موقع النيلين:
2024-07-06@09:06:36 GMT

وفاء الرشيد: التغريب والعبودية الجديدة

تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT

وفاء الرشيد: التغريب والعبودية الجديدة


في إطار الجدل الذي خلفه عرض فيلم باربي، لا بد من السؤال هل انتصر فعلاً النموذج الغربي في التفكير والقيم وأصبح عالمياً كونياً؟

كان المفكر الأمريكي الشهير فرانسيس فوكويوما قد توقع في نظريته حول نهاية التاريخ أن يعم النموذج الغربي في التنمية والسياسة والثقافة على عموم البشرية، باعتباره التعبير الوحيد عن دينامية الحداثة التي هي في نهاية المطاف مشروع غربي.

في فكرنا العربي الإسلامي الحديث منذ الطهطاوي وجمال الدين الأفغاني ومحمد عبده، ساد انطباع قوي بإمكانية الفصل بين علوم وتقنيات الغرب التي يتوجب اقتناؤها وثقافته وقيمه التي لا بد من رفضها لكونها لا تنسجم مع التقاليد المحلية.

ولقد رفض التيار الليبرالي والعلماني العربي هذه النزعة التوفيقية، مشككاً في إمكانية الفصل بين العلوم والقيم، بين الجانب الاجتماعي من الحداثة وجانبها التقني. اشتهر في هذا الباب كتاب طه حسين «مستقبل الثقافة في مصر»، الذي طالب فيه باستنساخ حياة الغربيين أفكاراً وسلوكاً ونمط حياة.في الاتجاه نفسه كتب الفيلسوف المصري «خرافة الميتافيزيقا» سنة ١٩٥٣، وفيه نقد جذري «للثقافة الغيبية» التي اعتبر أنها مصدر تخلف العرب في عقليتهم الشرقية التي لا تتناسب مع أفكار وقيم الحداثة.

ولا شك أن هذه المواقف المتطرفة كان لها بعض الأثر في تنامي النزعات الدينية المتشددة التي طالبت بالقطيعة مع الغرب واعتبرت أفكار الحداثة نمطاً من الغزو الثقافي الغربي.

في الستينات تغير موقف طه حسين الفكري في سياق النقد الهام الذي برز في الأدبيات الوجودية حول السيطرة التقنية وانعكاسها على مسار الإنسان الاجتماعي والنفسي. كما أن زكي نجيب محمود تخلى عن نزعته الوضعية المتغربة ونشر في بداية السبعينات كتاب «تجديد الفكر العربي»، داعياً فيه إلى الجمع ما بين التجربة الطبيعية ونور البصيرة والوحي والأعراف في الإنسانيات، ما بين التقدم الأوربي والروحانية الشرقية.

إلا أن هذه النزعة التوفيقية تراجعت كثيراً في السنوات الأخيرة، وقد اعتبر المفكر البحريني محمد جابر الأنصاري في كتابه «الفكر العربي وصراع الأضداد» أنها كانت مجرد أفكار تلفيقية غير منسجمة ولا دقيقة.ما تغير في الأعوام الماضية هو ظهور العولمة التي لم تعد مجرد أفكار وآراء ومعارف، بل إنها تقوم على الثورة التواصلية الكبرى التي غيرت طبيعة الثقافة الإنسانية، وفرضت أنماطاً وجودية واجتماعية متشابهة في كل العالم.

لقد أطلق بعض علماء الاجتماع على هذه الظاهرة مقولة «تنميط العالم»، أي تحويله إلى قرية صغيرة لا يختلف فيها فرد عن الآخر، من حيث أسلوب حياته وطريقة تفكيره بل وأذواقه ومشاعره.

ومع أن الجميع يتوهم أن المجال التواصلي أصبح مفتوحاً حراً، إلا أنه في الحقيقة خاضع لقوى متحكمة تفرض لغتها وثقافتها وقيمها على بقية البشر. هل يعيش العالم ما كان لابويسي سماه بالعبودية الطوعية

وفاء الرشيد – صحيفة عكاظ

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

وزيرة الشباب: التزام الكويت راسخ بدعم الشباب وتمكينهم وتنمية مهاراتهم وقدراتهم

أكدت وزيرة الشؤون الاجتماعية وشؤون الأسرة والطفولة وزيرة الدولة لشؤون الشباب الدكتورة أمثال الحويلة التزام دولة الكويت الراسخ بدعم الشباب وتمكينهم من خلال تنفيذ سياسات وبرامج تكسبهم مهارات القيادة وتنمي قدراتهم بمختلف المجالات الشبابية.

وقالت الوزيرة الحويلة لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الخميس بمناسبة احتفال الكويت والدول العربية بيوم الشباب العربي الذي يصادف غدا الجمعة إن تخصيص هذا اليوم للاحتفاء بالشباب العربي يجسد الدور الحيوي الذي يؤدونه في تشكيل مستقبل أمتنا العربية.

وأضافت أن الاحتفاء بيوم الشباب العربي “يعكس أيضا رؤى القادة العرب وتوجيهاتهم الحكيمة في دعم الشباب بدليل هذا الكم الجيد من المؤتمرات والأنشطة الشبابية التي تقام سنويا على مستوى الوطن العربي بهذا الصدد”.

وأوضحت أن الكويت تدرك أهمية دعم الشباب وتحفيزهم باعتبارهم القوة الأهم لبناء الأوطان وتسعى لإبراز إمكانياتهم الكامنة إذ تعمل الهيئة العامة للشباب على إطلاق مبادرات وبرامج ومشاريع متنوعة تهدف إلى تعزيز قدرات الشباب وتزويدهم بالمهارات الضرورية لمواجهة تحديات العصر.

وذكرت أن الهيئة تعمل كذلك على تعزيز العلاقات بين الشباب الكويتي وأشقائهم العرب لتحقيق التعاون والتكامل في مختلف المجالات التي تهم الشباب وتبادل الخبرات والتجارب الناجحة من خلال الزيارات والفعاليات والبرامج المشتركة.

وأكدت أن هذا المسعى يأتي لتوطيد العلاقات التاريخية التي تربط الكويت بأشقائها العرب لافتة إلى أن تكامل الشباب العربي وتعاونهم من شأنه المساهمة بتحقيق الأهداف المشتركة بين الدول العربية في تطوير العمل الشبابي العربي.

وهنأت الوزيرة الحويلة جموع الشباب العربي بيومهم الذي يعبر عن التقدير العالي الذي يحظون به في المؤسسات العربية الرسمية معربة عن ثقتها الكبيرة في مقدرة هؤلاء الشباب على مواجهة كل التحديات والإسهام في التنمية المستدامة للدول العربية.

يذكر أن يوم الشباب العربي يصادف الخامس من يوليو كل عام واعتمده المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب بدورته الـ 66 للتركيز على تطوير العمل والتعاون الشبابي العربي في مختلف المجالات.

المصدر كونا الوسومدعم الشباب وزيرة الشباب

مقالات مشابهة

  • في اليسار المتطرف.. رؤية من الداخل
  • يرفع شعار كامل العددفيلم إن شاءالله ولد لأمجد الرشيد يحظى باستقبال حافل بمهرجان عمان السينمائي الدولي
  • اليمن ينظم الصيد في أعالي البحار لمواجهة غلاء الأسماك
  • أفضل 10 أفكار مشاريع صغيرة مربحة في السعودية
  • أمل الثقافة ودورها
  • وزيرة الشباب: التزام الكويت راسخ بدعم الشباب وتمكينهم وتنمية مهاراتهم وقدراتهم
  • حل الأزمات أولوية الحكومة الجديدة.. أفكار واعدة تلبي طموحات المصريين في أول تصريحات للوزراء بعد حلف اليمين.. الأمن الغذائي ووصول الدعم لمستحقيه وإنعاش السياحة والاستثمار في المقدمة
  • لماذا نتقبل حداثة الغرب ونرفض التجديد في ثقافتنا؟
  • البدء في تصوير فيلم الإثارة والجريمة في العالم العربي "بومة"
  • صمت الضمير العربي.. فلسطين جُرح لا يندمل