هل ينجح التحرك العربي في مواجهة خطة ترامب؟
تاريخ النشر: 13th, February 2025 GMT
في تحرك موحد نادر، تتكتل الدول العربية لتنسيق خطواتها ومواقفها في مواجهة مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب نقل الفلسطينيين من قطاع غزة إلى الأردن ومصر.
وكثفت دول عربية نافذة، من بينها من هو حليف تاريخي للولايات المتحدة كمصر والأردن والسعودية والإمارات وقطر، جهودها الدبلوماسية خلال الأيام الماضية للتأكيد على رفض طرح ترامب ورفض اقتلاع الفلسطينيين من الأراضي الفلسطينية.
وتبدو القاهرة في موقع رأس الحربة لهذا التحرك العربي المنسق، حيث أعلنت استضافة قمة عربية طارئة في نهاية فبراير/شباط الجاري لبحث التطورات الخطيرة للقضية الفلسطينية.
وقالت مصر أيضا في وقت لاحق إنها "ستقدم رؤية شاملة" لإعادة إعمار غزة، تضمن بقاء الفلسطينيين في أرضهم، كما حصلت القاهرة "من حيث المبدأ" على موافقة لعقد اجتماع وزاري طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي بعد القمة المرتقبة.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وصف اقتراح ترحيل الفلسطينيين بأنه "ظلم لا يمكن أن نشارك فيه".
وشدد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي بعد لقائه نظيره الأميركي ماركو روبيو في واشنطن، على رفض أي تسوية يمكن أن تنتهك حقوق الفلسطينيين في البقاء بغزة.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن دبلوماسيين مصريين سابقين أن مصر وجّهت رسالة واضحة، مفادها أن أي محاولة لتهجير الفلسطينيين من أرضهم "ستعتبر عملا حربيا".
إعلان رفض التهجيرواليوم الأربعاء، أكد السيسي وملك الأردن عبد الله الثاني على وحدة الموقفين المصري والأردني الرافض لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، مشددين على ضرورة إعمار القطاع وإدخال المساعدات إليه، وفق ما جاء في بيانين صدرا عن الديوان الملكي والرئاسة المصرية.
وكان الأردن حازما بالقدر نفسه في رفض خطة ترامب، فبعد محادثاته مع ترامب في واشنطن الثلاثاء، كرر ملك الأردن "موقف بلاده الثابت ضد تهجير الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية"، وتمسكه بـ"مصلحة الأردن".
وكتب على حسابه على موقع "إكس"، "هذا هو الموقف العربي الموحد. إن إعادة بناء غزة بدون تهجير الفلسطينيين ومعالجة الوضع الإنساني المزري يجب أن تكون الأولوية للجميع".
كما اتخذت السعودية خطا مماثلا، وأكدت عبر وزارة الخارجية التزام الرياض بالدولة الفلسطينية، ونددت بأي جهد "لتهجير الفلسطينيين من أرضهم". وأوضح ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أن أي اتفاق تطبيع مع إسرائيل يظل رهنا بقيام دولة فلسطينية.
كما أكدت الإمارات التي طبعت علاقاتها مع إسرائيل في عام 2020 "رفضها القاطع المساس بالحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني ومحاولة تهجيره".
ودعت البحرين التي طبعت بدورها علاقاتها مع إسرائيل إلى "إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة كاملة وبطريقة تسمح بالتعايش السلمي مع إسرائيل".
وفي سوريا، أدان الرئيس الانتقالي أحمد الشرع خطة ترامب، ووصفها بأنها "جريمة كبيرة جدا لا يمكن أن تحدث، وأعتقد أنها لن تنجح".
ورفض الرئيس اللبناني جوزيف عون الذي انتُخب مؤخرا "الطروحات التي تؤدي إلى حصول أي نوع من أنواع تهجير الفلسطينيين من أرضهم أو المساس بحقوقهم المشروعة".
قضية حساسةوتقول الباحثة آنا جاكوبس من معهد دول الخليج العربية في واشنطن "لا يمكن للدول العربية أن تقبل بأن يُنَظر إليها على أنها تقف الى جانب الولايات المتحدة وإسرائيل، وتدعم سياسة تطهير عرقي للفلسطينيين من غزة"، وأضافت أن القضية الفلسطينية حساسة جدا ومهمة جدا للجمهور العربي.
إعلانويتمسك ترامب باقتراحه في كل مناسبة، ويقضي بأن تكون ملكية قطاع غزة للولايات المتحدة، على أن ينتقل سكانه الى الأردن ومصر من دون أن يكون لهم الحق بالعودة بعد إعادة إعماره. ويريد ترامب "تنظيف" القطاع المدمر وتحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط".
واقترنت تصريحاته بنوع من التهديد بقطع المساعدات عن القاهرة وعمان في حال رفضتا استقبال الفلسطينيين، ولكن الاقتراح الصادم واجه ردود فعل إقليمية ودولية رافضة واسعة النطاق.
وقال مدير البرنامج الأميركي في مجموعة الأزمات الدولية مايكل حنا "لا تستطيع مصر أن تفعل ذلك بمفردها، وهي تحتاج بالفعل إلى دعم العرب، خصوصا دول الخليج، لتبني موقف عربي موحد بشأن مسألة التهجير".
وأضاف "تفتقر مصر إلى النفوذ الاقتصادي، لكن دعم الخليج يعزز قدرتها على اتخاذ القرار على الساحة الدولية وأمام ترامب".
وفي عمان، قال الكاتب والمحلل السياسي الأردني لبيب قمحاوي "الأردن بلد صغير وضعيف ولا يستطيع أن يقف في هذه العاصفة وحده.
ويمثل هذا الموقف الموحد لحظة غير عادية في منطقة منقسمة غالبا بسبب المصالح الجيوسياسية المتنافسة.
وقال الباحث السياسي المصري أحمد ماهر إن "رسالة العالم العربي كانت واضحة: لا وجود لشيء اسمه التهجير القسري.. الحل هو نموذج الدولتين. أي نقاش يتجاوز هاتين النقطتين غير وارد".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الفلسطینیین من مع إسرائیل
إقرأ أيضاً:
رسالة من تكنوقراط مصر إلى السيسي: هكذا يمكن مواجهة ترامب
طالبت "مجموعة تكنوقراط مصر" النظام المصري بتطبيق خطوات عملية لمواجهة خطة تهجير الفلسطينيين التي اقترحها الرئيس الأمريكي، داعين إلى دعم صمود أهالي قطاع غزة، وتثبيتهم في أراضيهم.
وعقدت "مجموعة تكنوقراط مصر" المعارضة ورشة عمل بعنوان: ماذا يملك السيسي من أوراق ضغط لمواجهة ترامب.؟، وخلصت إلى مجموعة من الرسائل وجهتها لرئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي، لمواجهة خطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بتهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن ودول أخرى.
وأكد المتحدث الرسمي لمجموعة تكنوقراط مصر المهندس هشام الجعراني، أنه يجب الدفاع عن السيادة المصرية على كل أراضي مصر؛ وخاصة سيناء مفتاح بوابة مصر الشرقية، و"الطريق الاستراتيجي للحرب والتجارة"، كما ذكر المؤرخ المصري الراحل الدكتور جمال حمدان.
وأوضح في رسالة وجهها عبر "عربي21"، أن المجموعة المعارضة تؤكد على ضرورة "الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني في البقاء حيا، والحفاظ على حقوقه الإنسانية المشروعة في أرضه ووطنه".
وبين أن ورشة العمل، أوضحت أن "دورنا هنا ليس لمساندة أو تأييد النظام المصري الذي نختلف معه تماما، بل ونعارضه في كثير من الأحيان في أسلوب إدارته للبلاد، ولكن من مسؤوليتنا الوطنية تجاه بلدنا أمام هذا التحدي، فلقد اجتمعنا واتفقنا على أن ننحي اختلافنا مع النظام حاليا على أن تتحد جهودنا لنساند المفاوض المصري الذي يذهب لملاقاة الرئيس الأمريكي المتعجرف باسم مصر، ونذكره بأن شعب مصر بتاريخه وجغرافيته وبما يملكه أبناؤه من قدرات وإمكانيات يحملونك مسؤوليه التصدي لأي محاولة تعدي على سيادة مصر على أي شبر في أرضها أو على سيادة قرارها السياسي".
وكشف الجعراني، عن وصول ورشة العمل لعدة نتائج وأوراق مهمة يجب على المفاوض المصري أن يستغلها ويستخدمها قبل لقائه مع ترامب، المقرر بعد أيام، وهي كالتالي:
يتوقف الرئيس المصري في طريقه إلى أمريكا في عدة بلدان عربية مثل السعودية والكويت والأردن ولبنان؛ ولو أمكن تركيا لخلق جبهة رفض إقليمي علني لفكرة تهجير الفلسطينين.
يشارك بالوفد المرافق للرئيس مطورون عقاريون محترمون معهم خططا واضحة المعالم والتوقيت وقابلة للتنفيذ فورا لإعادة إعمار غزة على أن يتم البدء ببناء المستشفيات والمدارس.
يعلن الجيش المصري عن بداية تجهيز مراكز إيواء سهلة الفك والتركيب داخل القطاع، وبناء مراكز طبية متنقلة داخل القطاع، ومن الممكن طلب مساندة دولية لهذا الغرض.
خلق رأي عام شعبي حقيقي سواء في الجامعات أو دور العبادة يعلن رفضه المساس بحق أهل غزة في وطنهم.
الاتصال بالحوثيين في اليمن والاتفاق معهم على التعهد بتأمين البحر الأحمر في حالة الوصول لاتفاق.
وبحسب المتحدث باسم تكنوقراط مصر وجهت الورشة عدة رسائل أخرى للرئيس المصري، قائلة له: "أنت رئيس أكبر وأقوي دولة في الشرق الأوسط، ولذا عليك أن تتفاوض من مركز القوة".
وأضافت: "خلفك ويساعدك 100 مليون مواطن كرامتهم وكبريائهم أهم لديهم من رغيف الخبز".
وتابعت: "أي تهديد بقطع المعونة الأمريكية مرفوض تماما، فالمعونة ليست هبة منهم، بل إن بنود اتفاقية السلام تشمل المعونة وبدونها تعتبر الاتفاقية كأن لم تكن وتلغى تماما".
وأشارت إلى أن "قناة السويس يجب الحفاظ على سيادتها، والمطالبة بأن تعود مياه البحر الأحمر هادئة لعودة التجارة العالمية".
ولفتت إلى أن "أمريكا تشارك ماليا في صندوق إعادة إعمار غزة مع الدول الغنية الأخرى بمقدار مناسب لما قدمته من أسلحة دمار لإسرائيل".
وخاطبت المجموعة السيسي، قائلة له: "عليك أن تتذكر أن ترامب، رجل الصوت العالي مرتبك داخليا، والانتقام من معارضيه داخل أمريكا يسيطر عليه، ويريد أي شو إعلامي خارجي لإلهاء المواطن الأمريكي".
وأوضحت أن "ترامب هدد بالاستيلاء على قناة بنما، وضم كندا، وهدد المكسيك، ولم يفعل شيئا، وانتهى الأمر إلى أنه وافق فقط على إعفاء السفن الأمريكية من رسوم قناة بنما، وأجل فرض الجمارك على كندا والمكسيك لمدة 90 يوم".