الجزيرة:
2025-03-17@17:38:42 GMT

ترامب يدمر قوة أميركا عبر ترك الجزرة واستخدام العصا

تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT

ترامب يدمر قوة أميركا عبر ترك الجزرة واستخدام العصا

منذ عودته إلى البيت الأبيض قبل 3 أسابيع، يبدو أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يعمل على عكس سياسة "العصا والجزرة"، حيث حافظ على العصا وتخلى عن الجزرة.

وقالت وكالة الصحافة الفرنسية، في تحليل لها عن سياسات ترامب منذ تولى منصبه، إن ترامب من خلال برنامجه "أميركا أولا" ونهجه المبني على الصفقات، يتحدى تقليدا طويل الأمد يتمثل في "قوتها الناعمة" التي تعتمد عليها الولايات المتحدة في علاقاتها الدولية، الأمر الذي قد تستفيد منه الصين بشكل خاص.

ويعود مفهوم "القوة الناعمة" إلى نهاية الثمانينيات، عندما طرحه عالم السياسة الأميركي جوزيف ناي، ويشير هذا المصطلح إلى دبلوماسية التأثير أو الجذب مقابل سياسة الإكراه، ويشمل الاقتصاد والثقافة.

وفي مقال رأي نُشر مؤخرا في صحيفة "واشنطن بوست"، كتب ماكس بوت من مجلس العلاقات الخارجية، "لقد استغرق بناء القوة الناعمة الأميركية عقودا. ويبدو أن دونالد ترامب عازم على تفكيكها في غضون أسابيع".

ولجأ ترامب منذ اليوم الأول لرئاسته في 20 يناير/كانون الثاني إلى اعتماد نهج قوي، حيث هدد دولا حليفة بفرض رسوم جمركية، وأمر بتجميد المساعدات الخارجية الأميركية، والتهديد بضم مناطق والسيطرة على أخرى.

إعلان

وأعقب ذلك بحل شبه كامل للوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) التي تعد التجسيد الأمثل لـ"القوة الناعمة" الأميركية في الخارج.

وكتبت رئيستها السابقة سامنثا باور مقالا بصحيفة "نيويورك تايمز"، قالت فيه "إنها واحد من أسوأ الأخطاء وأكثرها كلفة في السياسة الخارجية في التاريخ الأميركي"، مضيفة أن "القادة المتطرفين والاستبداديين يشعرون بالابتهاج" لهذا القرار.

وتدير الوكالة الأميركية للتنمية الدولية ميزانية مقدارها 42,8 مليار دولار، أي ما يمثل 42 في المئة من المساعدات الإنسانية الموزعة في كل أنحاء العالم.

فرصة للصين

من جهته، يقول مايكل شيفر وهو مسؤول سابق في USAID خلال رئاسة جو بايدن، "سنقف مكتوفي الأيدي، وفي غضون بضع سنوات سنجري محادثة بشأن مدى صدمتنا من أن الصين تموضعت كشريك مفضل في أميركا اللاتينية وأفريقيا وآسيا". ويضيف "في هذه اللحظة، ستكون اللعبة قد انتهت"، لا سيما أن بكين وواشنطن تتنافسان على النفوذ.

وبالفعل، بدأت الصين استغلال هذا الواقع، فعندما قام ترامب بتجميد المساعدات، اضطرت كمبوديا -مثلا- إلى تعليق أعمال إزالة الألغام ووفرت بكين التمويل اللازم لذلك.

وتؤكد إدارة ترامب أن الولايات المتحدة لا تقوم بـ"أعمال خيرية"، كما تشدد على أنها تريد سحب مليارات الدولارات المخصصة للمساعدات الخارجية، خصوصا لبرامج التنوع والإدماج وتغير المناخ، أي للقضايا التي سعى دونالد ترامب إلى مكافحتها.

وردا على سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة ستفقد نفوذها في العالم، أكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أنه ليس هناك أي مجال لـ"التخلي" عن المساعدات الخارجية.

وقال في حديث لإذاعة SiriusXM، الاثنين، "سنشارك"، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن "إنفاق 40 إلى 60 مليار دولار على المساعدات، فكرة سخيفة".

مع ذلك، يبقى من الصعب التحدث عن انسحاب أميركي لأن ترامب أعلن أهدافه التوسعية في موازاة القرارات الآنفة الذكر التي اتخذها.

إعلان

وهدد باستعادة السيطرة على قناة بنما، وشراء منطقة غرينلاند المستقلة الشاسعة والخاضعة للسيادة الدنماركية، و"السيطرة" على قطاع غزة لتحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط". أما كندا، فقال ترامب إنها ستصبح الولاية الأميركية رقم 51.

وفي مقابلة مع صحيفة الغارديان البريطانية، الجمعة، حذر وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي من أن "التنمية تبقى أداة بالغة الأهمية للتأثير". وقال "سأشعر بقلق بالغ إذا تدخلت الصين أو أي دولة أخرى لاستغلال هذه الثغرة".

وتشكك سامنثا كاستر المسؤولة في مركز "إيد داتا" (AidData) للأبحاث بجامعة وليام وماري في أن الصين "ستزيد مساعداتها الإنمائية بشكل استثنائي"، مشيرة إلى أن بكين تقدم في الغالب قروضا، وتواجه صعوبات اقتصادية.

لكنها تضيف أن "الصين يمكنها أن تنتصر من خلال عدم القيام بشيء" إذا تخلت الولايات المتحدة عن دورها كشريك موثوق.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

سكان جزيرة غرينلاند يتظاهرون أمام مبنى القنصلية الأميركية

نوك ـ تجمّع مئات من سكان غرينلاند وسط العاصمة نوك، للمشاركة في مظاهرة احتجاجا على مطامع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الجزيرة القطبية الشمالية.

ووصل المتظاهرون إلى مبنى القنصلية الأميركية وهم يحملون العلم الغرينلاندي ولافتات كُتب عليها "لسنا للبيع" و"لا نرحب بأميركا" و"احترموا سيادة غرينلاند"، مشيرين إلى أنهم ماضون في الاستقلال عن الدانمارك.

وهتف الحشد بشعارات باللغة المحلية للتعبير عن رفضهم لتهديدات واشنطن بشراء الجزيرة، مؤكدين على ضرورة وقف الاستفزاز الأميركي، وعدم رغبة الشعب الغرينلاندي بالاستيلاء والسيطرة على بلده.

مظاهرة في نوك عاصمة غرينلاند ضد تهديدات ترامب بضم الجزيرة (الجزيرة) "لسنا للبيع"

وأوضحت مانوان إحدى المشاركات في المظاهرة وهي تحمل لافتة كُتب عليها "غرينلاند تنتمي إلى شعب الإنويت"، أنها تشارك في المظاهرة لتظهر لترامب وإدارته الجديدة أن الجزيرة ترفض الضم للولايات المتحدة.

من جانبه، يرى توم أن على واشنطن إدراك أن غرينلاند تنتمي لشعبها فقط، قائلا "هذه الجزيرة ملكنا ولا يمكن لأحد أن يسلبها منا بأي شكل من الأشكال".

وأضاف توم للجزيرة نت "جئت إلى هنا اليوم لأقول كفى لترامب بعد كل هذه التهديدات القادمة من الولايات المتحدة في الأشهر الأخيرة".

المتظاهرون رفعوا علم الجزيرة داعين إلى استقلالها (الجزيرة)

وقد انضم رئيس الوزراء المنتهية ولايته ميوتي إيجيدي، وزعيم حزب الديمقراطيين اليميني الوسطي الفائز في الانتخابات البرلمانية هذا الأسبوع، وينس فريدريك نيلسن، إلى المتظاهرين.

إعلان

وفي حديثه لصحيفة سيرميتسياك المحلية، يوم السبت، قال إيجيدي "لا أمل إطلاقا في أن أتناقش مع ترامب بشأن انضمام غرينلاند إلى الولايات المتحدة"، واصفا نهج الرئيس الأميركي بـ"غير المقبول".

واستمرت المسيرة لمدة ساعة ونصف تقريبا، حيث تجمع المتظاهرون أمام القنصلية الأميركية ورددوا عدة هتافات تندد بالتصريحات القادمة من البيت الأبيض قبل أن يختموا التجمع بالنشيد الوطني لبلادهم.

المظاهرة شهدت مشاركة كبيرة من شعب غرينلاند (الجزيرة) رفض حكومي

وأصدر قادة جميع الأحزاب الخمسة المنتخبة في برلمان غرينلاند، وهم ينس فريدريك نيلسن من الحزب الديمقراطي، وبيليه بروبيرج من ناليراك، وميوتي إيجيدي من الإنويت أتاكاتيجيت، وفيفيان موتزفيلدت من سيموت، وأقالو سي جيريمياسن من أتاسوت، بيانا مشتركا الجمعة على منصة إكس.

وأكد قادة الأحزاب أنهم لا يقبلون التصريحات المتكررة بشأن ضم غرينلاند والسيطرة عليها، مضيفين "نعتبر هذا السلوك تجاه الأصدقاء والحلفاء في تحالف دفاعي أمرا غير مقبول، وستواصل الجزيرة خدمة شعبها من خلال العلاقات الدبلوماسية، وفقا للقانون الدولي".

كما جاء في الوثيقة التي وقّع عليها السياسيون الغرينلانديون "نحن جميعا نؤيد هذا بكل إخلاص، وننأى بأنفسنا بقوة عن محاولات إثارة الفتنة، فغرينلاند ملك لشعب غرينلاند، ونحن (كقادة) نقف معا في انسجام تام".

المتظاهرون رفعوا لافتات تندد بتهديدات ترامب (الجزيرة)

ويذكر أن حزب الديمقراطيين فاز في الانتخابات البرلمانية الأخيرة بالجزيرة القطبية الشمالية الإستراتيجية، التي شهدت تركيزا كبيرا على قضية الاستقلال عن الدانمارك ومساعي ترامب للاستحواذ على غرينلاند.

وخلال مؤتمر صحفي مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي /الناتو/، مارك روته، يوم الخميس، عندما سُئل ترامب عن رؤيته لضم غرينلاند، قال "حسنا، أعتقد أن ذلك سيحدث، لقد تعاملنا مع الدانمارك، وتعاملنا مع غرينلاند، وعلينا القيام بذلك، نحن بحاجة ماسة إليه لأمننا القومي".

إعلان

مقالات مشابهة

  • إلغاء ترامب للإعفاءات الضريبية للسيارات الكهربائية يدمر الصناعات الأمريكية
  • بقرار من ترامب.. خفض التمويل يُخفت "صوت أميركا"
  • الخزانةة الأميركية تثير القلق: "لا ضمانات" بعدم حدوث ركود اقتصادي
  • وزير الخزانة الأميركي: "لا ضمانات" بعدم حدوث ركود اقتصادي
  • سكان جزيرة غرينلاند يتظاهرون أمام مبنى القنصلية الأميركية
  • (سي إن إن): أميركا استغرقت وقتا للتخطيط للضربات على اليمن
  • عاجل: ترامب يتوعد بسحق الحوثيين واستخدام القوة المميتة ضدهم تزامنًا مع غارات عنيفة على صنعاء
  • أميركا تشن هجوما جوبا وبحريا على الحوثيين
  • الشيوخ الأميركي يوافق على مشروع قانون لتجنب الإغلاق الحكومي
  • سفير جنوب أفريقيا "ليس موضع ترحيب" في أميركا