أيها الأنظمة العربية: اتركوا أمريكا.. وسترونها ذليلةً مهزومة
تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT
عدنان ناصر الشامي
أيها القوم الذين أذلّوا أعناقَهم لمستكبرٍ عنيد، وربطوا مصيرَهم بيد عدوٍّ شديد، وجعلوا الولاءَ لغير الله ديدنًا، والخضوعَ لسادةِ الباطل شرعةً ومنهجًا، أما آنَ لكم أن تبصروا ما أنتم فيه من الضعة والهوان؟ أما آن لكم أن تعقلوا أنكم قد بعتم عزّكم بدنيا غيركم، وخسرتم آخرتَكم بثمنٍ بخسٍ دراهمَ معدودة؟ أما آن لكم أن تدركوا أنكم تسيرون خلف سرابٍ يحسبه الظمآن ماءً حتى إذَا جاءه لم يجده شيئًا؟
أراكُم قد سلّمتم مقاليد أموركم لعدوٍّ لا يرقب فيكم إلًّا ولا ذمّة، تطيعونه فيما يأمركم به، وتذعنون لقراراته إذعان المسترقّ، فإن شاء أن تُطفَأَ جذوةُ الجهاد في فلسطين، كنتم له أعوانا، وإن شاء أن تُباد أُمَّـة بأسرها في غزة، كنتم في صَفِّه جنودًا، وإن أراد أن يُنَحِّي قضية القدس عن صدارة القضايا، كنتم أول المطبّعين، وأسرع الساعين! أترجون منها عزةً، وهي التي (ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ)؟!
رويدًا أيها المهازيل!
أتخشون أمريكا خشيةَ العبد لسيّده؟ أتظنون أن بأسها لا يُرام، وجيشها لا يُهزم، وسلطانها لا يزول؟ والله لقد غرَّكم بالله الغَرور، ولقد صدّقتم على أنفسكم دعايةً كاذبة، فبئس ما صدّقتم، وبئس ما اتبعتم!
أما سمعتم قولَ الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه؟ أما قرأتم ما أنزله ربّ العزة فيمن اتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين؟ أما علمتم أن الله قد كتب على نفسه نصر أوليائه، وخذلان أعدائه، ولو بعد حين؟
إنها كلمة القائد الذي لا يهاب طغاة الأرض، ولا يخضع لجبابرتها، الرجل الذي كشف زيف أمريكا، وأبصر نهايتها قبل أن تراها أعين الجبناء، القائد الذي يقف في وجه الطغيان بثبات الأنبياء ويقين المجاهدين، فقالها عن ثقةٍ بوعد الله، لا تردّد فيه ولا مساومة:
“اتركوا أمريكا لوحدها، ولا تكونوا لها عونًا، ولا تجعلوا أنفسكم وقودًا لحروبها، وستبصرونها بأُم أعينكم ذليلةً مهزومة، لا تملك من القوة إلا وهْمها، ولا من العظمة إلا زخرفها، ولا من الجبروت إلا ما نسجته لكم من خيوط العنكبوت!”
ها هو وعد الله يتحقّق، وها أنتم ترون ضعفها بأعينكم!
أمريكا التي كنتم تعبدونها من دون الله، أصبحت عاجزةً عن حماية سفنها، واهتزت هيبتها تحت ضربات أبطال اليمن، فانكشفت عورتها، وزالت هيمنتها، ولم يبقَ لها من سلطانها إلا ما تزينه أبواقها الإعلامية، لكن الحقيقة التي لا تقبل الجدل أنَّ أمريكا تنهار، وسقوطها مسألة وقت، فاعتبروا يا أولي الأبصار!
من هنا، من يمن العزة والإيمان، على يد قائده وشعبه العظيم، ستُكسر شوكة أمريكا و”إسرائيل”، وستُدفن أوهامهما في رمال الهزيمة.
ما يقوله القائد وعدٌ مكتوب، لا مساومة فيه، ولا تراجع عنه. سيجعل قرارات أمريكا جحيمًا يحرقها، وسيرسل كوابيسها لتطاردها في نومها وصحوها، وسيحطم غطرستها حتى تصبح عبرةً للأمم. ستُمحى هيمنتها، وتُسحق مشاريعها، وما هي إلا أَيَّـام معدودة حتى يُريها الله بأسه، فتُذل وتُهان، وتُلقى في مستنقع السقوط الأبدي!
غزة تبقى عزيزة، واليمن سندها، وأمريكا و”إسرائيل” إلى زوال.. ووعد الله حقٌّ لا يتبدل!
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
مرايا الوحي: المحاضرة الرمضانية (12) للسيد القائد 1446
(المحاضرة الرمضانية الثانية عشر )
استدراك :
ستظل شخصيات الدكتور أحمد ونجليه صلاح ومُنير تتواجد في جزئية محاضرات القصص القرآنية؛ لاتساقها مع موضوع المحاضرة وعدم تشتيت انتباه القارئ.
"الدكتور أحمد أستاذ الفقه المقارن في كلية العلوم الإسلامية بجامعة الجزائر.
أما نَجَلاه صلاح ومُنير، فيدرسان في كلية الطب بالجامعة ذاتها وكذلك حازم ابن شقيقه طالب الهندسة المعمارية وكذلك الدكتور نضال زميل الدكتور احمد وهو استاذ العقائد والاديان في كلية العلوم الاسلامية بذات الجامعة "
كان الدكتور احمد ونجليه وابن شقيقه مدعوين لتناول الفطور والعشاء بمنزل الدكتور نضال .
بعد ان فرغوا من اداء صلاة العشاء توجهوا لصالة المنزل لمتابعة محاضرة الليلة والتي بدأت للتو :-
وكنا بالأمس تحدثنـا أولاً: عن ما كان قد تحقق لنبي الله إبراهيم "عَلَيْهِ السَّلَامُ" في مقامه الأول بين قومه، وأنه عرض لهم من البراهين ما تصل بهم إلى الحقيقة، في مبدأ التوحيد لله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، والإيمان به، وإبطال الشرك ونسفه، وترسيخ مبدأ الكمال المطلق، الذي ليس إلِّا لله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" وأنهم بُهِتُوا تجاه ما عرض عليهم من البراهين؛ لأنه ليس لهم أي حجة لإبطالها، في مقابل أنه أتى هو بالحُجَّة النَّيِّرة، المفحمة، المقنعة، والتي لم يكن لهم في مقابلها أي مستند للتشبُّث بما هم عليه من الباطل.
لكن لشدة ما قد أدمنوا عليه من العبادة للأصنام، وارتباطهم بها، وتَرَسُّخ هذا الباطل في نفوسهم، وتجذره في واقعهم الاجتماعي لممارستهم له على مدى أجيال، كان لابدَّ من مقامات أخرى، فاتَّجه أيضاً لمقامٍ آخر، وبدأنا في الحديث عن المقام الآخر، وكيف دعاهم بشكلٍ جماعي في تجمعٍ لهم في هذا المقام- كذلك- إلى عبادة الله، ولكن بدأ أسلوبه معهم مستخدماً طريقة الأسئلة، والاستنطاق للحقيقة، والإلجاء لهم إلى الاعتراف بالحقيقة.
ثم في إطار هذه الأسئلة التي وجهها لهم، كذلك كان يصل بهم إلى الاعتراف الضمني بعجز تلك الأصنام بشكلٍ تام: أنَّها لا تملك لا ضراً، ولا نفعاً، ولا قدرة، ولا حياةً، أنها حتى لا تسمعهم حينما يدعونها، وهم يتوجَّهون إليها بالعبادة، وأنهم استندوا فقط في ما استندوا إليه هم، إلى أنهم ورثوا هذا المعتقد الباطل من آبائهم: {قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ}[الشعراء:74].
- مراجعة مهمة لمحاضرة الامس لترسيخها في اذهاننا ... هكذا تحدث الدكتور نضال.
تحدثنا أيضاً بالأمس، على أن الاستناد إلى ما عليه الآباء والأجداد ليس بمفرده حُجَّة، لا يمكن أن يكون هو لوحده حُجَّة، ولا برهاناً، ولا دليلاً؛ إنما المعتبر الحق- يعني- إن كان الآباء والأجداد على الحق، ويتَّبعون رموز الهدى، فحينئذٍ يمكن الانتماء،
وذكرنا في سياق الفارق أمثلة:
مثلاً: في قصة نبي الله يوسف "عَلَيْهِ السَّلَامُ"، حينما ذكر الله عنه أنه قال: {وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ}[يوسف:38]، وكذلك في قول الله تعالى: {مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ}[الحج:78].
هؤلاء الآباء، الذين هم أنبياء ورسل، وعلى خط التوحيد، وخط الإيمان بالله، خط الحق، وطريق الحق، والصراط المستقيم، كان الانتماء إليهم، والاعتزاز بالانتماء إليهم، شيئاً جيداً، ليس معيباً ولا خطأً، بل هو صحيح.
أمَّا حال المشركين، الذين ورثوا الشرك من أسلافهم، وحال من ورثوا الباطل من أسلافهم، ويتعصَّبون له، ويتشبَّثون به، فليس لهم في ذلك مستندٌ ولا حُجَّة، ذكرنا قول الله: "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى": {أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ}[البقرة:170]، لأنهم ليسوا مهتدين؛ فلا ينبغي التشبُّث بما كانوا عليه
ولـذلك- كما ذكرنا بالأمس- أن مطاوعة التكفيريين عادةً ما كانوا يحاولون، في مساعيهم لإضلال شعبنا العزيز (يمن الإيمان والحكمة)، الذي له امتداده الإيماني الأصيل عبر الأجيال، إلى عهد رسول الله "صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ"، ولكنهم يأتون ليقولوا لشعبنا: [كُنتم على ضلال وباطل في كل ما أنتم عليه، ويجب أن تُسْلِموا من جديد،وأن تعتقدوا أن كل الأجيال من قبلكم كانوا كفاراً وكافرين، وعلى غير الإسلام؛ لأنهم ليسوا على الاتِّجاه التكفيري]، فإذا قال أحدٌ ما: [لا، نحن على ما كان عليه الآباء والأجداد]، قالوا: [هااااه، أنتم تقولون مثل ما قولة الكافرين: {بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا}[البقرة:170]]، فيحاولون أن يُشَبِّهوا بهذا الأسلوب على البعض من الناس، أن يثيروا مثل هذه الشُّبَه.
كما- تحدثنا بالأمس- أن مسار شعبنا العزيز هو كما قال عنه رسول الله "صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ": ((الْإِيْمَانُ يَمَانٍ، وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَّةٌ))، كان يأتي البعض من حركة أهل الدعوة من الهند، في السنوات الماضية، إلى اليمن، ليدعوا اليمنيين إلى أن يسلموا، من الهند يطلب من اليمنيين أن يسلموا، وهو آتٍ من الهند، وَالْإِيْمَانُ يَمَانٍ، وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَّةٌ! الامتداد الأصيل، والرموز الهداة العظماء ليمن الإيمان والحكمة من رموز الإسلام والإيمان، من نجوم الهداية، المضيئة في سماء الهداية؛ ولـذلك ينبغي أن يكون لدى الناس وعي وبصيرة، وأن يكون لديهم انتباه تجاه أي شُبه.
تحدثنا عن مسألة الموروث الفكري والثقافي للأُمَّة، وعن المعيار لما هو صحيح، المعيار هو: الحق، والامتداد لنهج الحق وطريق الحق؛ أمَّا ما هو باطل فلا ينبغي التعصُّب له أبداً، بالاستناد إلى من كانوا في طريق الباطل، أو زاغوا عن طريق الحق في تاريخ الأمة، وهذه المسألة مهمة جداً.
- لا زال السيد عبدالملك يراجع لنا بعض من جزئيات محاضرات الامس الخاصة الخاصة بالاعتزاز الايماني لليمنيين ودور التكفيريين التضليلي بهذا الخصوص. وكذا مسألة الموروث الفكري والثقافي للامة واضاف بعض الامثلة الجديدة الليلة لهذه الجزئيات كالذين يقدمون من الهند لدعوة اليمنيين للاسلام في السنوات الماضية .
ننتهي من هذه النقطة، وننتقل إلى كلام نبي الله إبراهيم "عَلَيْهِ السَّلَامُ" فيما رد به عليهم: {قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (75) أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (76) فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ}[الشعراء:75-77]، وهنا يعلن موقفه الحاسم (البراءة) بصيغة صريحة وواضحة جداً، بالعداء، الذي هو قمة البراءة يعني، {فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ}[الشعراء:77]، فهو يتَّخذ موقفاً حاسماً من شركهم، ومن معبوداتهم الزائفة، في الحديث عن هذه المسألة.
في الحديث عن هذه المسألة، وما فيها من تفاصيل، نتركه لمحاضرة الغد إن شاء الله؛ لأننا اليوم تركنا مساحة للحديث عن الموقف، وحتى لا نطيل، نكتفي بهذا المقدار.
- انتهت المحاضرة وتحدث الدكتور احمد بالفعل فمساحة الحديث عن الموقف اليمني المنتصر لمظلومية اهلنا في غزة اخذ حيزاً كبيراً من وقت المحافطة وسنكون بانتظار محاضرة الغد لنستمع لهذه الخسائر وتفاصيلها من السيد عبدالملك يحفظه الله .