الحديث الشريف، وخامسًا عظيم فضل الله تعالى الواسع وإنعامه السابغ.
ليلة النصف من رمضان 2025 الآنوحددت دار الإفتاء المصرية، ليلة النصف من رمضان 2025 الآن، حيث كانت قد استطلعت هلال شهر رمضان لعام 1446 هجريا، مغرب الجمعة التاسع والعشرون من شهر شعبان 1446 هـ، الذي وافق 28 فبراير 2025م ، وبناءً عليه حسمت بأن أول أيام رمضان 2025 كان يوم السبت الموافق 1 من مارس 2025 م، وعليه فإن ليلة النصف من شهر رمضان 2025 اليوم الجمعة الموافق 14 من رمضان 1446 هـ، و14 من مارس 2025 م ، وذلك بعد ثبوت رؤية الهلال بواسطة اللجان الشرعية المنتشرة في أرجاء الجمهورية ووفقاً لما أعلنه الحساب الفلكي.
وبالتالي فإن ليلة النصف من شهر رمضان 2025 الآن ، وقد بدأت منذ دقائق من مغرب اليوم الجمعة الرابع عشر من رمضان و14 من مارس 2025 وهو ليلة النصف من رمضان، وهذا يحدد أن ليلة النصف من شهر رمضان 2025 الآن وتمتد حتى أذان فجر غد السبت.
أدعية ليلة النصف من رمضان 2025وردت أدعية ليلة النصف من رمضان 2025 لتفريج الهموم والكروب، مأثورة وواردة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ومن أدعية ليلة النصف من رمضان 2025 لتفريج الهم ، ما يلي:
اللهم في ليلة النصف من رمضان، اقبل توبتي واغسل حوبتي وأجب دعوتي وثبّت حجتي واهدِ قلبي وسدّد لساني واسلل سخيمة صدري.اللهم في ليلة النصف من رمضان لا تردّنا خائبين، وآتنا أفضل ما يُؤتى عبادك الصّالحين.اللهمّ لا تصرفنا عن بحر جودك خاسرين، ولا ضالّين، ولا مضلّين، واغفر لنا إلى يوم الدّين، برحمتك يا أرحم الرّاحمين.اللهم في تدبيرك ما يغني عن الحيل، وفي كرمك ما هو فوق الأمل، وفي سترك ما يسد الخلل، وفي عفوك ما يمحو الزلل، فبقوة تدبيرك وعظيم كرمك أسألك يا رب أن تدبرني بأحسن التدابير، وتيسر لي أمري بأحسن التياسير، وتنجيني مما يخيفني، أنت حسبي ولا أفتقر وأنت ربي أبدًا ما أبقيتني.اللَّهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ الْجِنَانِ، وَ أَغْلِقْ عَنِّي أَبْوَابَ النِّيرَانِ، وَ وَفِّقْنِي فِيهِ لِتِلَاوَةِ الْقُرْآنِ، يَا مُنْزِلَ السَّكِينَةِ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ.اللهم أنها ليلة النصف من رمضان فأعنّي ولا تعن عليّ، وانصرني ولا تنصر عليّ، وامكر لي ولا تمكر بي، واهدني ويسّر الهدى لي، وانصرني على من بغى عليّ.رب اجعلني لك شكّارًا، لك ذكّارًا، لك رهّابًا، لك مطواعًا، لك مخبتًا، لك أواهًا منيبًا.إلهي كيف أدعوك وأنا أنا، وكيف أقطع رجائي منك وأنت أنت، إلهي إن لم أسألك فتعطيني فمن ذا الذي أسأله فيعطيني؛ وإن لم أدعك فتستجيب لي فمن ذا الذي أدعوه فيستجيب لي، وإن لم أتضرّع إليك فترحمني فمن ذا الذي أتضرّع إليه فيرحمني.اللهم كما فلقت البحر لموسى فنجّيته من الغرق، فصلّ وسلم يا ربّ على محمّد وآل محمّد ونجّني ممّا أنا فيه من كرب وسهّل أمري بفرج عاجل غير آجل وبرحمتك يا أرحم الراحمين.اللهم أنها ليلة النصف من رمضان فسخر لي جميع خلقك كما سخرت البحر لسيدنا موسى عليه السلام، وألِن لي قلوبهم كما ألنت الحديد لداوود عليه السلام، فإنهم لا ينطقون إلا بإذنك، نواصيهم في قبضتك، وقلوبهم في يديك تصرفها كيف شئت.يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك.اللَّهُمَّ وَفِّرْ حَظِّي فيها بِبَرَكَاتِها، وَ سَهِّلْ سَبِيلِي إِلَى خَيْرَاتِهِ، وَ لَا تَحْرِمْنِي قَبُولَ حَسَنَاتِهِ، يَا هَادِياً إِلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ .اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيها لِصَالِحِ الْأَعْمَالِ، وَ اقْضِ لِي فِيهِ الْحَوَائِجَ وَ الْآمَالَ، يَا مَنْ لَا يَحْتَاجُ إِلَى السُّؤَالِ، يَا عَالِماً بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ.