إلى الرئيس ترامب
تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT
حمود بن علي الطوقي
لم أكن أنوي الكتابة عن التصريحات المُستفزة التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ وصوله إلى البيت الأبيض خصوصًا ما يتعلق بالشرق الأوسط والقضية الفلسطينية على وجه التحديد، لكن الصورة الشهيرة التي التقطتُها معه في "قمَّة الرياض" عام 2017، كانت الشرارة التي دفعتني لإعداد هذا المقال الموجَّه إليه بعدة نصائح، بصفتي صحفيًا ومُتابعًا ببالغ الاهتمام للقضية الفلسطينية؛ فهي القضية التي تسكننا كعرب ومسلمين.
أوجّه هنا رسالة إلى الرئيس ترامب، آملًا أن تكون كلماتي جسرًا للتواصل والتغيير، ومُستدعيةً للوعي والإنصاف في مواجهة التحديات السياسية والإنسانية الراهنة، خاصةً فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وأشقائنا فيها. أتمنى أن تجدوا في هذه الكلمات نبراسًا للسلام، وشهادة على إيماني العميق بأن العدل والرحمة هما الطريق الحقيقي لتحقيق السلام الدائم بين الشعوب.
أيها الرئيس دونالد ترامب..
إنَّ وصولك إلى البيت الأبيض لم يكن محض صدفة؛ بل هو دليل على قدراتك الاستثنائية التي جعلتك أحد أكثر رؤساء الولايات المتحدة إثارةً للجدل. فقد أثارت تصريحاتك جدلًا واسعًا، وقد تكون مخيبة للآمال للكثيرين ممن يقطنون هذه البسيطة من جنسيات مختلفة.
تذكّر أنك اليوم في هذا المنصب والمناصب زائلة، ولكن الأثر الطيب يبقى خالدًا في ذاكرة الشعوب. لذا اجعل من عدالتك درعًا لك، ودع العالم يتحدث عن حكمك كعهدٍ من الإنصاف والرحمة.
أيها الرئيس ترامب..
عندما التقيتُ بك في القمة العالمية في الرياض عام 2017، وطلبتُ أن التقط صورة معك، سعدتُ بذلك، وقد انتشرت تلك الصورة بسرعة وأصبحتْ حديثَ المجالس، وكنتُ أفتخرُ بها حتى لُقِّبت بـ"ملك السيلفي"، وتارة أخرى بـ"صديق ترامب"! هذه الصورة ما زالت راسخة في ذهني، ولها قيمة معنوية كبيرة بالنسبة لي.
أيها الرئيس ترامب..
لقد انتظر العالم منك أن تكون أكثر عدالة وإنصافًا في القضية الفلسطينية؛ فهي ليست مجرد قضية عابرة؛ بل مصير أمة بأكملها. لذا لا تسمح لنفسك أن تنجر إلى متاهات سياسية مُعقَّدة قد تفتح عليك أبوابًا يصعُب إغلاقها. تصريحاتك التي أشارت إلى تهجير الفلسطينيين قد تبدو بسيطة، لكنها تحمل في طياتها تبعات خطيرة. فحتى لو كنت تملك القوة، تذكَّر أن هناك من يملك الحق الذي لا يَسقُط بالتقادم.
أيها الرئيس ترامب..
كُن صديقًا للجميع، للعرب والعجم، لكل الأطياف والشعوب، ودعهم يذكُرُونك بالخير بعد انتهاء فترة حكمك. لقد أظهرت في مواقف عدة شجاعة نادرة، خاصةً عندما حاربت بشدة المثليّة الجنسية. والعالم منك الصرامة والعدل في كل القضايا المصيرية.
أيها الرئيس ترامب..
نصيحتي ألا تنجرّ خلف نتنياهو، فهو رجل متهم بارتكاب جرائم حرب ضد شعب لا يريد سوى العيش بسلام وأمان. ومحاسبته على جرائمه ستكون خطوة جريئة منك، وستُسجَّل في تاريخك كفعل شجاع من رجل قوي وذو مكانة رفيعة.
أيها الرئيس ترامب..
أُجزم أنك تملك القدرة على تغيير العالم، ويمكنك أن تجعل منه مكانًا أكثر أمنًا وسلامًا. افعل ذلك، فسيبقى هذا الفعل نبيلًا مشرقًا، يحفظه لك التاريخ وتذكره الأجيال.
وأخيرًا، أقول لك: أيها الرئيس.. لديك فرصة ذهبية لتكون رمزًا للعدالة والسلام، فاغتنمها ليذكُرك العالم بالخير والإنصاف.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
خطبة الجمعة بحضور الرئيس السيسي.. عبد الباري: كلما احتدم الصراع لا يجد الحر في العالم إلا جيش مصر وقائدها.. فيديو
خطبة الجمعة من مسجد المشير طنطاويالرئيس عبد الفتاح السيسي يحضر صلاة الجمعةالرئيس السيسي يجري حوارا مع شيخ الأزهر بعد انتهاء الصلاةخطيب الجمعة:الشهداء أعلى مكانة من غيرهم يوم القيامةكلما احتدم الصراع لا يجد الحر في العالم إلا جيش مصر وقائدها
نشرت القناة الفضائية المصرية، بثا مباشرا لنقل فعاليات ثاني جمعة فى رمضان من مسجد المشير طنطاوي بالقاهرة الجديدة، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية. ورئيس مجلس الوزراء وشيخ الأزهر ووزير الدفاع والداخلية ومفتي الجمهورية.
خطبة الجمعة بحضور الرئيس السيسيوحددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة القادمة بعنوان: "وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ"، وقالت وزارة الأوقاف: إن الهدف من هذه الخطبة هو توعية الجمهور بمنزلة ومكانة وأجر الشهداء عند رب العالمين، علمًا بأن الخطبة الثانية تتناول التحذير البالغ من المراهنات الإلكترونية.
وأدى الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، صلاة الجمعة الثانية في رمضان، من مسجد المشير طنطاوي بالقاهرة الجديدة، حيث دارت خطبة الجمعة عن مكانة الشهداء في الإسلام.
وبعد انتهاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، من صلاة الجمعة، التقى بفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، ودار بينهما حديث عقب الانتهاء من الصلاة.
وقال الدكتور سيد عبد الباري، من علماء وزارة الأوقاف، إن لكل أمة من الأمم أيامها التي تفاخر بها ولكل شعب من الشعوب ذكرياته التي يباهي بها أقرانه من الشعوب، منوها أن للأمة المصرية من الذكريات والانتصارات والمفاخر ما يعجز اللسان عن التعبير به.
وأضاف سيد عبد الباري، في خطبة الجمعة الثانية من مسجد المشير طنطاوي، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، أننا اليوم نحتفل بيوم الشهيد وذكرى انتصار العاشر من رمضان، منوها أن الكلام في هذا الشأن طويل.
وأشار إلى أن الله تعالى أعلى مكانة الشهداء على غيرهم من الناس، فالشهداء هم أنبل بني البشر بعد الأنبياء والرسل، قال الله تعالى (وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَٰئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ ۖ وَالشُّهَدَاءُ عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ).
وأضاف أن الشهيد في مصاف الملأ الأعلى وحملة العرش، فالذين عند الله لا يستكبرون عن عبادته، لقوله تعالى (يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ) وقوله تعالى (فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ).
وأوضح أن ملائكة الله دوما في التسبيح عند الله، وكذا الشهداء هم كما قال القرآن "فرحين بما آتاهم الله من فضله) فهم لا يصيبهم الفزع يوم النفخ ، لقوله تعالى (وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّهُ).
مكانة الشهداءوتابع: يا ترى من الذين استثناهم الله من الصعق والفزع يوم القيامة، قال العلماء هم (حملة العرش وجبريل وميكائيل وإسرافيل، وملك الموت والحور والولدان والشهداء) فالشهداء في أمن وأمان لا يصيبهم ما يصيب الخلق يوم القيامة.
واستشهد بقول الله تعالى (وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ (4) سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ (5) وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ).
وقال الدكتور سيد عبد الباري، من علماء وزارة الأوقاف، إن هناك أناس لا يملكون إلا الجرأة على الأمل، وكم من راسخين يطويهم الصمت حتى إذا كلفوا أتوا بالعجب العجاب ولا يعلم قدرة النفوس إلا الله تعالى.
وأضاف سيد عبد الباري، في خطبة الجمعة الثانية في رمضان، من مسجد المشير طنطاوي، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن الله تعالى يختار لحماية المقدسات أنفس الرجال وأعظم الأرواح وأرقى الأبطال، فإن الله جلت قدرته اختار جند مصر وهيأهم لهذه المهمة والغاية أبدا، وسلوا التاريخ عن جند مصر وجيشه، ولذا كلما احتدم الصراع لا يجد الحر في العالم إلا جيش مصر وقائدها وشعبها.
وأشار إلى أن الكلمات لا تستطيع أن توفي جيش مصر حقه، فلا يجد العالم إلا جيش مصر وأبطال مصر، وعلى جيش مصر أن يسير على هذا النهج الشريف وأن يلتف الجميع حول قائد مصر.