راشد عبد الرحيم: صمود علي الفشل
تاريخ النشر: 13th, February 2025 GMT
صمدوا علي الفشل في كل حركة و سكون لهم إلي ان إنتهي بهم إلي الإسم الجديد الذي يصف حالهم و يحكي رحلة من البؤس من قحت إلي تقدم ثم إلي ( صمود ) .
صمدوا و هم يعجزون عن قيادة ثورة دانت لهم مصادفة و بغير إستحقاق ليوردوها موارد التهلكة ثم ليقيموا حكومة كانت هي بحق صمود علي الفشل و التردي في كل المناحي و الإتجاهات .
أقاموا حكمهم علي مخالفة كل شعاراتهم فبنوا حكما متسلطا ديكتاتوريا غارقا في كل قبح .
خالفوا كل قيم العدالة و اقاموا محاكم التفتيش ليكمموا الأفواه و الصحافة و لينشروا فسادا اكلوا عبره الأموال الخاصة فنهبوا المنازل و المزارع .
ثم إمتدت يدهم إلي المال العام و لم تنجوا منهم خزينة و لا معدات و مركبات و فنادق و ارصدة .
اسسوا حكمهم علي إرتزاق و باعوا السودان كله للخارج .
لم يمنعهم الحياء من ان يصبحوا اذيالا و عبيدا للتمرد يناصرونه سرا و علانية .
سجلوا في تاريخهم و تاريخ السودان انهم اول قوة سياسية تعادي الجيش الوطني و تسعي لتدميره و هي في الحكم و لا تتاخر عن السعي ضده مع من خرجوا و تمردوا عليه .
لم يجن الشعب السواني منهم غير الجوع و الندرة و الغلاء و الضعف و الإنكسار .
جمعوا اشتاتا من احزاب بلا قيم و بلا تاريخ و ضموا إليه مسميات وهمية لقري و ارياف و أحياء ليصنعوا منها تحالفا من ورق .
حتي قيادات تحالفهم الجديد لم يستطيعوا ان يجددوا اويغيروا فيها فهم في قحت قادة و في تقدم و في صمود اكدوا عجزهم عن إيحاد رجال لكل مرحلة يغيرون ما يلبسون في ذات الأجساد التي تحمل ذات عقول الخيبة .
يظنون ان السودان سيظل هو السودان كما كان قبل تمردهم و عدوانهم عليه .
تشاكسوا حول حكومة بنوها علي اوهامهم يسعي بعضهم عبرها ليكملوا بها مسيرة الخيانة ليسلموها للتمرد .
وزعوا مناصب حكومة ليس لمن سعي منهم فيها ارض يقيمها عليها غير مناطق سيطرة الدعم السريع ليكون هو الحاكم الفعلي لها و ما هم غير مرتزقة تسموا بمناصب .
حكومة ليس لمن رفضها منهم وطن يعودون إليه بعد ان نبذوه و نبذهم و لن يكون لهم مكان في سودان الإنتصارات الذي لن يسع القتلة من الدعم السريع و لا الخونة من صمود الفشل .
*صمود علي الفشل*
راشد عبد الرحيم
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: علی الفشل
إقرأ أيضاً:
العودة إلى منبر جدة- تحديات تحقيق السلام في السودان وسط تصاعد الحرب الدامية
تشهد السودان واحدة من أشد الأزمات تعقيداً في تاريخها الحديث، مع تصاعد المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وتركّز المعارك حالياً حول مدينة الفاشر، معقل الجيش في دارفور. تُطرح تساؤلات حول إمكانية استئناف مسار مفاوضات جدة برعاية سعودية أمريكية، لكن المشهد يبدو مُثقلاً بتحديات عسكرية وسياسية وإنسانية تهدد بإطالة أمد الحرب، أو حتى تقسيم البلاد، خاصة مع تصاعد الحديث عن خطة "الدعم السريع" البديلة المتمثلة في إعلان حكومة موازية من دارفور.
تعقيدات المشهد العسكري
تكثف قوات الدعم السريع هجماتها على الفاشر، سعياً لتحقيق مكاسب ميدانية تمنحها أوراق ضغط عند العودة إلى طاولة المفاوضات، بينما يواجه الجيش السوداني معضلة: إما المضيّ في الحرب لاستعادة السيطرة الكاملة، مع خطر فقدان مكاسب ميدانية في مناطق أخرى، أو القبول بالتفاوض من موقع القوة. لكن المشكلة الأكبر تكمن في التحالفات الداخلية المحيطة بقائد الجيش، والتي تضم فلول نظام البشير وحركات دارفور المسلحة ذات الثارات القديمة مع "الدعم السريع"، ما يجعلها ترفض أي مسار تفاوضي قبل سحق الخصم عسكرياً.
المعضلة السياسية: أجندات قبلية وإقصاء الإخوان
تتفاعل أزمة السودان مع صراعات هويات إثنية وقبلية، حيث تسعى بعض حركات دارفور إلى إضعاف المكون العربي داخل الجيش، الذي تُشكّل قبيلة الرزيقات العربية عموده الفقري، بينما تحاول قوات الدعم السريع تعبئة القبائل العربية في دارفور. وفي الخرطوم، تتعقد الأمور مع سيطرة عناصر منتمية لتنظيم الإخوان المسلمين على القيادة السياسية للحكومة، ما يُضعف الجهود الرامية لبناء توافق وطني شامل.
المخاطر الإنسانية: كارثة تهدد ملايين السودانيين
باتت الأزمة الإنسانية في السودان خارج السيطرة، مع نزوح أكثر من 12 مليون شخص، ومعاناة 25 مليوناً من الجوع الحاد، وتدمير البنى التحتية. الهجوم الأخير على مخيم زمزم للنازحين قرب الفاشر -الذي خلّف عشرات الضحايا- يوضح كيف تُستخدم المدنيين كأداة حرب، بينما تُوثّق الأمم المتحدة انتهاكات قد تصل إلى جرائم حرب، ما يزيد من عزلة الأطراف المتحاربة دولياً.
فرص العودة إلى جدة: هل تكفي الضغوط الدولية؟
رغم تعقيدات المشهد، تلوح في الأفق بعض المؤشرات الإيجابية، مثل زيارة البرهان الأخيرة إلى السعودية، والضغوط الدولية المتصاعدة لوقف الحرب، خاصة مع تداعياتها على الأمن الإقليمي (تشاد، جنوب السودان، البحر الأحمر). لكن نجاح مفاوضات جدة مرهون بتحقيق شروط أساسية:
كسر الإصرار العسكري: عبر إقناع حلفاء الجيش بأن الاستمرار في الحرب سيؤدي إلى انفصال دارفور، وإقناع "الدعم السريع" بأن التمسك بالخطة البديلة (حكومة موازية) سيعرضها لعقوبات دولية.
ضمانات بعدم الإقصاء: يحتاج الطرفان إلى ضمانات بأن المفاوضات لن تؤدي إلى إقصاء كامل لأي منهما من المشهد السياسي أو الأمني.
دور فاعل للمجتمع الدولي: عبر ربط المساعدات الإنسانية بالتقدم في المسار السياسي، وفرض عقوبات على المتمنّعين عن السلام.
التحديات الأكبر: الحرب قد تولد دولة جديدة
أصبح انفصال دارفور احتمالاً واقعياً، خاصة إذا استمرت قوات الدعم السريع في تعزيز سيطرتها على الإقليم، بينما تُظهر حركات مسلحة دارفورية تحالفها مع الجيش رغبة في إضعاف النفوذ العربي. هذا السيناريو لن يؤدي فقط إلى تقسيم السودان، بل قد يفتح باب صراعات إقليمية جديدة، خاصة مع وجود مصالح لدول مثل الإمارات وروسيا وإيران المتورطة بشكل غير مباشر عبر دعمها لأطراف الصراع.
هل يُنقذ السودان من مصير الصوملة؟
المخرج الوحيد يكمن في عقد صفقة سياسية عاجلة ترعاها السعودية والولايات المتحدة، بضغط إقليمي ودولي، تُلزم الأطراف بوقف إطلاق النار، وإعادة انتشار القوات، وإشراك مكونات مدنية في الحكم. لكن ذلك يتطلب جرأة من البرهان وقائد الدعم السريع حميدتي في تجاوز الضغوط الداخلية المتمثلة في التحالفات القبلية والإرث الأيديولوجي للإخوان. السودان أمام مفترق طرق: إما العودة إلى جدة لإنقاذ ما تبقى من الدولة، أو الانزلاق نحو حرب أهلية لا يُعرف مداها.
zuhair.osman@aol.com