بعد الأمطار والمنخفضات... هل انتهت أزمة المياه في لبنان؟
تاريخ النشر: 13th, February 2025 GMT
ضرب لبنان منخفض "أسيل" الذي جلب معه الأمطار والثلوج بعد فترة من الانقطاع، ويُتوقع أن تستمر المنخفضات الجوية حتى بعد انحسار هذا المنخفض. هذا الأمر أثار بعض الطمأنينة لدى اللبنانيين الذين كانوا قلقين من أزمة مياه كبيرة قد تضرب البلاد خلال فصل الصيف.
مع هذه المنخفضات، يطرح السؤال: هل تراجعت حدة أزمة المياه المتوقعة في لبنان؟
في هذا السياق، أوضح رئيس قسم التقديرات السطحية في مصلحة الأرصاد الجوية، محمد كنج، لـ "لبنان 24"، أن أزمة المياه في لبنان قد تراجعت قليلاً، لكنها لم تنتهِ بعد، ولا زلنا متأخرين عن المعدلات السنوية المعتادة.
وكشف عن الأرقام التي تم تسجيلها قبل المنخفضات وبعدها، موضحًا أن معدل الأمطار في بيروت كان 260 ملمترا قبل عودة المنخفضات الجوية، أما اليوم فقد أصبح 318 ملمترا. وفي طرابلس، كان المعدل 250 ملمترا، أما الآن فقد سجل 396 ملم. وفي زحلة، كان المعدل 160 ملم، ملمترا أصبح 210 ملمتر. ورغم هذه التحسنات، أشار كنج إلى أن المعدلات ما زالت أقل بنسبة تتراوح بين 50% إلى 60% عن المعدلات المعتادة.
واعتبر كنج أن الشيء الإيجابي في هذه الفترة هو تساقط الثلوج، مما يساهم في التخفيف من حدة الأزمة.
أضاف: "بالتالي، تراجعت أزمة المياه بنسبة 30% فقط، حيث لا تزال نسبة الأمطار أقل من 50% مقارنة بالعام الماضي." المصدر: "رصد" لبنان 24
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: أزمة المیاه
إقرأ أيضاً:
فورين بوليسي: الحرب القديمة بغزة انتهت وبدأت حرب جديدة
ورد في مقال نشرته مجلة فورين بوليسي الأميركية أن الحرب القديمة انتهت في غزة وبدأت حرب جديدة بتكتيكات إسرائيلية جديدة، كما تغيرت أهداف هذه الحرب.
وقال الكاتب الإسرائيلي ديفيد إي روزنبرغ في المقال إن الحرب الإسرائيلية في غزة شهدت تحوّلا جذريا في التكتيكات والأهداف منذ استئناف العمليات العسكرية في مارس/آذار الماضي، بعد انهيار الهدنة التي تم التوصل إليها في يناير/كانون الثاني.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تي آر تي وورلد: قانون الوقف الجديد بالهند يهدد استقلالية المسلمينlist 2 of 2كاتب إسباني: تفاصيل خطة إسرائيل لإخلاء رفح وعزل غزة بالكاملend of listوأوضح أن المرحلة الأولى من الحرب، التي بدأت عقب السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، كانت تستند إلى أهداف عسكرية واضحة مثل استعادة الردع، والقضاء على مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وإنقاذ الرهائن، أما الحرب الثانية فتحمل طابعا مختلفا، سواء في أساليب القتال أو في النوايا السياسية الكامنة خلفها.
الأولى طابعها انتقامي
والحرب الأولى، يقول روزنبرغ، اتسمت في البداية بطابع انتقامي وشعبي واسع، إذ توحدت مختلف الأطياف السياسية الإسرائيلية خلف الحكومة، وتم تجنيد جنود الاحتياط على نطاق واسع. ومع مرور الوقت، وتراجع الأمل في تحرير الأسرى من خلال الضغط العسكري، بدأ الدعم الشعبي في التآكل، خاصة في ظل الخسائر الإنسانية والمادية وتدهور الوضع الاقتصادي.
إعلانلكن استئناف الحرب في مارس/آذار جاء وسط تحولات واضحة. فرئيس الأركان الجديد، إيال زامير، يختلف عن سلفه هرتسي هليفي في الإستراتيجية. إذ يسعى زامير إلى احتلال مناطق واسعة من القطاع لفترات طويلة، مع تركيز على التحكم في توزيع المساعدات الإنسانية لعزل حماس عن السكان، وإقامة "جيوب إنسانية" لتجميع المدنيين. وهذه السياسة تنمّ عن تحوّل من عمليات خاطفة إلى احتلال ميداني طويل الأمد، وهو ما لم يكن قائما في المرحلة الأولى.
أهداف سياسية وأيديولوجيةأما على صعيد الأهداف، فقد تغيرت من أهداف عسكرية قابلة للقياس إلى طموحات سياسية وأيديولوجية تتبناها قوى أقصى اليمين في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وعلى رأسها فكرة إعادة استيطان غزة بمستوطنين يهود. فالحكومة الإسرائيلية أنشأت مكتبا لتسهيل "الهجرة الطوعية" للفلسطينيين من غزة إلى دول ثالثة، وصرّح وزير المالية بتسلئيل سموتريتش بأن الهدف هو تفريغ القطاع خلال عام. وهذا التوجه يحظى بموافقة ضمنية من نتنياهو، الذي يبدو أنه يراهن على استمرار الحرب كوسيلة لحفظ تماسك ائتلافه الحكومي والبقاء السياسي
كذلك ظهر التحول في أهداف الحرب في تصريح لنتنياهو بأن "المفاوضات ستُجرى تحت النار"، وفي ردوده الغامضة على أسئلة الوزراء بشأن مستقبل غزة، مما يعكس غياب رؤية سياسية واضحة لما بعد الحرب، في مقابل تمكين قوى اليمين من فرض أجندتها.
زامير يمهد الطريق
ورغم أن زامير لا يتبنى بالضرورة الخطاب الديني لليمين، فإن تكتيكاته العسكرية تهيئ الأرض لتنفيذ مخططات الاستيطان، خصوصا في ظل تدهور الظروف المعيشية داخل القطاع، مما قد يدفع أعدادا متزايدة من الفلسطينيين إلى مغادرته.
عموما، إن الحرب الثانية في غزة لا تمثل استمرارا للأولى بقدر ما تشكل مرحلة جديدة تماما، وتختلف في التكتيك من عمليات سريعة إلى احتلال متدرج، وفي الأهداف من ضرب حماس إلى إعادة تشكيل مستقبل القطاع ديمغرافيا وسياسيا بما يتماشى مع طموحات أقصى اليمين الإسرائيلي.
إعلان