كشف تقرير نشره موقع "موندويس" الأمريكي، أنّ "التهجير القسري لأكثر من 40,000 شخص في شمال الضفة الغربية يعيد للأذهان مشاهد من غزة ويثير مخاوف من التطهير العرقي"، فيما استعرض شهادات مؤلمة عن عملية التهجير الجماعي الجاري تنفيذها في شمال الضفة.

وأوضح التقرير الذي ترجمته "عربي 21"، أن الاحتلال الإسرائيلي وسّع هجومه بشمال الضفة الغربية من مخيم جنين للاجئين إلى مخيمي نور شمس في طولكرم والفارعة في طوباس، في عملية أطلق عليها اسم "عملية الجدار الحديدي"، والمستمرة منذ ثلاثة أسابيع.



وأشار التقرير إلى أنه حتى الآن أسفر التهجير القسري، الجاري، عن استشهاد ما لا يقل عن 25 فلسطينيًا وإصابة أكثر من 100 آخرين، بالإضافة إلى تهجير 40,000 شخص قسريًا من منازلهم، وفقًا لبيان صادر عن "الأونروا"، الإثنين الماضي.

وقالت وكالة "الأونروا" عبر بيانها: "التهجير القسري للفلسطينيين في شمال الضفة الغربية يتصاعد بوتيرة مثيرة للقلق"، مضيفة: "أصبح استخدام الضربات الجوية والجرافات المدرعة والتفجيرات المستهدفة والأسلحة المتقدمة من قبل القوات الإسرائيلية أمرًا شائعًا، وهو امتداد للحرب في غزة".

"كان ذلك مهينًا ومؤلمًا"
أضاف الموقع أنه على الأرض، يعاني الفلسطينيون في الضفة الغربية من شلل تام في حياتهم بسبب القمع الذي يقترفه الاحتلال الإسرائيلي، حيث إن الإغلاقات والحواجز الإسرائيلية أصبحت ممارسة يومية، ما يجعل التنقل بين المدن والبلدات محفوفًا بالمخاطر وعدم اليقين لمئات الآلاف من الفلسطينيين، وحوّل هذا الواقع شمال الضفة الغربية إلى منطقة حرب، خاصة في مخيمات اللاجئين.

وقالت المقيمة في مخيم نور شمس ومديرة مركز إعادة التأهيل للمعاقين، ناهية الجندي: "قبل أن أُجبَر على مغادرة منزلي مع زوجي وأطفالي، قضينا يومين دون ماء، حيث قامت قوات الاحتلال بقطع المياه عن المخيم بأكمله".

وتابعت الجندي: "كان جنود الاحتلال يداهمون المنازل ويُخرجون الناس منها بالقوة، بينما كنا ننتظر دورنا لمدة يومين"، وأضافت: "جارتي سندس شلبي، التي كانت حاملاً في شهرها الثامن، قررت مع زوجها المغادرة يوم الأحد خوفًا من أن تضطر للولادة أثناء حصار المخيم".


ولفت الموقع إلى أن مأساة سندس شلبي المروعة تصدرت العناوين في وقت سابق من هذا الأسبوع، حيث تقول نهيا الجندي: "كان زوجها يقود السيارة على الطريق باتجاه بلدة بلعة، خارج المخيم، عندما أطلق جنود الاحتلال النار على السيارة".

واسترسل: "أصيب زوجها وفقد السيطرة، مما أدى إلى انقلاب السيارة ومقتل سندس وطفلها الذي لم يولد بعد، فيما لا يزال زوجها في العناية المركزة بمستشفى طولكرم".

إلى ذلك، تابعت الجندي: "يوم الإثنين، هدم الجنود الجدار الخارجي لمنزلي، ثم نادوا عبر مكبرات الصوت على جميع سكان الحي للخروج. أخذنا بعض الضروريات والقليل من الملابس، ثم أغلقنا أبواب منزلنا وانضممنا إلى بقية السكان في الشارع، حيث قام جنود الاحتلال بفصل الرجال عن النساء".

وتتذكر الجندي: "قاموا بتفتيشنا واستجوابنا، وسمحوا لنا بالمرور عشرة أشخاص في كل مرة في اتجاه محدد. سرنا في الشوارع المدمرة وسط برك مياه الأمطار. كان البعض يتعثر ويسقط، رجال ونساء، أطفال ومسنون. كان البعض يبكي. كان ذلك مهينًا ومؤلمًا للغاية".

"أهم شيء هو البقاء في منزلنا"
في مخيم الفارعة للاجئين في طوباس، صعّدت قوات الاحتلال الإسرائيلي من عملياتها، بعد عشرة أيام من فرض حصار على مداخل المخيم، حيث أفاد سكان المخيم، الثلاثاء، أنّ: "القوات الإسرائيلية بدأت في هدم المتاجر والمنازل داخل المخيم".

وقالت إحدى سكان مخيم الفارعة في العشرينات من عمرها، لارا صبوح: "كنا نأمل أن ينسحب الاحتلال من المخيم اليوم، لكننا فوجئنا برؤيتهم يهدمون، وفي بعض الحالات يفجرون المتاجر في الشوارع الداخلية دون توقف منذ الصباح".

وتابعت: "لم يكن لدينا ماء لمدة عشرة أيام، لأن أول شيء فعلته قوات الاحتلال هو تفجير أنابيب المياه، ونعتمد على خزانات المياه الاحتياطية على أسطح منازلنا"، مردفة: "بعض الناس غادروا مبكرًا لأن لديهم أفرادًا من العائلة مرضى أو من ذوي الإعاقة، لكن بعض الأشخاص أُجبروا على المغادرة أمس. نادى عليهم جنود الاحتلال للخروج في غضون عشر دقائق".


وأردفت: "لم يفعلوا ذلك في شارعنا بعد. نحن خمسة في المنزل، بما في ذلك شقيقاي ووالديّ. نعتمد على الطعام الذي اشتريناه قبل بدء الحصار، على أمل أن تنتهي الهجمة قبل أن ينفد طعامنا وماؤنا".
واستطردت: "أهم شيء بالنسبة لي هو أن نبقى في منزلنا، حتى لو دمروه ودمروا كل شيء آخر، يمكننا إعادة بنائه لاحقًا. لكني لا أريد أن أُهجّرَ أنا وعائلتي".

وكانت لجنة الطوارئ في مخيم الفارعة قد أعلنت أن قوات الاحتلال هجّرت بالفعل 3,000 شخص من أصل 9,000 من سكان المخيم، وذلك في بيان يوم الثلاثاء. وفي طولكرم، قالت لجنة الطوارئ في مخيم نور شمس إن نصف سكان المخيم قد تم تهجيرهم، وأن قوات الاحتلال دمرت 200 منزل بالكامل، و120 منزلًا "جزئيًا".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية حقوق وحريات الضفة الغربية غزة مخيم جنين غزة الضفة الغربية مخيم جنين المزيد في سياسة حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة شمال الضفة الغربیة قوات الاحتلال جنود الاحتلال فی شمال الضفة فی مخیم

إقرأ أيضاً:

قتل وانتهاكات ونزوح.. شهادات مروّعة من مخيم زمزم بالفاشر

الفاشر- نقل شهود عيان تفاصيل وشهادات مروعة عن الهجمات التي تشنها قوات الدعم السريع لليوم الثالث على التوالي على مخيم زمزم للنازحين قرب مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور غربي السودان.

وأسفرت الهجمات خلال الأيام الثلاثة الماضية عن مقتل أكثر من 100 شخص، بينهم 10 من الكوادر الطبية و4 سائقين تابعين لمنظمة "ريليف" الإنسانية العاملة في المنطقة.

ووفقا لشهود عيان، داهمت عناصر من قوات الدعم السريع عشرات المنازل في المخيم، حيث أضرمت فيها النيران بشكل متعمد، كما أطلقت الرصاص الحي على عدد من النازحين المدنيين.

وأوضح الشهود أن الهجوم على المخيم تم من عدة جهات، مما أدى إلى اندلاع حرائق في العديد من المنازل. وأشاروا إلى أن العديد من النازحين فروا نحو مناطق مختلفة، بينما فقد آخرون، وقال أحدهم إن "حياتهم اليومية تحولت إلى كابوس".

ووثقت حسابات على منصات التواصل الاجتماعي مشاركة عناصر من الدعم السريع في عمليات قتل داخل المخيم، كما أظهرت صور أخرى مئات النازحين بصدد الفرار من المخيم متجهين نحو مدينة الفاشر، بينما هرب آخرون نحو مناطق أخرى قريبة.

نزوح جماعي

وفي تصريحات صحفية محلية، قال مفوض العون الإنساني بولاية شمال دارفور الدكتور عباس يوسف آدم إن الهجمات المتكررة على المخيم أسفرت عن نزوح أكثر من 70 ألف أسرة.

إعلان

وأضاف أن المفوضية تواصل رصد حركة النزوح التي تتجه نحو مناطق أكثر أمانا، لكنه حذر من سوء الأوضاع الإنسانية نتيجة للحصار المفروض على المدينة، فضلا عن شح المياه بسبب تدمير المصادر الرئيسية في مناطق شقرة غرب الفاشر.

نازحون في مخيم زمزم (مواقع التواصل)

ويعد مخيم زمزم ملجأ لأكثر من مليون نازح، معظمهم ممن فروا من مناطقهم الأصلية منذ اندلاع الصراع في إقليم دارفور عام 2003. ويعاني سكان المخيم من أوضاع إنسانية قاسية، تشمل نقصا حادا في الغذاء والمياه والدواء.

تهجير قسري

وفي ظل تفاقم الأوضاع المأساوية، أطلق عدد من النشطاء نداءات عاجلة للمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية للتدخل الفوري لوقف عمليات التهجير القسري التي تنفذها قوات الدعم السريع، وإنهاء معاناة الآلاف من النازحين المحاصرين في زمزم ومدينة الفاشر.

وقال الصادق علي النور الناطق الرسمي باسم "حركة تحرير السودان/جناح مني أركو مناوي" إن الهجوم على مخيم زمزم يشير بشكل واضح إلى إحكام الحصار على مدينة الفاشر.

وأضاف في حديثه للجزيرة نت أن "إعدام 10 من الكوادر الطبية العاملين في منظمة "ريليف" للإغاثة هو دليل قاطع على أهداف هذه المليشيا وخططها لإجراء عمليات تغيير ديمغرافي في المنطقة".

ومنذ 1 ديسمبر/كانون الأول الماضي، تنفذ قوات الدعم السريع سلسلة من الهجمات باستخدام المدفعية الثقيلة والمشاة على مخيم زمزم، لكن القوات المسلحة السودانية والقوة المشتركة والمقاومة الشعبية تمكنت من التصدي للهجمات، مما حال دون تحقيق تقدم كبير للدعم السريع.

ونفذ سلاح الجو السوداني خلال الأيام الأخيرة 3 عمليات إنزال جوي لمساعدات إنسانية في المخيم الذي جعله الحصار يعيش نقصا حادا في السلع الاستهلاكية وانعدام السيولة النقدية، ما تسبب في شلل شبه كامل للحياة اليومية.

مقالات مشابهة

  • استمرار جرائم الاحتلال.. استشهاد 8 فلسطينيين في الضفة الغربية وغزة
  • شاهد | اقتحام الأقصى وجرائم العدو الصهيوني في الضفة الغربية
  • إصابة فلسطيني برصاص الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية
  • اقتحامات واعتقالات في الضفة الغربية.. وتسجيل حادث دهس في الخليل
  • بلاغات أولية عن عملية دهس قرب الخليل جنوبي الضفة الغربية
  • قتل وانتهاكات ونزوح.. شهادات مروّعة من مخيم زمزم بالفاشر
  • إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قريوت جنوب نابلس شمال الضفة
  • خبير عن تهجير سكان القطاع: مصر الوحيدة القادرة على تحطيم أحلام إسرائيل في غزة
  • الهدم والتهجير في الضفة الغربية.. الوجه الآخر للإبادة الجماعية في غزة
  • الرئيس السيسي ونظيره الإندونيسي يؤكدان دعم القضية الفلسطينية ورفض تهجير سكان غزة