دبي: «الخليج»
تناول بوريس جونسون رئيس وزراء بريطانيا الأسبق، عدداً من القضايا السياسية التي تشغل الساحة الدولية، مسلطاً الضوء على الأوضاع الجيوسياسية في كل من غزة وأوكرانيا، إلى جانب التحديات التي تواجه الحكومات في عدة دول، كما أشاد بنهضة دولة الإمارات على مدار 70 عاماً الماضية كواحدة من أكثر الدول تطوراً في العالم.


جاء ذلك خلال جلسة حوارية ضمن أعمال اليوم الثاني من القمة العالمية للحكومات، واستهل جونسون حديثه بالتطرق إلى الأوضاع في غزة، مسلطاً الضوء على التحديات الإنسانية والسياسية التي يواجهها القطاع.
وقال: «يجب أن ينال الشعب الفلسطيني الدولة التي يستحقها والتي وُعد بها منذ عقود.. ما يحدث في غزة معاناة كبيرة يجب أن تنتهي، وفكرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتهجير سكان قطاع غزة خارج أرضهم وبناء مدينة في القطاع كفيلة بعدم استقرار المنطقة».
وفي ما يتعلق بالوضع في أوكرانيا، أكد أن التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي التي تحدثت عن احتمال سيطرة روسيا على أوكرانيا، ليست في محلها وأمر غير منطقي، وأضاف: «كان من المشجع أن الإدارة الأمريكية لم تستسلم للرئيس الروسي فلاديمير بوتين حتى الآن».
وفي ما يخص موقف ترامب من أوكرانيا، قال، إنه ذكي جداً ويفكر جدياً في كيفية تحقيق النتيجة الصحيحة للغرب ولأمريكا، ومن وجهة نظري لا يمكن للولايات المتحدة أن تتخلى عن أوكرانيا، بل ستضع الحلول الممكنة لإنهاء الصراع، مؤكداً أن الحل لا يتعلق بالجغرافيا أو الإرهاب، بل بالهوية والمصير، حيث يريد الأوكرانيون أن يكونوا أحراراً.
وتطرق جونسون للحديث عن الانتخابات الأمريكية الأخيرة قائلاً: «بغض النظر عن رأيي في دونالد ترامب، فقد ناضل لأربع سنوات للحصول على الأصوات، وفاز بنزاهة.. في العديد من البلدان، نتائج الانتخابات معروفة مسبقاً، ولكن في الولايات المتحدة كانت الانتخابات مفاجئة، وهذا هو جوهر الديمقراطية، ولذا على الرئيس الأمريكي العمل على ضرورة التحرك بسرعة لتحقيق الأهداف في الوقت المحدود».
وأشاد جونسون بما حققته دولة الإمارات من تطور غير مسبوق في مختلف المجالات خلال سبعين عاماً فقط، مشيراً إلى أن هذا التقدم جاء نتيجة للرؤية الطموحة لقيادتها الحكيمة والخطط الفاعلة التي تبنتها، ما جعلها نموذجاً عالمياً في التنمية والابتكار.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات القمة العالمية للحكومات الإمارات

إقرأ أيضاً:

الحرب التجارية تهدد الدولار

ترجمة: قاسم مكي

حتى الرئيس دونالد ترامب أصابه الخوف من احتمال تعرض «الدولار الجبار» والنظام المالي العالمي الذي يرتكز عليه إلى مخاطر مع رد الفعل المذعور في سوق السندات على حربه التجارية. فرغم كل تعليقاته المفرطة في تفاؤلها ربما لا يزال خطر التخلي عن الدولار قائما.

كان المستثمرون في الأسبوع الماضي يبيعون كل شيء أمريكي (الأسهم والسندات والعملة) مع احتدام الأزمة، ويقول المحللون إن المسارعة إلى بيع الأصول المالية عكست خوفا من خطورة الرهان على اقتصاد الولايات المتحدة نفسه.

تظاهر مستشارو ترامب بأن كل شيء على ما يرام. لكن ترامب أفصح عن الحقيقة مساء الأربعاء الماضي بتعليقه للرسوم الجمركية التي كان قد فرضها لتوِّه على معظم البلدان. قال ترامب للصحفيين: «سوق السندات معقدة جدا. كنت أراقبها، رأيت الناس مساء أمس يتوترون بعض الشيء»، وفي مقابلة أخرى ذكر أن المستثمرين «كانوا متوترين وخائفين بعض الشيء»، ومن المؤكد أن ترامب (رجل الأعمال) يفهم الجشع والخوف وهما القطبان التوأمان لسيكولوجية الأسواق.

عاد الخوف وكان هو الشعور الطاغي يوم الخميس مع هبوط الأسواق بعد إدراكها أن ترامب مستمر في تصعيد حربه التجارية مع الصين، وهي القوة العظمى التجارية الأخرى للعالم. وقد لا يَخِفّ قلق السوق إلى أن يُبدِي استعداده للتفاوض حول صفقة مع الصين أيضا.

يرى لورانس سمرز وزير الخزانة بإدارة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلنتون أن تصرف ترامب إقرار منه باقترابه من لحظة حاسمة ومماثلة لأزمة قناة السويس في عام 1956 عندما فقدت بريطانيا وإلى الأبد هيمنة الجنيه الإسترليني كعملة احتياط. بعث لي سمرز برسالة قصيرة يوم الأربعاء جاء فيها: أظن أن الإدارة الأمريكية تراجعت لأنها رأت اقتراب لحظة (مماثلة للحظة أزمة) السويس مع تمدد انعدام الثقة في الأصول المالية للولايات المتحدة إلى الدولار.

الأسواق ترتفع وتهبط ويظل وضع اقتصاد الولايات المتحدة في الأجل الطويل مهيمنا. لكن هنالك اتجاه أعمق يفعل فعله هنا ولا يكاد يحظى بالاهتمام وسط تصريحات وتراجعات ترامب اليومية حول سياساته. فالتخلص من الاعتماد على الدولار يحدث سلفا في العالم الذي ضاق ذرعا من سياسات الولايات المتحدة العشوائية ومن سوء إدارتها لشؤون الاقتصاد المحلي والدولي.

ذكر صندوق النقد الدولي في تقرير العام الماضي أن هنالك «تدهورا تدريجيا في حصة الدولار من مخصصات احتياطيات النقد الأجنبي للبنوك والحكومات». شكَّل الدولار أكثر من 70% من الاحتياطيات في عام 2000 لكن هذه النسبة انحسرت إلى أقل من 60% في العام الماضي. وتحولت البنوك المركزية إلى الاحتفاظ بالمزيد من الذهب والمزيد من «العملات غير التقليدية» مثل الرينمينبي الصيني، بحسب الصندوق.

إلى ذلك، أشار تقرير صدر عن معهد بروكنجز في العام الماضي إلى ثلاثة تحديات لهيمنة الدولار.

أولا، أفرطت الولايات المتحدة في استخدام العقوبات الاقتصادية لأكثر من عقد وهذا ما جعل المعاملات بالدولار أكثر تعقيدا.

ثانيا، مشاكل الدين والعجز الأمريكيين في تفاقم ويتجاهلها كلا الحزبين السياسيين الرئيسيين. وهي تضعف القدرة الائتمانية للولايات المتحدة في الأجل الطويل.

ثالثا، تبتدع التقنية المالية طرقا جديدة وسريعة لتسوية المعاملات خارج سوق الدولار.

ربما أدى تحويل الدولار إلى سلاح في الماضي إلى رد فعل سلبي. ففي مقابلة أجريتها معه عام 2016، حذر جاك لو وزير الخزانة في عهد إدارة باراك أوباما من «المبالغة في استخدام العقوبات» ضد إيران وروسيا وكوبا والصين وبلدان عديدة أخرى. ففي اعتقاده كلما زاد عدد العقوبات المستخدمة كلما قلت فعاليتها. كان ذلك قبل 9 أعوام.

مع ازدياد توجُّس العالم من الدولار ظلت الصين تدفع بعملتها الرقمية الخاصة بها في تسوية المعاملات عبر الحدود. لقد تعاونت الصين مع الإمارات والسعودية في مشروع يعرف باسم «أم بريدج» لإيجاد يوان رقمي كبديل للمعاملات المالية بالدولار. وحسب تقرير حديث صدر عن جمعية آسيا تحت عنوان «من البترودولار إلى اليوان الرقمي» هذا التوجه يتسارع.

يمكن أن يكون تحدي الصين للدولار أكثر شراسة إذا تفاقمت الحرب التجارية. لقد قيل إن بنك الصين أنشأ آلية مدفوعات باليوان الرقمي مع 10 بلدان جنوب شرق آسيوية و6 بلدان شرق أوسطية تمكِّنها نظريا من الالتفاف حول نظام «سويفت» الذي تقوده الولايات المتحدة.

على أية حال، استبعد سمرز وخبراء آخرون أن تثق الأطراف المالية العالمية الكبيرة بنظام عملة رقمية يدار بواسطة دولة كالصين في إجراء معاملاتها المالية.

الخلاصة هي أن دور الدولار بوصفه عملة احتياط العالم وآلية مدفوعاته تجسيدٌ للثقة العالمية في أمريكا. لقد تولت الولايات المتحدة من خلال الإدارات الجمهورية والديمقراطية حماية حكم القانون والاستقرار المالي العالمي. لكن ترامب في أول مائة يوم من فترته الرئاسية الحالية تحدي تلك المبادئ بالضبط. وكما ذكر لي سمرز «ظلت إدارة ترامب تكشف عن السِّمات الاقتصادية الخاصة ببلد اقتصادٍ ناشئ «بسياساتها المتقلبة وغير الموثوقة والاستبدادية.

يقول مايكل فرومان رئيس مجلس العلاقات الخارجية « لقد أوجدنا خصما مشتركا للنظام العالمي. إنه الولايات المتحدة.» وإذا استمر ذلك من الصعب تخيل أن الدولار لن يفقد، في نهاية المطاف، دورَه المهيمن في التجارة الدولية.

ديفيد اجنيشس روائي وصحفي يكتب عن الشئون الخارجية لصحيفة واشنطن بوست

مقالات مشابهة

  • إطلاق برنامج التوطين الهندسي
  • صحة أمريكا في خطر.. رسوم ترامب تهدد بزيادات 200% علي الأدوية
  • أحمد موسي: كلمة أبو العينين بمجلس النواب اليوم كشفت التحديات التي تواجه الدولة
  • عاصفة رسوم ترامب تهدد ملايين العمال في الصين
  • الحرب التجارية تهدد الدولار
  • تحالف الأحزاب: جولة الرئيس السيسي الخليجية تعزز التضامن العربي في مواجهة التحديات الإقليمية
  • وزير الدفاع التركي: إرساء استقرار سوريا والحفاظ على وحدتها مهم لمستقبل المنطقة
  • أحمد موسى: الرئيس السيسي من قطر إلى الكويت.. جولة عربية لدعم استقرار المنطقة
  • ما الرسائل التي حملها فيديو الأسير الأمريكي عيدان ألكسندر؟
  • ترامب يغري سكان غرينلاند براتب سنوي مدى الحياة مقابل الانضمام للولايات المتحدة