جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-15@05:02:39 GMT

إلى الرئيس ترامب

تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT

إلى الرئيس ترامب

 

حمود بن علي الطوقي

 

لم أكن أنوي الكتابة عن التصريحات المُستفزة التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ وصوله إلى البيت الأبيض خصوصًا ما يتعلق بالشرق الأوسط والقضية الفلسطينية على وجه التحديد، لكن الصورة الشهيرة التي التقطتُها معه في "قمَّة الرياض" عام 2017، كانت الشرارة التي دفعتني لإعداد هذا المقال الموجَّه إليه بعدة نصائح، بصفتي صحفيًا ومُتابعًا ببالغ الاهتمام للقضية الفلسطينية؛ فهي القضية التي تسكننا كعرب ومسلمين.

أوجّه هنا رسالة إلى الرئيس ترامب، آملًا أن تكون كلماتي جسرًا للتواصل والتغيير، ومُستدعيةً للوعي والإنصاف في مواجهة التحديات السياسية والإنسانية الراهنة، خاصةً فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وأشقائنا فيها. أتمنى أن تجدوا في هذه الكلمات نبراسًا للسلام، وشهادة على إيماني العميق بأن العدل والرحمة هما الطريق الحقيقي لتحقيق السلام الدائم بين الشعوب.

أيها الرئيس دونالد ترامب..

إنَّ وصولك إلى البيت الأبيض لم يكن محض صدفة؛ بل هو دليل على قدراتك الاستثنائية التي جعلتك أحد أكثر رؤساء الولايات المتحدة إثارةً للجدل. فقد أثارت تصريحاتك جدلًا واسعًا، وقد تكون مخيبة للآمال للكثيرين ممن يقطنون هذه البسيطة من جنسيات مختلفة.

تذكّر أنك اليوم في هذا المنصب والمناصب زائلة، ولكن الأثر الطيب يبقى خالدًا في ذاكرة الشعوب. لذا اجعل من عدالتك درعًا لك، ودع العالم يتحدث عن حكمك كعهدٍ من الإنصاف والرحمة.

أيها الرئيس ترامب..

عندما التقيتُ بك في القمة العالمية في الرياض عام 2017، وطلبتُ أن التقط صورة معك، سعدتُ بذلك، وقد انتشرت تلك الصورة بسرعة وأصبحتْ حديثَ المجالس، وكنتُ أفتخرُ بها حتى لُقِّبت بـ"ملك السيلفي"، وتارة أخرى بـ"صديق ترامب"! هذه الصورة ما زالت راسخة في ذهني، ولها قيمة معنوية كبيرة بالنسبة لي.

أيها الرئيس ترامب..

لقد انتظر العالم منك أن تكون أكثر عدالة وإنصافًا في القضية الفلسطينية؛ فهي ليست مجرد قضية عابرة؛ بل مصير أمة بأكملها. لذا لا تسمح لنفسك أن تنجر إلى متاهات سياسية مُعقَّدة قد تفتح عليك أبوابًا يصعُب إغلاقها. تصريحاتك التي أشارت إلى تهجير الفلسطينيين قد تبدو بسيطة، لكنها تحمل في طياتها تبعات خطيرة. فحتى لو كنت تملك القوة، تذكَّر أن هناك من يملك الحق الذي لا يَسقُط بالتقادم.

أيها الرئيس ترامب..

كُن صديقًا للجميع، للعرب والعجم، لكل الأطياف والشعوب، ودعهم يذكُرُونك بالخير بعد انتهاء فترة حكمك. لقد أظهرت في مواقف عدة شجاعة نادرة، خاصةً عندما حاربت بشدة المثليّة الجنسية. والعالم منك الصرامة والعدل في كل القضايا المصيرية.

أيها الرئيس ترامب..

نصيحتي ألا تنجرّ خلف نتنياهو، فهو رجل متهم بارتكاب جرائم حرب ضد شعب لا يريد سوى العيش بسلام وأمان. ومحاسبته على جرائمه ستكون خطوة جريئة منك، وستُسجَّل في تاريخك كفعل شجاع من رجل قوي وذو مكانة رفيعة.

أيها الرئيس ترامب..

أُجزم أنك تملك القدرة على تغيير العالم، ويمكنك أن تجعل منه مكانًا أكثر أمنًا وسلامًا. افعل ذلك، فسيبقى هذا الفعل نبيلًا مشرقًا، يحفظه لك التاريخ وتذكره الأجيال.

وأخيرًا، أقول لك: أيها الرئيس.. لديك فرصة ذهبية لتكون رمزًا للعدالة والسلام، فاغتنمها ليذكُرك العالم بالخير والإنصاف.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

قيادي بالشعب الجمهوري: جولة الرئيس السيسي في الخليج تحرك دبلوماسي مهم لحماية القضية الفلسطينية

قال محمد ناجي زاهي، الأمين المساعد لحزب الشعب الجمهوري بمحافظة القليوبية، إن جولة الرئيس عبد الفتاح السيسي في دول الخليج الشقيقة، والتي استهلها بزيارة العاصمة القطرية الدوحة ثم دولة الكويت، تمثل تحركا سياسيا ودبلوماسيا في غاية الأهمية يأتي في توقيت بالغ الحساسية على المستويين العربي والإقليمي، في ظل تصاعد وتيرة الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني، ومحاولات فرض سياسة الأمر الواقع وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم.

وأكد زاهي أن اللقاء الذي جمع الرئيس السيسي بالشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، يأتي في إطار توحيد المواقف العربية تجاه القضية الفلسطينية، التي تعد قضية أمن قومي عربي بامتياز، مشددا على أن مصر، بقيادة الرئيس السيسي، تقف بثبات إلى جانب الشعب الفلسطيني في حقه المشروع في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وترفض جميع محاولات التهجير والتصفية التي تسعى حكومة الاحتلال إلى فرضها عبر الاعتداءات المتكررة على قطاع غزة والضفة الغربية.

وأوضح محمد ناجي زاهي أن توقيت الزيارة يعكس إدراك القيادة المصرية لأهمية الحراك العربي المشترك، في ظل تطورات خطيرة تشهدها المنطقة، لا سيما ما يتعلق بالوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتصاعد التوتر في الإقليم، بما يحتم على الدول العربية الفاعلة العمل على تنسيق الجهود السياسية والدبلوماسية والإنسانية، من أجل وقف العدوان، والتصدي لأي مشاريع تهدف لتغيير الواقع الديموغرافي والجغرافي في فلسطين.

وأشار المحلل السياسي إلى أن اللقاء بين الرئيس السيسي وأمير قطر يحمل بعدا اقتصاديا مهما كذلك، يتمثل في تعزيز مجالات التعاون بين القاهرة والدوحة، وفتح آفاق جديدة للاستثمار القطري في مصر، بما يخدم جهود التنمية المستدامة التي تنتهجها الدولة المصرية، ويساهم في دعم الاستقرار الاقتصادي في هذه المرحلة الدقيقة.

وتابع زاهي: جولة الرئيس السيسي الحالية في الخليج تعكس بوضوح مكانة مصر الإقليمية والدور المحوري الذي تلعبه في إدارة الملفات الشائكة في المنطقة، وهو ما يعزز ثقة الشعوب العربية في قدرة القيادة المصرية على حماية الأمن القومي العربي والدفاع عن القضايا المصيرية للأمة.

مقالات مشابهة

  • قيادي بالشعب الجمهوري: جولة الرئيس السيسي في الخليج تحرك دبلوماسي مهم لحماية القضية الفلسطينية
  • الاىستثمار والقضية الفلسطينية | جولة الرئيس السيسي الخليجية لبحث الأمن الإقليمي
  • رشاد عبدالغني: جولة الرئيس السيسي الخليجية تدعم القضية الفلسطينية
  • الرئيس الفلسطيني و نظيره الفرنسي يبحثان هاتفيا آخر المستجدات في الأراضي الفلسطينية
  • الرئيس السيسي وأمير قطر يشددان على أهمية وجود أفق سياسي ينتهي بإقامة الدولة الفلسطينية
  • رابطة العالم الإسلامي تُدين الهجمات التي تعرّضت لها مخيمات النازحين حول مدينة الفاشر بالسودان
  • الحرية: زيارة الرئيس الإندونيسي لمصر دفعة قوية لمساعي دعم القضية الفلسطينية
  • الرئيس السيسي ونظيره الإندونيسي يؤكدان دعم القضية الفلسطينية ورفض تهجير سكان غزة
  • الجيش الأردني يقظُ أيها الحاقدون . . !
  • عطاف يستعرض التطورات الخطيرة التي تشهدها القضية الفلسطينية بتركيا