تقرير أمريكي يُحذّر من مخطط حوثي للسيطرة على مأرب.. ويتحدث عن عواقب بعيدة المدى على أمريكا وحلفائها
تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT
حذّر تقرير أمريكي من مخطط جماعة الحوثي في السيطرة على محافظة مأرب الغنية بالنفط والمعقل الرئيسي للقوات الحكومية.
وقالت مجلة "ناشونال انترست" في تقريرها إن المناطق التي يسعى الحوثيون للسيطرة عليها، ستمثل عواقب بعيدة المدى على الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، في إشارة إلى السعودية ودول الخليج.
وذكرت أن مليشيا الحوثي بعد توقف إطلاق النار في غزة، حولت عملياتها العسكرية للتصعيد في جبهات القتال في اليمن ضد القوات الحكومية، في محاولة للسيطرة على محافظة مأرب.
وأضافت لا يزال من غير المؤكد ما إذا كان المتمردون الحوثيون سيستأنفون إلقاء الطائرات المسيّرة والصواريخ على السفن، إلا أن تركيزهم تحوّل بشكل واضح إلى العمليات المحلية ضد الحكومة اليمنية، والأطراف المشاركة فيها.
وقالت "في الأيام التي أعقبت إعلان وقف إطلاق النار، ومع إعادة إدارة دونالد ترامب الجديدة تصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية أجنبية، اتخذ الحوثيون العديد من الخطوات المقلقة لتعزيز سيطرتهم على الأراضي اليمنية".
وحسب المجلة فإن التقارير تشير إلى أن الحوثيين نقلوا آلاف المقاتلين إلى خطوط الحرب الأمامية في محافظة مأرب. حيث كانت هذه المنطقة في السابق محورا للعمليات الرئيسية لجماعة الحوثي. وبدأوا بتنفيذ بعض الضربات استعدادًا لهجوم عسكري أكبر لاحتلال المنطقة.
وإلى جانب هذه التطورات العسكرية، يلفت التقرير إلى أن الموالين للحوثيين أطلقوا حملة رسائل تستهدف القبائل المحلية في المحافظة، وضغطوا عليها للتنازل عن السيطرة على منشآت الطاقة الإستراتيجية والمباني الحكومية، والقواعد العسكرية في المنطقة.
وبحسب ما ورد، كان العديد من قادة الحوثيين يتفاخرون بقدوم هجمة أخيرة للاستيلاء على اليمن بأكمله، وفق التقرير.
تضيف المجلة الأمريكية إنه وبالرغم من أفعالهم المزعزعة للاستقرار، وانتهاكاتهم الشائعة لحقوق الإنسان في اليمن، نادرًا ما يلقى الحوثيون اهتمامًا دوليًا كبيرًا إلا عندما تهدد أنشطتهم الاقتصاد العالمي.
وقالت إن تحركاتهم الأخيرة ضد الحكومة المعترف بها دوليًا، ومجلس القيادة الرئاسي، ينظر على أنها جهد إستراتيجي لاكتساب النفوذ قبل مفاوضات السلام المستقبلية. إذ رفض الحوثيون باستمرار الدخول في مفاوضات مباشرة مع مجلس القيادة الرئاسي، غير أنهم قد أفصحوا عن نيتهم باحتكار سلطة الحكم.
وأكدت أن سعيهم المتجدد للاستيلاء على مأرب، أحد آخر معاقل الحكومة اليمنية، من شأنه أن يوسع قاعدتهم الاقتصادية، ويمنحهم إحساسًا جديدًا بالشرعية بين ممثلي المجتمع الدولي.
وفي الوقت نفسه، من شأن استيلائهم على مأرب أن يقلل بشكل كبير من سيطرة الحكومة اليمنية على الأراضي المحلية، ممّا يؤدي إلى تآكل مصداقيّتها على المستويين المحلي والدولي، حسب التقرير.
وأكدت المجلة أن المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، ستمثل عواقب بعيدة المدى على الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة.
وتابعت "من شأن مثل هذه النتيجة أن تعزز موطئ قدم إيران في البلاد، مما يمنح طهران وصولا كبيرا إلى مواقع إستراتيجية جديدة على طول مضيق باب المندب، والحدود مع المملكة العربية السعودية".
ورجحت المجلة الأمريكية أن يدفع ذلك الحوثيين خارج حدود اليمن، ويعزز من جهودهم للتعاون مع خصوم الولايات المتحدة الآخرين، بما في ذلك روسيا والصين.
وتشير تقارير سابقة إلى أن الحوثيين يتعاونون مع حركة الشباب التابعة لتنظيم القاعدة في الصومال، كما نشروا قوات لهم في سوريا.
وفي الوقت نفسه، أشارت تقارير عن وجود مرتزقة حوثيين يقاتلون في حرب أوكرانيا، وعن احتمالية عقد صفقة من شأنها أن تقوم موسكو بإرسال صواريخ متطورة مضادة للسفن للحوثيين، فضلا عن ادعاءات تفيد بأن الصين تساعد الحوثيين في الحصول على الأسلحة، وهو ما يدل على أن الجماعة تفكِّر إلى ما هو أبعد من العمل مع مجموعة من الجهات الفاعلة الأخرى غير الحكومية.
وزادت "إذا استمرت الأمور دون تغيير، فإن ما كان في يوم من الأيام تمردًا محليًا سيستمر في النمو كتحدٍ جيوسياسي للولايات المتحدة".
وجاء في التقرير أن هذه الجماعة المتمردة، التي كانت مجرد فصيل واحد في الحرب الأهلية في أفقر دولة في الشرق الأوسط، تحوَّلت إلى قوة إقليمية مضطربة. فهي تهدد التجارة العالمية، وتشن ضربات على إسرائيل، وتشكل تحالفات خطيرة مع الجماعات المتطرِّفة لزعزعة استقرار الشرق الأوسط والقرن الأفريقي.
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
الحوثيون يتهمون أمريكا بقصف السفينة المحتجزة جالاكسي ليدر
أعلنت جماعة الحوثي، عن تنفيذ غارتين أمريكيتين استهدفتا السفينة المحتجزة "جالاكسي ليدر"، والتي تحتجزها الجماعة منذ 19 نوفمبر 2023.
وذكرت الجماعة في بيان مقتضب أن "العدو الأمريكي شن غارتين على كابينة القيادة في السفينة الإسرائيلية المحتجزة جالاكسي ليدر"، دون تقديم مزيد من التفاصيل حول الخسائر أو الأضرار الناجمة عن القصف.
في المقابل، لم يصدر أي تعليق رسمي من قبل الولايات المتحدة الأمريكية حول الحادثة، وسط تصاعد التوتر في المنطقة بسبب العمليات العسكرية المستمرة.
هوية السفينةويُذكر أن إسرائيل نفت سابقًا أن تكون السفينة مملوكة لها، مشيرة إلى أنها تعود إلى شركة بريطانية وتُشغل من قبل شركة يابانية، في حين يصر الحوثيون على أنها سفينة إسرائيلية.
وفي يناير الماضي، أفرج الحوثيون عن طاقم السفينة بالكامل، والبالغ 25 شخصًا من جنسيات مختلفة، وذلك بوساطة عمانية، بينما استمر احتجاز السفينة.
في سياق متصل، دعت الأمم المتحدة، يوم الأحد، إلى وقف جميع الأنشطة العسكرية بين الولايات المتحدة والحوثيين، محذرة من أن التصعيد قد يؤدي إلى مفاقمة التوترات الإقليمية، خصوصًا بعد سلسلة الغارات الأمريكية الأخيرة.
ووفقًا لمسؤول أمريكي تحدث لوكالة رويترز، فقد قامت طائرات إف-16 وإف-18 تابعة للقوات الجوية الأمريكية بإسقاط 11 طائرة مسيرة أطلقها الحوثيون يوم الأحد، مؤكدًا أن الطائرات المسيرة لم تقترب من حاملة الطائرات "هاري ترومان"، والتي تُعد مركزًا رئيسيًا للضربات الأمريكية في المنطقة.
وأضاف المسؤول أن الجيش الأمريكي رصد محاولة فاشلة من الحوثيين لإطلاق صاروخ، لكنه سقط في المياه قبالة سواحل اليمن، مشيرًا إلى أن القوات الأمريكية لم تتخذ أي إجراء تجاهه، لعدم اعتباره تهديدًا مباشرًا.
من جهة أخرى، أعلنت وزارة الصحة التابعة لجماعة الحوثي، مساء الأحد، عن ارتفاع حصيلة القتلى جراء الغارات الأمريكية الأخيرة إلى 53 شخصًا، في تصعيد جديد يُنذر بمزيد من المواجهات في المنطقة.