تحذيرات عالمية.. منظمة «أنقذوا الأطفال»: مستويات غير مسبوقة من الانتهاكات ضد الأطفال فى السودان
تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يواجه الأطفال فى السودان أوضاعًا مأساوية فى ظل الصراع المسلح المستمر، حيث تتزايد معدلات العنف والاستغلال ضدهم بشكل ينذر بالخطر. فقد أدت المواجهات العنيفة إلى مقتل وإصابة آلاف الأطفال، فضلًا عن تعرضهم للتشريد القسرى والانفصال عن أسرهم.
كما يعانى العديد منهم من التجنيد القسري، إضافة إلى انتهاكات جسدية ونفسية متعددة، بما فى ذلك الاعتداءات الجنسية والاستغلال.
حذرت منظمة "أنقذوا الأطفال" فى تقرير لها من تصاعد العنف فى السودان خلال الربع الأخير من عام ٢٠٢٤، ليصل إلى مستويات غير مسبوقة منذ اندلاع النزاع قبل قرابة عامين.
وأشارت المنظمة إلى استمرار الهجمات العنيفة التى تستهدف الأطفال والمدنيين مع دخول عام ٢٠٢٥، مما يفاقم الأوضاع الإنسانية المتردية.
ووفقًا لتحليل أجرته المنظمة استنادًا إلى بيانات مشروع مواقع وأحداث النزاع المسلح (ACLED)، سُجّلت أكثر من ٧٠٠ حادثة عنف استهدفت المدنيين بين أكتوبر وديسمبر ٢٠٢٤، متجاوزة أى فترة زمنية مماثلة منذ بدء الصراع. وبلغ عدد الحوادث ٢٨٨ فى أكتوبر، و٢١٧ فى نوفمبر، و١٩٩ فى ديسمبر، وشملت غارات جوية، وهجمات بطائرات مسيّرة، وقصفًا مدفعيًا، واشتباكات مسلّحة، إضافة إلى عمليات اختطاف وقتل وعنف جنسي.
وفى مؤشر خطير على تصاعد العنف، سجّل شهر يناير ٢٠٢٥ نحو ٢٠٨ حوادث ضد المدنيين، بزيادة بلغت ٧٨٪ مقارنة بيناير ٢٠٢٤.
ومن بين هذه الحوادث، مقتل طالب فى المرحلة الثانوية فى ٥ يناير، ومقتل أب بالرصاص أمام أطفاله فى ٨ يناير.
كما شهدت مدينة الفاشر هجمات مروّعة، أبرزها الهجوم على معسكر "أبو شوك"، الذى أسفر عن مقتل سبعة أشخاص وإصابة ١١ آخرين، بالإضافة إلى استهداف مستشفى الفاشر السعودى التعليمى فى شمال دارفور، ما أدى إلى مقتل نحو ٧٠ شخصًا، بينهم أطفال، وإصابة عدد كبير آخر.
وأعلنت الأمم المتحدة أن تصاعد العنف أدى إلى "مستويات صادمة" من الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال، شملت التجنيد القسرى فى الجماعات المسلحة، والعنف الجنسي، والاختطاف، إلى جانب الهجمات على المدارس والمستشفيات.
وتصدرت ولايتا الجزيرة وشمال دارفور قائمة المناطق الأكثر تضررًا، حيث أُجبر أكثر من ١.٤ مليون شخص، بينهم ٧٦٠ ألف طفل، على الفرار من منازلهم.
وفى ظل استمرار الصراع للشهر الحادى والعشرين، بلغ عدد النازحين داخليًا نحو ١٢ مليون شخص، وهو الرقم الأعلى عالميًا وفقًا للمنظمة الدولية للهجرة. كما يواجه الأطفال خطر المجاعة، مع تسجيل خمس مناطق تعانى من ظروف غذائية كارثية.
من جانبه، أعرب محمد عبداللطيف، مدير منظمة "أنقذوا الأطفال" فى السودان، عن قلقه البالغ إزاء تفاقم العنف، مشيرًا إلى أن الأطفال وأسرهم، لا سيما فى شمال دارفور والخرطوم، يعانون من القصف العشوائى والتفجيرات التى تخلف آثارًا مدمرة.
وأكد عبداللطيف أن "الإفلات من العقاب على الهجمات التى تستهدف المدنيين والبنية التحتية، بما فى ذلك المستشفيات والأسواق ومرافق المياه، يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي". ودعت المنظمة جميع أطراف النزاع إلى الالتزام بحماية المدنيين، والامتناع عن وضع أهداف عسكرية بالقرب من المناطق السكنية، وضمان إبعاد المدنيين عن مناطق العمليات القتالية.
يُذكر أن منظمة "أنقذوا الأطفال" تعمل فى السودان منذ عام ١٩٨٣، وتقدم خدماتها للأطفال والعائلات فى مجالات الرعاية الصحية والتغذية والتعليم وحماية الأطفال والأمن الغذائي. كما توفر الدعم للاجئين السودانيين فى مصر وجنوب السودان.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الأطفال السودان أنقذوا الأطفال فى السودان
إقرأ أيضاً:
خبير سياسي: مقتل أكثر من 3 آلاف شخص في الكونغو نتيجة أعمال العنف
قال أحمد إمبابي، المتخصص في الشؤون الإفريقية، إن منطقة شرق الكونغو الديمقراطية شهدت تطورات معقدة في الآونة الأخيرة، حيث تداخلت فيها أطراف إقليمية ودولية في شرق وجنوب القارة الإفريقية، ما صعب الأمور، بالإضافة إلى سيطرة المتمردين من حركة إم 23 على أكبر مدينة في شرق الكونغو، وهي مدينة جوما.
وأضاف خلال مداخلة هاتفية، عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، أن أعمال العنف التي بدأت بها الأزمة الإنسانية وواجهتها القارة الإفريقية والعالم أجمع قد تصاعدت، مشيرًا إلى أن أعمال العنف أدت إلى قتل أكثر من 3000 شخص خلال أسبوع، بالإضافة إلى أكثر من مليون نازح بسبب هذه الأعمال العنيفة.
وأشار إلى أن الخطورة في هذا الأمر أن هناك أطرافًا أخرى تداخلت وليست رواندا فقط، باعتبارها دولة الجوار لمنطقة شرق الكونغو، وإنما تدخل جنوب إفريقيا بقوات، لحفظ السلام من تنمية جنوب إفريقيا للسيطرة على الأوضاع هناك، وذلك قد عقد الأمور وحالة الصدام بين رواندا وجنوب إفريقيا، موضحًا أن هذا التداخل استدعى أكثر من تدخل من القوادة الأفارقة، وانعقاد القمة الطارئة في تنزانيا إلى جانب تحرك إفريقي عاجل.
وأشار إلى أن التدخلات الأممية والدولية غير قادرة على الحسم أو مواجهة هذا الصراع، مشددًا على أن هذا الصراع بحاجة إلى إرادة دولية تتوحد فيها الجهود الدولية مع التحركات الإفريقية، من أجل السيطرة على الأوضاع الدموية.