حفتر يعين نجله في منصب مدني بقواته العسكرية.. هل يسير على خطى القذافي؟
تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT
طرحت خطوة قيام قائد "القيادة العامة" في ليبيا، خليفة حفتر بتعيين أحد أبنائه في منصب مدني داخل قواته العسكرية بعض التساؤلات عن أهداف الخطوة ورسالتها وتداعياتها، وما إذا كان حفتر يخشى صراع الأبناء بعد رحيله.
وقام حفتر بتعيين نجله، الصديق في منصب مدير مكتب الشؤون الاجتماعية بالقيادة العامة (قوات حفتر)، وكذلك إصداره قرارا رسميا بتكليفه بمهام الهيئة الوطنية لمشايخ وأعيان ليبيا ولجان المصالحة الوطنية، بالإضافة إلى اللجنة التنسيقية لحراك لم الشمل وتوحيد الصف الوطني، وفق قرار رسمي.
"ترقيات عسكرية متسارعة"
وقام حفتر سابقا بإصدار قرارات متسارعة لترقية نجليه في القوات المسلحة "صدام وخالد حفتر" حتى وصلا إلى رتبة "فريق أول" ثم كلف الأول برئاسة أركان القوات البرية والثاني برئاسة أركان الوحدات الأمنية ما يعني سيطرة تامة على الجيش في شرق البلاد.
وجاءت هذه الترقيات بالمخالفة للقانون العسكري الليبي الذي تتطلب فيه رتبة "فريق أول" أكثر من 12 عاما داخل القوات المسلحة بالإضافة إلى تحقيق إنجازات عسكرية والمشاركة في حروب قوية والحصول على مناصب عسكرية تراتبية، لكن حفتر تجاوز كل هذا وقام بترقية أبنائه إلى هذه الرتبة العسكرية الرفيعة".
"ظهور أبناء جدد"
ولوحظ مؤخرا ظهور اثنين من أبناء حفتر لم يسبق لهما الظهور إعلاميا، الأول يدعى "عدي حفتر" ويعمل رئيسا لمنظمة مجتمع مدني تدعى "رؤية" وكان مقيما في أمريكا، وقام بالتوقيع على اتفاقية كبرى بين مؤسسته وجامعة بنغازي للقيام بدورات تدريبية وتطوير، ما أثار تساؤلات عن سر عودته واستقراره في شرق البلاد.
أما الابن الثاني فيدعى "عبد الهادي حفتر" ويحمل رتبة "عقيد" ويعيش في دولة الإمارات منذ سنوات، لكنه ظهر مؤخرا في إحدى الفعاليات التي تنظمها قوات حفتر شرق البلاد، ما يثير تكهنات عن تقلده منصبا جديدا في قوات القيادة العامة هناك.
كما يترأس "بلقاسم خليفة حفتر" منصب مدير عام صندوق تنمية وإعمار ليبيا، وهي منظمة سيادية لها ميزانية مستقلة وتسيطر على جميع الاستثمارات ومشروعات الإعمار في وسط وشرق ليبيا.
وبالنظر لتوزيع الأدوار بين أبناء حفتر نجد أنه أحكم قبضته على ثلاث ملفات هامة في البلاد، وهي المؤسسة العسكرية، الاقتصاد، البعد القبلي والاجتماعي عبر ملف المصالحة الوطنية ومنح رئاسة كل هذه المؤسسات لأبنائه.
فهل يخشى حفتر صراع الأبناء بعد رحيله أو الإطاحة به؟
"تحركات صحيحة قانونيا"
من جهته، قال الصحفي من الشرق الليبي، محمد الصريط إنه "من الناحية القانونية والمؤسساتية لا توجد عوائق في هذه التعيينات، كونهم مواطنون ليبيون وتحصلوا على مناصب، وتطبيقا للقول:
"الأقربون أولى بالمعروف"، لكن من الناحية السياسية والمناكفات تؤخذ حجة ضده، ومن المفترض أن يكون لدي حفتر ومستشاريه وعي بهذه النقطة".
وأشار في تصريحات لـ"عربي21" إلى أن "حفتر يضع جميع أبنائه في مناصب سياسية وعسكرية واجتماعية، فهذه مادة خصبة لخصومه إعلاميًا للتراشق، ولخصومه السياسيين في الغرب والشرق، لاستخدامها في يوم من الأيام، ومنهم من يستخدمها الآن في الغرب الليبي، لكن أصبحت الأمور شبه واضحة بأن هناك مشروع حكم واضح، قد يصفه البعض بأنه مشروع "حكم العائلة".
وأضاف: "لا أعتقد أن هناك خلافات بين الأبناء كما يتردد، لكن هو توزيع مهام بالدرجة الأولى على الأبناء، وحسب رؤية الشخص الذي كلفهم، والمجتمع الليبي خاصة في شرق البلاد هو مجتمع قبلي بامتياز، ودائما الشخص الذي لديه سلطة ونفوذ يعتمد على الأقارب"، وفق رايه.
وتابع: "وبالنسبة لحفتر فهو يعتمد على أقرب المقربين وهم الأبناء، وبالتالي سيضعهم في الدائرة القريبة جدًا من النفوذ، وبالتالي هذا أمر واضح جدًا ينصب في تثبيت مصلحة أركان مشروع معين، هذا المشروع يعتمد على الأبناء والأقارب بالدرجة الأولى، وهذا عرف جرى عند المجتمعات القبلية"، كما صرح.
"نقل السلطة سلميا"
في حين قال الأكاديمي الليبي، عاطف الأطرش إن "تكليف المشير خليفة حفتر لأبنائه بمناصب عسكرية ومدنية بارزة في هذا التوقيت يثير العديد من التساؤلات حول دوافعه وتداعياته المحتملة بعدما مكن أبنائه من الجيش والاقتصاد، لذلك فإن هذه التحركات قد تشير إلى نية حفتر في إعداد أبنائه لتولي مناصب قيادية مستقبلية".
وأكد في تصريحه لـ"عربي21" أنه "أيضا قد تكون الخطوة تمهيدا لنقل السلطة داخل العائلة سلميا، وهذا التوجه بطبيعة الحال يذكرنا بتجارب سابقة في المنطقة، حيث سعى بعض الزعماء إلى تمكين أبنائهم من مناصب عليا لضمان استمرار نفوذهم، وليبيا ليست استثناء من ذلك بالطبع!!"، حسب كلامه.
"حكم العائلة"
المحلل السياسي الليبي، موسى تيهو قال من جانبه إن "تعيين الأقارب واحدة من أكثر علامات الاستبداد شيوعا حيث يتم تنصيبهم على كل شيء على حساب الكفاءة والتعددية وهذه عقلية كلاسيكية متخلفة تحاول إظهار أبناء الحاكم كما لو أنهم فقط هم الأكفء والأكثر وطنية".
وأوضح أنه "في حالة حفتر فإن الأمر هو جزء أساسي من محاولة تركيز الحكم في يده وتوريثه حيث بات الأبناء هم من يتصرف في كل شيء وهذا يعكس تخوف العائلة من فقدان سطوتها بمجرد وفاة الأب (حفتر)، بحسب تصريحه لـ"عربي21".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية ليبيا صراع التعيينات ليبيا تعيين صراع المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة شرق البلاد
إقرأ أيضاً:
الاتحاد التونسي يعين الطرابلسي مدربا للمنتخب ويعتمد الفار
أعلن الاتحاد التونسي لكرة القدم اليوم الاثنين تعيين سامي الطرابلسي مدربا للمنتخب الأول على أن يعاونه حمادي الدو ومحمد الساحلي.
وقال الاتحاد في بيان عبر صفحته على فيسبوك "قرر المكتب الجامعي في جلسته المنعقدة اليوم… تعيين السيد سامي الطرابلسي ناخبا وطنيا وقد اتفق بصورة نهائية مع السيد حمادي الدو ليكون في خطة مدرب وطني، كما سيلتقي مع السيد محمد الساحلي عند عودته إلى أرض الوطن بعد غد الأربعاء في خصوص خطة مدرب وطني أيضا".
وأوضح الاتحاد أن الطرابلسي اختار أيمن الجديدي ووسيم معلى للتطوير والإعداد البدني وهشام الجزيري مدربا للحراس وحلمي الكشو ووليد بن تمنصورت للتحليل الفني.
وأضاف أنه سيجرى الإعلان عن التشكيلة الكاملة للجهاز الفني للمنتخب خلال مؤتمر صحفي سيعقده الطرابلسي رفقة المدير الرياضي زياد الجزيري يوم الجمعة المقبل.
وتأهلت تونس إلى كأس الأمم الأفريقية التي ستقام في ديسمبر/كانون الأول في المغرب.
وقاد قيس اليعقوبي منتخب تونس بصفة مؤقتة، إذ حل مكان المدرب المخضرم فوزي البنزرتي في أكتوبر/تشرين الأول.
وتستعد تونس لمواجهة ليبيريا ومالاوي في الشهر المقبل ضمن التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026.
وسبق للطرابلسي تدريب منتخب تونس بين يناير/كانون الثاني 2011 وفبراير/شباط 2013.
إعلانوقاد الطرابلسي تونس للتتويج ببطولة أفريقيا للمحليين عام 2011 والمشاركة في نهائيات كأس أمم أفريقيا في 2012 و2013، قبل أن يرحل عن منصبه في 2013.
وتولى الطرابلسي، الذي يحظى بشعبية كبيرة في تونس، تدريب السيلية القطري نحو 10 أعوام وقاده للعديد من الألقاب.
واعتبر الطرابلسي في تصريحات إعلامية أن توليه تدريب المنتخب يمثل شرفا كبيرا له، مشيرا إلى أنه لم يفرض أي شروط مالية.
اعتماد تقنية الـ"فار"من ناحية أخرى، أعلن الاتحاد عن مجموعة من القرارات من بينها اعتماد تقنية الفيديو المساعد "فار" في مباراة كأس السوبر التونسية المقررة في 16 فبراير/شباط بين الترجي والملعب التونسي.
كذلك قرر الاتحاد تطبيق تقنية الفيديو بداية من الجولة الخامسة من مرحلة الإياب في كل ملاعب الدوري التونسي الممتاز.
كذلك تقرر تكليف الإدارة الوطنية للتحكيم بإعداد مشروع للنظام الأساسي للتحكيم وعرضه على الاتحاد للدراسة والمصادقة، ومنح الإذن للإدارة الوطنية للتحكيم باستقدام حكام أجانب لإدارة المباريات كلما رأت ذلك صالحا.