لجريدة عمان:
2025-02-12@19:18:31 GMT

الأوطان ليست للبيع

تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT

نحن في زمن الهوان العربي، في أيام لا يعلم نهايتها إلا الله، يقرر الآخرون عنا، ويفرضون رأيهم، ويجاهرون بعدائهم، بينما يحاول العرب الصراخ في وجه ظالميهم، ومع ذلك لا يستطيعون اتخاذ موقف واضح، وحاسم، وصريح، يأتي «ترامب» الرئيس الأمريكي ليعلن خطته حول تهجير الفلسطينيين من أرضهم، وإعادة استعمارها من قبل بلاده، ويقترح أوطانا بديلة لسكان غزة، وكأنه يجلس في دكان سمسار يعرض بضاعته على المارة، بل ويؤكد ثقته المطلقة أن مصر والأردن و«دولا أخرى» ستقبل عرضه عاجلا أم آجلا، يصرح بذلك، ولا يشكك فيه، ويضغط على الدول العربية من باب «المعونات الأمريكية» التي تعتمد عليها اقتصادات بعض الدول العربية، وهي ورقة مساومة، وضغط كبيرين، ولا نعلم ما الذي تحمله الأيام القادمة.

في المقابل يطل «بنيامين نتنياهو» برأسه، مدفوعا بتصريحات حليفه الأمريكي ليعلن «أن على السعودية إقامة الدولة الفلسطينية على أراضيها»، ولأنه لا يعرف معنى الوطن، ولأنه سارق لأراضي الآخرين، يعتقد الرجل أن الصفقة يمكن أن تمر، ويمكن له أن يهجّر المواطنين الأصليين من أراضيهم، كما فعل أسلافه الأوروبيون في الولايات المتحدة قبل قرون حين أبادوا سكان الأرض الأصليين، واحتلوا ترابهم، وسكنوا في مساكنهم، وصار الهنود الحمر مجرد «أوباش ومتوحشين» في أفلام رعاة البقر الأمريكية.

يعتقد «نتيناهو» ومن خلفه حليفه الأبدي «ترامب» أن الوطن مجرد بقعة أرض قابلة للبيع، والشراء، والعطاء، والهبة، والاستثمار، ولعلهم لم يستوعبوا الدرس البطولي الذي قدمه أهل غزة طيلة أكثر من 500 يوم للعالم، وهم يقاتلون، ويدفعون دماءهم ثمنا للحرية، ولم يفهم المحتل الإسرائيلي، والرئيس الأمريكي أن الأوطان ليست للبيع، وأن فلسطين قادمة لا محالة، شاءوا أم أبوا، وأن هذه التصريحات المجنونة وغير المسؤولة، لتشتيت انتباه العالم عن القضية الأصلية، وإلهاء أعين الدول الحرة عن الملاحقات القانونية ضد القتلة، ومرتكبي الإبادة الجماعية في غزة لن تجدي نفعا، وأن رمي كرة النار في ملعب العرب لاختبار ردة فعلهم لن يكون في صالح تحالفاتهم على المدى البعيد، وأن سياسة الإملاءات الحمقاء لن تغيّر من الوضع شيئا، وأن القضية الفلسطينية ستنتصر شاء من شاء، وأبى من أبى، وأن الأوطان ليست للتنازل أو المساومة. إن الفوضى السياسية التي يشعلها «ترامب» والتعامل بفوقية تجاه كل العالم حتى حلفائه المقربين، ستزيد من عزلة الولايات المتحدة، وسيضع هذا الرئيس خلال السنوات الأربع القادمة العالم على شفا «الجحيم»، وسيضع على كاهل الرئيس القادم للولايات المتحدة عبئا كبيرا، لإزالة الركام، والأنقاض التي سيخلفها خلال فترة رئاسته، وسيكون للقرارات الارتجالية التي يتخذها ضد كل دولة لا تروق له، أثر كبير على تحالفات بلاده، فمنذ اليوم الأول اتخذ الرئيس الأمريكي قرارات تشبه الخيال، ولا تستند إلا إلى غطرسة أمريكية فعلية، فمع سياسة ترحيل المهاجرين، إلى الدعوة لضم كندا إلى دولته، إلى فكرة احتلال جزر «جرينلاند»، إلى منع المساعدات عن دولة جنوب إفريقيا بسبب موقفها من حرب غزة، إلى فرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية، و«وعده» بإنهاء الحرب في أوكرانيا في «أسرع وقت»، بضم كييف إلى روسيا!!.. وما هو آت من بنات أفكار الرئيس الأمريكي لا يمكن توقعه. يجلس الرئيس الأمريكي على تلة عالية، في برج عاجي، يقسّم العالم، ويتصرف بعقلية الحاكم المطلق للكرة الأرضية، ولكن ما يعنينا من كل مقترحاته الغريبة، هو دعوته إلى اقتلاع سكان غزة من أراضيهم، دون عودة، واستيلاء الولايات المتحدة عليها، وهو يعني بالطبع استيلاء «إسرائيل» على القطاع، والتي ستبوء بالفشل حتما، ومع ذلك لا نعلم ما الذي يخبئه «ترامب» في جعبته خلال فترة رئاسته الحالية، ولا يمكن التكهن بالنقطة التي يقود العالم إليها.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الرئیس الأمریکی

إقرأ أيضاً:

حماس ترد على ترامب: ''غزة ليست للبيع''

جددت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تنديدها بتصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن عزمه شراء غزة وتهجير سكانها، واعتبرتها تصريحات "عبثية وتعكس جهلا عميقا بفلسطين والمنطقة".

وفي بيان لها اليوم الاثنين، قالت حركة حماس إن غزة ليست عقارا يباع ويشترى، بل هي جزء لا يتجزأ من أرضنا الفلسطينية المحتلة.

وأضافت الحركة أن التعامل مع القضية الفلسطينية بعقلية تاجر العقارات وصفة فشل، وأن الشعب الفلسطيني سيُفشل كل مخططات التهجير والترحيل، فغزة لأهلها ولن يغادروها إلا إلى مدنهم وقراهم المحتلة عام 1948.

وأكد رئيس حركة حماس في قطاع غزة خليل الحية أن الشعب الفلسطيني لن يغادر أرضه.

جاء ذلك في تصريحات خلال مشاركة الحية في مسيرة بالعاصمة الإيرانية طهران إحياء للذكرى السنوية الـ46 للثورة الإسلامية الإيرانية.

وقال الحية إن "طوفان الأقصى" وحّد الأمة للدفاع عن غزة ضد العدوان الصهيوني، مضيفا "نقف هنا أمام العالم لنقول لكم إن طوفان الأقصى انطلق ليكون مقدمة لتحرير فلسطين".

وتابع "أما مشاريع الغرب وأميركا وترامب فإلى زوال، وسنسقطها كما أسقطنا غيرها من قبل، هذا عهدنا، وشعبنا لم ينسَ من وقف معه، ولن يسامح الغادرين والمتخاذلين والمتآمرين ومن اشترك مع الاحتلال في قتلنا وتدميرنا".

وأمس الأحد، قال ترامب في تصريحات خلال حديثه للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية إنه ملتزم بشراء قطاع غزة وامتلاكه، مدعيا أنه لم يبقَ شيء للعودة إليه في غزة، وأنها غير آمنة مطلقا، في إشارة إلى الدمار الذي لحق بها جراء الغارات الإسرائيلية.

وفي 4 فبراير/شباط الجاري كثف ترامب بمؤتمر صحفي جمعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض عزم بلاده الاستيلاء على غزة بعد تهجير كافة سكانها الفلسطينيين إلى دول أخرى.

ومنذ 25 يناير/كانون الثاني الماضي يروج ترامب لمخطط تهجير فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة، مثل مصر والأردن، وهو ما رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.

مقالات مشابهة

  • الرئيس الأمريكي يدير أكبر دولة في العالم بعقلية تاجر العقارات
  • بسمة وهبة تشكر الرئيس الأمريكي ترامب: جعل العالم كله يعرف معنى وحدة العرب
  • غزة ليست للبيع
  • غزة ليست للبيع يا «ترامب»
  • الخارجية الفلسطينية: غزة والضفة ليست للبيع أو المساومة أو المقايضة
  • حماس ترد على ترامب: ''غزة ليست للبيع''
  • متحدث "فتح": الأراضي الفلسطينية ليست للبيع وغير قابلة للتفاوض أو التفريط
  • متحدث فتح: الأراضي الفلسطينية ليست للبيع وغير قابلة للتفاوض أو التفريط
  • أخبار العالم.. ترامب: سألتقي الرئيس السيسي والأمير بن سلمان.. وحماس: غزة ليست عقارا يباع ويشترى