بعض الألم.. هل يدفع المواطن الأمريكي ثمن سياسات ترامب التجارية؟
تاريخ النشر: 13th, February 2025 GMT
في ظل استعداد عشرات الملايين من الأمريكيين لمتابعة مباراة السوبر بول هذا الأسبوع، أجرى الرئيس دونالد ترامب مقابلة تقليدية تسبق الحدث الرياضي السنوي.
خلال حملته الانتخابية، تعهّد ترامب بخفض الأسعار بسرعة، مستهدفًا معالجة أزمة غلاء المعيشة التي أرّقت البلاد لسنوات نتيجة التضخم المرتفع. لكن عندما سأله مذيع قناة "فوكس نيوز" عن موعد شعور الأسر الأمريكية بتأثير سياساته، تهرّب من الإجابة.
قال ترامب: "أعتقد أننا سنصبح دولة غنية – انظروا، نحن لسنا أغنياء في الوقت الحالي"، قبل أن يحوّل الحديث إلى الدين الوطني الأمريكي والعجز التجاري مع الدول الأخرى.
غير أن البيانات الاقتصادية الصادرة يوم الأربعاء أكدت أن السيطرة على التضخم ليست بالمهمة السهلة، إذ سجلت الأسعار ارتفاعًا بدلاً من الانخفاض، مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض الشهر الماضي.
يبدو أن إحجام الرئيس عن التعليق على هذه القضية هو إقرار ضمني بحدود سلطته في التحكم بالتضخم. فخلف الأسعار التي يواجهها الأمريكيون عند شراء الوقود أو المواد الغذائية، توجد عوامل اقتصادية معقدة تتجاوز قدرة أي رئيس على التحكم المباشر بها.
الخطابات القوية لا تغيّر الواقع الاقتصادي، كما أن تنفيذ الوعود الانتخابية أصعب بكثير من الترويج لها خلال الحملات. وقد أدرك ترامب هذه الحقيقة خلال ولايته الأولى.
إلى جانب ذلك، ثمة مخاطر أخرى تلوح في الأفق. فبينما يقرّ ترامب بأن خفض التضخم مهمة صعبة، حذر خبراء اقتصاديون من أن استراتيجيته الاقتصادية قد تؤدي إلى تفاقم المشكلة بدلاً من حلها.
فرض رسوم جمركية مرتفعة على الواردات الأجنبية قد يحقق عائدات تقدر بـ "تريليونات" من الدولارات، وفقاً لترامب، كما قد يجبر الدول الأخرى على الرضوخ لمطالبه. لكن هذا القرار، وفقاً لتحذيرات الشركات الأمريكية، سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار بالنسبة للمستهلكين في مختلف أنحاء البلاد.
أعربت شركات كبرى في الولايات المتحدة عن قلقها، حيث حذر الرئيس التنفيذي لشركة "فورد موتور" من أن الرسوم المقررة على كندا والمكسيك قد تتسبب في "كارثة" لصناعة السيارات الأمريكية. كما أثيرت مخاوف حول تأثير هذه السياسات على أزمة الإسكان.
وقبل أن يتراجع ترامب عن فرض رسوم جمركية على كندا والمكسيك هذا الشهر ويؤجلها إلى مارس، أقرّ بأن هذه الإجراءات قد تسبب "بعض الألم" للأمريكيين.
وفي رد فعل سريع على تقرير التضخم الأخير، نشر ترامب على منصاته الرقمية: "التضخم الذي تسبب فيه بايدن يرتفع!"، لكن إذا استمرت الأسعار في الارتفاع، فلن يتمكن من إلقاء اللوم على سلفه لفترة طويلة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ترامب التجارية المواطن الأمريكي المزيد
إقرأ أيضاً:
«مصطفى بكري»: ترامب يريد إشعال حرب بالشرق الأوسط.. ولو عاوز يعدي من قناة السويس يدفع
انتقد الإعلامي مصطفى بكري، تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن قناة السويس، معتبرًا أنها تمثل محاولة لوضع اليد على أهم الممرات المائية في العالم، مشيرًا إلى أن ترامب لا يكل ولا يمل عن إثارة الأزمات، وكأن ولايته الثانية لا يجب أن تمر بسلام.
وقال مصطفى بكري في تصريحات له ببرنامج «حقائق وأسرار» المذاع على قناة «صدى البلد»، إن ترامب طالب بمرور السفن الأمريكية العسكرية والتجارية عبر قناتي السويس وبنما دون دفع رسوم، متذرعًا بدور أمريكي مزعوم في إنشائهما، مؤكدًا أن هذا الادعاء باطل تمامًا، وأن قناة السويس تم حفرها بأيادٍ مصرية خالصة منذ عام 1859، ودفع آلاف المصريين أرواحهم ثمنًا لإنشائها، دون أن يكون لأمريكا أي فضل في ذلك.
وأضاف مصطفى بكري، أن «تصريحات ترامب الأخيرة ليست مجرد تجاوز سياسي، بل محاولة مكشوفة لفرض وصاية عسكرية على الممرات المائية الدولية تحت مزاعم تأمين التجارة العالمية، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تنتهج بالفعل هذا الأسلوب في البحر الأحمر من خلال نشر حاملات الطائرات بدعوى مواجهة الحوثيين».
وتابع مصطفى بكري أن، «صحيفة وول ستريت جورنال كشفت أن ترامب طالب، خلال اتصال مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، بمرور السفن الأمريكية مجانًا، وطلب دعمًا عسكريًا في عملياته ضد الحوثيين في اليمن، وهو ما قوبل برفض مصري واضح، حيث أكد الرئيس السيسي أن وقف إطلاق النار في غزة هو السبيل الأفضل لوقف التصعيد في المنطقة».
واختتم مصطفى بكري تصريحاته بالقول: «ترامب لا يخطط لاحتلال الممرات المائية بشكل مباشر، بل يسعى لفرض الهيمنة والوصاية بحجة حماية الملاحة، وهو ما يجب أن نرفضه جميعًا، وما يريده ترامب هو إشعال حرب في الشرق الأوسط لضمان الهيمنة الأمريكية في مواجهة إيران والصين، لكنه سيفشل كما فشل من قبله، وقناة السويس ستظل تحت السيادة المصرية دون مساومة، ولو عاوز تعدي ادفع زي باقي الدول».