لجريدة عمان:
2025-04-15@00:25:21 GMT

الأوطان ليست للبيع

تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT

نحن في زمن الهوان العربي، في أيام لا يعلم نهايتها إلا الله، يقرر الآخرون عنا، ويفرضون رأيهم، ويجاهرون بعدائهم، بينما يحاول العرب الصراخ في وجه ظالميهم، ومع ذلك لا يستطيعون اتخاذ موقف واضح، وحاسم، وصريح، يأتي «ترامب» الرئيس الأمريكي ليعلن خطته حول تهجير الفلسطينيين من أرضهم، وإعادة استعمارها من قبل بلاده، ويقترح أوطانا بديلة لسكان غزة، وكأنه يجلس في دكان سمسار يعرض بضاعته على المارة، بل ويؤكد ثقته المطلقة أن مصر والأردن و«دولا أخرى» ستقبل عرضه عاجلا أم آجلا، يصرح بذلك، ولا يشكك فيه، ويضغط على الدول العربية من باب «المعونات الأمريكية» التي تعتمد عليها اقتصادات بعض الدول العربية، وهي ورقة مساومة، وضغط كبيرين، ولا نعلم ما الذي تحمله الأيام القادمة.

في المقابل يطل «بنيامين نتنياهو» برأسه، مدفوعا بتصريحات حليفه الأمريكي ليعلن «أن على السعودية إقامة الدولة الفلسطينية على أراضيها»، ولأنه لا يعرف معنى الوطن، ولأنه سارق لأراضي الآخرين، يعتقد الرجل أن الصفقة يمكن أن تمر، ويمكن له أن يهجّر المواطنين الأصليين من أراضيهم، كما فعل أسلافه الأوروبيون في الولايات المتحدة قبل قرون حين أبادوا سكان الأرض الأصليين، واحتلوا ترابهم، وسكنوا في مساكنهم، وصار الهنود الحمر مجرد «أوباش ومتوحشين» في أفلام رعاة البقر الأمريكية.

يعتقد «نتيناهو» ومن خلفه حليفه الأبدي «ترامب» أن الوطن مجرد بقعة أرض قابلة للبيع، والشراء، والعطاء، والهبة، والاستثمار، ولعلهم لم يستوعبوا الدرس البطولي الذي قدمه أهل غزة طيلة أكثر من 500 يوم للعالم، وهم يقاتلون، ويدفعون دماءهم ثمنا للحرية، ولم يفهم المحتل الإسرائيلي، والرئيس الأمريكي أن الأوطان ليست للبيع، وأن فلسطين قادمة لا محالة، شاءوا أم أبوا، وأن هذه التصريحات المجنونة وغير المسؤولة، لتشتيت انتباه العالم عن القضية الأصلية، وإلهاء أعين الدول الحرة عن الملاحقات القانونية ضد القتلة، ومرتكبي الإبادة الجماعية في غزة لن تجدي نفعا، وأن رمي كرة النار في ملعب العرب لاختبار ردة فعلهم لن يكون في صالح تحالفاتهم على المدى البعيد، وأن سياسة الإملاءات الحمقاء لن تغيّر من الوضع شيئا، وأن القضية الفلسطينية ستنتصر شاء من شاء، وأبى من أبى، وأن الأوطان ليست للتنازل أو المساومة. إن الفوضى السياسية التي يشعلها «ترامب» والتعامل بفوقية تجاه كل العالم حتى حلفائه المقربين، ستزيد من عزلة الولايات المتحدة، وسيضع هذا الرئيس خلال السنوات الأربع القادمة العالم على شفا «الجحيم»، وسيضع على كاهل الرئيس القادم للولايات المتحدة عبئا كبيرا، لإزالة الركام، والأنقاض التي سيخلفها خلال فترة رئاسته، وسيكون للقرارات الارتجالية التي يتخذها ضد كل دولة لا تروق له، أثر كبير على تحالفات بلاده، فمنذ اليوم الأول اتخذ الرئيس الأمريكي قرارات تشبه الخيال، ولا تستند إلا إلى غطرسة أمريكية فعلية، فمع سياسة ترحيل المهاجرين، إلى الدعوة لضم كندا إلى دولته، إلى فكرة احتلال جزر «جرينلاند»، إلى منع المساعدات عن دولة جنوب إفريقيا بسبب موقفها من حرب غزة، إلى فرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية، و«وعده» بإنهاء الحرب في أوكرانيا في «أسرع وقت»، بضم كييف إلى روسيا!!.. وما هو آت من بنات أفكار الرئيس الأمريكي لا يمكن توقعه. يجلس الرئيس الأمريكي على تلة عالية، في برج عاجي، يقسّم العالم، ويتصرف بعقلية الحاكم المطلق للكرة الأرضية، ولكن ما يعنينا من كل مقترحاته الغريبة، هو دعوته إلى اقتلاع سكان غزة من أراضيهم، دون عودة، واستيلاء الولايات المتحدة عليها، وهو يعني بالطبع استيلاء «إسرائيل» على القطاع، والتي ستبوء بالفشل حتما، ومع ذلك لا نعلم ما الذي يخبئه «ترامب» في جعبته خلال فترة رئاسته الحالية، ولا يمكن التكهن بالنقطة التي يقود العالم إليها.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الرئیس الأمریکی

إقرأ أيضاً:

أين تقع القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط وأكبرها في دولة عربية ؟ وما هي التعزيزات التي أرسلها ترامب

 وتشتبه الدول الغربية في سعي إيران لامتلاك أسلحة نووية، وهو ما تنفيه طهران، في حين قال ترامب إنه إذا لم تتوصل الجمهورية الإسلامية إلى اتفاق، "سيكون هناك قصف، وسيكون قصفا لم يروا مثله من قبل". هذا في حين أكدت إيران أن تداعيات ردها في حال تعرض البلاد لأي هجوم ستفتح فصلا جديدا في معادلات الإقليم والعالم.

وفي ما يلي، معلومات عن الوجود العسكري الأمريكي في الشرق الأوسطـ حسب وكالة "رويترز": أين تقع القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط؟ لطالما أدارت الولايات المتحدة قواعد في أنحاء الشرق الأوسط،

وأكبرها قاعدة العديد الجوية في قطر، التي بُنيت عام 1996، بناء على عدد الأفراد.

وتضم الدول الأخرى التي تنشر فيها الولايات المتحدة قواتها البحرين والكويت والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.

يوجد عادة حوالي 30 ألف جندي أمريكي في جميع أنحاء المنطقة، وهو انخفاض حاد مقارنة بالفترة التي شاركت فيها القوات الأمريكية في عمليات كبرى حيث كان هناك أكثر من 100 ألف جندي أمريكي في أفغانستان عام 2011، وأكثر من 160 ألف جندي في العراق عام 2007.

وللولايات المتحدة ما يقرب من 2000 جندي في سوريا في قواعد صغيرة، معظمها في الشمال الشرقي.

ويتمركز حوالي 2500 جندي أمريكي في العراق، بما في ذلك في موقع "يو إس يونيون 3" في بغداد. ما هي التعزيزات التي أرسلها ترامب؟ صرح البنتاغون بأنه عزز قواته إلى الشرق الأوسط في الأسابيع الأخيرة.

كما نقل ما يصل إلى ست قاذفات "بي-2" في مارس إلى قاعدة عسكرية أمريكية بريطانية في جزيرة دييغو غارسيا بالمحيط الهندي، وهو ما قال الخبراء إنه سيضعها في موقع مثالي للتدخل السريع في الشرق الأوسط.

وأفاد وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث بأن الأمر متروك لإيران لتقرر ما إذا كانت ستفسر هذا على أنه رسالة إلى طهران. كما أرسل البنتاغون طائرات أخرى ومزيدا من معدات الدفاع الجوي، بما في ذلك كتيبة دفاع صاروخي من طراز باتريوت.

وتتواجد حاملتا طائرات أمريكيتان في الشرق الأوسط، تحمل كل منهما آلاف الجنود وعشرات الطائرات.

لماذا تتمركز القوات الأمريكية في المنطقة؟ تتمركز القوات الأمريكية في الشرق الأوسط لأسباب متعددة.

ففي بعض الدول، مثل العراق، تقاتل القوات الأمريكية مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

ويوجد في الأردن، مئات المدربين الأمريكيين، ويُجرون تدريبات مكثفة على مدار العام.

كما تتواجد القوات الأمريكية في دول أخرى، مثل قطر والإمارات العربية المتحدة، كضمان أمني، وللتدريب، وللمساعدة في العمل العسكري الإقليمي عند الحاجة. وتشن الولايات المتحدة حملة قصف جوي ضد قوات الحوثيين في اليمن

مقالات مشابهة

  • أي الملوك دام؟!.. المصير الأمريكي (1)
  • أمريكا ليست وجهتنا..أوروبيون يقومون بإلغاء رحلاتهم إلى الولايات المتحدة
  • حرب الرسوم.. ما أكثر السلع الصينية التي يعتمد عليها الأميركيون؟
  • في النزاع التجاري الأمريكي الصيني.. أين موقعنا؟
  • ما الرسائل التي حملها فيديو الأسير الأمريكي عيدان ألكسندر؟
  • رابطة العالم الإسلامي تُدين الهجمات التي تعرّضت لها مخيمات النازحين حول مدينة الفاشر بالسودان
  • أين تقع القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط؟ وما هي التعزيزات التي أرسلها ترامب؟
  • زيارة الرئيس الإندونيسي لمصر.. ما هي أبرز الملفات التي يبحثها مع الرئيس السيسي اليوم؟
  • أين تقع القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط وأكبرها في دولة عربية ؟ وما هي التعزيزات التي أرسلها ترامب
  • فريد زكريا عن رسوم ترامب الجمركية: الاقتصاد الأمريكي معروض للبيع