هل الإسلام في صدام مع الحداثة؟ ولماذا يرفضها بعض مفكرينا؟
تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT
وطرح برنامج "موازين" في حلقته بتاريخ (2025/2/12) أسئلة تتمحور بشأن ما إذا كان الإسلام في صدام مع الحداثة، ومدى قدرة الإسلام على تقبّل الحداثة في صورتها الغربية ومواءمتها مع قيم الإسلام.
وتساءلت الحلقة عن إمكانية نهوض المسلمين بعيدا عن مسار التحديث الغربي وقيمه، إلى جانب مستقبل مشاريع أسلمة الحداثة وتحديث الإسلام.
وتاريخيا، تباينت المواقف الإسلامية من الحداثة الغربية بين 3 مواقف، فالأول موقف رافض للحداثة باعتبارها منتجا غربيا لا يمكن للمسلمين الأخذ به وتبنيه، مقابل تيار سمي تيار التغريب، والذي تبنى الحداثة الغربية بكل ما فيها وسعى إلى تطبيقها بحذافيرها.
وبين هذا وذاك ظهر تيار الحداثة الإسلامية الذي عمل منظروه على نقد الحداثة الغربية من جانب والاحتفاء بها من جوانب أخرى، واقتراح مشاريع بديلة للنهضة.
الحداثة بين الغرب والإسلامويؤكد أستاذ الأديان والحضارة في جامعة قطر بدران بن الحسن أن الحداثة من أعقد الموضوعات وأكثرها إثارة للجدل، وتعبر عن مسيرة المجتمعات الغربية وتغطي مختلف جوانب الحياة.
وأكد ابن الحسن لـ"موازين" أن الحداثة في مجتمعاتنا هي نوع من المحاكاة الغربية، مما يؤدي إلى مزيد من التعقيد في هذا المجال، مشيرا إلى أنها نوع من القطيعة مع مرحلة سابقة وإنشاء رؤية جديدة تشمل تصوراتنا للإنسان ووظيفته ومكان الدين ودور العلم وغيرها.
إعلانووفق ابن الحسن، فإن الحداثة هي نص مفتوح قابل للتأويل حتى بين الفلاسفة الغربيين، في حين تعتبر عربيا وإسلاميا مستوردة وجاءت مع صدمة الاستعمار الحديث والتحولات التي حدثت بالعالم الإسلامي بناء على ضغوطات الغرب.
وتطرّق أستاذ الأديان والحضارة في جامعة قطر إلى الفرق بين مفهومي الحداثة وما بعد الحداثة وأسباب نشأتها، وقال إن ظهورها جاء بعيدا عن الدين المسيحي، لكنه استدرك بالقول إنها اختزلت الإنسان في بعد مادي ولم تأخذ البعد المعنوي.
وشدد على ضرورة التساؤل في المجتمعات العربية والإسلامية عما إذا كنا ملزمين بتوطين الحداثة وجعلها منسجمة مع ثقافتنا، أم نحن بحاجة إلى خلق حداثة خاصة بنا تستجيب لمشاكلنا المعرفية والمنهجية السلوكية.
أسباب رفض الحداثةوبشأن أسباب رفض نسبة وازنة من المفكرين العرب مشروع الحداثة الغربي، يرى عباس شريفة -وهو باحث في مركز مشارق ومغارب للدراسات -أن البعض لا يرى في الحداثة مجرد ثقافة، بل هي نموذج يفسر الكون تفسيرا ماديا لا يعترف بالجانب الروحي لجوهر الإنسان وتطلعاته الوجدانية وأسئلته الوجودية.
وحسب شريفة، فإن بعض المفكرين ينظرون إلى الحداثة على أنها فلسفة مادية بحتة تمهد للإلحاد وتصور الدين تصورا علمانيا، إضافة إلى أن كثيرا من علماء المسلمين يرون أن أفكار الحداثة جاءت في سياق تاريخي عندما كانت البلاد العربية تتعرض لاحتلال واستعمار غربي.
وهناك من يرى أنه توجد في تراثنا وأصالتنا وجذورنا "حلول لمشاكلنا السياسية والاجتماعية والثقافية من دون الاستيراد من الآخر"، وفق شريفة.
تحديث الإسلامبدوره، يؤكد لؤي صافي أستاذ السياسة والفكر الإسلامي في جامعة حمد بن خليفة أن هناك تعارضا حقيقيا قائما بين الإسلام والحداثة ولكنه ليس تعارضا كاملا، مشيرا إلى أنها علاقة جدلية بسبب تعارض بعض قيم الحداثة مع الإسلام.
ووفق صافي، فإن الاستعمار الغربي في العالم العربي هو المشكلة الأساسية في ظل وجود تناقض بين الثقافة الإسلامية والقيم الغربية، متبنيا الرأي القائم على ضرورة بناء الحداثة على قيمنا العربية والإسلامية بشكل خاص.
إعلانوفي رده على المطالبة بـ"تحديث الإسلام"، أكد صافي أن هذا الطرح ينم عن جهل "فالحداثة بمعناها الحقيقي تعني بناء المجتمع"، وبالتالي فإن الإسلام هو أساس التغيير الحضاري الحقيقي "ولذلك يجب أن يبدأ المجتمع العربي والإسلامي من هنا".
12/2/2025المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
اليد اليمنى في الدين والثقافة..
د.عبدالرحمن الشقير
لليد اليمنى رمزية كبيرة في الدين والعقيدة والشريعة، بل في كثير من الأديان وثقافات شعوب العالم؛ حيث كانت تعبيرًا عن الطهارة والقوة والمكانة الاجتماعية، وانعكست بشكل كبير على الممارسات اليومية وترسخت في الذاكرة الشعبية، ولكن استطاعت التقنية مثل لوحة المفاتيح والعولمة مثل قواعد السلوك وآداب المائدة أن تغير بعض العادات والقيم لصالح اليد اليسرى.
وتحليل أنثروبولوجيا اليد اليمنى مهم ويكشف البعد الخفي وراء كثير من السلوك اليومي ويطرح تساؤلات حول علاقتنا بالتراث الديني والثقافي في العصر الرقمي؛ وهو مهم لأنه يجمع بين الشريعة والثقافة والتاريخ؛ ولأن الدراسات حولها نادرة رغم رسوخها العميق في الذاكرة الشعبية والعادات، كما أن تأثير العولمة وآداب المائدة العصرية واستخدام التقنية وبصمة اليد والكتابة الرقمية على لوحات المفاتيح وتحليل السكر في الدم بالوخز، غيرت كثير من العادات ومنحت وظائف كثيرة لليد اليسرى مع تراجع اليد اليمنى.
وتؤكد الدراسات الأنثروبولوجية على أن أفضلية اليد اليمنى ظاهرة ثقافية أكثر مما هي بيولوجية أو وراثية، وخاصة ارتباط استخدامها بالتطور البشري منذ آلاف السنين، ولكن إلى أي مدى أسهمت العولمة والعصر الرقمي في خفض الأهمية الثقافية والدينية لليد اليمنى وتفعيل اليد اليسرى؟
لقد هيمن استخدام اليد اليمنى وتفضيلها حتى نشأ اعتقاد شعبي يقصي اليد اليسرى، ومن يستخدم يسراه في الكتابة والرياضة يلقب “عسيم”، والأعسم هو الأيسر، وتسمى “الشمال” كمرادفة لليمين.
قلة من علماء الأنثروبولوجيا من لفت انتباههم أفضلية اليد اليمنى في ثقافات الشعوب، ومن أبرز من كتب روبرت هيرتز في مقالة “سيادة اليد اليمنى: دراسة في القطبية الدينية” (1909)، وأكد على أن المفاضلة بين اليد اليمنى واليسرى ليست بيولوجية، وإنما دينية وثقافية قديمة، وأن اليمنى مرتبطة بقيم النظافة والطهارة والقوة، بينما ترتبط اليد اليسرى بالنجاسة والضعف، ويؤكد على أن أكثر الثقافات طورت نوعًا من التفضيل لليد اليمنى، مما يدل على وجود أساس رمزي عميق يتجاوز وظيفة الجسد.
وكتاب “رمزية اليد: اليمنى واليسرى في المجتمعات التقليدية” (1983) لأندريه لوروا- غوران، دراسة أنثروبولوجية حول المعاني الرمزية لليدين، ودورهما في تشكيل السلوك والتطور البشري، ويرى أن تفضيل اليمنى كان نتاج عملية ثقافية متراكمة، وأن التفضيل ليس بيولوجيا مرتبطا بين نصفي الدماغ، وإنما عملية رمزية لتنظيم المجتمعات للسلطة والطقوس والأدوار الاجتماعية.
وكتب بيير برتراند “رمزية اليمين واليسار في العصور الوسطى وأوائل العصر الحديث: دراسة الأنثروبولوجيا الاجتماعية والأيقونات” (أطروحة دكتوراه بجامعة باريس الأولى 1998).
وكتاب “الرجل غير المتكافئ” (2003) غي أزيمار، خصص فصلا عن استخدام اليد اليمنى في عصور ما قبل التاريخ، وباقي الفصول مقارنات بين اليدين اليمنى واليسرى ومشاهيرهم.
وتجمع هذه المصادر على العامل الثقافي وعلاقته بالسلطة أكثر من العامل البيولوجي والوراثي، رغم وجود دراسات في علم الأعصاب تؤكد على ارتباط اليد اليمنى بوظائف الدماغ.
وسوف نحلل في هذه المقالة مكانة اليد اليمنى واستخداماتها في الذاكرة الشعبية والمعاني المرفقة بها، بالاستناد إلى النصوص الدينية والموروث الشعبي غير المادي وأدبيات الأنثروبولوجيا.
اليد اليمنى: التطور البشري والأنثروبولوجيا
إذا كان الإنسان الأول يعيش حياة بدائية ولا يعرف استخدام جسده، فإن جزءا كبيرا من التطور كان في ميكانيكا اليد اليمنى، وأصبح قادرًا على توظيف قبضة يده وتحريك أصابعه بطريقة سهلت جودة حياته.
وقد أكدت الأدوات الحجرية في العصور الحجرية أنها مشذبة الأطراف لتكون مناسبة لاستخدام اليد اليمنى. ووجدت نقوش صخرية قديمة في القويعية والشعراء وحائل لثموديين يستخدمون أيديهم اليمنى للتلويح بها أو الرقص، بينما كانت اليد اليسرى مسترخية .
وفي قوله تعالى: “وما تلك بيمينك يا موسى” ذكر موسى مجموعة وظائف يؤديها بيمينه، مما يؤكد على أن التطور البشري اكتشف بالفطرة ديناميكية اليد اليمنى مقارنة باليسرى.
اليد اليمنى في الشريعة: القوة والطهارة:
أعطى الإسلام أفضلية صريحة لليمين، ومنحها الدور المركزي في القداسة والقوة والطهارة.
من صفات الله تعالى أن كلتا يديه يمين، وهو تعبير عن الكمال المطلق والتنزه عن النقص، مما يؤكد على قداسة اليمين ورمزيتها.
وترتبط اليمين بالقوة المطلقة “والسماوات مطويات بيمينه”، وتدل أيضًا على السيطرة الإلهية والقدرة الكاملة.
وجعل القرآن ثنائية الخير والشر برمزية اليمين والشمال “وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين” وهم رمز إلى الجنة والنجاة، وعبر عن الحزم الإلهي باليمين “لأخذنا منه باليمين”.
بينما عبر عن تحقير الشمال بقوله: “وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال” وهم رمز إلى العذاب والهلاك. وفي العبارات الشعبية يوصف الشخص بأنه “صفر على الشمال” بمعنى لا قيمة له.
وفي الحديث النبوي: “إذا أكل أحدكم فيأكل بيمينه، وإذا شرب فليشرب بيمينه، فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله” (رواه مسلم). وكان النبي صلى الله عليه وسلم يلبس الخاتم في يمينه.
وهذه الآيات والأحاديث تعزز المفهوم الأنثروبولوجي لاستخدام اليمين في الطقوس الدينية والممارسات الاجتماعية الإيجابية.
وتكثيف المعاني حول اليمين يؤكد على أبعاد تنظيمية للجسد ومنحه معاني روحانية، وتعتبر الجارية في السابق “ملك اليمين” ولها أحكام فقهية.
وهذه التقاليد الراسخة تتعرض للتغير الخفي، ولا يوجد من تنبه لها ودعا إلى مقاومة إقصاء اليد اليمنى ببدائل عصرية.
اليمين إذا أخلت بواجباتها، سمي “القسم بالله” يمين لقداسته، والذي يقسم يرفع يده اليمنى غالبًا، ويعتبر من الناحية القانونية رمز الصدق والأمانة. وسمي القسم بالله تعالى كذبًا عن قصد “اليمين الغموس” باعتبارها جريمة أخلاقية أفقدتها قدسيتها؛ لأنها تغمس صاحبها في النار، ولا يجبرها استغفار ولا كفارة يمين، بل توبة.
ومنحت “اليمين” قدسية في المحاكم والقانون باعتبارها رمزا للثقة، وهي القيمة التي لا ينبغي أن تختل في التعاملات، وكان تقدير إصابة “شجاج” اليد اليمنى أكثر من اليسرى، لدورها العملي في الحياة اليومية.
تقطع اليمين وإن كانت السرقة باليسار؛ وذلك لأن اليد اليمنى فقدت شرعيتها، باعتبارها عنصرا اجتماعيا مرتبطا بوظيفة دينية. ويعتبر قطع اليمين أداة للنفي الاجتماعي، لأن اليمنى هي المحرك الرئيس للتفاعل كالسلام والأكل وأداء الواجبات باليمنى، ثم يضطر لاستخدام اليد اليسرى المنبوذة، مما يزيد التصاق الوصم بالسارق.
اليد اليمنى في الثقافة الشعبية:
رسخت تعاليم الإسلام تفضيلات التيامن في كل شيء، وخاصة في استخدام اليد أو القدم اليمنى، أو الجهة اليمنى، ففي الطعام كانت التعاليم الدينية والثقافية صارمة في الأكل والشرب باليمنى. والدخول للمساجد بالقدم اليمنى، وأفضلية الخروج من الحمام باليمنى.
وتبدأ الصلاة بوضع كف اليد اليمنى فوق اليسرى، ويؤشر المصلي بسبابته اليمنى عند التشهد، ويعلن انتهاؤها بالسلام من جهة اليمين، وفي اللبس يفضل البدء بلبس الحذاء الأيمن، والكم الأيمن، والأخذ والعطاء باليمين.
وإذا سلم أحد على الجالسين فإنه يبدأ باليمين، وإذا وزعت القهوة والشاي يكون البدء من اليمين، وفي حالات خاصة يتجه لصدر المجلس للسلام على الضيف أو لمنحه أفضلية القهوة.
يقول صفي الدين الحلي
أدر الكؤوس على الشمال فلا تخفْ .. عُتبًا وكن في مزجهن أمينًا، ما يعني أن أفضلية اليمين مرعية حتى في مجالس الخمور.
والعادة أن يمسك القهوجي الدلة بيساره ويمد الفنجال بيمينه، وإذا مده بيساره فإن الضيف لا يأخذه، ولا يكاد يقع أحد في هذا الخطأ؛ لأن الإنسان يتعلمه منذ صغره.
ومن عادات المجتمع في الأجيال السابقة أن يوضع المركى أو المتكى على يسار الجالس، تكريمًا له حتى يتناول فنجال القهوة بيمينه بسهولة ولا يضطر لتعديل جلسته في كل مرة.
ومن آداب المجتمع الراسخة تبادل التحايا عن بعد بالتلويح باليد اليمنى، ومن يلوح بيسراه يتم تجاهله ولا يرد عليه، وتكاد تختفي هذه العادة الآن، بعد تقبل تبادل التحايا بأيٍ من اليدين دون حساسية.
واليد اليمنى رمز للعمل والثناء والعطاء، فيقال: “طويل ذراع” و”يمناه تستاهل الشحم” بمعنى يستحق أن يكرم بذبيحة. ويقال “سلمت يمينك” و”جعل يمناه ما تعطب” لمن قام بعمل جيد.
وقد تعني الثقة إذا قيل: “حطه على يمناك”، وإذا طلب أحد مساعدة أو تسليم شيء يتطلب مد اليد اليمنى يقول: “يمناك”، فيرد الآخر: “لا عدمناك”.
وفي أتيكيت المائدة الغربي توضع السكين مقابل اليد اليمنى للتقطيع، بينما توضع الشوكة أمام اليد اليسرى للأكل، وغالبًا ما يعكسها العرب ويعيدون ترتيبها بما يناسب ثقافتهم.
ودخلت اليد اليمنى عالم الخرافات الشعبية، وانتشر بين العامة في الأجيال السابقة أن حك باطن اليد اليمنى يجلب الرزق والسعادة، وكي آخر إبهامها بالنار يحسن مستوى الرمي بالبندق.
اليد اليسرى في العصر الحديث:
تكثر حالة التحلق على الأكل جلوسًا أو على طاولة مستديرة، أن يطلب أحدهم من الآخر مناولته شيئًا كالملح والماء والمنديل.. وتكون اليد اليمنى مشبعة بالدسم؛ لأن ثقافة الأكل باليد هي السائدة، فيضطر لمناولتها له بيساره، وهذا عيب في السلوك، ما يتعين عليه أن يعلن معرفته بخطئه ويعتذر عن إهانة صاحبه بعبارة “شمال ما تشناك”، أي اليد اليسرى لا تكن لك الكراهية، فيرد المستلم منه بعبارة: “شمالك يمين”، في إشارة إلى تفهمه وإغلاق الموقف.
وضع اليوم العالمي لمستخدمي اليد اليسرى في 13 أغسطس من كل عام، حيث يحتفل العالم بمن يستخدم اليد اليسرى في الكتابة لندرة هذه الظاهرة.
وقد خف تكثيف المعاني على اليد اليمنى في العصر الرقمي، وزاد استخدام اليد اليسرى في آداب المائدة الدبلوماسية والعصرية عند الشرب والأكل بالشوكة، وتسليم الأشياء والهدايا والجوائز والشهادات إذا كانت مصحوبة بتصوير ومصافحة.
وتوثقت العلاقة بين اليدين اليسار واليمين بالمساواة؛ حيث أسهمت لوحة مفاتيح الكمبيوترات والأجهزة الكفية والألعاب الإلكترونية في تفعيل في الكتابة وبصمة اليد لتحديد الهوية الرقمية، واستخدام الجراحين والأطباء اليدين بالتساوي، مع إعطاء الأولوية لليد اليمنى عند العمليات الدقيقة والمهارية، واستخدام الأصابع لقياس الضغط والسكر وقيادة السيارة والدراجات النارية.
ختاماً.. تؤكد رمزية اليد اليمنى على منحها سلطة دينية وثقافية وضبط اجتماعي أسهم في التأثير على سلوك الفرد والمجتمع. ورغم التاريخ الطويل لليد اليمنى ودورها في التقدم البشري، وتكثيف معاني القيم والقوة والكرامة بها، إلا أن للعولمة والعصر الرقمي دورا كبيرا في تعطيل كثير من المعاني المرتبطة بها، وتنشيط اليد اليسرى.
ومن المتوقع أن يقل استخدام كلتا اليدين أمام تطور التقنية وتوجيهها بالصوت واستشعار حركة العين، وسيقوم الروبوت بأدوار كبيرة، ويحل مكان وظائف كثيرة تتطلب استخدام اليدين بمهارة عالية.
*كاتب سعودي
نقلاً عن: alriyadh.com