قال الصحفي البريطاني سام كايلي قال فيه إن حلم دونالد ترامب المحموم يمثل كابوسا  للغرب.

ورأى في مقال في صحيفة "إندبندنت" أن تهديدات الرئيس الأمريكي بقطع المساعدات الأمريكية عن مصر والأردن هي خطيرة ولا تقوي إلا أعداء أمريكا. كما أن تهديداته بتحويل غزة إلى "جهنم" لو لم تطلق حماس الأسرى المحتجزين لديها بحلول منتصف يوم السبت المقبل لا معنى لها، فالرئيس الأمريكي لا يملك أي قدرة ــ لا تمتلكها إسرائيل بالفعل ــ على جعل حماس "تدفع الثمن" لو لم تطلق سراح الأسرى المتبقين.



وتأتي تهديداته على خلفية اتفاق وقف إطلاق النار الذي بالكاد يصمد حتى الآن.

ويقول كايلي إنه إذا انهار وقف إطلاق النار بالكامل، فقد تستمر "إسرائيل" في قصف القطاع. وقد أعطى ترامب بالفعل بنيامين نتنياهو الضوء الأخضر للقيام بذلك، ورفع القيود السابقة التي فرضتها إدارة بايدن على توريد القنابل التي تزن 2,000 رطلا.

ومن المعقول أن يهدد ترامب بما لا يمكن تصوره، وأن سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة سيواجهون هجوما ليس فقط من قبل "إسرائيل" ولكن من قبل الولايات المتحدة (والتي من الناحية الفنية، يمكنها مهاجمة سكان قطاع غزة بصواريخ كروز وقنابل خارقة للتحصينات وحتى المدافع البحرية من البحر الأبيض المتوسط).

ويعلق الكاتب أن التورط الأمريكي لو حدث فسيكون امتحانا لما يسمح به الدستور الأمريكي، وسيكون بمثابة فعل حرب، شن بدون موافقة من الكونغرس. فهجومه على مؤسسات الحكومة الفدرالية، بما فيها الوكالة المركزية للاستخبارات (سي آي إيه)، ووزارة الدفاع تقترح أنه لا يهتم بالدستور الذي أقسم على حمايته.

وحتى لو لم يشن حربا على غزة، فإنه في الطريق لتفجير الشرق الأوسط وتسليم النفوذ والرعاية الأمريكية إلى منافسيها هناك.

فتهديده بقطع المساعدات الأمريكية عن مصر والأردن إلا إذا وافق البلدان على استقبال 1.8 مليون نسمة للعيش في "بيوت جميلة" التي يجب أن يبنيها هذان البلدان بـ "مليارات" خيالية من الولايات المتحدة.

وأشار الكاتب إلى لقاء الملك عبد الله الثاني مع ترامب يوم الثلاثاء، حيث كان في مهمة مستحيلة لكي يوضح لترامب من أن هذا الحلم المحموم سينتهي بالحرب والفوضى، وقد يعرض الملك نفسه للخطر. وكان يجب ألا يتحمل الملك عبد الله العبء ليوضح  لترامب مخاطر التطهير العرقي في غزة على مملكته. فوالده الملك حسين تعرض لأكثر من محاولة اغتيال في أثناء حكمه الذي استمر 46 عاما، كما أن جده الملك عبد الله الأول، قتل في الأقصى.

بل ويجب على بريطانيا أن تتحمل مسؤولية شرح مخاطر خطة ترامب، فعلاقاتها مع المملكة الأردنية قوية، بما فيها علاقات شخصية مع البلاط الملكي، إضافة إلى علاقات سياسية طويلة ومكثفة. ويعد الأردن لاعبا رئيسيا لبريطانيا في العمليات العسكرية والأمنية بالمنطقة. وتستخدم قوات العمليات الخاصة وعملاء المخابرات الأردن كقاعدة لقتال تنظيم الدولة في سوريا، وفي التجسس على الميليشيات الإيرانية في سوريا والعراق ولبنان. واستخدمت المعلومات الاستخباراتية التي قدمتها المخابرات الأردنية إلى بريطانيا وأمريكا وأحيانا "إسرائيل" لإحباط مؤامرات إرهابية حول العالم، في وقت عملت فيه المملكة على تحييد الإسلام السياسي.



ويعيش في الأردن عدد كبير من الفلسطينيين الذي هاجروا من فلسطين في الحروب السابقة، كما ويستقبل مئات الآلاف من اللاجئين السوريين الذي فروا أثناء الحرب الأهلية.

وحتى لو عرض ترامب على الأردن "مليارات الدولارات" لبناء "غزة جديدة" في الصحراء، فإن عبد الله لن يقبلها، بل سيرفضها، وسوف يرفضها، لأن القيام بذلك سيكون غير أخلاقي، كما سيكون ذلك نهاية المملكة الهاشمية.

ولقد عقد الأردن الحديث السلام مع شعبه الفلسطيني الضخم، الذي قاتل "إسرائيل" ذات يوم من الضفة الشرقية لنهر الأردن. كما عقد السلام مع "إسرائيل" في عام 1994 وتم تمويل هذه الصفقة بمساعدات مالية وعسكرية.

وتمنح الولايات المتحدة الأردن حاليا 1.72 مليار دولار سنويا لهذا الغرض. ولا يوجد نفط في الأردن والمياه شحيحة، ومعظم أراضيه صحراء. ويعتمد الملك عبد الله على المساعدات الأمريكية والمساعدات الأجنبية الأخرى لدعم اقتصاده والتأكد من الاستقرار والسلام مع "إسرائيل" وإبعاد تنظيم القاعدة والدولة عن النقاش السائد.

ويحظى الملك عبد الله، قائد القوات الخاصة سابقا وخريج كلية ساندهيرست العسكرية في بريطانيا، بشعبية واسعة، لكنه ليس محصنا من الأخطار.

ولا ينبغي أن يقع على عاتقه مهمة توضيح الأمر لترامب وترك الأخير يندب بغضب في المكتب البيضاوي.

وتتمتع مصر بثقل أكبر في واشنطن وشق رئيسها عبد الفتاح السيسي طريقه إلى السلطة بالقتل وأطاح بحكومة الإخوان المسلمين في عام 2013. وقد تم تجاهل سجله المروع في مجال حقوق الإنسان لأن مصر لديها أيضا معاهدة سلام مع "إسرائيل". ويتعامل الغرب على وجه الخصوص مع فكرة استيعاب الأنظمة الديكتاتورية العلمانية في الشرق الأوسط باعتبارها خيارا أفضل من الفكرة الإسلامية التي تتبناها جماعة الإخوان المسلمين.

ولا تستطيع مصر، ولن تفعل،  استيراد مليون فلسطيني. فهي لا تستطيع أن تتحمل تكاليف هذا على المستوى السياسي. وتخشى القاهرة من دخول أفكار العنف مع الفلسطينيين والذي تتبناه حماس والجهاد الإسلامي، والذي سوف يمتزج مع جماعة الإخوان المسلمين غير العنيفة في توليفة سامة.

وأظهر ترامب هذا العام أنه عندما يقول إنه سيفعل شيئا، فإنه لا يخادع. وربما يكون من الممكن أن يضاعف من خطته لتطهير غزة من سكانها الأصليين حتى يظهر شكل آخر أكثر اعتدالا من النزوح الجماعي ويكون مقبولا له. ولكن يبدو أنه جاد للغاية بشأن إضافة كندا كولاية أمريكية أخرى، وغزو أو شراء غرينلاند وخنق أوكرانيا أيضا، مما يعني أنه قد يقطع المساعدات عن الأردن ومصر.

وقد رفض كلا البلدين بالفعل بصوت عال خطة ترامب لإعادة تطوير غزة. ولن تتردد مصر في البحث عن أماكن أخرى للمساعدة العسكرية والمالية. فما على السيسي إلا أن يرفع سماعة الهاتف، وسوف تخرج بكين دفتر شيكاتها وتنتزع السيطرة الاستراتيجية على قناة السويس والموانئ المتوسطية ونهر النيل. وهي نفس الأصول الإستراتيجية التي ترغب فيها روسيا، وبخاصة بعدما فقدت تأثيرها في سوريا. وستباع بسعر زهيد مقابل بضعة مليارات.

ومن غير المرجح أن يتحول  الأردن إلى الفلك الصيني والروسي. وعلى بريطانيا وأوروبا ألا تسمحا لأوهام ترامب أن تدمر جزر الاستقرار التي لا تزال قائمة في الشرق الأوسط. فلم تعد أمريكا ترامب تمثل المصالح الأفضل "للغرب"، ولابد أن تتولى لندن وبروكسل هذا الدور.

فريدمان: المبادرة الأكثر غباء وخطورة 
وعلى ذات المنوال ذهب الصحفي الأمريكي توماس فريدمان، الذي وصف خطة ترامب بأنها تثبت شيئا واحدا وهو مدى قصر المسافة بين التفكير خارج الصندوق والتفكير خارج العقل.

وأكد في مقال في صحيفة "نيويورك تايمز" أنه يستطيع أن يقول بثقة أن اقتراح ترامب هو المبادرة الأكثر غباء وخطورة في الشرق الأوسط التي طرحها رئيس أمريكي على الإطلاق.



وأشار إلى أنه مع ذلك، فهو ليس متأكدا مما هو أكثر إثارة للخوف: اقتراح ترامب بشأن غزة، والذي يبدو أنه يتغير يوما بعد يوم، أو السرعة التي وافق بها مساعدوه وأعضاء حكومته، الذين لم يتم إطلاع أي منهم تقريبا على الأمر مسبقا، على الفكرة "مثل مجموعة من الدمى التي تومئ برؤوسها فقط".

وقال فريدمان إن هذا قد ينجح في الأفلام، ولكن في الحياة الواقعية، إذا حاولت إدارة ترامب فعليا إجبار الأردن ومصر أو أي دولة عربية أخرى على قبول الفلسطينيين الذين يعيشون في غزة - وإجبار الجيش الإسرائيلي على جمعهم وتسليمهم، حيث قال ترامب إن النقل لن يشمل القوات الأمريكية ولن يكلف دافعي الضرائب الأمريكيين سنتا واحدا، فسوف يؤدي ذلك إلى زعزعة التوازن الديموغرافي في الأردن بين سكان الضفة الشرقية والفلسطينيين، وزعزعة استقرار مصر وزعزعة استقرار "إسرائيل".

وحذر من أن هذه هي الهدية الأعظم التي يمكن أن يقدمها ترامب لإيران للعودة إلى الشرق الأوسط من خلال إحراج جميع الأنظمة السنية المؤيدة لأمريكا.

وأوضح أن إحدى أكبر المشاكل التي يعاني منها فريق ترامب هي أن رؤيته الكاملة للشرق الأوسط تتم من خلال عدسة اليمين المتطرف الإسرائيلي والمسيحيين الإنجيليين. وإلى الحد الذي يعرف فيه أنصار ترامب العالم العربي، فإنهم يعرفونه من خلال مجتمع الاستثمار في الخليج العربي. لذا فهم مغفلون تماما لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية ترامب غزة الشرق الأوسط الشرق الأوسط امريكا غزة ترامب صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الملک عبد الله الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

مكتب نتنياهو: إسرائيل قبلت مقترح ويتكوف وحماس تواصل رفضه

سرايا - قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ان إسرائيل قبلت مقترح ويتكوف وحماس تواصل رفضه وتستمر في التلاعب والحرب النفسية.

وتابع : اجتماع السبت لتلقي تقرير من وفد التفاوض لاتخاذ قرارات بشأن الخطوة التالية المتعلقة بالصفقة.

إقرأ أيضاً : أثناء جمع الحطب .. 4 شهداء في مجزرة بحي الزيتون بغزةإقرأ أيضاً : وزير الخارجية السوري في زيارة رسمية لبغدادإقرأ أيضاً : ترامب يبدي تفاؤلا بشأن أوكرانيا .. ويوجه طلبا مصيريا لبوتين



تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #ترامب#أوكرانيا#رئيس#الوزراء



طباعة المشاهدات: 1091  
1 - ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. 14-03-2025 06:25 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
رد على :
الرد على تعليق
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
اضافة
قانون جديد قريباً .. الشركات ستخبرك بموعد تعطل منتجاتها القارة القطبية الجنوبية تذوب .. هل يقترب العالم من نقطة اللاعودة؟ قبة الإمام الشافعي .. روحانيات عابرة للتاريخ ووجهة للبسطاء سحب قطار باسنانه .. مصري يدخل موسوعة غينيس خلال صيامه شيخ الدروز في سوريا يهاجم الإدارة الجديدة ويتهمها... كركي يعفو عن المتسببة بفقدان نجله إثر حادث دهس:... المتقاعدين العسكريين: توزيع الدعم والمساعدات... بتدابير أمنية مشدّدة .. وفد ديني درزي سوري يزور... الأم التي أبكت السوريين تطل ثانية .. (كلكم ولادي) أثناء جمع الحطب .. 4 شهداء في مجزرة بحي الزيتون بغزةوزير الخارجية السوري في زيارة رسمية لبغدادترامب يبدي تفاؤلا بشأن أوكرانيا .. ويوجه طلبا...من دون زي مدرسي ولا كتب .. طلاب غزة يعودون...جوارب فانس تشغل ترامب في اجتماع رسمي .. فيديو العراق يعلن مقتل عبد الله مكي نائب زعيم داعشأهالي الجولان: (إسرائيل) تستغل زيارة رجال دين دروز...كاتس: (إسرائيل) ستبقى في المواقع الخمسة في جنوب لبنانإعلام عبري: الطائرة الخاصة بالرئيس الراحل ياسر... وائل عبد العزيز يطالب نيكول سابا بمغادرة مصر .. ما... "إخواتي" .. حل لغز وفاة أحمد حاتم... أحدهم قبطي .. "موائد رحمن" لمشاهير تتحول... ريهام حجاج تكشف تعرضها لحروب بسبب زواجها محمد رمضان يحذّر من استغلال اسم برنامجه للنصب خبر سعيد لمحمد صلاح بعد صدمة دوري أبطال أوروبا 7 مقابل 1 .. مفاجأة نجم ريال مدريد في منتخب إسبانيا أردني يتأهل إلى نهائي الدوري العالمي للكراتيه بسبب الصيام .. طرد 3 لاعبين من الإفريقي التونسي كيليان مبابي يعود إلى صفوف المنتخب الفرنسي مصر: شخص يهدم منزل شقيقه بـ"لودر" أثناء الإفطار .. فيديو "42 يوما دون طعام" .. امرأة تفقد وزنها بسبب جراحة الفك جاستن بيبر يعترف بشعوره "عدم الكفاءة" ويصف نفسه بـ"المحتال" تغيير صادم وأسرته ليست معجبة .. جورج كلوني في مظهر جديد .. صورة تفاصيل صادمة .. مقتل تيكتوكر تركية شابة بوابل من الرصاص "القمر الدموي" .. خسوف كلّي ساحر يترقبه العالم لماذا عمر النساء أطول من عمر الرجال؟ قصة لا يتصورها عقل .. حجزت ابن زوجها 20 سنة في قبو بعمر ال108 .. مصففة شعر تدخل "غينيس" وتوجه نصيحة قد تغير حياتك انفجار تجربة علمية في مدرسة تركية .. والطلاب يحترقون داخل المختبر

الصفحة الرئيسية الأردن اليوم أخبار سياسية أخبار رياضية أخبار فنية شكاوى وفيات الاردن مناسبات أريد حلا لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر(وكالة سرايا الإخبارية) saraynews.com
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...

مقالات مشابهة

  • لغز بلا أدلة.. رصاصة فى الظلام تنهى حياة صحفى بريطانى فى القاهرة 1977
  • «مجموعة السبع» تصدر بياناً بخصوص الأوضاع في الشرق الأوسط
  • مكتب نتنياهو: إسرائيل قبلت مقترح ويتكوف وحماس تواصل رفضه
  • مقترح ويتكوف.. خطة أمريكية يحملها مبعوث ترامب إلى إسرائيل وحماس
  • الصراع بين الكنيسة المصرية ومخطط الشرق الأوسط الجديد
  • الهلال في صدارة التصنيف.. «التفاصيل الكاملة» لقرعة «النخبة الآسيوية»
  • مصر تثمّن تراجع ترامب عن موقفه بشأن تهجير الفلسطينيين من غزة
  • مصر تعرب عن تقديرها لتصريحات الرئيس الأمريكى ترامب بشأن قطاع غزة
  • تمارا حداد: إسرائيل قد لا تكون قادرة على الدخول فى حرب ثانية
  • رسوم أوروبية ردًا على الأميركية التي دخلت حيز التنفيذ