الدول الأفريقية تسهل هجرة أبنائها لتحسين وضعها الاقتصادي
تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT
بالتزامن مع نقص العمالة في الدول الأوروبية، بسبب خروج المواطنين من سن العمل، تعمل بعض الدول الأفريقية على إرسال مواطنيها إلى الخارج بهدف الحصول على وظائف دائمة معتبرة ذلك جزءا من صميم سياساتها التنموية الهادفة إلى تنويع الدخل والقضاء على البطالة.
وفي دولة كينيا التي شهدت في السنوات الأخيرة اضطرابات واسعة بين الشباب بسبب البطالة وغلاء المعيشة، تعمل الحكومة على تسهيل الهجرة لمئات الآلاف من المواطنين نحو الدول الأوروبية التي تعاني من الشيخوخة وخروج المواطنين من سن العمل، حيث أطلقت في نوفمبر/تشرين الثاني 2024 معرضا للتشغيل في 47 مقاطعة من البلاد، بهدف اكتشاف أصحاب الخبرة والمهارة.
وشهدت حملة التوظيف التي أطلقتها مصالح العمل الكينية إقبالا واسعا من قبل العاطلين عن العمل، إذ بدأ المواطنون في الاصطفاف تحت الأمطار منذ الساعة 4 صباحا لإجراء المقابلات.
وخلال معرض التوظيف، قال وزير العمل ألفيرد موتو إن بلاده تتمتع برأس المال البشري الذي يمكن استغلاله، وكسب الكثير من الأموال عبر تصديره.
وقد وقعت ألمانيا وكينيا اتفاقا يقضي بتسهيل الإجراءات المتعلقة بالكينيين الذين يقع عليهم الاختيار للحصول على وظائف في ألمانيا.
وقال السفير الألماني المعتمد في كينيا إن بلاده تحتاج إلى العمالة وتعاني من نقص حاد في العديد من المهن، ويقدر العجز فيها بـ400 ألف عامل سنويا، وأضاف أن العديد من المطاعم والمقاهي تغلق أبوابها نهاية الأسبوع بسبب نقص الطهاة والندل.
إعلانوفي عامي 2023-2024 سهلت الحكومة في كينيا هجرة 200 ألف عامل، بينما تعمل على إرسال 700 ألف آخرين قبل نهاية السنة المالية الجارية، على أن ترسل نحو مليون مواطن على مدى السنوات الـ3 القادمة للعمل خارج البلاد.
ولا تتوفر معطيات وأرقام دقيقة في أفريقيا حول "تهجير المواطنين للتوظيف" إذ لم تكن هذه السياسة معروفة في القارة على عكس منطقة آسيا.
وفي نهاية 2024، قالت حكومة تنزانيا إنها تعتزم توقيع اتفاقيات مع 8 دول لتشغيل وإرسال العمالة.
ومع قلة فرص العمل وانتشار البطالة، تواجه القارة الأفريقية نموا ديمغرافيا هائلا من شأنه أن يفاقم من مشاكل التوظيف.
ويقول محللون إن الدول الأفريقية ترى في الهجرة وسيلة لمعالجة البطالة التي غالبا ما تؤدي إلى اضطرابات اجتماعية، ومظاهرات مناوئة للضرائب مثل ما وقع في كينيا العام الماضي.
وفي المقابل، يعتقد مايكل كليمنس الخبير المختص في اقتصاد الهجرة من جامعة جورج ميسون في الولايات المتحدة أن الدول الأكثر ثراء ترى أن اتفاقيات العمل الرسمية قد تكون خيارا أفضل من تدفقات المهاجرين غير النظاميين.
ورغم أن الدول الأوروبية تعمل على الحد من تدفقات المهاجرين وتعتبرهم يشكلون خطرا ديمغرافيا وثقافيا، فإن القادة السياسيين يدركون العجز الكبير على مستوى العمالة في بلدانهم.
ومؤخرا، زادت الحكومة الإيطالية بقيادة رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني عدد تأشيرات العمل الصادرة لمواطنين من خارج دائرة الاتحاد الأوروبي وذلك رغم حملتها الهادفة إلى الحد من تدفق المهاجرين.
وحسب أرقام وإحصائيات رسمية، فإن مصالح الهجرة الألمانية زادت في عدد التأشيرات للعمال الأجانب بنسبة 15% وذلك في الفترة الواقعة بين أكتوبر/تشرين الأول 2023 وسبتمبر/أيلول 2024.
إعلان مخاطر الحملةويقول معارضو حملة "التهجير من أجل الوظائف" التي تقودها الحكومة الكينية إن السلطات فشلت في إيجاد فرص العمل وإن وزير الشغل ألفيرد موتو يروج لتجارة الرقيق بسبب تأييده لهجرة الكينيين الذين تحدثت تقارير عن تعرضهم لسوء المعاملة في الشرق الأوسط.
وقد أبدى عدد من المراقبين في كينيا تخوفه من فقدان الوطن لأصحاب الكفاءات التي يحتاجها في استدامة عملية البناء والتنمية.
لكن وزير التشغيل يرى أن إضفاء الطابع الرسمي على الهجرة يشكل حماية للمواطنين من الاستغلال وسوء المعاملة من قبل المحتالين.
ويقول أيضا إنه من الطبيعي إرسال الموظفين والعاملين في المجال الصحي إلى دول خارجية لأن الحكومة لا تملك الوسائل الكافية لتوظيفهم.
ويرى دينيس ميسكيلا نائب الأمين العام لنقابة الأطباء والصيادلة وأطباء الأسنان في كينيا إن العاملين بالمجال الصحي إذا اتجهوا نحو الخارج وتم قبولهم في المستشفيات الأجنبية قد لا يعود منهم إلا القليل.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
1500 جنيه منحة للعمالة غير المنتظمة.. والنواب: إقرار فصل كامل لهم بقانون العمل
تستعد العمالة غير المنتظمة لصرف منحة عيد العمال بعد زيادتها بقيمة 500 جنيه، لتصل إلى 1500 جنيه لكل فرد.
موعد صرف منحة العمالة غير المنتظمةسيجري صرف منحة العمالة غير المنتظمة للعام 2025، تزامنًا مع احتفالات عيد العمال، الذي يوافق يوم 1 مايو 2025، وتستمر عملية الصرف من بداية مايو، وحتى الانتهاء من صرف المبالغ لجميع العمال المستحقين، من مكاتب البريد بمختلف أنحاء الجمهورية.
قيمة منحة العمالة غير المنتظمةشهدت منحة العمالة غير المنتظمة التي تقدمها وزارة العمل، زيادتين خلال العام الجاري، ضمن جهود دعم الفئات الأشد احتياجًا في المجتمع، إذ قرر وزير العمل محمد جبران، في ديسمبر 2024، زيادة قيمة المنحة المخصصة للعمالة غير المنتظمة، ورُفعت من 500 جنيه إلى 1000 جنيه لكل عامل.
كما وافق مجلس الوزراء على تمويل زيادة قيمة المنح الدورية للعمالة غير المنتظمة من وزارة المالية لصالح وزارة العمل لتصبح بمبلغ مقداره 1500 جنيه لكل فرد، بإجمالي 6 منح سنويًّا.
منحة العمالة الغير منتظمةتُمنح المنحة لهذه الفئة المسجلة في قاعدة بيانات الوزارة، سواء عبر الشركات والمقاولين أو من خلال عمليات الحصر المستمرة.
وتُصرف المنحة في مناسبات متعددة، تشمل المولد النبوي الشريف، وعيد الميلاد المجيد، وشهر رمضان المبارك، وعيدي الفطر والأضحى، بالإضافة إلى عيد العمال، ويحصل العمال المستفيدون على رعاية اجتماعية وصحية، بالإضافة إلى تأمين ضد الحوادث.
ومن جانبه توجه النائب عادل عبد الفضيل ، رئيس لجنة القوى العاملة بمجلس النواب بالشكر للرئيس السيسي ، لأنه أول رئيس دولة يهتم بهذه الفئة ، مما يؤكد حرصه على جميع أبناءه العاملين في الدولة ولم ينظم لهم هذا القانون إلا في عهده وبدأها في عام 2017 ، حينما أمر الرئيس السيسي بعمل وثيقة أمان للعمالة غير المنتظمة ، وضمن لهم حقوقهم ، لمد مظلة الحماية الاجتماعية، بحيث يكون من حق العامل أن يؤمن على نفسه ولا يسأل عن من هو صاحب العمل ، وبالتالي جاءت توجيهاته وصدر القانون رقم 148 ، بحيث تحل الحكومة محل صاحب العمل.
وأضاف عبد الفضيل في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد" أن الرئيس السيسي قد وجه أيضا بإنشاء صندوق للعمالة غير المنتظمة لمواجهة الكوارث والأعباء ، مثلما واجهنا جائحة كورونا قبل ذلك ، وتم إقرار فصل كامل داخل قانون العمل للعمالة غير المنتظمة يهتم بتصنيفهم بالاشتراك مع جهاز التعبئة والإحصاء مع وزارة العمل والمنظمات النقابية العمالية ، لوضع تصنيف مهني لهذه العمالة وحصرها بشكل محدد ورعايتهم ثقافيا واجتماعيا وصحيا وتدريبهم وتأهيلهم ودمجهم في سوق العمل ومد مظلة الحماية الاجتماعية والصحية لهذه الفئة.
وقال:تقدر العمالة غير المنتظمة وغير المنظمة بحوالي 11 مليون تقريبا ، ويتم تأهيل العمالة غير المنظمة التي تمثل الاقتصاد غير الرسمي لإدراجها ضمن سوق العمل في الاقتصاد الرسمي ، حتى يستفيد العامل وصاحب العمل والدولة.