قائد “فاجنر” يرحب بالانقلاب العسكري في النيجر ويقول: سنجعل روسيا أقوى بكل القارات
تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT
قال قائد مجموعة “فاجنر” شبه العسكرية الروسية، يفجيني بريجوجين، الاثنين، إنَّ المجموعة ستجعل روسيا أقوى في جميع القارات، مشيراً إلى أنها تواصل مهامها في إفريقيا من أجل “العدالة”، وذلك خلال ظهوره الأول عقب محاولة التمرد الفاشلة على وزارة الدفاع في موسكو.
وظهر بريجوجين على قنوات تابعة له عبر تطبيق “تيليجرام”، في مقطع مصور، ربما صوّر في قارة إفريقيا، وفق ما ذكرت “رويترز”، حيث ألقى كلمة وهو واقف في منطقة صحراوية، مرتدياً زياً مموهاً وبيده بندقية.
وقال بريجوجين في الفيديو، الذي يعتقد أنه أول ظهور مرئي له منذ قيادته تمرداً على المؤسسة العسكرية في روسيا أواخر يونيو الماضي، إنَّ المجموعة “تجعل روسيا أعظم في جميع القارات، وتجعل إفريقيا أكثر حرية”.
وأضاف أنَّ المجموعة تجلب “العدالة والسعادة لشعوب إفريقيا”، وتخلق في الوقت نفسه “كوابيس لأنظمة متطرفة مثل داعش والقاعدة وقطاع طرق آخرين”.
وخاضت المجموعة العسكرية أعنف المعارك في الغزو الروسي لأوكرانيا، لكن الغموض أحاط بمصيرها ومصير قائدها بريجوجين، بعد فشل التمرد، الذي سيطرت خلاله المجموعة على مدينة في جنوب روسيا وتقدمت صوب موسكو.
وأشار قائد “فاجنر” إلى أنَّ المجموعة تقوم بأنشطة الاستطلاع والبحث، على الرغم من درجات الحرارة المرتفعة، دون أن يحدد البلد أو المنطقة التي يتحدث عنها.
وأكد بريجوجين أنَّ المجموعة تواصل تنفيذ المهام الموكلة إليها، وتقوم بتوظيف المحاربين للانضمام إلى صفوفها. وتمَّ إرفاق المقطع برقم هاتف للراغبين في الانضمام للمجموعة. ولم تتمكن “رويترز” من تحديد موقع تصوير المقطع، أو التحقق من تاريخه، لكن تعليقات بريجوجن وبعض المنشورات في القنوات الموالية لـ”فاجنر”، أشارت إلى أنه صُوّر في قارة إفريقيا.
ومستقبل المجموعة وبريجوجين غير واضح منذ أن قاد تمرداً قصيراً ضد المؤسسة الدفاعة الروسية. وقال الكرملين إنه وبعض المقاتلين الذين قاتلوا في بعض من أعنف المعارك في حرب أوكرانيا، سينتقلون إلى بيلاروس.
وكان بريجوجين قال في تصريحات خلال يوليو الماضي، إن “فاجنر” مستعدة لزيادة وجودها في إفريقيا. والدور الذي تلعبه “فاجنر” في إفريقيا، لا سيما في دعم حكومتي مالي وجمهورية إفريقيا الوسطى، مصدر قلق للحكومات الغربية.
كما اتهمتها الولايات المتحدة بارتكاب أعمال وحشية واسعة النطاق وفرضت عليها عقوبات باعتبارها منظمة إجرامية.
ويقول بريجوجين إن المجموعة تعمل وفقاً لقوانين البلدان التي تنشط فيها. ورحب بريجوجين بالانقلاب العسكري في النيجر الواقعة في غرب إفريقيا، وبدا أنه يطرح مشاركة عناصر المجموعة في إحلال النظام هناك.
ويزداد النفوذ الروسي في منطقة الساحل بينما تضاءل نفوذ الغرب منذ بدء سلسلة الانقلابات في السنوات الثلاث الماضية. وطرد القادة العسكريون في مالي وبوركينا فاسو، قوات فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة، بينما عززوا العلاقات مع موسكو.
قناة الشرق
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
مصطفى الثالث.. قائد الإصلاحات الذي حمى العثمانيين من التوسع الروسي| ماذا فعل
توفي السلطان مصطفى الثالث في مثل هذا اليوم من عام 1774، بعد فترة حكم حافلة بالإنجازات والتحديات. وُلد مصطفى في 31 يناير 1717 بمدينة القسطنطينية (إسطنبول حاليًا)، وتدرّج في مناصب الدولة حتى تولى الخلافة بعد وفاة ابن عمه عثمان الثالث، وكان يبلغ من العمر 42 عامًا.
عند توليه العرش، عين الوزير راغب باشا صدرًا أعظم للدولة، وهو رجل ذو معرفة واسعة بشؤون الحكم. شارك الاثنان رؤية مشتركة حول تصاعد الخطر الروسي، مما دفع السلطان مصطفى الثالث إلى التركيز على إصلاح الجيش العثماني وتعزيز قدراته لمواجهة التحديات. أبرم اتفاقية عسكرية مع بروسيا لضمان الدعم في حال اندلاع حروب مع النمسا أو روسيا.
إصلاحات داخلية وإنجازاتعمل مصطفى الثالث بالتعاون مع راغب باشا على تعزيز التجارة البحرية والبرية، وطرح مشروع طموح لحفر خليج يربط نهر دجلة بإسطنبول لتعزيز التجارة ومنع الغلاء والمجاعات. كما أسس مكتبات عامة ومستشفيات للحد من انتشار الأوبئة في المناطق الحدودية، إلا أن وفاة راغب باشا حالت دون استكمال بعض هذه المشاريع.
استعان السلطان بالبارون دي توت المجري، الذي ساهم في بناء قلاع مسلحة على ضفتي الدرنديل لحماية إسطنبول من الهجمات البحرية. كما أنشأ ورشًا لصب المدافع، وأسس مدارس حديثة لتخريج ضباط متخصصين في المدفعية والبحرية. أظهرت هذه الإصلاحات نتائج ملموسة، حيث حقق الجيش العثماني انتصارات بحرية، أبرزها هزيمة الأسطول الروسي الذي كان يحاصر جزيرة لمنوس.
التعليم والهندسةأولى السلطان اهتمامًا كبيرًا بالتعليم العسكري، فأسس مركزًا لتدريب ضباط البحرية، والذي تطور لاحقًا ليصبح جامعة إسطنبول التقنية، إحدى أبرز الجامعات الهندسية في الشرق الأوسط اليوم.
شهدت فترة حكم مصطفى الثالث اشتعال الحروب مع روسيا، حيث كانت المعارك سجالًا بين الطرفين. تمكن العثمانيون بقيادة القائد عثمان باشا من تحقيق انتصارات بارزة، واستعادوا بعض المدن المحتلة، مما دفع السلطان إلى منحه لقب غازي.
لم تقتصر إنجازات السلطان على الجانب العسكري، بل شملت إنشاء المدارس والتكايا، بالإضافة إلى تشييد جامع كبير على قبر والدته على الضفة الشرقية لإسطنبول، وترميم جامع محمد الفاتح بعد تعرضه لأضرار جسيمة بسبب زلزال.
وفاته وإرثهتوفي السلطان مصطفى الثالث عام 1187 هـ / 1774م، تاركًا خلفه إرثًا من الإصلاحات والإنجازات التي ساعدت الدولة العثمانية في مواجهة تحديات عصره. خلفه في الحكم أخوه عبد الحميد الأول.