عُمان ومصر.. وشائج قربى
تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT
د. سليمان المحذوري
abualazher@gmail.com
حلَّت سلطنة عُمان ضيف شرف على معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025، والذي أقيم خلال الفترة 23 يناير حتى 5 فبراير من هذا العام. ولا ريب أنّ مثل هذه المشاركات الثقافية لها دور محوري في إبراز الوجه الثقافي والحضاري لسلطنة عُمان. وعندما نتحدث عن معرض القاهرة الدولي للكتاب فإننا نتحدث عن أقوى المناشط الثقافية العربية كمًا ونوعًا.
ومن جانب آخر فإنّ ما يربط عُمان بمصر يتعدى الزمن الحاضر بسنوات ضوئية منذ الحضارة الفرعونية وارتباطها بحضارة مجان في عصور ما قبل التاريخ مرورًا بمختلف الحقب التاريخية التي شهدت علاقات متواصلة حتى العصور الحديثة والتاريخ المعاصر. وإزاء ذلك؛ فإن حضور عُمان في هذا المعرض لم يكن صدفة؛ بل هو امتداد لتلك العلاقات، وتأكيد على أهميتها، وضرورة استمرارها بصورة أمتن وأعمق لا سيما في ظل الظروف السياسيّة الحاليّة التي تعصف بالمنطقة. جدير بالذكر أنّ سلطنة عًمان ممثلة في وزارة الثقافة والرياضة والشباب -مشكورة- كان لها حضور لافت في معرض القاهرة؛ وذلك من خلال مشاركة عدة جهات حكومية، ودعم سخي لمشاركة دور نشر عُمانية، إلى جانب تنظيم فعاليات ومناشط ثقافية على مدار أيام المعرض كان لي شرف المشاركة في إحداها وهي جلسة حواريّة بعنوان "أثر الثقافة العُمانيّة في الشرق الإفريقي".
وفي هذا الإطار، لا بُد من التأكيد على أنّ المشاركات العُمانيّة في مختلف المحافل الثقافيّة الدوليّة تُعد فرصة ذهبية لتقديم عُمان للعالم الآخر ثقافيًا وحضاريًا، إضافة إلى أهمية الترويج لها اقتصاديًا وسياحيًا. ونتيجة لذلك يُمكن تأسيس شراكات في مختلف المجالات خاصة الثقافيّة والسياحيّة، واستثمار القوة الناعمة لسلطنة عُمان أيما استثمار.
واستخلاصًا لما سبق، وإلى جانب التأكيد على أهمية الحضور العماني في المعارض الدوليّة على اختلاف أنواعها؛ فإنه من الأهمية بمكان الاستعداد المبكر، ووضع خريطة طريق لهذه المشاركات من خلال إعداد خطة محكمة تتضمن كافة التفاصيل من اختيار التصميم المعبر للجناح العماني، وكذلك اختيار الجهات الرسمية، ودور النشر التي يمكنها تمثيل عُمان خير تمثيل، علاوة على انتقاء الفعاليات والمناشط الثقافية بعناية فائقة لتصب في نهاية المطاف نحو تحقيق هدف واحد، وهو تمثيل سلطنة عُمان بما يليق بتاريخها وحضارتها وحاضرها، والتأكيد على قيمها النبيلة ورسالتها الساميّة.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
«تفاهم» بين الإمارات ومصر لتعزيز التعاون الفضائي السلمي
القاهرة (الاتحاد)
أخبار ذات صلةوقعت دولة الإمارات العربية المتحدة، ممثلة في وكالة الإمارات للفضاء، مذكرة تفاهم مع جمهورية مصر العربية، ممثلة في وكالة الفضاء المصرية؛ بهدف تعزيز التعاون في الأنشطة الفضائية السلمية، وذلك على هامش مشاركة وفد وكالة الإمارات للفضاء، برئاسة المهندس سالم بطي القبيسي، المدير العام للوكالة، في أعمال الاجتماع الحادي عشر للمجموعة العربية للتعاون الفضائي، ومؤتمر «نيوسبيس أفريقيا»، المنعقدين في العاصمة المصرية القاهرة.
كما شارك الوفد في حفل افتتاح المقر الرئيس لوكالة الفضاء الأفريقية، والذي أقيم مؤخراً بمدينة الفضاء المصرية بالقاهرة، وسط حضور واسع من الشخصيات البارزة في القطاع، وعدد من الوزراء والمسؤولين من مختلف دول أفريقيا.
وقال سالم بطي القبيسي، مدير عام وكالة الإمارات للفضاء: «تجسد هذه الاتفاقية محطة مهمة في مسار التعاون الفضائي العربي، وتعكس الرؤية الاستراتيجية لدولة الإمارات التي تؤمن بأن الفضاء يمثل بوابة واعدة لتحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز التبادل المعرفي، وتطوير الحلول المبتكرة للتحديات المشتركة».
وأضاف: «إن تعاوننا مع الأشقاء في جمهورية مصر العربية التزام راسخ بمبدأ الاستثمار في الإنسان، وتوطين المعرفة، وبناء اقتصاد معرفي تنافسي يقوم على الابتكار والريادة، ويرتقي بطموحات شعوبنا نحو مستقبل أكثر ازدهاراً واستقراراً».
وتهدف الاتفاقية الموقعة مع وكالة الفضاء المصرية إلى دعم جهود التنمية المستدامة، وتمكين الكفاءات الوطنية، وتوظيف التقنيات الفضائية لخدمة المجتمعات، إلى جانب تعزيز البحث العلمي وتطوير التطبيقات الفضائية للأغراض السلمية، بما يتماشى مع رؤية دولة الإمارات الرامية إلى ترسيخ مكانتها كشريك موثوق في القطاع الفضائي إقليمياً ودولياً.
وتنص الاتفاقية على إنشاء إطار تعاون طويل الأمد في مجالات الفضاء المدني، من خلال تبادل الخبرات والأبحاث والتكنولوجيا، وإطلاق مشاريع مشتركة تسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة لكلا البلدين.
مجالات التعاون
تشمل التعاون بين الطرفين مجالات متعددة، بما في ذلك تقنيات الاتصالات، والملاحة وتحديد التوقيت، ورصد الأرض والاستشعار عن بُعد، والوعي بالحالة الفضائية، وإدارة الأصول عن بُعد، والبحث والتطوير في التقنيات الناشئة والمتقدمة.
وتعكس الاتفاقية التزام دولة الإمارات بتعزيز حضورها الإقليمي والدولي في قطاع الفضاء، وحرصها على توسيع شبكة شراكاتها الاستراتيجية مع الدول العربية، بما يعزز المصالح المشتركة، ويدعم تطوير منظومات الفضاء الوطنية، ويسهم في توظيف العلم والتكنولوجيا لتحقيق مستقبل أكثر استدامة واستعداداً للتحديات المتغيرة.