أكد سوندار بيتشاي، الرئيس التنفيذي لشركة “جوجل وألفابيت” أنه على عكس ما يشاع فإن الذكاء الاصطناعي سيخلق فرص عمل جديدة كما فعل ظهور شبكة الإنترنت سابقا، وقال إن الذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة لن تلغي الوظائف، بل ستعيد تشكيلها، داعيا الحكومات للاستثمار في تدريب القوى العاملة وتأهيلها لمواكبة هذا التحول.


جاء ذلك خلال جلسة ضمن اليوم الثاني من أعمال القمة العالمية للحكومات 2025، حاوره فيها معالي عمر بن سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، نائب رئيس القمة العالمية للحكومات.
وتحدث بيتشاي عن التطورات السريعة في مجال الذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى أن الابتكارات الحديثة مثل DeepSeek تعكس الطبيعة العالمية لهذا التطور، وأكد أن الذكاء الاصطناعي أصبح متاحا بشكل متزايد للجميع، ما سيؤثر بعمق على مختلف المجالات.
وأشار إلى أن جوجل استجابت لهذه التغيرات بإطلاق ميزة AI Overviews، التي حسنت تجربة البحث بشكل ملحوظ، موضحا أن محرك البحث جوجل يستقبل يوميا أكثر من 8.5 مليار عملية بحث، وهو رقم يتجاوز عدد سكان العالم، كما أن جوجل مسؤولة عن 49% من إجمالي حركة الإنترنت العالمية، مما يضعها في موقع ريادي في تقديم المعلومات.
وفيما يتعلق بتأثير المنافسين، مثل ChatGPT ومنصات الذكاء الاصطناعي الأخرى، أكد بيتشاي أن سوق المعلومات يتوسع باستمرار، وأن تطورات الذكاء الاصطناعي ستخلق فرصا جديدة للجميع والمنافسة فيه ليست ذات محصلة صفرية.
وفي حديثه عن “الحوسبة الكمومية”، أوضح بيتشاي أن جوجل تمكنت من إجراء عملية حسابية خلال خمس دقائق فقط، وهي عملية كان من الممكن أن تستغرق أكثر من 10 ملايين سنة باستخدام أحد أقوى الحواسيب العملاقة التقليدية، وشبه هذه اللحظة بمرحلة الذكاء الاصطناعي في العقد الأول من القرن الواحد والعشرين.
ورغم التقدم السريع في هذا المجال، أشار بيتشاي إلى أن الوقت لا يزال مبكرا لتنظيم الحوسبة الكمومية، لكنه شدد على أهمية أن تبدأ الحكومات في تشكيل فرق بحثية متخصصة، والاستثمار في تطوير قدراتها البحثية لمواكبة التطورات المتوقعة خلال السنوات الخمس إلى العشر القادمة.
وتطرق بيتشاي إلى التقدم الكبير الذي أحرزته Waymo، الشركة التابعة لجوجل المتخصصة في المركبات ذاتية القيادة، حيث قطعت مركباتها أكثر من 33 مليون ميل، وسجلت انخفاضا بنسبة 78% في الحوادث مقارنة بالسائقين البشر، وأشار إلى أن Waymo نفذت أكثر من 4 ملايين رحلة ركاب العام الماضي، وتقوم حاليا بتشغيل 150,000 رحلة مدفوعة أسبوعيا في الولايات المتحدة.
وأكد أن الشركة تستهدف التوسع إلى 10 مدن جديدة بحلول عام 2025، مع أول اختبار دولي في اليابان، كما أعرب عن رغبته في التعاون مع الإمارات لتوسيع نطاق هذه التكنولوجيا، مشيرا إلى استعداد جوجل للشراكة مع الحكومات التي تتبنى الابتكار.وام


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

بيل غيتس يُحذر.. ماذا لو قرر الذكاء الاصطناعي الاستغناء عنّا؟

قد يبدو هذا السؤال خيالياً إلا أنه في الواقع جاء على لسان مؤسس شركة مايكروسوفت، الملياردير الأمريكي بيل غيتس، الذي سبق أن حذّر من أوبئة ومخاطر عالمية قبل سنوات، واليوم، يعود مجددًا ليُثير الجدل، ليس بهدف بثّ الذعر، بل لحثّنا على التفكير الجاد في مستقبل قد يكون أقرب مما نتصور.
لماذا يشعر غيتس بالقلق؟
رغم كونه من أبرز رواد التكنولوجيا، لا يُخفي غيتس مخاوفه من المدى الذي قد تبلغه تقنيات الذكاء الاصطناعي، فقد غيّرت كل اختراعات البشرية مجرى التاريخ، من العجلة إلى الإنترنت، وجلب كل منها تحديات ومشكلات بجانب التقدم. ومع ذلك، لا يمكن إحراز التقدم دون المخاطرة، والتغيير لا يُعدّ سيئًا إذا رافقه وعي ومنطق، وفقا لموقع unionrayo.

الذكاء الاصطناعي يتطوّر بسرعة غير متوقعة
يُشبّه غيتس المرحلة الحالية من الذكاء الاصطناعي ببدايات استخدام السيارات، حين لم تكن هناك إشارات مرور أو قوانين واضحة، فنحن الآن منبهرون بقدرات هذه التقنية، لكن دون وجود ضوابط حاكمة، وأكثر ما يُقلق غيتس وبعض فلاسفة جامعة أكسفورد هو ما يُعرف بـ”انفجار الذكاء” — لحظة قد يتمكن فيها الذكاء الاصطناعي من تحسين نفسه دون تدخل بشري، بشكل يفوق السيطرة، وربما دون الحاجة للبشر أصلاً. ورغم أن هذا قد يبدو خيالاً علمياً، إلا أنه احتمال واقعي يستحق التفكير.

التزييف العميق والتضليل والتأثير على الانتخابات
واحدة من أخطر التحديات الحالية هي ظاهرة “التزييف العميق”؛ حيث يمكن للذكاء الاصطناعي إنتاج مقاطع فيديو وتسجيلات صوتية يصعب تمييزها عن الحقيقة، تخيّل تأثير فيديو مزيف لمرشح سياسي يرتكب جريمة قبل الانتخابات بيومين — حتى لو تم نفيه لاحقًا، الضرر سيكون قد وقع.

الذكاء الاصطناعي كسلاح رقمي
مخاوف غيتس لا تتوقف عند التضليل. فهو يحذر أيضًا من دور الذكاء الاصطناعي في الهجمات السيبرانية، حيث يمكنه رصد ثغرات في الأنظمة الأمنية واستغلالها، من سرقة بيانات إلى شن هجمات بين الدول.

ما الحل في نظر غيتس؟
يقترح غيتس تأسيس هيئة دولية تُشبه الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولكن متخصصة في مراقبة الذكاء الاصطناعي وتنظيمه، بحيث تُطلق التحذيرات حين تظهر مؤشرات خطر.

هل الذكاء الاصطناعي سيأخذ وظائفنا؟
غيتس لا يرى أن الذكاء الاصطناعي سيقضي على فرص العمل بالكامل، لكنه يُقرّ بأن هناك تحوّلاً قادماً في سوق العمل، وظائف ستختفي، وأخرى ستُخلق، والمهم هو كيف سنتعامل مع هذا التغيير ونستخدم الذكاء الاصطناعي كأداة، لا كبديل تام.
كما يشدد على أهمية ضمان العدالة في الوصول إلى هذه التقنيات، حتى لا تزيد الفجوة الاجتماعية القائمة.

الذكاء الاصطناعي ليس معصومًا من الخطأ
يُنبّه غيتس إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يُنتج معلومات مغلوطة أو يحمل تحيزات بشرية تعلّمها من بياناته، لذلك، لا يدعو لحظره، بل لتحسينه، وتنويعه، وتثقيف من يستخدمه.
في النهاية، لا يُعلن غيتس نهاية العالم، لكنه في الوقت ذاته لا يتجاهل التحديات. فالذكاء الاصطناعي سيُغيّر كل شيء، لكن ما زال السؤال مفتوحًا: هل سيكون هذا التغيير نعمة أم نقمة؟

البيان

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • بيل غيتس يُحذر.. ماذا لو قرر الذكاء الاصطناعي الاستغناء عنّا؟
  • في عدة محافظات.. فرص عمل جديدة للشباب | المميزات والشروط
  • محمد بن راشد يُكرم أكثر من 100 خريج وخريجة في برنامج الذكاء الاصطناعي الاتحادي
  • بيل غيتس: أفريقيا أمام فرصة تاريخية للصدارة العالمية في الذكاء الاصطناعي
  • DolphinGemma .. الذكاء الاصطناعي من جوجل يحاول فك شيفرة لغة الدلافين
  • صور.. الاتجاهات العالمية الحديثة في توظيف الذكاء الاصطناعي في المنتج الثقافي والإعلامي
  • بإطلالة جديدة..أحدث ظهور لأسما إبراهيم
  • الذكاء الاصطناعي يخلق جدلاً حول التأثير على الوظائف وسوق العمل في المستقبل
  • الذكاء الاصطناعي.. رفيق في السفر
  • نتفليكس تختبر طريقة بحث جديدة تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي من أوبن إيه آي