تصريحات ترامب بشأن غزة تثير بلبلة في إسرائيل
تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT
القدس المحتلة- بدا المشهد الإسرائيلي بحالة إرباك وتخبط في أعقاب تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غزة. وأثارت تهديداته لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بتحويل القطاع إلى "جحيم" إذا لم يتم إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين حتى ظهر السبت المقبل، بلبلة في تل أبيب وترقبا للمجهول إذا تجدد القتال.
وسارع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإصدار تعليمات للوزراء بالامتناع عن إصدار أي بيانات أو الإدلاء بأي تصريحات بشأن غزة وأزمة المرحلة السادسة من صفقة التبادل، ووعدهم بأن إسرائيل ستحصل على دعم أميركي "للقضاء على حماس إذا تم استئناف الحرب".
في المقابل، حذر محللون وباحثون إسرائيليون من التمادي في التناغم مع تصريحات ترامب، ومن مغبة أن يفضي ذلك إلى انهيار اتفاق وقف إطلاق النار، والتسبب بمصير مجهول لـ76 إسرائيليا ما زالوا أسرى لدى حماس.
ارتباك سياسي
وقدرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن تعليق المرحلة السادسة من الصفقة يترك 9 محتجزين على قيد الحياة كان من المفترض إطلاق سراحهم في غضون الأسابيع الثلاثة المقبلة، إضافة إلى 24 آخرين تشير تقديرات إسرائيلية إلى أنهم ما زالوا على قيد الحياة، ومن المتوقع إطلاق سراحهم في المرحلة الثانية من الصفقة.
إعلانأمام هذه المستجدات وخرق الاحتلال للبروتوكول الإنساني في غزة، يرى المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل أن "ترامب ونتنياهو يلعبان بالنار، وعلى هذا الأساس فإن الجيش الإسرائيلي يستعد لاحتمال تجدد القتال على جبهة غزة".
وفي إجراء يعكس حالة الارتباك على المستوى السياسي، أوضح المحلل العسكري أن جيش الدفاع الإسرائيلي يستعد لأكبر عملية استدعاء وتعبئة لقوات الاحتياط منذ بدء الحرب، في حال انهيار وقف إطلاق النار، قائلا إن "الأحداث تتسم بالدراماتيكية والتشويق والضبابية".
ويضيف "لكن هناك أمرا واحدا واضحا وهو أن استمرار القتال قد يؤدي إلى إزهاق أرواح العشرات من المحتجزين وعدد كبير من جنود الجيش الإسرائيلي والمدنيين في غزة"، مشيرا إلى أنه "لا يمكن الرهان والتعامل مع تصريحات ترامب، حتى وإن بدت قوية جدا ومنحازة بالكامل لصالح إسرائيل".
وتساءل هرئيل "على الجميع أن يقدر كيف ستتصرف حماس تجاه التهديد الأميركي الجديد؟ فهل هناك ما يمكن أن تخسره؟ وكيف ستتصرف إسرائيل وأميركا بحال رفضت الحركة الابتزاز وتحدت تهديد ترامب؟ كما أنه حتى لو افترضنا أنه تم استئناف القتال، هل سيؤدي ذلك إلى انتصار إسرائيل؟".
ضغوطاتالقراءة ذاتها استعرضها محلل الشؤون الأمنية والعسكرية في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، رون بن يشاي، الذي يعتقد أن الرسائل الضبابية والمثيرة للبلبلة التي يبعثها نتنياهو عقب تصريحات ترامب، تعكس الضغوط التي يتعرض لها، حيث "يحاول السير بين النقاط والضغوطات من ترامب ووزراء بالحكومة وعائلات المحتجزين والرأي العام الإسرائيلي".
وأوضح أن حماس أعلنت عن تعليق صفقة التبادل السبت المقبل، لكنها أبقت على الباب مفتوحا للوسطاء من أجل العودة لمسار الصفقة. وأضاف "أتت تصريحات ترامب وتهديده لحماس لتخلط الأوراق وتزيد المشهد تعقيدا، خصوصا مع تماهي حكومة نتنياهو مع تصريحاته".
إعلانوحسب بن يشاي، وضعت تصريحات الرئيس الأميركي نتنياهو في مأزق قبالة ائتلاف الحكومة وخاصة معسكر اليمين "الذي لا يمكنه أن يظهر على أنه أقل تطرفا من ترامب".
وبرأيه، فإن "اليمين المتطرف يدفع من أجل العودة للقتال بحيث أن أي عملية عسكرية جديدة بالقطاع تعرض المحتجزين للخطر، وبالتالي هناك تقديرات بأنه سيتم حل الأزمة دبلوماسيا، وإنجاز دفعة التبادل في موعدها".
مخاوفبيد أن المحلل السياسي في الموقع الإلكتروني "والا"، بارك رافيد، يعتقد أن "نتنياهو متفائل بترامب" ويرى في تصريحاته بشأن غزة "فرصة عظيمة من أجل تعزيز ائتلاف حكومته"، لكن دون أن يأخذ بعين الاعتبار تداعيات ذلك على مصير المحتجزين الإسرائيليين.
وأوضح رافيد أن الوعيد الذي وجهه الرئيس الأميركي لحماس حفز نتنياهو إلى تهميش صفقة المحتجزين، قائلا "لقد خلقت خطة ترامب لتهجير سكان غزة شعورا لدى القيادة الإسرائيلية بأن جميع مشاكلها قد تم حلها، حيث يسود شعور لدى الوزراء بالنشوة، لكن المحتجزين قد يدفعون ثمن ذلك".
ووفقا له، أبدت أوساط أمنية إسرائيلية مخاوف وخشية من أن تؤدي "نشوة وزراء حكومة نتنياهو" إلى انهيار المرحلة الأولى من صفقة التبادل، محذرا من تصريحات نتنياهو خلال اجتماع الكابينت الأخير، حيث تحدث عن "فرصة كبيرة لإسرائيل بوجود ترامب بالبيت الأبيض لتفعل ما تشاء في قطاع غزة".
وأشار رافيد إلى أن نتنياهو يتجنب تبني تصريحات ترامب بشكل معلن حتى عندما توعد حماس بـ"الجحيم"، وهو النهج الذي زاد من ضبابية المشهد وخلق حالة من البلبلة بكل ما يتعلق بالموقف الإسرائيلي الرسمي من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وصفقة التبادل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات تصریحات ترامب صفقة التبادل بشأن غزة
إقرأ أيضاً:
حماس ملتزمون بـوقف إطلاق النار إذا نفذت إسرائيل هذا الشرط
أعلنت حركة "حماس" موقفها تجاه التصريحات الإسرائيلية الأخيرة، وقالت الحركة مساء الثلاثاء، أنها ملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار في حال التزام "إسرائيل" به.
اقرأ ايضاًملك الأردن يعلن استعداد بلاده استقبال ألفي طفل من غزة (مباشر)وقالت الحركة في تصريح لها: "ملتزمون باتفاق وقف إطلاق النار ما التزم الاحتلال به، ونؤكد أن الاحتلال هو الطرف الذي لم يلتزم بتعهداته، وعليه تقع مسؤولية أي تعقيدات أو تأخير".
ووفق التصريح، فقد جددت الحركة رفضها لتصريحات الرئيس الأمريكي "دونالد ترمب" بشأن "تهجير شعبنا من قطاع غزَّة تحت ذريعة إعادة الإعمار".
عاجل | حركة حمـــاس في تصريحٍ صحفي:
- نجدّد رفضنا لتصريحات الرئيس الأمريكي "دونالد ترمب" بشأن تهجير شعبنا من قطاع غزَّة تحت ذريعة إعادة الإعمار
- تصريحات ترمب عنصرية ودعوة للتطهير العرقي، ولن ينجح، وسيواجَه بموقف فلسطيني وعربي وإسلامي موحّد يرفض كلّ مخططات التهجير
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) February 11, 2025
وأشارت إلى أن "تصريحات ترامب عنصرية ودعوة للتطهير العرقي، ولن ينجح، وسيواجَه بموقف فلسطيني وعربي وإسلامي موحّد يرفض كلّ مخططات التهجير".
اقرأ ايضاًمباحثات جديدة بين العاهل الأردني والرئيس ترامب في البيت الأبيض
وفي وقت سابق، الثلاثاء، أعلن نتنياهو تبنّيه لموقف ترامب بشأن غزة.
المصدر: وكالات
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
محرر البوابةيتابع طاقم تحرير البوابة أحدث الأخبار العالمية والإقليمية على مدار الساعة بتغطية موضوعية وشاملة
الأحدثترند حماس ملتزمون بـ"وقف إطلاق النار" إذا نفذت "إسرائيل" هذا الشرط تكلفة صادمة لإطلالة تايلور سويفت البسيطة في السوبر بول.. تعرفوا على المبلغ مرسوم جزائري يتعلق بـتسليم "مجرمين" مع تونس ملك الأردن يعلن استعداد بلاده استقبال ألفي طفل من غزة (مباشر) مباحثات جديدة بين العاهل الأردني والرئيس ترامب في البيت الأبيض Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTubeاشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter