الجزيرة:
2025-03-15@14:44:28 GMT

تصريحات ترامب بشأن غزة تثير بلبلة في إسرائيل

تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT

تصريحات ترامب بشأن غزة تثير بلبلة في إسرائيل

القدس المحتلة- بدا المشهد الإسرائيلي بحالة إرباك وتخبط في أعقاب تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غزة. وأثارت تهديداته لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بتحويل القطاع إلى "جحيم" إذا لم يتم إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين حتى ظهر السبت المقبل، بلبلة في تل أبيب وترقبا للمجهول إذا تجدد القتال.

وسارع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإصدار تعليمات للوزراء بالامتناع عن إصدار أي بيانات أو الإدلاء بأي تصريحات بشأن غزة وأزمة المرحلة السادسة من صفقة التبادل، ووعدهم بأن إسرائيل ستحصل على دعم أميركي "للقضاء على حماس إذا تم استئناف الحرب".

في المقابل، حذر محللون وباحثون إسرائيليون من التمادي في التناغم مع تصريحات ترامب، ومن مغبة أن يفضي ذلك إلى انهيار اتفاق وقف إطلاق النار، والتسبب بمصير مجهول لـ76 إسرائيليا ما زالوا أسرى لدى حماس.

ارتباك سياسي

وقدرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن تعليق المرحلة السادسة من الصفقة يترك 9 محتجزين على قيد الحياة كان من المفترض إطلاق سراحهم في غضون الأسابيع الثلاثة المقبلة، إضافة إلى 24 آخرين تشير تقديرات إسرائيلية إلى أنهم ما زالوا على قيد الحياة، ومن المتوقع إطلاق سراحهم في المرحلة الثانية من الصفقة.

إعلان

أمام هذه المستجدات وخرق الاحتلال للبروتوكول الإنساني في غزة، يرى المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل أن "ترامب ونتنياهو يلعبان بالنار، وعلى هذا الأساس فإن الجيش الإسرائيلي يستعد لاحتمال تجدد القتال على جبهة غزة".

وفي إجراء يعكس حالة الارتباك على المستوى السياسي، أوضح المحلل العسكري أن جيش الدفاع الإسرائيلي يستعد لأكبر عملية استدعاء وتعبئة لقوات الاحتياط منذ بدء الحرب، في حال انهيار وقف إطلاق النار، قائلا إن "الأحداث تتسم بالدراماتيكية والتشويق والضبابية".

ويضيف "لكن هناك أمرا واحدا واضحا وهو أن استمرار القتال قد يؤدي إلى إزهاق أرواح العشرات من المحتجزين وعدد كبير من جنود الجيش الإسرائيلي والمدنيين في غزة"، مشيرا إلى أنه "لا يمكن الرهان والتعامل مع تصريحات ترامب، حتى وإن بدت قوية جدا ومنحازة بالكامل لصالح إسرائيل".

وتساءل هرئيل "على الجميع أن يقدر كيف ستتصرف حماس تجاه التهديد الأميركي الجديد؟ فهل هناك ما يمكن أن تخسره؟ وكيف ستتصرف إسرائيل وأميركا بحال رفضت الحركة الابتزاز وتحدت تهديد ترامب؟ كما أنه حتى لو افترضنا أنه تم استئناف القتال، هل سيؤدي ذلك إلى انتصار إسرائيل؟".

ضغوطات

القراءة ذاتها استعرضها محلل الشؤون الأمنية والعسكرية في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، رون بن يشاي، الذي يعتقد أن الرسائل الضبابية والمثيرة للبلبلة التي يبعثها نتنياهو عقب تصريحات ترامب، تعكس الضغوط التي يتعرض لها، حيث "يحاول السير بين النقاط والضغوطات من ترامب ووزراء بالحكومة وعائلات المحتجزين والرأي العام الإسرائيلي".

وأوضح أن حماس أعلنت عن تعليق صفقة التبادل السبت المقبل، لكنها أبقت على الباب مفتوحا للوسطاء من أجل العودة لمسار الصفقة. وأضاف "أتت تصريحات ترامب وتهديده لحماس لتخلط الأوراق وتزيد المشهد تعقيدا، خصوصا مع تماهي حكومة نتنياهو مع تصريحاته".

إعلان

وحسب بن يشاي، وضعت تصريحات الرئيس الأميركي نتنياهو في مأزق قبالة ائتلاف الحكومة وخاصة معسكر اليمين "الذي لا يمكنه أن يظهر على أنه أقل تطرفا من ترامب".

وبرأيه، فإن "اليمين المتطرف يدفع من أجل العودة للقتال بحيث أن أي عملية عسكرية جديدة بالقطاع تعرض المحتجزين للخطر، وبالتالي هناك تقديرات بأنه سيتم حل الأزمة دبلوماسيا، وإنجاز دفعة التبادل في موعدها".

مخاوف

بيد أن المحلل السياسي في الموقع الإلكتروني "والا"، بارك رافيد، يعتقد أن "نتنياهو متفائل بترامب" ويرى في تصريحاته بشأن غزة "فرصة عظيمة من أجل تعزيز ائتلاف حكومته"، لكن دون أن يأخذ بعين الاعتبار تداعيات ذلك على مصير المحتجزين الإسرائيليين.

وأوضح رافيد أن الوعيد الذي وجهه الرئيس الأميركي لحماس حفز نتنياهو إلى تهميش صفقة المحتجزين، قائلا "لقد خلقت خطة ترامب لتهجير سكان غزة شعورا لدى القيادة الإسرائيلية بأن جميع مشاكلها قد تم حلها، حيث يسود شعور لدى الوزراء بالنشوة، لكن المحتجزين قد يدفعون ثمن ذلك".

ووفقا له، أبدت أوساط أمنية إسرائيلية مخاوف وخشية من أن تؤدي "نشوة وزراء حكومة نتنياهو" إلى انهيار المرحلة الأولى من صفقة التبادل، محذرا من تصريحات نتنياهو خلال اجتماع الكابينت الأخير، حيث تحدث عن "فرصة كبيرة لإسرائيل بوجود ترامب بالبيت الأبيض لتفعل ما تشاء في قطاع غزة".

وأشار رافيد إلى أن نتنياهو يتجنب تبني تصريحات ترامب بشكل معلن حتى عندما توعد حماس بـ"الجحيم"، وهو النهج الذي زاد من ضبابية المشهد وخلق حالة من البلبلة بكل ما يتعلق بالموقف الإسرائيلي الرسمي من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وصفقة التبادل.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات تصریحات ترامب صفقة التبادل بشأن غزة

إقرأ أيضاً:

كيف أربكت تصريحات ترامب عن تهجير الغزيين واشنطن؟

واشنطن- أثارت تصريحات الرئيس دونالد ترامب بشأن مستقبل قطاع غزة وفكرة ترحيل سكانه، التي أطلقها للمرة الأولى خلال لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالبيت الأبيض الشهر الماضي، كثيرا من الغموض والاندهاش بين مختلف دوائر العاصمة الأميركية.

فبعد أن طالب ترامب بترحيل أكثر من مليوني شخص يمثلون سكان القطاع حتى يتم إعادة إعماره في فترة قد تصل إلى 15 عاما، عاد بنفسه لينكر، أول أمس الأربعاء، أثناء زيارة رئيس الوزراء الأيرلندي مايكل مارتن للبيت الأبيض، وجود أي نية أميركية لتهجير سكان غزة خارج أراضيهم.

وقال ترامب "لن يُطرد أي فلسطيني من قطاع غزة"، وأضاف أن واشنطن تعمل "بجد" بالتنسيق مع إسرائيل للتوصل إلى حل للوضع في غزة. وهو موقف مغاير لما كرره خلال الأسابيع الستة الأخيرة من ضرورة مغادرة الفلسطينيين قطاع غزة.

ولخصت صحيفة نيويورك تايمز طريقة ترامب في إدارته الثانية، وذكرت أنه يعتمد على التناقض كتكتيك سياسي، وهو ما يسمح له بإصدار تصريحات متناقضة، وتقديم روايات متضاربة لإرباك خصومه، مما يجعل من الصعب تحديد مواقفه الحقيقية.

وفيما يتعلق بموقفه من قطاع غزة، ذكرت الصحيفة أن تصريحات ترامب متغيرة، فقد أعلن عن نيته السيطرة عليها، وتهجير الفلسطينيين وإعادة بنائها كـ"ريفييرا الشرق الأوسط"، لكنه تراجع لاحقا وادعى أنها مجرد "توصية". وبعد ذلك قال لن يُطرد أي فلسطيني من قطاع غزة.

إعلان ترامب مع وضد التهجير

من جهته، قال السفير السابق فريدريك هوف، والخبير بالمجلس الأطلسي والأستاذ بجامعة بارد، للجزيرة نت "من وجهة نظري، فإن تعليقات الرئيس ترامب الأخيرة حول المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة تمثل تغييرا في السياسة الأميركية، لأن هذه السياسة لم تشمل أبدا الترحيل القسري (الطرد) للمدنيين".

واعتبر السفير هوف أن "تعليقات ترامب الأولية حول نقل سكان قطاع غزة، وسيطرة الولايات المتحدة على القطاع عكست اعتقاده بأن المدنيين سيرحبون بفرصة الانتقال نظرا للدمار الهائل ووجود الذخائر غير المنفجرة. من هنا أنا أشك في أنه تصور يوما أن يسير مليونا شخص خارج غزة ضد رغبتهم وإرادتهم".

واختلف البروفيسور أسامة خليل، رئيس برنامج العلاقات الدولية بجامعة سيراكوس، بولاية نيويورك، مع الطرح السابق، وقال للجزيرة نت إن "تصريحات الرئيس ترامب لا تعكس تغييرا في سياسة إدارته. إذ لا تزال إدارة ترامب متحالفة مع مشروع إسرائيل الكبرى الذي سيشمل ضم الضفة الغربية وغزة".

وبدلا من طرد الفلسطينيين من غزة بالقوة، يضيف خليل، ستراهن إسرائيل والولايات المتحدة على الموت، بسبب المرض والجوع لتقليص حجم السكان. وستمنع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية للقطاع وتعطل جهود إعادة الإعمار حتى تصبح الحياة صعبة للغاية ويعتقد الفلسطينيون حينها أن المستقبل غير ممكن، على حد تعبيره.

ورأى خليل أن الهدف المنشود سيتمثل بتشجيع الفلسطينيين على مغادرة غزة طوعا لتسهيل ضم إسرائيل واستيطانها لها.

تسوية جديدة

وتجري حاليا جولة مفاوضات بوساطة قطرية ومصرية وأميركية مع حركة حماس بشأن اتفاق جديد ليحل محل المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار التي ترفض إسرائيل البدء بها.

وتطالب تل أبيب، ومن ورائها واشنطن، بتمديد مرحلة الاتفاق الأولى حتى منتصف الشهر المقبل مقابل استكمال الإفراج عن كل المحتجزين البالغ عددهم 59 شخصا من بينهم ما يقرب من 24 شخصا حيا.

إعلان

وتزعم إسرائيل أن الطرفين لم يتوصلا إلى مرحلة ثانية من الهدنة بسبب رفض حركة حماس الالتزام بنزع السلاح الذي تراه تل أبيب وواشنطن شرطا أساسيا لأي تسوية طويلة الأجل.

وفي هذا السياق، أشار خبير الشؤون الدولية ولفغانغ بوستزتاي، في حديثه مع الجزيرة نت إلى أن "زيارة المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف سعت إلى زيادة الضغط على حماس لإطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين من خلال الدول العربية، وخاصة مصر وقطر والسعودية. كما عززت خطة ترامب لإعادة إعمار غزة".

واعتبر بوستزتاي أن إدارة ترامب تشترط ضرورة إخراج حركة حماس من قطاع غزة لاعتماد أي خطط لإعادة الإعمار، وأضاف "لا تشمل الخطة العربية لإعادة إعمار غزة بعد الحرب إخراج حماس من قطاع غزة. ومن وجهة النظر الأميركية، هذا شرط مسبق لأي تسوية دائمة. في الواقع، لا تذكر الخطة العربية وجود جماعات مسلحة متعددة في غزة والتحديات التي تشكلها. بشكل عام، هذا شيء لا يمكن أن تقبل به واشنطن".

خطة مصر

من جانبه، نشر المجلس الأطلسي بواشنطن على موقعه الإلكتروني مقالة للأكاديمي أحمد نبيل، المحاضر بمركز دراسات السلام والصراع في جامعة واين ستيت بولاية ميشيغان، طالب فيها إدارة ترامب "بتبني خطة غزة المصرية، كونها أفضل فرصة له لتأمين السلم". واعتبر نبيل أن على ترامب أن "يلقي نظرة فاحصة على الخطة العربية كنقطة انطلاق للمفاوضات، حيث لا توجد خطة واقعية أخرى مطروحة على الطاولة".

وكان البيت الأبيض قد سارع بعد ساعات فقط من كشف مصر عن خطتها لإعادة إعمار غزة برفضها.

وجاء في بيان لبراين هيوز، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، أنها "لا تعالج حقيقة أن غزة غير صالحة للسكن حاليا". لكن بعد أيام، بدا أن المبعوث الرئاسي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيفن وايتكوف يتراجع عن هذا الرفض، قائلا إن الخطة الجديدة هي "خطوة أولى تعكس حسن النية من المصريين".

إعلان

مقالات مشابهة

  • إدارة ترامب توجه تحذيرا جديدا لحماس بشأن المقترح الأمريكي لتمديد وقف إطلاق النار
  • مكتب نتنياهو يتهم حماس بممارسة الحرب النفسية بشأن الرهائن
  • كيف أربكت تصريحات ترامب عن تهجير الغزيين واشنطن؟
  • نتنياهو يدرس الرد على حماس ولا اختراق بمحادثات الدوحة
  • مكتب نتنياهو: حماس لم تُغير مواقفها رغم قبولنا مقترح ويتكوف
  • إقصاء مبعوث ترامب من ملف رهائن غزة بعد تصريحات مثيرة عن حماس تُغضب إسرائيل
  • زيلينسكي يعلّق على تصريحات بوتين بشأن وقف إطلاق النار
  • ترامب يعلق على تصريحات بوتين بشأن وقف إطلاق النار مع أوكرانيا
  • تصريحات ترامب حول غزة تثير الجدل وسط تصاعد العنف وتعثر المفاوضات
  • تقرير عبري: تقدم في المفاوضات بشأن صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس