هآرتس: ترامب يحبط نتنياهو بشأن إيران
تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT
قال يوسي ميلمان المحلل الاستخباري والإستراتيجي لصحيفة هآرتس إن ثمة حقيقة واحدة حاسمة غابت في خضم الضجة التي أثارها اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترامب مؤخرا بترحيل سكان غزة إلى دول أخرى، وهو ما أيده فيه كل من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو واليمين المتطرف في إسرائيل.
وكشف في تحليله الإخباري أن تلك الحقيقة هي أن نتنياهو تلقى ضربة موجعة من الإدارة الأميركية في ساحة أخرى هي إيران.
عقوبات لا هجمات
وعوضا عن ذلك، أصدر الرئيس الأميركي أمرا تنفيذيا بفرض عقوبات على إيران تهدف بشكل خاص إلى شل قدرات طهران على تصدير النفط الذي يُعد المصدر الرئيس لإيراداتها.
ووفق المحلل الاستخباري الإسرائيلي، فقد تمكن الحرس الثوري الإيراني في السنوات الأخيرة و"دون بذل مجهود يُذكر" من الاستمرار في تصدير النفط وخاصة إلى الصين، رغم العقوبات التي كانت سائدة أيضا إبان إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن.
وزعم أن بعض عائدات تلك الصادرات استُخدمت في تمويل "وكلاء إيران في المنطقة". وقد استطاعت إيران الالتفاف على العقوبات المفروضة عليها من خلال إنشاء "أسطول ظل" يضم مئات الناقلات البحرية التي ترفع أعلاما أجنبية.
إعلانوأضاف أن كثيرا من السفن التجارية التي تمخر عباب البحار والمحيطات الدولية ترفع أعلام دول ذات سيادة خلافا لدولة مالكها فيما يُعرف اصطلاحا بأعلام الملاءمة، وذلك إما لتقليل تكاليف التشغيل أو تجنب القوانين السارية في بلد مالك السفينة.
تتبع تصدير النفط الإيراني
وذكر ميلمان -في مقاله التحليلي- أن إدارة بايدن لم تفعل الكثير لتتبع هذه الناقلات أو فضحها أو الضغط على الدول المتورطة، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. لكن منظمة أميركية غير حكومية اسمها "متحدون ضد إيران النووية" -بقيادة حاكم فلوريدا السابق جب بوش، شقيق الرئيس السابق جورج دبليو بوش– تولت هذه المهمة.
وطبقا للتحليل، يقوم أعضاء هذه المنظمة -ومنهم مسؤولون سابقون في الاستخبارات الأميركية ووزارة الخارجية، بالإضافة إلى شخصيات سابقة في الموساد مثل تامير باردو وزوهار بالتي- برصد تحركات تلك الناقلات وإبلاغ الإدارة في واشنطن بالنتائج التي يتوصلون إليها.
وقد مارست المنظمة ضغوطا على حكومة بنما للكف عن السماح للشركات "الوهمية" الإيرانية بتسجيل سفن أسطول الظل التي تملكها، وهو أسلوب شائع يستخدم لتجاوز العقوبات على الصادرات النفطية.
أقصى الضغوط
ويرجح ميلمان أن يصبح حرمان إيران من تصدير نفطها أولوية لدى إدارة ترامب التي بدأت تتخذ موقفا أكثر تشددا تجاه طهران.
وأفاد الكاتب أن الحرب الإسرائيلية ضد إيران على جميع الجبهات، بما في ذلك برنامجها النووي و"تمويلها للإرهاب والأنشطة الإرهابية" تمثل حجر الزاوية في نظرة نتنياهو للعالم، ومحور تركيزه الأساسي، بل وهاجسه الشخصي من جوانب عدة.
ولفت إلى أن ترامب ليس في عجلة من أمره للموافقة على توجيه ضربة عسكرية ضد إيران رغم انكشاف منشآتها النووية، ويفضل بدلا من ذلك اعتماد إستراتيجية "أقصى الضغوط" من خلال فرض عقوبات اقتصادية أملا في أن تجبرها على العودة إلى طاولة المفاوضات والقبول باتفاق نووي صارم.
إعلانالمصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
الرئيس الايراني مخاطباً ترامب: لا تفاوض تحت التهديد وافعل ما شئت
عبر الرئيس الايراني مسعود بزشكيان ، عن رفضه لتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، بشأن إرساله رسالة إلى المرشد علي خامنئي لبحث إمكانية التفاوض مع طهران.
وفي خطاب له، قال الرئيس الإيراني: "من غير المقبول أن تقوم الولايات المتحدة بتهديده أو إصدار الأوامر له"، وذلك خلال لقائه مع أعضاء "مجمع رواد الأعمال الإيراني".
وأضاف الرئيس الإيراني: "لن أدخل معك في أي مفاوضات على الإطلاق، افعل ما شئت" .
وتابع : وفيما يتعلق باللقاء المثير للجدل بين رئيسي الولايات المتحدة وأوكرانيا قبل عشرة أيام في البيت الأبيض شدد رئيس إيران قائلا : "حقا، من المخزي ما فعله ترامب بزيلينسكي".
وأردف قائلا : يجب على إيران أن تحافظ على علاقاتها مع العالم، مشددًا على أن بلاده "لا تسعى إلى القطيعة أو المواجهة".
وأتم تصريحاته بالقول : "إذا كانت المفاوضات قائمة على العزة والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، فنحن مستعدون للجلوس والتفاوض، لكن لغة التهديد والقوة ليست مقبولة لدينا بأي شكل من الأشكال".
وجاءت تصريحات الرئيس الإيراني بعد أن أكد المرشد علي خامنئي في 8 مارس إن "طهران لن تخضع للمفاوضات تحت الضغط أو التهديد".
وفي وقت لاحق ، قال ترامب للصحفيين في البيت الأبيض: "ستحدث أمور قريباً جداً بشأن إيران"، و"أيام مثيرة تنتظرنا"، و"لقد وصلنا إلى المراحل النهائية فيما يتعلق بإيران".