ترامب يدعو إلى خفض الفائدة لمواكبة الرسوم الجمركية الجديدة
تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT
واشنطن (أ ف ب)
اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأربعاء أن على الاحتياطي الفدرالي خفض معدل الفائدة سريعاً لمواكبة الرسوم الجمركية التي يريد فرضها على الواردات.
وقال ترامب عبر شبكته الاجتماعية تروث سوشال: «يجب خفض المعدل، وهذا أمر يجب أن يتماشى مع التعريفات الجمركية المقبلة».
في الأثناء، أظهرت بيانات حكومية نشرت الأربعاء أن معدل التضخم الاستهلاكي في الولايات المتحدة تسارع بشكل غير متوقع في الشهر الماضي ليبلغ 3%، بعد أن بلغ 2,9% في ديسمبر.
وألقى ترامب باللوم على سلفه الديموقراطي جو بايدن، وكتب في منشور على منصته «رفع بايدن التضخم».
وقال رئيس الاحتياطي الفدرالي جيروم باول الثلاثاء خلال جلسة الاستماع نصف السنوية أمام لجنة بمجلس الشيوخ إنه لا يرى «أي إلحاح» في خفض الفائدة في المستقبل القريب.
وأشار باول إلى أن التضخم ظل «مرتفعاً إلى حد ما» في الولايات المتحدة، أعلى من هدف 2% في الأمد المتوسط، في حين ظلت غالبية المؤشرات الاقتصادية الأخرى جيدة إلى حد كبير، وخصوصا سوق العمل، وهي أولوية أخرى للاحتياطي.
سجل الاقتصاد الأميركي نمواً بنسبة 2,8% عام 2024، ويظل معدل البطالة في المستوى المسجل خلال ولاية الرئيس السابق جو بايدن (نحو 4%).
بعد خفض معدل الفائدة بمقدار نقطة مئوية واحدة في اجتماعاته الثلاثة الأخيرة عام 2024، قرر الاحتياطي الفدرالي التوقف في أواخر يناير، مفضلاً التأكد من عودة التضخم إلى هدفه قبل استئناف خفض الفائدة.
لكن الاحتياطي الفدرالي حذر بشأن آفاق الاقتصاد الأميركي. واعتبر أحد مسؤوليه أن الآفاق «غير مؤكدة إلى حد كبير، وخصوصاً في ما يتصل بالسياسات المالية والتجارية والهجرة والتنظيمية».
بدورها، أكدت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني أن الرسوم الجمركية، ومناخ عدم اليقين الناتج منها، من شأنه أن يلقي بثقله على الاقتصاد الأميركي هذا العام، مع تأثيره على كل من الإنفاق الاستهلاكي، المحرك الرئيسي للنمو في الولايات المتحدة، والاستثمارات التي تغذي النمو المستقبلي.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الفائدة الأميركية الاحتیاطی الفدرالی
إقرأ أيضاً:
احتدام معركة الرسوم الجمركية بين أمريكا والصين
بكين تشكو للتجارة العالمية والاتحاد الأوروبى يراقب
أعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أمس فرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 25% على جميع واردات الصلب والألومنيوم إلى الولايات المتحدة، وسط توقعات بتأثير كبير على الجميع وخاصة شركائه التجاريين كندا والمكسيك.
يأتى ذلك فى ظل تنفيذ الرسوم الجمركية الانتقامية التى أعلنتها الصين الأسبوع الماضى. وتستهدف هذه الإجراءات منتجات بقيمة 14 مليار دولار برسوم جمركية بنسبة 15% على الفحم والغاز الطبيعى المسال، و10% على النفط الخام والمعدات الزراعية وبعض المركبات.
وأكد ترامب رفع معدلات الرسوم الجمركية الأمريكية لتتناسب مع معدلات الشركاء التجاريين اليوم الثلاثاء أو غدا الأربعاء، والتى ستدخل حيز التنفيذ «على الفور تقريبا». وتابع عن خطة الرسوم الجمركية المتبادلة: «ببساطة شديدة، إذا فرضوا علينا رسوما، فإننا سنفرض عليهم».
وقد أثار التحرك بشأن الصلب والألمنيوم رد فعل سريع من دوج فورد، رئيس وزراء مقاطعة أونتاريو الكندية، الذى اتهم الرئيس الأمريكى «بتغيير الأهداف والفوضى المستمرة» التى من شأنها أن تعرض الاقتصاد للخطر.
وتعتبر كندا والبرازيل والمكسيك أكبر مصادر واردات الصلب إلى الولايات المتحدة، تليها كوريا الجنوبية وفيتنام، وفقاً لبيانات الحكومة ومعهد الحديد والصلب الأمريكى، وبفارق كبير، أصبحت كندا أكبر مورد للمعدن الأولى للألمنيوم إلى الولايات المتحدة، حيث تمثل 79% من إجمالى الواردات فى أول 11 شهرًا من عام 2024. وتعد المكسيك موردًا رئيسيًا لخردة الألومنيوم وسبائك الألومنيوم.
خلال فترة ولايته الأولى، فرض ترامب رسوما جمركية بنسبة 25% على الصلب و10% على الألومنيوم، لكنه منح لاحقا العديد من الشركاء التجاريين حصصا معفاة من الرسوم الجمركية، بما فى ذلك كندا والمكسيك والبرازيل.
وعلقت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفات إن التعريفات الجمركية الجديدة ستضاف إلى الرسوم الجمركية الحالية على الصلب والألمنيوم.
فيما واجه ترامب انتقادات واسعة بالأسواق وسيطر الخوف من فرص رسوم جديدة فيما تقدمت الصين بشكوى إلى منظمة التجارة العالمية، دون رد حتى الآن.
وذكرت الجارديان البريطانية أن الرسوم الجمركية التى فرضها ترامب أقل كثيرا من المستوى الذى هدد به خلال الحملة الانتخابية، ويقول المحللون إن الصين مستعدة لها وأضافوا أن إجراءات بكين – التى تشمل أيضًا تحقيقات فى العديد من الشركات الأمريكية بما فى ذلك جوجل – مدروسة وتسمح بمساحة للتفاوض.
وفى سياق ردود الفعل العنيفة ضد سياسة ترامب الاقتصادية القاسية، حذر الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون من استعداده م لمواجهة الرئيس الأمريكى وجها لوجه بشأن الرسوم الجمركية. مضيفا : «لقد فعلت ذلك بالفعل، وسأفعله مرة أخرى».
وقال ماكرون لشبكة CNN إن الاتحاد الأوروبى لا ينبغى أن يكون «أولوية قصوى» بالنسبة للولايات المتحدة، قائلا: «هل الاتحاد الأوروبى هو مشكلتك الأولى؟ لا، لا أعتقد ذلك. مشكلتك الأولى هى الصين، لذا يجب أن تركز على المشكلة الأولى». وأضاف إن الرسوم الجمركية ستضر بالاقتصادات الأوروبية، لكنها ستضر أيضا بالولايات المتحدة، نظرا لمستوى العلاقات الاقتصادية. وأضاف: «هذا يعنى أنه إذا فرضت رسوما جمركية على العديد من القطاعات، فإن ذلك سيزيد من التكاليف ويخلق التضخم فى الولايات المتحدة. هل هذا ما يريده شعبك؟ لست متأكدا».
من جهتها، حذرت الحكومة الألمانية، من أن الرسوم الجمركية التى وعد بها الرئيس الأمريكى على الواردات الأوروبية «ستضر بجميع البلدان» . وقال كوربينيان فاغنر المتحدث باسم وزارة الاقتصاد الألمانية إن أكبر اقتصاد فى أوروبا، الذى يعتمد على صادراته إلى الولايات المتحدة، «يتابع إعلانات الرسوم الجمركية الجديدة بقلق» و«يريد تجنب هذه الإجراءات قدر الإمكان».
فيما أكد أن الاتحاد الأوروبى يجب أن يكون مستعدًا للرد على تصرفات الولايات المتحدة، لكنه أوضح أن الكتلة المكونة من 27 دولة يجب أن «تعمل من أجل أنفسنا بشكل أساسي». «لهذا السبب، بالنسبة لي، فإن الأولوية القصوى لأوروبا هى أجندة التنافسية، وأجندة الدفاع والأمن، وطموح الذكاء الاصطناعي، ودعونا نتحرك بسرعة من أجل أنفسنا.
فيما لفتت المفوضية الأوروبية أمس الى إنها سترد لحماية مصالح الاتحاد الأوروبي، لكنها قالت إنها لن ترد حتى تحصل على توضيح مفصل أو مكتوب للتدابير. وقالت المفوضية فى بيان: «لا يرى الاتحاد الأوروبى أى مبرر لفرض الرسوم الجمركية على صادراته. سنرد لحماية مصالح الشركات والعمال والمستهلكين الأوروبيين من التدابير غير المبررة».
كما أشار ترامب إلى فرض تعريفات جمركية على صناعة أشباه الموصلات فى تايوان–والتى اتهمها مرارًا وتكرارًا وبدون أدلة بسرقة الأعمال الأمريكية. ويبدو أن تايوان تسعى جاهدة لمنع حدوث ذلك. ومن المقرر هذا الأسبوع توجه كبار المسئولين الاقتصاديين إلى الولايات المتحدة للقاء نظرائهم. كما ورد أن حكومة تايوان وشركة البترول المملوكة للدولة تتخذان خطوات لشراء المزيد من الغاز والنفط الأمريكى لتقليل الفائض التجارى لتايوان – وهو عامل رئيسى استشهد به ترامب فى سن التعريفات الجمركية.
فى تصريح لارى سامرز، وزير الخزانة الأمريكى فى عهد الرئيس السابق بيل كلينتون، لشبكة cnn قال : «إن هذا جرح ذاتى يصيب الاقتصاد الأمريكى. وأتوقع أن يرتفع معدل التضخم على مدى الأشهر الثلاثة أو الأربعة المقبلة نتيجة لذلك، لأن مستوى الأسعار لا بد وأن يرتفع عندما تفرض ضريبة على السلع التى يشتريها».