الجزيرة:
2025-02-12@22:26:53 GMT

ترامب يدمر قوة أميركا عبر ترك الجزرة واستخدام العصا

تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT

ترامب يدمر قوة أميركا عبر ترك الجزرة واستخدام العصا

منذ عودته إلى البيت الأبيض قبل 3 أسابيع، يبدو أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يعمل على عكس سياسة "العصا والجزرة"، حيث حافظ على العصا وتخلى عن الجزرة.

وقالت وكالة الصحافة الفرنسية، في تحليل لها عن سياسات ترامب منذ تولى منصبه، إن ترامب من خلال برنامجه "أميركا أولا" ونهجه المبني على الصفقات، يتحدى تقليدا طويل الأمد يتمثل في "قوتها الناعمة" التي تعتمد عليها الولايات المتحدة في علاقاتها الدولية، الأمر الذي قد تستفيد منه الصين بشكل خاص.

ويعود مفهوم "القوة الناعمة" إلى نهاية الثمانينيات، عندما طرحه عالم السياسة الأميركي جوزيف ناي، ويشير هذا المصطلح إلى دبلوماسية التأثير أو الجذب مقابل سياسة الإكراه، ويشمل الاقتصاد والثقافة.

وفي مقال رأي نُشر مؤخرا في صحيفة "واشنطن بوست"، كتب ماكس بوت من مجلس العلاقات الخارجية، "لقد استغرق بناء القوة الناعمة الأميركية عقودا. ويبدو أن دونالد ترامب عازم على تفكيكها في غضون أسابيع".

ولجأ ترامب منذ اليوم الأول لرئاسته في 20 يناير/كانون الثاني إلى اعتماد نهج قوي، حيث هدد دولا حليفة بفرض رسوم جمركية، وأمر بتجميد المساعدات الخارجية الأميركية، والتهديد بضم مناطق والسيطرة على أخرى.

إعلان

وأعقب ذلك بحل شبه كامل للوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) التي تعد التجسيد الأمثل لـ"القوة الناعمة" الأميركية في الخارج.

وكتبت رئيستها السابقة سامنثا باور مقالا بصحيفة "نيويورك تايمز"، قالت فيه "إنها واحد من أسوأ الأخطاء وأكثرها كلفة في السياسة الخارجية في التاريخ الأميركي"، مضيفة أن "القادة المتطرفين والاستبداديين يشعرون بالابتهاج" لهذا القرار.

وتدير الوكالة الأميركية للتنمية الدولية ميزانية مقدارها 42,8 مليار دولار، أي ما يمثل 42 في المئة من المساعدات الإنسانية الموزعة في كل أنحاء العالم.

فرصة للصين

من جهته، يقول مايكل شيفر وهو مسؤول سابق في USAID خلال رئاسة جو بايدن، "سنقف مكتوفي الأيدي، وفي غضون بضع سنوات سنجري محادثة بشأن مدى صدمتنا من أن الصين تموضعت كشريك مفضل في أميركا اللاتينية وأفريقيا وآسيا". ويضيف "في هذه اللحظة، ستكون اللعبة قد انتهت"، لا سيما أن بكين وواشنطن تتنافسان على النفوذ.

وبالفعل، بدأت الصين استغلال هذا الواقع، فعندما قام ترامب بتجميد المساعدات، اضطرت كمبوديا -مثلا- إلى تعليق أعمال إزالة الألغام ووفرت بكين التمويل اللازم لذلك.

وتؤكد إدارة ترامب أن الولايات المتحدة لا تقوم بـ"أعمال خيرية"، كما تشدد على أنها تريد سحب مليارات الدولارات المخصصة للمساعدات الخارجية، خصوصا لبرامج التنوع والإدماج وتغير المناخ، أي للقضايا التي سعى دونالد ترامب إلى مكافحتها.

وردا على سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة ستفقد نفوذها في العالم، أكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أنه ليس هناك أي مجال لـ"التخلي" عن المساعدات الخارجية.

وقال في حديث لإذاعة SiriusXM، الاثنين، "سنشارك"، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن "إنفاق 40 إلى 60 مليار دولار على المساعدات، فكرة سخيفة".

مع ذلك، يبقى من الصعب التحدث عن انسحاب أميركي لأن ترامب أعلن أهدافه التوسعية في موازاة القرارات الآنفة الذكر التي اتخذها.

إعلان

وهدد باستعادة السيطرة على قناة بنما، وشراء منطقة غرينلاند المستقلة الشاسعة والخاضعة للسيادة الدنماركية، و"السيطرة" على قطاع غزة لتحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط". أما كندا، فقال ترامب إنها ستصبح الولاية الأميركية رقم 51.

وفي مقابلة مع صحيفة الغارديان البريطانية، الجمعة، حذر وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي من أن "التنمية تبقى أداة بالغة الأهمية للتأثير". وقال "سأشعر بقلق بالغ إذا تدخلت الصين أو أي دولة أخرى لاستغلال هذه الثغرة".

وتشكك سامنثا كاستر المسؤولة في مركز "إيد داتا" (AidData) للأبحاث بجامعة وليام وماري في أن الصين "ستزيد مساعداتها الإنمائية بشكل استثنائي"، مشيرة إلى أن بكين تقدم في الغالب قروضا، وتواجه صعوبات اقتصادية.

لكنها تضيف أن "الصين يمكنها أن تنتصر من خلال عدم القيام بشيء" إذا تخلت الولايات المتحدة عن دورها كشريك موثوق.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

المجلس النرويجي للاجئين منظمة إغاثية دولية أوقف عنها ترامب المساعدات

المجلس النرويجي للاجئين ومقره الرئيسي في أوسلو، هو منظمة إنسانية تأسست في أعقاب الحرب العالمية الثانية بهدف إغاثة أوروبا، ثم بدأت تنتشر حول العالم وترسل إغاثات مخصصة لأكثر من 40 دولة، حتى أصبحت واحدة من أكبر منظمات الإغاثة العالمية.

وفور تولي دونالد ترامب الرئاسة الأميركية وبدئه ولايته الثانية عام 2025، وقّع أمرا تنفيذيا بإيقاف المساعدات الإنمائية لدول وجهات عدة، مما اضطر المجلس النرويجي لتعليق خدماته الإنسانية في نحو 20 دولة لأول مرة في تاريخه.

النشأة والتأسيس

ولد المجلس النرويجي للاجئين في أعقاب الحرب العالمية الثانية التي تركت في أوروبا مجاعة وآلاف المنازل المدمرة والعوائل المشتتة، وأراد المجتمع النرويجي مساعدة أوروبا لتخطي هذه الأزمة فبدأ في تجميع المساعدات الإنسانية وإرسالها للمحتاجين في الدول المجاورة، كما يذكر المجلس في موقعه الرسمي.

ومع مرور الزمن وانتشار الحروب حول العالم وتأثر بعض الدول بالكوارث الطبيعية، بدأ المجلس في توسيع نطاق إغاثته وتخصيص طبيعة الاحتياجات الإنسانية لكل منطقة حول العالم.

الرؤية والرسالة

يعرّف المجلس نفسه بأنه منظمة إنسانية مستقلة تساعد الأشخاص الذين أجبروا على الفرار، وتحمي النازحين وتدعمهم لبناء مستقبلهم.

ويعتبر المجلس نفسه منظمة مناصرة للنازحين، تروّج لحقوقهم وتسعى لكرامتهم وتدافع عنهم عند المجتمعات المحلية والحكومات الوطنية وفي الساحة الدولية.

الخدمات

وتقول المنظمة إنها متخصصة في 6 مجالات هي: الأمن الغذائي والتعليم والماء والمساعدة القانونية والحماية من العنف والمياه والصرف الصحي والنظافة.

إعلان

وتقدم المنظمة خدماتها عبر شركة "نوركاب" التي يشغّلها المجلس وتمولها الحكومة النرويجية، وتتعاون الشركة مع شركاء المجلس المحليين والوطنيين والدوليين، وتطرح حلولا مستدامة لتلبية احتياجات الأفراد المعرضين للخطر.

حتى عام 2023 وظّف المجلس نحو 15 ألف شخص للعمل الميداني، وبعضهم كانوا من النازحين. وفي عام 2022 استطاع تقديم المساعدة لما يقرب من 10 ملايين شخص في 40 دولة.

وعام 2023 استفاد نحو مليون شخص من الخدمات التعليمية التي وفّرها المجلس، ومليون ونصف مليون في مجال الأمن الغذائي ومليون ونصف مليون في مجال المأوى، ونحو 685 ألفا في مجال الحماية، وأكثر من 3 ملايين شخص في مجال المياه والصرف الصحي.

التمويل

من الجهات الممولة الرئيسية للمجلس النرويجي للاجئين وزارة الخزانة النرويجية ومكتب المساعدات الإنسانية الأميركي (بي إتش إيه) وعمليات الحماية المدنية والمساعدات الإنسانية الأوروبية (إيه سي إتش أو) ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) والوكالة السويدية للتنمية والتعاون (إس دي سي).

وفي عام 2023 حصلت المنظمة على معظم الدعم من وزارة الخارجية النرويجية بنسبة 18.4%، ثم من مكتب المساعدات الإنسانية التابع للوكالة الأميركية للتنمية الدولية بنسبة 12.8%، ثم من عمليات الحماية المدنية والمساعدات الإنسانية الأوروبية بنسبة 11.7%.

كما أسهمت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بنسبة 4.7%، والصندوق الخاص بالمجلس النرويجي للاجئين بـ4%، ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بنسبة 6.1%، وأسهمت بعض الحكومات فيه أيضا مثل الحكومة الأميركية والحكومة البريطانية.

وفي عام 2024 قدّم المجلس المساعدة لنحو 1.6 مليون شخص عبر برامج مدعومة من الولايات المتحدة التي أسهمت بنسبة 20% من التمويل عامها.

الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين يان إيغلاند (يسار) يزور مخيم دوميز شمال العراق في 21 أغسطس/آب 2013 (رويترز) تقارير

عام 2014 كشفت إحصائية أجراها مركز رصد النزوح الداخلي التابع للمجلس النرويجي للاجئين، أن عدد النازحين في العالم تجاوز 33 مليون شخص نهاية العام. وتصدرت كل من سوريا وكولومبيا ونيجيريا قائمة الدول التي شهدت أكبر عمليات النزوح.

إعلان

وعام 2016 أعلن المجلس النرويجي أن تنظيم الدولة يستهدف المدنيين بالرصاص أثناء محاولتهم الفرار من الفلوجة التي كانت تحاصرها القوات العراقية، وأضاف أن الفارين من مدينة الفلوجة يواجهون حالة من اليأس، في وقت بدأت فيه المنظمات الإنسانية تستنفد الأغذية والمياه مع استمرار المعارك في المنطقة.

وعام 2020 أظهر مسح أجراه المجلس النرويجي للاجئين أن واحدة من كل 4 أسر في اليمن فقدت دخلها بشكل كامل منذ أن ضربت جائحة كورونا البلاد. وأنه يشعر بقلق بالغ بشأن ارتفاع مستويات الجوع في جميع أنحاء البلاد.

وفي 29 يناير/كانون الثاني 2021 حذّر المجلس للاجئين من موجة جديدة من التشرد بسبب الفقر المتزايد الذي تواجهه آلاف العائلات في لبنان بعد مرور 6 أشهر على انفجار مرفأ بيروت.

وفي أغسطس/آب 2021 قال إن إغلاق مطار صنعاء للعام الخامس على التوالي أدى إلى تقطّع السبل بما لا يقل عن 32 ألف مريض يمني مصابين بأمراض خطيرة ويحتاجون إلى العلاج المنقذ للحياة في الخارج.

وفي أواخر عام 2024 أكد المجلس أن نحو مليون فلسطيني في قطاع غزة يواجهون الشتاء القاسي بلا مأوى مناسب، مع تزايد معاناتهم في الخيام التي لا توفر الحماية من البرد والأمطار.

أميركا تعلق مساعداتها

مع بداية الولاية الثانية للرئيس الأميركي دونالد ترامب في 15 يناير/كانون الثاني 2025، وقّع أمرا تنفيذيا بإيقاف المساعدات الإنسانية لمعظم الدول والجهات التي كانت تدعمها الولايات المتحدة الأميركية، فاضطر المجلس النرويجي للاجئين إلى إيقاف خدماته الإغاثية لأول مرة في تاريخه، في نحو 20 دولة.

وقال المجلس في بيان نشره يوم 10 فبراير/شباط 2025: "على مدار 79 عاما، لم يسبق لنا أن شهدنا انقطاعا مفاجئا لمساعدات التمويل من أي من الدول المانحة أو المنظمات الحكومية الدولية أو الوكالات الخاصة الداعمة لنا".

إعلان

وأضافت المنظمة أنها اضطرت "لإيقاف توزيع المساعدات الطارئة المقررة لشهر فبراير/شباط لأوكرانيا، والتي كانت ستصل إلى 57 ألف شخص في المجتمعات القريبة من خطوط المواجهة".

وأوضحت المنظمة أن وقف سداد الولايات المتحدة سيتسبب بعواقب وخيمة على فئات كثيرة، فهي الجهة الوحيدة التي توفر المياه النظيفة لـ300 ألف شخص في بوركينا فاسو، وتدعم 500 مخبز في دارفور بالسودان لتغطية احتياجات مئات الجوعى.

وأشارت إلى أنها سرّحت عددا من عامليها في أنحاء العالم، منهم الموظفون والموظفات في أفغانستان، وكانوا يوفرون "الدعم الأساسي للفتيات والنساء والأسر".

مقالات مشابهة

  • قرار صادم.. كيف ستتأثر أفريقيا بوقف ترامب للدعم الأميركي؟
  • في جدل المعونة الأميركية
  • رئيس الدولة ووزير الخارجية الأميركي يبحثان هاتفياً علاقات البلدين والتطورات الإقليمية
  • اليابان تطلب الإعفاء من الرسوم الجمركية الأميركية
  • وزير الدفاع الأميركي: لا خطط وشيكة لتخفيض قواتنا في أوروبا
  • المجلس النرويجي للاجئين منظمة إغاثية دولية أوقف عنها ترامب المساعدات
  • مستهدفا الصين.. ترامب يفرض رسوما جمركية بنسبة 25% على واردات الصلب والألومنيوم
  • وزير الخارجية المصري يبلغ نظيره الأميركي بالرفض العربي لخطة ترامب
  • تعرف على حجم التجارة بين أميركا واقتصادات كبرى طالتها رسوم ترامب