26 سبتمبر نت: جميل القشم |
في قلب مدينة الحديدة، حيث يلتقي نسيم البحر بحرارة التحديات وحكايات البسطاء، تقف هيئة مستشفى الثورة، شاهدا على معاناة البشر وآلامهم، وما خلفته سنوات العدوان والحصار وما قبلهما من مآسي وتزايد مؤشرات الفقر وتفاقم الوضع الانساني والمعيشي لآلاف الأسر.

هناك بين أروقة الطوارئ والأقسام والمراكز الطبية وأصوات الأجهزة، ومن أمام ادارة هيئة المستشفى، تبدأ يوميا قصص عشرات الفقراء القادمون من أرياف ومدن الحديدة، يحملون مرضاهم، يتوسلون المساعدة ومنحهم فرصه لانقاذهم جراء تعذر قدرتهم على دفع تكاليف العلاج.


ورغم الاعباء الكبيرة والإمكانات المادية المحدودة، لا تزال هيئة مستشفى الثورة القبلة الوحيدة للفقراء، بكوادرها الطبية وادارتها الممتلئة بالرحمة والعطاء الانساني، لا تُغلق الأبواب أمام العديد من الفقراء ومن يحتاج إلى مساعدة.
الانسانية أولا :
في إحدى ليالي الصيف الحارة، وصلت إلى المستشفى امرأة حامل تُدعى أم محمد، تعاني من مضاعفات خطيرة، كانت حالتها تستدعي تدخلا جراحيا عاجلا لإنقاذ حياتها وحياة جنينها، وأمام حالتها المادية القاسية وعدم توفر أي امكانات لدفع تكاليف العملية، لم تتردد ادارة المستشفى من مسؤوليتها ولم يتردد الأطباء في بذل كل ما في وسعهم، فخرج الطفل إلى الحياة بصرخة أمل، واستفاقت الأم بابتسامة امتنان.
لم تكن قصة أم محمد الوحيدة؛ فهذه فاطمة كانت تحمل طفلها الصغير أحمد بين ذراعيها، وهو في غيبوبة يعاني من كسر في الرجل اليمنى جرا حادثة سقوط  وصعوبة في التنفس، وسوء تغذية حاد، بحثت فاطمة عن مستشفى يستقبله، فوجدت أبوابا مغلقة وأخرى تتطلب تكاليف لا تقوى عليها.
وحين وصلت إلى هيئة مستشفى الثورة، لم يكن لديها سوى الدعاء، لكن ما وجدته هناك غير كل شيء، تم استقبالها رغم الازدحام، وأجريت لطفلها الفحوصات اللازمة، ولم تمض دقائق حتى بدأ الفريق الطبي باجراء العملية وتقديم العلاج الطارئ، وسط جهود الممرضين الذين لم يتوقفوا لحظة عن انقاذ حياة الطفل.
في زاوية أخرى، كانت أم صالح، امرأة مسنة، قادمة من مديرية المنيرة، تجلس على كرسي خشبي، تمسك بيدها وصفة طبية لا تستطيع شراءها، اقتربت منها إحدى الممرضات، وسألتها بلطف عن مشكلتها، بعد دقائق، كانت الأدوية بين يديها، قدمها لها أحد المحسنين الذين يساهمون في دعم المستشفى.
نجاح من بين الركام :
لم ينهار هذا المستشفى الذي يعد الملجأ الوحيد لأبناء محافظة الحديدة والعديد من مناطق المحافظات المجاورة، أمام وطأة الظروف القاسية، حيث بدأت قصته في النجاح والتحول إلى معجزة إنسانية من بين ركام التحديات والصعاب وفي ظل سنوات الحرب والعدوان على البلاد.
في عام 2018، كانت الأوضاع الصحية في الحديدة كارثية، خاصة مع تصاعد العدوان على اليمن الذي جعل المستشفى يواجه نقصا حادا في الأدوية والتجهيزات الطبية، بينما كانت أروقة الطوارئ تغص بالمرضى والمصابين.
ووسط هذه التحديات، كان رئيس الهيئة الدكتور خالد أحمد سهيل، يعمل بلا كلل أو ملل، حتى مع شح الإمكانيات، فكان يرى في عيون الأمهات الحزن والخوف على أطفالهن المرضى، وفي أنين الجرحى صرخات استغاثة تستدعي التحرك الانساني وتحمل المسؤولية بجدارة. .
بداية التحول في عام 2022، وبعد جهود حثيثة من إدارة هيئة المستشفى والسلطات المحلية، تم افتتاح مركز الحميات وطب المناطق الحارة والأمراض المعدية، هذا المشروع شكل نقطة تحول، توالت بعده العديد من المشاريع وتزويد المستشفى بأحدث الأجهزة الطبية والمخبرية وتدشين العمل باحدث الأجهزة التشخيصية والرنين المغناطيسي والقسطرة. وشهد المستشفى نقلة نوعية في تطوير أقسام الطوارئ والعناية المركزة، وافتتاح مراكز العلاج الطبيعي والحروق والاطراف الصناعية والأجهزة التعويضية وغيرها وتوسعة خدمات رعاية المرأة والأطفال، وادخال خدمات جديدة، واجراء عمليات جراحية معقدة بايدي كوادر طبية محلية مما منح المرضى فرصة أفضل للعلاج.
كانت ادارة المستشفى ممثلة برئيس الهيئة الدكتور خالد سهيل، تشاهد بأمل كيف أصبح المستشفى قادرا على استقبال المزيد من المرضى وعلاج حالات لم يكن يستطيع التعامل معها سابقا، لتؤكد أن هذا التطور لم يكن مجرد أرقام وإحصائيات، بل يعني إنقاذ أرواح، وإعادة الأمل لأسر وحالات مرضية كانت تظن أن لا نجاة لها.
رسالة حياة :
اليوم، وبعد كل ما شهدته هيئة مستشفى الثورة من انجاز ونجاح كبير، أصبحت نموذجا للصمود والتحدي، حيث تستمر مشاريع التطوير وتوسعة الخدمات والعديد من الجهود التي لم تذهب سدى، لأن في كل طفل يشفي، في كل أم تجد الأمان، وفي كل حياة تنقذ، هناك قصة إنسانية تكتب بحروف الأمل. وهكذا تستمر هيئة مستشفى الثورة العام في الحديدة كقلعة طبية انسانية، تقدم الأمل لكل من يحتاجه، وتساهم في تقديم خدمات مجانية للمرضى غير القادرين على تحمل التكاليف، انها ليست منشأة طبية فحسب، بل نبض حياة تمنح الأمل للمرضى، وتؤكد أن الإنسانية هي أعظم قوة يمكن أن تنتصر على كل التحديات.

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: هیئة مستشفى الثورة

إقرأ أيضاً:

أبناء الحديدة يثمنون الموقف المشرف لقائد الثورة الداعم لغزة


وهتف المشاركون في الوقفات التي شارك فيها بمربع مدينة الحديدة وكيل أول المحافظة أحمد البشري، بشعارات الحرية والجهاد في سبيل الله ونصرة الدين والأمة والاستنكار والتنديد بجرائم القتل التي تنفذها العصابات التكفيرية بحق الأبرياء في سوريا.
كما هتفوا بشعارات العزة والكرامة والاستعداد لخوض معركة الجهاد دفاعا عن فلسطين ونصرة المقدسات، معلنين تأييدهم المطلق لكل قرارات وخيارات القيادة بهذا الخصوص.
ورحب المشاركون بقرار قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي والقوات المسلحة بحظر الملاحة أمام السفن الإسرائيلية، رداً على التصعيد الصهيوني وحصاره المستمر على قطاع غزة.
واعتبر أبناء الحديدة، هذا القرار خطوة عملية في مواجهة غطرسة الكيان الصهيوني، وتأكيداً على دعم اليمن الثابت والمستمر لفلسطين في ظل العدوان المتواصل على غزة.
وعبر البيان الصادر عن الوقفات، عن الاستهجان والغضب جراء استمرار العدو الصهيوني في حصار غزة وممارسة الانتهاكات والجرائم اليومية بحق الفلسطينيين، من خلال منعه دخول المساعدات الإنسانية وفرض سياسة التجويع بحق أكثر من مليوني شخص، في انتهاك صارخ لكل القيم الإنسانية والقوانين الدولية.
وأوضح أن هذه الانتهاكات تتزامن مع مواصلة استهداف الكيان الصهيوني لسوريا ولبنان بالقصف، وبدعم من الاحتلال الأمريكي الذي يستمر في تعزيز وجوده العسكري في المنطقة، وإذكاء الحروب الداخلية، ودعم المخططات التطبيعية التي تسعى لتركيع الأمة وإخضاعها لمشاريعه الخبيثة.
وعبر البيان عن الأسف لاستمرار الموقف المخزي للأنظمة العربية والإسلامية ما بين لائم أو متخاذل أو متآمر، منوهاً بموقف شعب الإيمان والحكمة، الذي اتخذ أقوى المواقف إلى جانب القضية الفلسطينية.
وثمن الموقف المشرف لقائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، مؤكدا أن موقفه في دعم فلسطين يمثل خطوة أولى في مسار المواجهة الجهادية ضد الجرائم الصهيونية، وأن اليمن مستعد لاتخاذ أي خطوات في هذا السياق حتى تحرير كامل الأراضي الفلسطينية.
وأدان البيان، الجرائم التي ترتكبها الجماعات التكفيرية في سوريا، مؤكدا أن هذا الفكر الإجرامي لا يمت للإسلام بأي صلة، بل هو صنيعة المشاريع الأمريكية والإسرائيلية، ويخدم أجندتهما في تمزيق الأمة وضرب استقرارها.
ودعا أبناء الأمة الإسلامية إلى رفض المشاريع الأمريكية والإسرائيلية، وكشف ارتباط الجماعات التكفيرية بالمخططات الصهيونية، والتحذير الشديد من خطرها، ووجوب التصدي لها ومواجهتها بكل الوسائل المشروعة والممكنة.
وحث البيان على الإنفاق في سبيل الله خلال شهر رمضان المبارك، ودعما للقوة الصاروخية والجوية والبحرية، ومساندة مسيرة البذل والعطاء والإحسان إلى الفقراء والمساكين وتعزيز دعم البرامج الرمضانية.
وجدد، التأكيد على موقف الشعب اليمني الثابت والمبدئي في نصرة فلسطين، مشدداً على أن اليمن سيظل حرا عزيزا مستقلا، وأن النصر حتمي لأحرار الأمة.

 

مقالات مشابهة

  • نجاح عملية ولادة قيصرية لتوأم سيامي في مستشفى ذمار
  • رئيس هيئة التفتيش القضائي يتفقد سير أعمال المناوبة في محكمة الاستئناف بالحديدة
  • لمتابعة الخدمات الطبية.. مدير إدارة المستشفيات يتفقد مستشفى سفاجا المركزي
  • «نائب رئيس المراكز الطبية» يتفقد مستشفى القاهرة الجديدة لمتابعة سير العمل| صور
  • وقفات في الحديدة تجدد التضامن مع فلسطين
  • أبناء الحديدة يثمنون الموقف المشرف لقائد الثورة الداعم لغزة
  • أرملة حلمى بكر: كان بيقولى لو روحت مستشفى غير القوات المسلحة هموت
  • مخطط حوثي يهدد بتدمير مستشفى الثورة في صنعاء
  • لقاء موسع في اللحية بالحديدة لتعزيز الأنشطة الثقافية والبرنامج الرمضاني
  • مدير صحة قنا يتابع الخدمات الطبية داخل مستشفى الحميات