ثمَّن سياسيون ومحللون فلسطينيون الموقف الرسمى المصرى والأردنى فى رفض المخططات الأمريكية والإسرائيلية، التى أعلنها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، لتهجير أهالى قطاع غزة، بعد 15 شهراً من حرب الإبادة الجماعية على أبناء الشعب الفلسطينى، وأكد السياسيون الفلسطينيون أن الدول العربية مطالبة بالاصطفاف خلف مصر والأردن فى رفض مخططات التهجير، والوقوف صفاً واحداً لعدم المساس بحقوق الشعب الفلسطينى.

وأكد الدكتور نزار نزال، محلل سياسى فلسطينى، أن الموقف المصرى فاجأ الجميع، مشيداً بتصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسى الواضحة تجاه رفض التهجير، والتى أكد فيها أن موضوع التهجير «خط أحمر» بالنسبة لمصر، واعتبر «نزال» أن الموقف المصرى متقدم بشكل كبير ومتطور فى هذا السياق، مشيراً إلى أن مصر تسير بخطى واثقة فى مواجهة كافة التحديات، وأضاف أن تصريحات المسئولين المصريين فى رفض التهجير فيها نوع من الندية والحدة والتحدى، مشدداً على أن تمسك مصر بهذا الموقف المتقدم سيقود إلى إجهاض مخطط التهجير.

وأوضح المحلل السياسى الفلسطينى أن السماح بدخول وتهجير الفلسطينيين إلى الأراضى المصرية سينقل الصراع من الأراضى المحتلة إلى مصر، وهذا لن تقبله مصر، كما أنها لن تقبل المساس بأمنها القومى، واستبعد «نزال» أن يكون هناك أى تهاون فى الموقف المصرى الرافض للتهجير، مشيراً إلى أن «الدولة العميقة فى إسرائيل تخشى من مصر وتخافها، خاصةً أن مصر دولة ثقيلة لها وزنها، ولديها قيادة حكيمة، ودبلوماسية ناعمة، وأحياناً خشنة، وهذا كله ليس من ضعف، ولكن من قلب القوة»، وأضاف أن مصر لن تسمح بأن يكون هناك تهجير للفلسطينيين، مشيراً إلى أن هذا الموقف سيلقى بظلاله على الموقف العربى المنتظر فى القمة العربية المقرر عقدها يوم 27 فبراير الجارى.

وشدد السياسى الفلسطينى على أن مصر تتحرك بطريقة مدروسة لإحباط هذه المخططات، مطالباً الدول العربية بدعم المصريين، وخاصةً المملكة العربية السعودية والإمارات وقطر والبحرين والعراق، وأضاف أنه يجب على كل الدول العربية الوقوف إلى جانب مصر، اقتصادياً وعسكرياً، مؤكداً أن مصر هى «رأس الحربة» فى هذه المواجهة، معرباً عن اعتقاده بأنه فى حالة إذا ما أقدمت دولة الاحتلال الإسرائيلى على اتخاذ خطوة واحدة تجاه تنفيذ ذلك المخطط، فإن مصر ستتقدم 3 خطوات.

من جانبه، أكد الشيخ وضاح درعان الوحيدى، منسق العشائر الفلسطينية فى قطاع غزة والضفة الغربية والشتات، تأييده لما وصفه بـ«الموقف المصرى الأصيل»، الذى عبَّرت عنه القيادة المصرية، وعلى رأسها الرئيس عبدالفتاح السيسى، برفض أى محاولات لتهجير أبناء الشعب الفلسطينى من أرضهم فى قطاع غزة، واعتبار أن ذلك يشكل «خطاً أحمر» لا يمكن تجاوزه، وأضاف أن «هذا الموقف المشرف يعكس عمق العلاقة التاريخية بين الشعبين الفلسطينى والمصرى، ويثبت مجدداً أن مصر كانت وستظل السند الداعم لقضيتنا العادلة، والحامى لحقوق الشعب الفلسطينى، فى وجه كل المخططات التى تهدف إلى اقتلاعه من أرضه، وتقدم الشيخ «الوحيدى» بالشكر والتقدير لجمهورية مصر العربية، قيادةً وشعباً، على هذا الموقف المبدئى، الذى يرسّخ وحدة المصير بين الشعبين المصرى والفلسطينى، داعياً كافة الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولى إلى اتخاذ خطوات مماثلة، للتصدى لكافة المخططات التى تستهدف تصفية القضية الفلسطينية.

كذلك أشاد جميل سرحان، رئيس الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان بقطاع غزة، بالموقف المصرى، الذى وصفه بأنه «موقف عروبى بامتياز»، يعبر عن المصلحة الفلسطينية والمصرية والعربية، وأضاف «سرحان» أن «الموقف المصرى يؤكد أن الشعب الفلسطينى له حقه فى أرضه، ولا يجوز لأى شخص أن ينتزعه من أرضه، وأنه لا توجد جهة قادرة على إجبار الشعب المصرى على قبول تهجير الفلسطينيين، وأضاف أن الموقف العربى «واضح وحازم» بهذا الشأن، وهو ما سيتم التأكيد عليه خلال القمة العربية المقبلة.

وقال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن الموقف المصرى ثابت تجاه دعم القضية الفلسطينية، وتجاه التهجير القسرى أو الطوعى للشعب الفلسطينى، واعتبر أنه «موقف واضح منذ سنوات طويلة، وليس وليداً للأحداث الحالية»، وأكد «الرقب» أن مشاريع تهجير الشعب الفلسطينى من غزة يجرى طرحها منذ خمسينات القرن الماضى، كان أبرزها مشروع «روجرز»، مشيراً إلى أن مصر رفضت مخطط التهجير بعد أحداث 7 أكتوبر 2023، وأوقفت مخطط إسرائيل لإزاحة سكان قطاع غزة تجاه سيناء، كما أن مصر تقف ضد مخططات التهجير إلى أى مكان، لأن «التهجير معناه شطب القضية الفلسطينية»، التى تعتبرها مصر قضيتها، وتعمل للحفاظ على المشروع الوطنى الفلسطينى.

وأوضح أستاذ العلوم السياسية أن القاهرة تحركت مبكراً قبل تصريحات «ترامب»، وتدرك ذلك جيداً، وطالبت بأن يكون هناك موقف دولى وعربى لرفض التهجير، وصدرت بيانات عديدة ترفض تهجير سكان قطاع غزة، وأكد أن مصر تعد خطة لإعادة إعمار قطاع غزة، دون تهجير الفلسطينيين، معرباً عن توقعه بأن تشمل خطة الإعمار بناء مدن جديدة بشكل تدريجى، دون الحاجة إلى تهجير السكان، مشيداً بالموقف المصرى الثابت والواضح والصريح، معتبراً أنه أسهم فى تثبيت الموقف الفلسطينى الرافض للتهجير.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: القضية الفلسطينية غزة تصفية القضية الفلسطينية وزارة الخارجية الشعب الفلسطینى الدول العربیة الموقف المصرى هذا الموقف قطاع غزة وأضاف أن إلى أن أن مصر

إقرأ أيضاً:

الأحزاب العربية تثمن قرار القيادة اليمنية لرفع الحصار عن قطاع غزة

واعتبرت الأمانة العامة في بيان هذا الإعلان إجراء عملياً يعبر عن الموقف اليمني الثابت والشجاع، مشيراً إلى أن الأحداث أثبتت أن الاحتلال الصهيوني المتفلت من التزاماته لا يفهم إلا لغة القوة التي يتقنها الشعب اليمني، وجيشه الباسل وقيادته الحكيمة والشجاعة .

وأضافت "وهذا ما يدعونا جميعا إلى تصعيد التحركات الفاعلة للضغط على الاحتلال الصهيوني وداعميه، حتى إنهاء العدوان ورفع الحصار عن غزة، والعمل على وصول المساعدات الإنسانية، في هذه الأيام المباركة من جميع الدول العربية والإسلامية ومن المؤسسات الدولية إلى الشعب الفلسطيني المحاصر .

مقالات مشابهة

  • مجدي مرشد: التراجع الأمريكي عن مخطط التهجير يعكس صلابة الموقف المصري
  • أمين تنظيم الريادة: تغير الموقف الأمريكي بشأن التهجير انتصار لموقف مصر
  • المحاضرة الرمضانية الـ13 للسيد القائد (نص + فيديو)
  • حزب "المصريين": تراجع الموقف الأمريكي تجاه مقترح التهجير خطوة إيجابية
  • الأحزاب العربية تثمن قرار القيادة اليمنية لرفع الحصار عن قطاع غزة
  • «تيته» تعقد اجتماعاً مع الأمين العام لـ«جامعة الدول العربية»
  • مقررون أمميون: قرارات الاحتلال تستهدف تدمير الشعب الفلسطيني
  • نص المحاضرة الرمضانية الـ 12 للسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي 1446هـ
  • مندوب الأردن بالجامعة العربية: خطة إعمار غزة تحولت لخطة عربية إسلامية
  • قائد أنصار الله: سقف صنعاء عالٍ إذا استمر العدو في حصار غزة