كمين يؤدي لمقتل وإصابة العشرات من «القوة المحايدة» في دارفور
تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT
أدى كمين نصبته قوة مسلحة إلى مقتل وإصابة وأسر العشرات من القوة المحايدة لحماية المدنيين في دارفور، وهو الحادث الثاني خلال العام الحالي.
الفاشر: التغيير
قالت القوة المحايدة لحماية المدنيين في دارفور، إن قواتهم تعرضت لكمين في منطقة كبكابية قتل خلاله (26) شخصاً وأصيب (34) آخرون، وتم أسر (17) فرد وفقدان الاتصال بـ(33) آخرين.
ودشنت حركتا تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور، وتجمع قوى تحرير السودان بقيادة الطاهر حجر، في منتصف يناير من العام الحالي، قوة عسكرية مشتركة لحماية المدنيين في مناطق سيطرة الطرفين بإقليم دارفور.
وبحسب توضيح من قوات الحماية اليوم الأربعاء، فإن تفاصيل الحادث تشير إلى تحرك قوة تتبع لها من منطقة طويلة بشمال دارفور قاصدين منطقة أبو قمرة وبتنسيق مع قوات الدعم السريع برفقة (33) عربة لمواطنين و(23) عربة قتالية، ولكنهم تفاجأوا عند وصولهم لمنطقة كبكابية برفض القوة الموجودة في البوابة دخولهم.
ووفقاً للبيان فإن قوة الحماية أبلغتهم بوجود تنسيق مع قيادتهم.
وأضاف أن القوة الموجودة في بوابة كبكاببة رفضت السماح لهم بالمرور بعد وصفهم بلفظ عنصري، وأطلقت عليهم النار ودارت اشتباكات بين الطرفين.
وأكد البيان تمكن القوة المشتركة من الانسحاب، لكنهم وقعوا في كمين بمنطقتي ايد النبق ولوحة، قتل فيه العشرات من قواتهم وتم أسر آخرين.
ونوهت القوة المحايدة إلى وجود معلومات تشير إلى أنه كانت هنالك عمليات حشد وخطة موضوعة ومدروسة من بعض قيادات الدعم السريع لوضع قواتهم في كمين، وشددت على أن الاتصال مع الدعم السريع كان حاضراً في جميع المستويات.
والحادث هو الثاني خلال العام الحالي، حيث سبق وأن تعرضت قوة الحماية لكمين من قوة مسلحة مطلع شهر يناير في تخوم محلية كبكابية، ما أدى لوقوع خسائر في الأرواح والمعدات.
وكانت اللجنة الاشرافية العليا واللجنة الإدارية العليا للقوة المحايدة لحماية المدنيين نعت قبل أيام المقدم/ رشيد أحمد بكر قائد حراسات رئيس هيئة أركان تجمع قوى تحرير السودان وضمن قادة القوة المحايدة الذي اغتالته مليشيات مسلحة في الطريق الرابط بين محلية طويلة ومعسكر زمزم للنازحين.
الوسومالدعم السريع السودان الطاهر حجر تجمع قوى تحرير السودان حركة جيش تحرير السودان دارفور عبد الواحد نور كبكابيةالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الدعم السريع السودان الطاهر حجر تجمع قوى تحرير السودان حركة جيش تحرير السودان دارفور عبد الواحد نور كبكابية لحمایة المدنیین القوة المحایدة تحریر السودان
إقرأ أيضاً:
منظمات دولية تندد بهجوم الدعم السريع على مخيم زمزم للنازحين في دارفور
ندّدت جهات دولية ومحلية عدّة بالهجوم الدّامي الذي استهدف مخيم "زمزم" للنازحين، في ولاية شمال دارفور غربي السودان، والذي أسفر عن مقتل عدد من العاملين الصحيين، أثناء تأديتهم مهامهم الإنسانية.
ويُعدّ هذا الهجوم امتداداً لسلسلة من الاعتداءات التي طالت الكوادر الطبية والإغاثية، منذ اندلاع الحرب في السودان في منتصف نيسان/ أبريل 2023، والتي أسفرت عن مقتل وإصابة العديد من العاملين في مختلف أنحاء البلاد.
وفي سياق الإدانة، أعربت منظمة الصحة العالمية عن صدمتها إزّاء الهجوم، مؤكدة عبر منشور على حسابها الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "إكس" أنّ: "الاعتداءات على المدنيين والعاملين الصحيين تُعد انتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي ويجب أن تتوقف فوراً".
.@WHO is appalled by the deplorable attack on Zamzam camp, North Darfur, #Sudan, in which humanitarian health workers were killed while providing health care.
Attacks on civilians & health workers are grave violations of international humanitarian law and must stop.#NotATarget pic.twitter.com/4j8WSRc9vM — WHO Sudan (@whosudan) April 12, 2025
وأضافت المنظمة: "نشعر بالذعر من الهجوم الذي استهدف مخيم زمزم وأودى بحياة كوادر صحية أثناء أداء واجبهم الإنساني".
من جهتها، أعربت المنسقة المقيمة للأمم المتحدة ومنسقة الشؤون الإنسانية في السودان، كليمنتاين نكويتا سلامي، عن قلقها البالغ جرّاء تصاعد الهجمات، وكتبت على حسابها في "إكس": "أشعر بالفزع من التقارير التي تتحدث عن هجمات على مخيمَي زمزم وأبو شوك، إضافة إلى مدينة الفاشر".
إلى ذلك، طالبت "مرتكبي هذه الأفعال بوقفها فوراً"، فيما أكّدت أنّ: "العالم لا يمكنه أن يلتزم الصمت أمام هذه الفظائع".
وفي السياق ذاته، أفادت شبكة أطباء السودان بأنّ: "قوات تابعة للدعم السريع قامت، خلال يومين فقط، بتصفية عشرة من العاملين في القطاع الصحي، بينهم مدير مستشفى أم كدادة وتسعة من الكوادر الطبية العاملة في مخيم زمزم، وذلك عقب الهجوم الذي شنّته هذه القوات، يوم الجمعة الماضي".
وتشهد مدينة الفاشر منذ 10 أيار/ مايو 2024 اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، رغم التحذيرات المتكررة من المجتمع الدولي بشأن تدهور الوضع الإنساني في المدينة التي تُعد مركزاً رئيسياً للعمليات الإنسانية في دارفور.
وفي هذا الإطار، عبّر وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، عن إدانته للهجمات التي وصفها بـ"العشوائية"، مشيراً إلى أنّ: "قوات الدعم السريع مسؤولة عن استهداف المدنيين وعمال الإغاثة في الفاشر".
واعتبر أنّ: "هذه الأحداث تُضفي أهمية ملحة على مؤتمر السودان المزمع عقده في لندن يوم الثلاثاء المقبل"، مشدداً على ضرورة التزام كافة الأطراف بحماية المدنيين.
وتسببت الحرب المستمرة في السودان، التي اندلعت في 15 نيسان/ أبريل 2023 بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في مقتل أكثر من 20 ألف شخص وتشريد نحو 15 مليوناً، بحسب بيانات الأمم المتحدة، فيما قدّرت أبحاث أكاديمية أمريكية عدد القتلى بما يزيد عن 130 ألفاً.
وكان الجيش السوداني قد أعلن، أمس السبت، عن ارتفاع حصيلة قتلى الهجوم الذي شنّته قوات الدعم السريع على مخيم زمزم إلى 74 قتيلاً، وسط استمرار الهجوم لليوم الثاني على التوالي، بحسب ما أفادت به مصادر محلية.
ويعاني المخيم من أوضاع متدهورة، حيث تم رصد المجاعة فيه قبل أشهر، وهو يؤوي أكثر من نصف مليون نازح.
وقبل أيام من الذكرى السنوية الثانية لاندلاع الحرب، حذّرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في تقرير لها، الخميس الماضي، من تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل غير مسبوق في السودان، مشيرة إلى أنّ: "التجاهل المتكرر لمبادئ القانون الدولي الإنساني ساهم في تعميق الكارثة"، كما حذّرت من أن "التراجع الحاد في تمويل المساعدات الإنسانية ينذر بتفاقم المأساة".
وفي وقت سابق، قدمت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" تقييماً مرعباً للوضع في السودان، مشيرة إلى: انتشار المجاعة وتفشي انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك حالات اغتصاب أطفال، وسط شبه انهيار تام في الخدمات الأساسية.
وأكدت المنظمة أن تقديرات الأمم المتحدة تشير إلى أن "نحو ثلثي سكان السودان، أي أكثر من 30 مليون شخص، سيحتاجون إلى مساعدات إنسانية خلال عام 2025"، من بينهم 16 مليون طفل يعانون بشكل خاص من تداعيات الصراع.